عن الديمقراطية وفلسطين

عزمي بشارة



A GREAT CARTOON BY EMAD HAJJAJ

Link

ليس هذا العنوان صيغة أخرى لشعار "الطريق إلى فلسطين تمر عبر العواصم العربية"، الذي رفعته الأيديولوجيات العربية المختلفة، اليسارية والإسلامية والقومية، في بعض مراحلها، ولا ما يشبهه. إنه عنونة لمحاولة أصبحت ضروريةً لتفسير التكامل اللازم بين الخطاب الديمقراطي وقضية فلسطين في زمننا هذا.

لقد طال الزمن على قضية فلسطين، ومن أهم أسباب تأخر حل هذه القضية العادلة التي نشأت حينما تحرّرت شعوب أخرى من الاستعمار، تشابكها مع ما أسميتها في كتاب لي صدر عام 2007  "المسألة العربية" في بلادنا، و"المسألة اليهودية" في الغرب. وقد أثبتت التطورات اللاحقة صحة الفرضية أن الاشتباك مع هاتين المسألتين خلال النضال من أجل العدالة لفلسطين يتطلب خطاباً ديمقراطياً. وليس هذا مكان شرح ذلك، ويمكننا الاكتفاء، بالتأكيد، على استحالة فهم سوء أداء الدولة العربية في القضية الفلسطينية، بمعزل عن فهم طبيعة الأنظمة والعلاقة العضوية بين غياب الديمقراطية والعجز عن تجاوز حالة التجزئة العربية.

أما فلسطينياً، فثمة عوامل أخرى تفصح عن قوة الرابط بين قضية فلسطين وقضية الديمقراطية:
1. أدى التأخير في حل القضية الفلسطينية، والوقائع التي أنتجها الاحتلال الإسرائيلي على الأرض، إلى نشوء واقع أبارتهايد (نظام فصل عنصري) استعماري. ولا يمكن مواجهة نظامٍ كهذا بدون خطاب ديمقراطي. فلم تعد قضية فلسطين قضية تحرر من الاستعمار فحسب، وأصبح من الضروري أن يتخذ التحرّر الوطني طابعاً ديمقراطياً في مواجهة نظام فصل عنصري.

2. في الضفة الغربية، قامت سلطة فلسطينية، ما لبثت أن انشقت إلى سلطتين. وفي الحالتين، نحن أمام حركة وطنية، تمارس سلطة على الناس، من دون سيادة على الأرض. وحيثما تمارَس السلطة من دون رقابة ومحاسبة تظهر تجاوزات، وهذه تضيف ظلم الأقربين إلى ظلم الاحتلال. وحتى في القضية الوطنية ذاتها، لا يمكن ضبط مواقف السلطة من المفاوضات ومقاومة الاحتلال وغيرها دون نوع من الديمقراطية.

3. ما زالت إسرائيل تدّعي أنها الديمقراطية الوحيدة في المنطقة، وهذا من وجهة نظر ضحاياها الذين قامت على أنقاض مدنهم وقراهم، وما زالت تحتل أراضيهم، خطاب أيديولوجي مكذوب. هذا صحيح. ولكن، يصعب مقارعته بهذه الحجة وحدها. وتحتاج مواجهته إلى خطاب ديمقراطي ذي مصداقية يثبت زيف الديمقراطية الإسرائيلية.

"الصراخ في وجه المواطن العربي الذي يواجه التعذيب، وصنوف القمع الأخرى بأن بوصلته هي فلسطين، هو رجع صدى صراخ الجلاد في وجه ضحيته"

4. ازدادت أهمية الصراع داخل إسرائيل نفسها. ولا يمكن للعرب داخل حدود عام 1948، وأقصد الذين يحملون المواطنة الإسرائيلية، الصمود في معاشهم اليومي والنضال من أجل حقوقهم، وربطها بالقضية الوطنية الفلسطينية، من دون خطاب ديمقراطي متماسك. هنا، ينشأ خطر التأسرل إذا كان الخطاب الديمقراطي من دون بعد وطني، وهو خطر يزداد، أخيراً، بشكل ملحوظ، ويمكن أن يودي بالخطاب الديمقراطي والهوية الوطنية سوية. أما من دون خطاب ديمقراطي، فينشأ خطر فشل أي حركة وطنية، وتهميشها الكامل في واقعٍ كالواقع الإسرائيلي في الداخل. ولا يمكنك أن تطالب بالديمقراطية والمساواة في إسرائيل، وأن تتضامن مع الاستبداد في مكان آخر.

أما على المستوى العربي، ففي الماضي كان بإمكان الوطني الفلسطيني أن يتجنب التورط في ما يجري داخل الدولة العربية، والاكتفاء بالتطرق لماماً لمعاناة الشعوب العربية في ظل أنظمة استبدادية ومتخلفة، أو الذم والهجاء في الأحاديث الخاصة، بما يشبه التذمر والشكوى للتنفيس. فحين لم تكن الشعوب ثائرةً على أوضاعها، كان بوسعه تبرير الصمت، لنفسه ومحيطه، بأنه ليس من مسؤوليته أن يتحدث باسم هذه الشعوب، كما أن حجة التركيز على موضوعه الأساسي، فلسطين، وجيهة جدا، ولا سيما أن العديد من العرب والفلسطينيين محقون في اعتبارهم الصهيونية عدواً للعرب والفلسطينيين في آن، واعتبارهم إسرائيل نفسها من أهم عوامل تردّي حال النظام العربي.

ولكن، بعد أن ثار العرب ووجِهوا بما ووجِهوا من قمع الأنظمة (وانضمت إلى قمعهم حركات متطرفة أيضا)، لم يعد في وسع أي وطني فلسطيني أن يحافظ على مصداقيته، وأن يتجاهل معاناة أشقائه العرب الرازحين تحت وطأة الاستبداد الذي قد يتجاوز حجم جرائمه جرائم إسرائيل نفسها. ويفترض بعدالة قضيته أن تجبره على الاعتراف بعدالة قضية الآخرين؛ ويتوقع أن يدفعه نضاله ضد الظلم المزمن بحق الفلسطينيين، لكي يكون ضد الظلم عموماً، ولا سيما ذلك الواقع على أشقائه وجيرانه.

من الصلف والغرور غير المبرر أن نطلب من العربي المتعرّض للتعذيب في سجون النظام الحاكم لوطنه بسبب مواقفه، أو المعرّض للقصف بطائرات سلاح الجو الذي موّله بحصص كبيرة من طعام أسرته، أن يتضامن مع فلسطين، متجاهلاً معاناته. عليه، أولاً، أن يتضامن مع نفسه ضد الظلم، ومن حقه أن يطلب منا التضامن معه. وفي الأخوّة النبيلة في النضال ضد الظلم، ينشأ التحالف المبدئي فعلاً، وهو ليس ضد مصلحة الناس، بل يلتقي مع مصلحتهم. ومن دون ذلك، يبقى التضامن شعاراً أجوف لا معنى له. هذا هو المعنى العميق لكون فلسطين هي البوصلة. أما الصراخ في وجه المواطن العربي الذي يواجه التعذيب، وصنوف القمع الأخرى بأن بوصلته هي فلسطين، فهو رجع صدى صراخ الجلاد في وجه ضحيته.

قد يلتقي الفلسطيني مع هذا النظام العربي، أو ذاك، في الطريق الطويل والوعر والشاق، من أجل فلسطين. ولكن، من المحظورات التي لا تبيحها حتى الضرورات أن يلتقي مع نظام عربي في قمعه لشعبه. فالمظلوم الذي لا يمكنه أن يتضامن مع مظلوم آخر صراحةً، يمكنه أن يصمت على الأقل.

حديث الثورة-اغتيال زهران علوش.. وفرض الروس وقائع جديدة

حين تبحث إسرائيل تفكيك السلطة الفلسطينيّة

عدنان أبو عامر


Link

تدخل الانتفاضة الفلسطينية شهرها الثالث، وتنشغل الأوساط السياسية الإسرائيلية والفلسطينية بمآلاتها المتوقعة، إذا ما قدّر لها أن تستمر حتى إشعار آخر، بما في ذلك الفرضية التي يتم تداولها في رام الله وتل أبيب عن انهيار السلطة الوطنية الفلسطينية.
لم يتفق الفلسطينيون والإسرائيليون بعد حول التسمية المرجحة للفرضية المقبلة، بين انهيار السلطة الفلسطينية، أو تفككها، أو سقوطها، لكن النتيجة، في النهاية، أننا أمام وضع سياسي وأمني جديد، يعيدنا إلى ما قبل العام 1994، حين بسطت أول سلطة وطنية فلسطينية أقدامها على أجزاء من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 بموجب اتفاق أوسلو.
هناك دوافع للحديث عن هذه الفرضية غير المستبعدة، المتمثلة بغياب السلطة الفلسطينية، أو بعض أدوارها السياسية عن المشهد الفلسطيني، لعل أهمها مواصلة السلطات الإسرائيليّة في الضفّة الغربيّة منذ الأول من أكتوبر/ تشرين الأول إجراءاتها الأمنيّة والعسكريّة المتمثّلة في اعتقالات الفلسطينيّين، وتقطيع أوصال مدنهم، وهدم منازلهم، لمحاولة وقف العمليّات الفلسطينيّة ضدّ الإسرائيليّين، وتمثّلت بالطعن والدهس وإطلاق النار.
وفي ذروة هذا الحال الفلسطينيّ-الإسرائيليّ، جاء مفاجئاً أن تسرّب الصحافة الإسرائيلية أواخر نوفمبر/تشرين الثاني وأوائل ديسمبر/كانون الأول، أنّ المجلس الوزاريّ الإسرائيليّ المصغّر للشؤون الأمنيّة والسياسيّة ناقش سيناريو انهيار السلطة الفلسطينيّة، وسبل التعامل الإسرائيليّ مع هذا الاحتمال في حال حصوله، مع وجود وزراء إسرائيليّين مؤيدين ذلك، في ظل اعتبارهم أن انهيار السلطة فرصة تخدم مصالح إسرائيل، وطالبوا حكومتهم بعدم منع انهيارها، لكنّ رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، أعلن أنّه لا يتمنّى انهيار السلطة، خوفاً من البدائل السيّئة على الأمن الإسرائيليّ.
وفيما توقّفت المداولات الصحافيّة في شأن نقاشات الحكومة الإسرائيليّة، عاود وزير الخارجيّة الأميركيّ، جون كيري، التحذير في خطاب له، في منتدى سابان لسياسات الشرق الأوسط التابع لمركز بروكينغز في واشنطن، من عواقب انهيار السلطة الفلسطينيّة، لأنّه سيشكّل تهديداً لإسرائيل، لكن تزامن تحذيرات كيري مع نقاشات الحكومة الإسرائيليّة قد لا يكون عفويّاً، بل ربّما ارتبط بتأزّم العلاقة بين إسرائيل والسلطة، بسبب عدم القدرة الإسرائيليّة على وقف موجة الهجمات الفلسطينيّة، على الرغم من إجراءاتها العسكريّة والأمنيّة، وتزايد تحريض إسرائيل ضدّ السلطة، واتّهامها بعدم وقف العمليّات، بلسان وزير الدفاع الإسرائيلي، موشيه يعلون.
وقد لا يتوافر لدى الفلسطينيّين، حتّى اللحظة، سيناريو تفصيليّ حول طبيعة الانهيار المتوقّع للسلطة الفلسطينيّة، لكن التقديرات تتراوح بين المعطيات التالية:
أن تنفذ إسرائيل عمليّة عسكريّة كبيرة تجتاح الضفّة الغربيّة بصورة شاملة، كما حصل إبّان "السور الواقي" في العام 2002، وتسفر عن تقييد حركة الرئيس الفلسطينيّ محمود عبّاس، كما حصل مع الرئيس الراحل ياسر عرفات في عام 2002. أن تذهب إسرائيل إلى استهداف تدريجيّ للأجهزة الأمنيّة الفلسطينيّة في الضفّة الغربيّة، واعتقال بعض عناصرها، لانخراطهم في هجمات ضدّ إسرائيل، آخرها دهس ضابط مخابرات فلسطيني، أوائل ديسمبر/كانون الأول، جنوداً إسرائيليين في شمال القدس، حيث أطلق عليه الجنود الإسرائيليون النار، وقتلوه. وربّما يؤدي إيقاف تحويل أموال الضرائب إلى السلطة الفلسطينيّة إلى حصول تفكّك تدريجيّ لها، وليس انهياراً مفاجئاً، لأن السلطة، في هذه الحالة، ستكون عاجزة عن توفير مرتبات موظفيها، وبالتالي، عجزهم عن القيام بمهامهم الوظيفية تجاه الفلسطينيين، خصوصاً عناصر الأجهزة الأمنية، ما قد يؤدي إلى غياب الضبط الأمني في الضفة الغربية. وقد تذهب إسرائيل إلى تقسيم الضفّة إلى وحدات جغرافيّة عدّة، لكلّ وحدة قائد عسكريّ إسرائيليّ له الحريّة في معالجة الوضع الأمنيّ لوقف العمليّات الفلسطينيّة بوسائل الضغط العسكريّ والاقتصاديّ، وإقامة حواجز إسمنتيّة حول القرى، ومنع الجيش الإسرائيليّ مرور السيّارات بين المدن الفلسطينيّة. وهذه إجراءات قد تقلّص سيطرة السلطة على الضفّة الغربيّة، ولا يعود لها نفوذ فعليّ، تمهيداً لإسقاطها تدريجيّاً.
ولذلك، يبدو أن خيار انهيار السلطة الفلسطينية بات سيناريو قابلاً للتحقق، في ظل المواقف اليمينية الإسرائيلية، ما يعني أن إسرائيل قد تواجه صعوبات جدية في إدارة شؤون الفلسطينيين في الضفة الغربية، ويعيدها إلى مرحلة ما قبل قيام السلطة الفلسطينية عام 1994، بما يعني ذلك من تحملها أعباء إدارية واقتصادية وأمنية.
لم تعقّب السلطة رسميّاً على التسريب الإسرائيليّ، على عكس المتوقّع، مع أنّه يمسّ مصيرها، والنقاش الإسرائيلي حول مصيرها لم يقم به أكاديميون في محاضرة جامعية، بل خاضه صنّاع القرار من القيادات السياسيّة والعسكريّة والأمنيّة، مكتفية بما تحدث به بعض ناطقيها بصفة غير رسمية، أن هذه النقاشات إنما تأتي فقط نوعاً من التهديدات الإسرائيليّة للضغط على القيادة الفلسطينيّة.

يبدو، حتى اللحظة، أن هناك عدم توافق إسرائيليّ داخليّ على فرضيّة انهيار السلطة

"خيار انهيار السلطة الفلسطينية بات سيناريو قابلاً للتحقق، في ظل المواقف اليمينية الإسرائيلية"

الفلسطينيّة، في ضوء تشجّع وزراء يمينيّين، ومعارضة الأجهزة الأمنيّة والجيش الإسرائيليّ، التي تعتبر أنّ أيّ خيار آخر غير السلطة الفلسطينيّة يعني مزيداً من الفوضى الأمنيّة، وهو ما لا تحبّذه الأجهزة الأمنية والجيش الإسرائيليان، نظراً لتوفر قناعات لديها بأن انهيار السلطة الفلسطينية، خطوة بعد خطوة، يعني إمكانية الذهاب إلى حالة من الفوضى في الضفة الغربية.
لا تسلم الأوساط الفلسطينية، على ما يبدو، بتفسير النقاشات الإسرائيلية بشأن مستقبل السلطة الوطنية تهديدات إعلامية فقط، بل هناك من يراها جدّيّة، وليس مبالغاً فيها، لأنّ هناك تعويلاً إسرائيليّاً على ما بات يعرف بالحلّ الإقليميّ، في ضوء ما تقوله إسرائيل عن تحسّن علاقاتها مع بعض الدول العربيّة، عبر الدعوة لعقد مؤتمر إقليمي بمشاركة الدول العربية، وإمكان تجاوز السلطة الفلسطينيّة، وهو ما يطرحه اليمين الإسرائيليّ الذي يريد ضمّ كلّ المناطق في الضفّة الغربيّة إلى إسرائيل.
تشير هذه السيناريوهات مجتمعةً إلى أن الخليفة المتوقّع في حال انهيار السلطة الفلسطينيّة، سيكون منسّق عمليّات الحكومة الإسرائيليّة في الأراضي الفلسطينيّة المحتلّة، الجنرال يوآف مردخاي، مع أن المشكلة الأكبر التي ستواجه إسرائيل، في حال تحقّق سيناريو انهيار السلطة الفلسطينيّة، المصير المجهول لأفراد الأجهزة الأمنيّة الفلسطينيّة في الضفّة الغربيّة، والذين يحملون عشرات الآلاف من البنادق والأسلحة، وربّما تقع في أيدي منفّذي العمليّات المسلّحة ضدّ الإسرائيليّين.
قد يجعل ذلك كله إسرائيل تفكّر مرّات عدّة، قبل الإقدام على إسقاط السلطة الفلسطينيّة، لاسيما في ضوء استمرار الانتفاضة، وإمكانية توسعها إلى حالة من المواجهات والاضطرابات المستمرة، في حين لا يعرف كيف سيكون رد فعل الفلسطينيين على مثل هذا التطور، المتمثل بحصول الانهيار التدريجي للسلطة الفلسطينية.
صحيح أنّ موقف السلطة من الانتفاضة ما زال متردّداً، فلا هي داعمة لها كليّاً، خشية ردود الفعل الإسرائيليّة، ولا تقف ضدّها خوفاً من غضب الفلسطينيّين، لكنّ هذا الموقف لا يكفي صنّاع القرار الإسرائيليّ على ما يبدو، ما قد يجعلهم يقومون بسياسة تدريجيّة نحو حافّة الهاوية، للضغط على السلطة الفلسطينيّة، وإشعارها بأنّها قد تكون آيلة إلى الانهيار، إنْ لم تتّخذ موقفاً رافضاً للانتفاضة، ولا يبدو أنّ السلطة في صدد أن تعلن موقفاً على هذا النحو قريباً.
وكعادتهم في قضايا كثيرة، الإسرائيليون منقسمون بشأن مستقبل السلطة الفلسطينية، على الرغم من قناعات معظمهم بأن

هذه السلطة تحولت، مع مرور الوقت، وفي ظل جمود العملية السياسية إلى مجرد وكيل أمني لإسرائيل، وبقاؤها يمنح إسرائيل أمناً، من دون أن تدفع ثمناً له، بما يجعلها أرخص احتلال في العالم

على غرار الاحتلال "سوبر ديلوكس". لكن الانزياح اليميني للحكومة الإسرائيلية الحالية يجعلها تفكر بصورة بعيدة عن الواقعية السياسية، وتذهب إلى حد طي صفحة "أوسلو" كلياً، بما يعنيه ذلك من إسقاط السلطة الفلسطينية.

الواقع العربي-فلسطين 2015 في ضوء الهبة الشعبية

Nine Hezbollah fighters killed in Syria in last 48 hours

THE MORE, THE BETTER.....


Link

The Daily Star

BEIRUT: Nine Hezbollah fighters were killed in the last 48 hours during battles in two rebel-held towns near Syria's capital Damascus, a security source told The Daily Star on condition of anonymity Friday.

The combatants were killed in the Eastern Ghouta region east of Damascus, which has been devastated by fighting since the outbreak of Syria's conflict in March 2011, as well as in the town of Daraya southwest of Damascus, the source added.

Hezbollah is taking part in a number of offensives launched recently by the Syrian army against rebel-held positions in various districts across the country, backed by the Russian air force.

Air raids by Syrian government warplanes on Hammuriyeh and Irbin in Eastern Ghouta, the largest rebel stronghold in Damascus province, killed 28 civilians, including 10 children, an activist group said Thursday.

At least 60 others were also wounded in the raids, the Syrian Observatory for Human Rights monitor said.

The town of Daraya has been under siege by Syrian President Bashar Assad's government forces since 2013.

Hezbollah has officially announced its support for Assad, saying that its decision is aimed at preventing Syria from falling into the hands of militants and protecting Lebanon from extremist groups.

West Bank risks being plunged into chaos in 2016, warn Palestinian officials

Rising support among Palestinians for wave of attacks on Israelis comes amid growing vacuum of political leadership

Peter Beaumont in Ramallah

Link

 A Palestinian protester dress up like Santa Claus argues with Israeli security forces at the separation wall in Bethlehem. Photograph: APAImages/REX/Shutterstock

Palestinian officials are warning that the occupied West Bank risks being plunged into chaos next year, with no sign of three months of violence coming to an end and support growing among Palestinians for the current wave of attacks on Israelis.

The warnings that the status quo is untenable follow recent comments by both senior US figures and the Israeli military that the risk of conflict between Israelis and Palestinians is in danger of increasing in the coming months.

A growing vacuum of political leadership on both sides is prompting renewed discussion of a series of troubling scenarios, including a collapse of the Palestinian Authority and a sudden or more gradual escalation of violence.

The PA’s potential collapse has been raised by the US secretary of state, John Kerry, and presidential hopeful Hillary Clinton, and was discussed recently at a special Israeli cabinet meeting. 

“The risk is total chaos,” said one Palestinian official in a bleak assessment, suggesting that the path to further escalation appeared more obvious than international engagement to mediate an end to the recent bloodshed. “It won’t happen tomorrow but it is also not so very far away.”

The renewed concern over the trajectory of present tensions has emerged as attacks by Palestinians on Israelis have settled into an almost daily routine, prompting Israel to announce this week that it is to deploy two new army battalions on the West Bank.

Since 1 October, a combination of almost daily attacks by Palestinians and clashes with Israeli soldiers have killed 117 on the Palestinian side, 21 Israelis, an American and an Eritrean, while thousands more have been injured. Many of the Palestinians killed have been attackers, while others have been shot dead by Israeli security forces during clashes.

With no hint of a respite, Palestinian leaders now appear trapped in a catch-22 situation over the continuing violence, which they neither lead nor feel able to fully condone or disavow.

With the Palestinian president Mahmoud Abbas’s strategy to internationalise the Palestinian issue at the UN apparently at an impasse, senior leaders seem to have been caught out by the changing context in the region – now dominated by concern over the rise of Islamic State – paired with the Obama administration’s decision to withdraw from mediation efforts.

And while attempts by the Palestinian security forces to prevent violence worsening have so far been largely successful, some fear privately that in the longer term members of the security forces might themselves become disaffected.

Speaking recently to an audience of journalists and diplomats in Bethlehem, Mohammed Shtayyeh, head of the Palestinian Economic Council for Development and Reconstruction and a former negotiator close to Abbas, articulated an official formulation increasingly under threat from events.

“The Fatah political programme adopted in 2009 called for massive popular resistance. We are fully engaged in this popular resistance. [But] we are not asking people to carry knives because we don’t want our children to die.”

Referring to the tensions between wider Palestinian society and the Palestinian leadership, he added: “The question for our leadership and for President Abbas is: how long can we maintain the situation on the ground?”

It is a question that has been asked increasingly in recent months. At the heart of the problem for Abbas is the growing tension between the wider Palestinian society and the Palestinian leadership.

That dynamic was starkly underlined by the latest opinion survey released earlier this week by the leading Palestinian pollster Khalil Shikaki. It showed that fewer than a third of Palestinians believed the current situation would stay at the present level or diminish. Instead, the researchers observed “a growing majority supporting return to an armed intifada; and a growing majority continues to reject the two-state solution”.

While support for Abbas himself has not worsened, according to the latest polling 65% would still like him to resign. An increasing number back Hamas, which the polls suggest would win if elections were held today, with only the imprisoned Fatah leader Marwan Barghouti posing a potential challenge to the Islamist group.

“There is no doubt the whole Abbas decade is coming to an end,” Shikaki told the Guardian last week. “The Palestinian public is questioning not just the strategy vis-a-vis Israel and the peace process, but questioning Abbas and the Palestinian Authority.

“There is no doubt what we are seeing is a president who single handedly created the status quo after the second intifada and who is now not only at a loss [over what to do] but also has nothing to show for his strategy. His threat to dismantle Oslo [1993 peace agreements] is a reflection of his own disillusionment and the fact he lost legitimacy in ability to lead.

“Today it’s not clear whether he will be able do anything to stem the tide or if he will have to follow the public, particularly the most important sector – the youth behind most of the instability.”

A sense of the disconnect was given by Abbas himself this month. “We cannot ask the youth: ‘Why did you start it?’ They aren’t stupid, the youth gave up hope for a two-state solution. They’ve checked and understood that it’s not logically possible, that our state doesn’t exist because of settlements and checkpoints, and so despair began to take hold of them.”

Abbas’s strategy, however, has been to articulate once again demands already rejected by Israel, including the release of prisoners and a freeze on settlement building.

Jibril Rajoub, a former Palestinian security head and now leader of the Palestinian Football Association, is another figure who remains close to Abbas.

Like Shtayyeh, he insists that Palestinian society should pursue a policy of non-violent resistance but cannot disavow those behind the current wave of attacks, instead arguing that Palestinians need to be patient.

“For me those people [behind the attacks] are victims, victims,” he said. Rajoub encapsulates the Palestinian leadership’s difficulty in insisting on a strategy of non-violence while also seeking to explain the attacks. “Non-violence cannot come from one side. It needs to come from both sides not one. It’s a reaction.

“I think the situation is very complicated,” he added. “The feeling of losing hope has started to infiltrate the political spectrum, from left to right, from the grassroots to the old men.”

That picture is confirmed by Shikaki’s research, which since September has shown a sharp convergence of support for violence between the so-called Oslo generation aged 18-25 and Palestinians over 50. Both groups are now polling in favour at over 60%.

If Rajoub is not alone in voicing his frustration, what is clear too is that the febrile mood is multiplying divisions inside the PLO and Fatah at a critical time and at all levels, between senior figures advocating different approaches and between the old guard and a younger generation.

“There is an ongoing debate and there is a lot of internal criticism,” said one official familiar with the internal conversations that have been taking place in recent weeks and months, seeing some kind of crisis as inevitable regardless of what the Palestinian leadership decides.

“I think you are going to have a big crisis if PLO central council decisions aren’t implemented,” he said referring to long-threatened moves including ending security cooperation with Israel.

“And you may also have a crisis if they are implemented. People reject Oslo. But they also have to live. They want hospitals working and schools and the jobs provided by the Palestinian Authority even if they are bad jobs. Most people I know say they don’t like Oslo but they can’t describe an alternative.”

U.S. Pursued Secret Contacts With Assad Regime for Years

Effort to limit violence and get president to relinquish power failed

The Wall Street Journal

Link

ENLARGE

Syrian President Bashar al-Assad (L) shakes hands with US under secretary for political affairs William Burns ahead of their meeting in Damascus on Feb. 17, 2010.PHOTO: AGENCE FRANCE PRESSE/GETTY IMAGES

The Obama administration pursued secret communications with elements of Syria’s regime over several years in a failed attempt to limit violence and get President Bashar al-Assad to relinquish power, according to U.S. and Arab officials.

Early on, the U.S. looked for cracks in the regime it could exploit to encourage a military coup, but found few.

The efforts reflect how President Barack Obama’s administration has grappled to understand and interact with an opaque Middle East dictatorship run for 45 years by the Assad family.

Unlike the secret White House back channel to Iran, however, the Syria effort never gained momentum and communication was limited. This account is based on interviews with more than two dozen people, including current and former U.S. officials, Arab officials and diplomats. Most of these contacts haven’t been previously reported.

U.S. officials said communications with the regime came in fits and starts and were focused on specific issues. At times, senior officials spoke directly to each other and at others, they sent messages through intermediaries such as Mr. Assad’s main allies Russia and Iran.

Mr. Assad tried at different times to reach out to the administration to say the U.S. should unite with him to fight terrorism.

RELATED

• Passport Forgery Poses Terror Threat
• Iraq Offensive to Retake Ramadi Stalls
• Year in Review: The Terror Threat Spreads
• Iraqi Army Makes New Push to Retake City of Ramadi
• U.S. Eyes Russia-Iran Split in Bid to End Syria Conflict (Nov. 19)
• Assad Tries to Force the West to Choose Between Regime, ISIS (Oct. 9)
• Mission to Purge Syria of Chemical Weapons Comes Up Short (July 23)

In 2011, as the regime began to crack down on protests and soldiers began to peel away from the army, U.S. intelligence officials identified officers from Mr. Assad’s minority Alawite sect who potentially could lead a regime change, according to former U.S. officials and current European officials.

“The White House’s policy in 2011 was to get to the point of a transition in Syria by finding cracks in the regime and offering incentives for people to abandon Assad,” a former senior administration official said.

But regime cohesiveness held, and the crackdown continued.

In August 2011, Mr. Obama publicly called for Mr. Assad to step down.

Syria’s Global Impact

VIEW INTERACTIVE

The administration’s core message never strayedfrom the U.S. line that Mr. Assad ultimately has to step down. But instead of persuading Mr. Assad to exit, the covert communications may have fed his sense of legitimacy and impunity.

That helped fuel the current wrangling among world powers over the Syrian leader’s future in any settlement. It also hampered the effort to consolidate the international fight against Islamic State.

“We have had times where we’ve said: ‘You could create a better environment for cease-fires if you stop dropping barrel bombs,’ ” a senior U.S. official said. “There’s communicating on specific issues,” the official added. “It’s not like Cuba or Iran, where we thought that we would essentially, in a secret bilateral negotiation, resolve the issue.”

Questions sent to the office of Assad adviser Bouthaina Shaaban about communication with the Obama administration were unanswered.

Throughout the conflict, two core elements of the administration’s Syria strategy—political and military pressure on the Assad regime—often hit a wall, forcing repeated shifts in tactics.

“This is a regime that is very supple politically. They’re very smart,” said Robert Ford, former U.S. ambassador to Damascus. “They’re always testing for weaknesses and pushing the envelope.”

By the summer of 2012, the White House strategy of orchestrating regime change had failed. The U.S. moved to support the rebels, but the effort ramped up too slowly.

“Russia doubled down and Iran doubled down, and it didn’t really have an effect,” a former administration official said.

In the summer of 2012, the administration sent warnings, through Russian and Iranian officials, to Mr. Assad not to use chemical weapons on a large scale, U.S. officials have said.

U.S. officials also talked to Syrian counterparts directly. Deputy Secretary of State William Burns, who retired last year, made two phone calls to Syrian foreign minister Walid al-Moallem to relay the warnings, U.S. officials said.

Fearing Mr. Assad would still escalate, Mr. Obama drew a public red line on chemical weapons in August 2012. Despite the warnings, sarin attacks in August 2013 killed an estimated 1,400 people. And while Mr. Obama threatened military action in response, he instead cut a deal with the regime to remove its chemical weapons stockpile.

For the next two years, Washington shifted its messaging to Damascus to focus on containing the conflict.

There was another reason to keep communication lines open: Five American citizens remain missing or in detention in Syria. Assistant Secretary of State Anne Patterson has talked with Syrian deputy foreign minister Faisal Mekdad at least twice about their fate.

The Obama administration later shifted gears back to diplomacy to get the Syrian government to the negotiating table.

At the center of that effort was a businessman and confidante of Mr. Assad, Khaled Ahmad, who has served as the Syrian leader’s main interlocutor in recent years with Western officials, including U.S. diplomats. Mr. Ahmad didn’t respond to questions sent by The Wall Street Journal.

“Assad was looking for ways to talk to the White House,” said Joshua Landis, a Syria expert and professor at the University of Oklahoma. Mr. Ahmad, a businessman from Homs province, was his point man.

In late 2013, the former ambassador to Damascus Mr. Ford—then a special administration envoy on Syria—met Mr. Ahmad in Geneva ahead of planned peace talks there. Mr. Ford told Mr. Ahmad the U.S. was still seeking a political transition away from Mr. Assad’s rule.

Mr. Ahmad countered that the U.S. and the West should help the Syrian government fight terrorism.

The rise of Islamic State in 2013 caught the U.S. administration off guard. Mr. Assad found in it a better opening to position himself as a partner in a fight against terror consuming the region, and rippling to the West.

By 2014, when the U.S. expanded airstrikes against the militants from Iraq to Syria, State Department officials were making phone calls to their counterparts at the Syrian foreign ministry to make sure Damascus steered clear of U.S. jets in Syrian skies, U.S. officials and others familiar the communications said.

Today, when Washington wants to notify Damascus where it is deploying U.S.-trained Syrian fighters to battle Islamic State so the fighters aren’t mistaken for rebels, Samantha Power, the U.S. envoy to the U.N., dispatches a deputy to talk to the Syrian envoy, Bashar Jaafari, these people said.

The White House says the notifications are not collaboration with the regime. But Mr. Assad has used them to his advantage.

“The regime was re-legitimized,” said Ibrahim Hamidi, a Syrian journalist who until 2013 ran the Damascus bureau for Al Hayat, a major pan-Arab newspaper. “Any communication with the U.S.—even the perception of it—gives them the upper hand.”

This spring, a former senior White House official, Steve Simon, met Mr. Assad in Damascus in a visit initiated and arranged by Mr. Ahmad.

Mr. Simon, who left the White House in 2014, had met Mr. Ahmad at least twice before the Damascus trip, which he portrayed to former colleagues and others as an individual initiative, not made on behalf of the government, according to several people familiar with the meetings.

Mr. Simon portrayed the trip to his former colleagues and others as an individual initiative, made in no formal administration capacity, in response to an invitation by Damascus, those familiar with the meetings said.

He notified former colleagues at the White House and State Department officials of his plans to meet the Syrian leader, these people said. He met former colleagues from the National Security Council, including senior director Robert Malley, before and after his meeting with Mr. Assad.

Mr. Simon outlined steps the regime could immediately take to generate goodwill with the international community: stop dropping barrel bombs; do more to fight Islamic State rather than antigovernment rebels; and cooperate with a United Nations-led effort for local cease-fires.

Mr. Assad responded with familiar talking points, focusing on his fight against terrorism. He showed some openness to local cease-fires on the government’s terms, two people familiar with the meeting said.

In the months that followed, a debate within the White House emerged on whether to redouble U.S. opposition to Mr. Assad or prioritize the Islamic State fight at the expense of the mission to go after the regime.