Saturday, October 10, 2009

ديمومة الأنظمة: بحث في أسباب المحنة العربيّة

A Good Analysis by As'ad Abu Khalil (Angry Arab), in Arabic, of the Longevity of the Arab Regimes and the Mass Stagnation and Stasis in the Arab World.

أسعد أبو خليل

"يحلم زعماء العرب بالخلود. ينفقون الغالي والرخيص بحثاً عن عقاقير وأعشاب، ويستعينون بالمشعوذين للحصول على سرّ الخلود. كان مستشار أنور السادات، حسن التهامي (ذو الدور المشؤوم في العلاقة المبكرة مع إسرائيل)، يحضّر الأرواح ويشير على السادات للوقاية من الشرّ. وبعض منجمّي لبنان بنى قصوراً مقابل «تنبؤات» لهذا الحاكم أو ذاك. حياة واحدة من قمع شعوبهم لا تكفي، فيزيدون عليها بسلالات لتخلّد اسمهم. بعضهم حكمنا لعقود، والبعض الآخر لقرون من الزمن
......
أما أسباب الاستمرار فهي متعدِّدة، ومنها:
أولاً، نهاية الحرب الباردة
......
ثانياً، إن الولايات المتحدة راضية تمام الرضى عن الأنظمة السائدة في العالم العربي، وهي تعتبر أن بقاء الأنظمة يساهم في الحفاظ على مصالحها
.......
ثالثاً، هذا النمو الهائل في البنية الاستخباراتيّة ــــ العسكريّة القمعيّة ساعد الأنظمة العربيّة في الاستمرار
.......
رابعاً، السيطرة العائليّة وعدم الوثوق إلا بأفراد العائلة ساعد في توطيد الحكم. أصبحوا كلّهم نموذجاً للحكم الشخبوطي: الأب يقود، والإخوة والأبناء يسيطرون على أجهزة الحكم
......
خامساً، تمرّس الحكّام في الحكم، وتمرّسوا في منع الانقلابات. وهذا يعود إلى دعم خارجي،
......
سادساً، خوف العامّة من المجهول. لا يركن الشعب اليوم إلى وعود التغيير: الخيبات تراكمت،
.......
سابعاً، التخويف الفقهي التقليدي من الفتنة
.......
ثامناً، عائدات النفط والمساعدات الخارجيّة قللت من ضرورة الاستعانة بـ«القدرة الاستخراجيّة»
.......
تاسعاً، مزاج من اليأس والخوف قلّل من إمكان المعارضة المسلّحة. فقد الشعب العربي الكثير من آماله ورغباته عبر عقود من الهزائم والخيبات والمؤامرات والقمع والأحلام المُبدّدة
.......
عاشراً، معادلة «سي رايت ملز» في كتابه «نخبة السلطة» عن وصفة «التسلية والخداع والثناء» للبقاء في الحكم، تنطبق على العالم العربي
........
حادي عشر، سيادة الحقبة السعوديّة والحفاظ على الأنظمة الموالية لها (بالاتفاق مع أميركا وإسرائيل).
.......
ثاني عشر، العنف المستشري والاستعانة بالمجازر للتخويف ولتقويض قوى المعارضة
.......
ثالث عشر، فعالية تنسيق القمع العربي. يمكن اعتبار اجتماع وزراء الداخليّة العرب من أهم الاجتماعات العربيّة الجامعة على الإطلاق. والأنظمة العربيّة تعارض كل مساعي التوحّد والاندماج لكنها تتعاون بفعالية أكيدة في مجال القمع العربي المشترك
........
ويمكن أن نضيف أن النموذج العراقي في التغيير ساهم على عكس ما روّج المُستعمر الأميركي في تدعيم أنظمة التسلّط العربيّة، لأن نموذج التغيير بات مرتبطاً في الأذهان الشعبيّة بالعنف والفتنة والسيطرة الأجنبيّة والفساد وسيادة الميليشيات المسلّحة والرجوع القهقرى تاريخيّاً واجتماعيّاً من ناحية تقوية الروابط العشائريّة والسيطرة الإكليريكيّة
......
يجب عدم النظر إلى ما ورد من تحليل كدعوة للمزيد من اليأس. على العكس، فإن تفنيد النظريّات الاستشراقيّة يجب أن يعوّل على قدرة التغلّب على عوامل سياسيّة واقتصاديّة مؤثِّرة في القمع العربي. أي إن قوة الضعفاء أهم من (انتظار) ضعف الأقوياء، على قول ماركس
"

No comments: