Saturday, January 27, 2018

الإمارات وانتهاك سيادة الدول والثورات

A VERY GOOD ARTICLE

محمد هنيد
محمد هنيد

Link


مثلت التحركات السياسية الخارجية لدولة الإماراتمؤخرا مظهرا لافتا، يسمح باستقراء مشهد شديد الخصوصية في تعامل السياسة الخارجية العربية الرسمية مع القضايا الإقليمية، وفي صياغتها لواقع الفوضى الذي نعيشه.
المشهد ليس جديدا لكن تشكّله بهذه الصورة وخروجه إلى السطح بهذا الوضوح هو الجديد، خاصة بالنسبة للمتابع القاعدي ونقصد به عموم الجماهير العربية. وتندرج هذه المقاربة في إطار الكشف الكبير الذي حققه الربيع العربي للوعي الناشئ، بمعنى أنها لا تنفصل عن الغطاء الذي رُفع بسبب رياح الربيع العظيم، وبسبب ضريبة الدم الباهظة التي دفعتها شعوب هذه الأمة ولا تزال.
وهو ينخرط كذلك في سياق السعي إلى توضيح مكونات المشهد وتحديد دور مختلف الفاعلين داخله، بشكل يسمح بفهم طبيعة تطور الأحداث وتبيّن المآلات التي تذهب إليها. إن خروج الدولة العميقة وأذرعها من العمق إلى السطح -فيمصر وتونس وليبيا وسوريا وفي الخليج العربي- هو إعلان عن بداية مرحلة جديدة في تاريخ المنطقة العربية.
إنه فعلٌ يُنبئ بنهاية الدولة العميقة وحكومات الظل التي حكمت المنطقة خلال عقود بالشكل الذي نعرفه، لأنها اخترقت شرطا أساسيا من شروط وجودها وانتصارها، وهو البقاء في العمق والفعلُ بالوكالة ومن وراء الستار.
مشهد حصاد الربيع
أفرز الربيع العربي -بشكل عام- واجهتين أساسيتين متقابلتين، وهما واجهة الثورة ومن يقف في صفها، وواجهة الثورة المضادة ومن يدعمها. هذا التوزيع لا يختزل المشهد كاملا لكنه يحدد طبيعة الفاعلين الأساسيين في مجال الفعل الثوري، وما خلّفه منذ الانفجار التونسي أواخر 2010.
"دعمت دولة الإمارات باكرا قوى الثورة المضادة ممثلة أساسا في الأذرع المالية والأمنية والعسكرية والسياسية للأنظمة التي ضربتها أمواج الثورات، حيث آوت مبكرا عددا هائلا من القيادات التابعة للنظام القديم بدول الربيع، وشكلت بسرعة غرف عمليات معقّدة لإجهاض الثورات وضرب المسارات الانتقالية وإعادة المنظومات القديمة إلى سدة الحكم"

لقد دعمت دولة الإمارات باكرا قوى الثورة المضادة ممثلة أساسا في الأذرع المالية والأمنية والعسكريةوالسياسية للأنظمة التي ضربتها أمواج الثورات، حيث آوت مبكرا عددا هائلا من القيادات التابعة للنظام القديم بدول الربيع، وشكلت بسرعة غرف عمليات معقّدة لإجهاض الثورات وضرب المسارات الانتقالية وإعادة المنظومات القديمة إلى سدة الحكم.
نجحت هذه الغرف في إجهاض أمّ النماذج الثورية متمثلة في الثورة المصرية، عندما دعمت أبو ظبي -وكذلك السعودية- تدمير أول نموذج للحكم المدني الديمقراطي في مصر، بسجن الرئيس المنتخب محمد مرسي، وإحلال الحاكم العسكري الانقلابي مكانه، وسط بُركة كبيرة من دماء المصريين وأشلائهم المحترقة في شوارع القاهرة وساحاتها.
وعملت غرف الثورة المضادة أيضا على إنهاك المسارات الثورية الأخرى في ليبيا، حيث مثّل الدعم الإماراتي للجنرال الانقلابي خيارا مضادا يمنع الثورة الليبية من بلوغ منتهاها، وصناعة مسار انتقالي مدني يخلو من مغامرات العسكر ومن حلم بعث القذافي من جديد.
المشهد لم يقتصر على دعم التجارب الانقلابية، بل تجاوزها إلى ضرب خطوط إمداد الثورات سواء ماديا أو إعلاميا أو سياسيا. وهذا الخيار -الذي يمثل جزءا مركزيا في عقل الثورة المضادة- هو الذي يفسر حرب الانقلابات على الأنظمة والقوى الداعمة للثورات، سواء خليجيا عبر حصار قطر والعمل على تغيير نظام الحكم فيها بالتآمر العلني، أو عبر العداء الصريح لدولة تركيا.
فما يجمع قطر وتركيا هو رفضهما الانخراط في منظومة الدول الراعية والداعمة للانقلاب على التجارب الثورية وتدميرها، وهو ما يفسر وقوع هذه الدول تحت دائرة التهديد الانقلابي الذي فشل في تركيا أولا، ثم سقط وتبخر في قطر.
هذا دون ذكر غيرها من المغامرات الانقلابية الفاشلة، والدعم المادي السخي لمجموعات التأثير الإعلامي الدولية لشيطنة قطر وتركيا وربطهما بالإرهاب.
تصدر الجهود الانقلابية
لا يختلف اثنان تقريبا اليوم في أنّ أكبر مكاسب الربيع هو الكشف الجلي الذي حققه للوعي العربي بشكل فاق كل حدود الانتظار والتوقع. فمن كان يتصور قبل ثورات الربيع أن تكون طبيعة الوضع العربي كما هي اليوم؟ ومن كان يتصور حجم توحش النظام الاستبدادي العربي كما ظهر في سوريا؟
ومن كان يتخيل أن تخريب الأمة يتم من الداخل لا من الخارج أساسا؟ ومن كان يتوقع في أسوأ كوابيسه أن تكون الأنظمة العربية هي الأداة الأساسية في تخريب أحلام الشعوب وفي قتل طموحاتها ولو كلفها ذلك ملايين الضحايا والمهجّرين واللاجئين؟
ليس نظام الإمارات هنا غير النموذج الأشد نتوءا وبروزا في المشهد، بسبب تعنتها في لعب دور الريادة ضمن فريق الثورات المضادة، والسعي المحموم إلى الإطاحة الدامية بتجارب الثورات العربية السلمية.
"أولى الملاحظات الهامة -فيما يتعلق بالدور الإماراتي إقليميا ودوليا- هي اتساع امتداد هذا الدور جغرافياً واختراقه هياكل وأبنية كثيرة، حيث يشمل تقريبا كامل المساحة العربية سواء منها ما شملته رياح الربيع العربي أو تلك التي لم تشملها. هذا الحضور العمودي والأفقي هو الذي يدفع إلى طرح أسئلة كثيرة عن القدرة والخلفية والأهداف والدوافع"

لم ينكشف هذا الدور في أحداث الربيع العربي -بشكل كامل- إلا مؤخرا وخاصة بعد حصار قطر، وليست الأحداث الأخيرة التي صدرت من دولة الإمارات إلا مؤشرا جليا على وصول قدرات الفعل الثوري المضاد إلى أقصى مداه التخريبي الممكن.
المشهد ليس جديدا؛ لأن انخراط الإمارات في منظومة الثورة المضادة وحملها لواء الانقلابات على المنجَز الثوري للشعوب العربية، إنما يعود إلى فجر اندلاع هذه الثورات أي باكرا سنة 2011، بل قبل ذلك بكثير عندما دعمت ماليا كل المنظومات الاستبدادية العربية، مستفيدة من الطفرة المادية التي حدثت لها.
لقد مثّلت ثورات الربيع فرصة تاريخية لإصلاح البناء السياسي العربي عبر مراجعته، فكانت إشارة إلى نهاية النسق الاستبدادي القديم، ودعوة إلى ضرورة ترميم هيكل الحكم في البلدان العربية.
لكن القرار السياسي العربي كان مخالفا للمنتظَر فقرر تدمير التجربة وإجهاض الربيع، وتفويت الفرصة على إنقاذ النظام السياسي العربي من نفسه، وتكفلت الأمارات بقيادة هذا المشروع.
أولى الملاحظات الهامة -فيما يتعلق بالدور الإماراتي إقليميا ودوليا- هي اتساع امتداد هذا الدور جغرافياً واختراقه هياكل وأبنية كثيرة، حيث يشمل تقريبا كامل المساحة العربية سواء منها ما شملته رياح الربيع العربي أو تلك التي لم تشملها.
هذا الحضور العمودي والأفقي هو الذي يدفع إلى طرح أسئلة كثيرة عن القدرة والخلفية والأهداف والدوافع. فكيف لدولة صغيرة الحجم أن تتحكم في مصائر ملفات إقليمية كبرى ذات تقاطعات كبيرة إذا لم تكن جزءا من مشروع أكبر؟
قامت الإمارات بحجْر السفر على المواطن القطري الذي اعتبرته بالأمس مرشحا بارزا لقيادة الانقلاب الذي خططت له على نظام الحكم في قطر، ومنعت سفر النساء التونسيات على الخطوط الإماراتية، وقبلها منعت رئيس الوزراء المصري الأسبق أحمد شفيق من السفر لأوروبا، وقبلها أيضا هندست التدخل الدامي في اليمن، ثم رسمت مخطط حصار قطر.
هذه الحوادث الخطيرة -والتي لا تستوفي لائحة الفعل الانقلابي والفوضوي- إنما تشكّل علامات دالة على طبيعة الفعل السياسي الخارجي لدولة الإمارات، وتصورِه لحدود سيادة الدول خاصة العربية منها، ومدى تهديد ذلك للأمن القومي والاجتماعي لهذه الدول.
العبث بالمشهد التونسي
تحمل تونس خصوصيات بالغة الأهمية بالنسبة للقوى العربية الإقليمية، وذلك من زوايا كثيرة ومتعددة؛ فتونس هي -بلا منازع- مهد الربيع العربي ومسقط رأس ثوراته، التي قدمت نموذجا عالميا في قدرة القوة الشعبية السلمية على إسقاط رأس النظام الاستبدادي وتهديد بقية النماذج. وقدمت منوالا سرعان ما نسجت عليه شعوب ليبيا ومصر وسوريا.
هذه الرمزية الثورية التونسية تجعل من هذا النموذج هدفا رمزيا في وعي الثورة المضادة وعقلها الانقلابي. إن الانقلاب على الثورة التونسية وتدميرها يمثل -في الحقيقة- تدميرا رمزيا لكل الربيع العربي وثوراته، بضرب مهده ومسقط رأسه.
وهذا السبب يشكل -في نظرنا- أهم الأسباب التي جعلت غرف العمليات الإماراتية تراهن بقوة على وأد التجربة التونسية، خاصة بعد نجاحها في نسف الثورة المصرية.
"إن أخطر ما يهدد أمن الدول العربية اليوم هو موجة اليأس التي ستعقب حالة الإحباط من فشل الثورات السلمية، لأنها ستشكل قاعدة تبني عليه جماعات العنف والفوضى وقوى التخريب -التي تقف وراءها- مشروعَها في تدمير ما تبقى من كيانات الأمة، وخياراتها السلمية للخروج من حالة الانهيار والتبعية والفساد والاستبداد"

إن إفشال الثورة التونسية هو رسالة من النظام الاستبدادي العربي، مغزاها أن العرب لا يصلحون للحرية ولا للانتخابات ولا للديمقراطية، وأن النظام القمعي هو قدَرهم الوحيد. وبهذا تشرّع الأنظمة الدكتاتورية العربية للقمع والاستبداد والفساد ونهب الثراوت، باعتبار ذلك هو الخيار الوحيد لحكم المنطقة العربية.
دعمت الإمارات كل أذرع الدولة العميقة في تونس إعلاميا وسياسيا وماليا؛ فنجحت إعلاميا في تأسيس شبكةهامة من الصحف والقنوات التلفزية والإذاعات والمواقع الإلكترونية، التي تدعمها بشكل مباشر عبر مجموعة من رجال الأعمال، وبالتمويلات التي لم تعد تخفى على أحد.
بل إن آخر المعلومات القادمة من تونس تتحدث عن تمويل الإمارات لمرشحين خلال الانتخابات الرئاسية السابقة التي نجحت في اختراقها. أما الوثائق المسربة أخيرا فتتحدث عن محاولات كبيرة لتكوين "حزام برلماني"، والتأثير على القرارات السيادية للدولة. وهذا بقطع النظر عن القرارات المتشنجة، مثل منع التونسيات من السفر أو العبور نحو أو من مطارات الإمارات.
إن شيطنة الإمارات للفصيل الإسلامي في تونس، وعداءها العميق لكل الطيف الثوري في المشهد السياسي، وسعيها إلى تدمير تجربة التوافق في أعلى هرم السلطة؛ هي أفعال تتجاوز جريمة التدخل في الشأن الداخلي لدولة مستقلة إلى التساؤل عن الدور المشبوه الذي تنهض به؟ وما هي الأجندة التي تخفيها؟ ولصالح من تنفذها؟
لا شك اليوم في أن تخريب المشهد العربي، وضرب كل التجارب الانتقالية السلمية فيه، ودعم الانقلابات الدامية والناعمة؛ إنما يشكل أخطر تهديد لمستقبل المنطقة، لأنه فعل لا يكتفي بمعاداة الشعوب وضرب حقها في الحرية والعدالة الاجتماعية، بل يؤسس أيضا للفوضى والعنف كخيار وحيد للتغيير.
إن أخطر ما يهدد أمن الدول العربية اليوم هو موجة اليأس التي ستعقب حالة الإحباط من فشل الثورات السلمية، لأنها ستشكل قاعدة تبني عليه جماعات العنف والفوضى وقوى التخريب -التي تقف وراءها- مشروعَها في تدمير ما تبقى من كيانات الأمة، وخياراتها السلمية للخروج من حالة الانهيار والتبعية والفساد والاستبداد.

Friday, January 26, 2018

الحصاد- السعودية.. وثائقي "عائلة في حرب"

إفشال مخطط السعودية لفرض وصايتها على القدس



Link

تتصاعد الضغوط على السلطة الفلسطينية للقبول بـ"صفقة القرن" التي تسعى الإدارة الأميركية لفرضها، في مقابل توجهات فلسطينية لكسر احتكار الرعاية الأميركية لعملية السلام.
واللافت أن الضغوط على رام الله تأتي من جهات عربية، خصوصاً السعودية، وباتت تتخذ شكلاً جديداً عنوانه الرئيس، إلى جانب الضغط على الفلسطينيين، نزع الوصاية الأردنية عن الأماكن الدينية في القدس المحتلة، عبر محاولة استمالة شخصيات دينية مقدسية رفيعة المستوى تؤيد وصاية الرياض، لكن هذا المخطط فشل، أقله مرحلياً، بعد انكشافه، بحسب ما أكدت شخصيات مقدسية تحدثت لـ"العربي الجديد".
ووفق تلك الشخصيات المقدسية، فإن جهات سعودية مقربة من ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، أجرت اتصالات مع شخصية دينية مقدسية لتشكيل وفد من رجال دين مسلمين ومسيحيين لمبايعة ولي العهد السعودي، بالولاية على الأماكن الدينية الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس، بديلاً عن الوصاية الأردنية.
وفي هذا الإطار، أكد مسؤول ملف القدس في حركة "فتح"، حاتم عبد القادر، أن الشخصية الدينية المقدسية كُلفت بالاتصال برجال دين مسيحيين لهذا الغرض، إلا أن ذلك لم يتحقق، خصوصاً بعد تسرب معلومات بهذا الشأن واضطرار تلك الشخصية لإبلاغ القيادة الفلسطينية بهذه التطورات، من دون أن يستبعد تورط أطراف في السلطة الفلسطينية بهذه المحاولات.
أما عضو المجلس الثوري لحركة "فتح" سلوى هديب، فأكدت وجود ضغوط سعودية على القيادة الفلسطينية للقبول بما سمّته "صفعة القرن".
وأوضحت أن "هناك ضغوطاً سياسية ومالية، تشمل أيضاً نزع وصاية الأردن عن المقدسات"، مؤكدة أن "أي محاولة لإسقاط القدس والحديث عن بدائل لها كعاصمة، هي محاولة فاشلة، ولن نقبل بأي دور لولي عهد السعودية الذي لن يجد مقدسياً واحداً يجرؤ على مبايعته".

فوق السلطة - السيسي ينافس السيسي

Thursday, January 25, 2018

سيناريوهات- عملية عفرين بين التورط التركي والترتيبات الجديدة

عباس يشتري طائرة خاصة بـ50 مليون دولار



Link


ادعت القناة الإسرائيلية الثانية، في نشرتها الإخبارية، مساء الأربعاء، أن رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، أشترى طائرة خاصة بقيمة 50 مليون دولار.

يأتي ذلك، في الوقت الذي شرعت الإدارة الأميركية بتقليص المساعدات المالية التي تقدمها للسلطة، وذلك عقابا لموقفها الرافض لقرار الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، اعتبار القدس عاصمة للاحتلال الإسرائيلي.
وذكرت مراسلة القناة الثانية دانا ويس، نقلا عن مصدر إسرائيلي، أن 30 مليون دولار من ثمن الطائرة تم دفعه من أموال الصندوق القومي الفلسطيني الذي أسسته منظمة التحرير، و20 مليون من ميزانية السلطة الفلسطينية.

وتقول السلطة الفلسطينية، إنها تعاني من أزمة مالية، خاصة بعد القرار الأميركي تعليق مساعداتها للسلطة بمبلغ 300 مليون دولار.
وتبلغ موازنة السلطة تبلغ نحو 4.8 مليار دولار، يأتي الجزء الأكبر (70%) من الموازنة من الضرائب والمقاصة والرسوم الداخلية.
وحسب المزاعم الإسرائيلية، فأنه سيتم تسليم طائرة عباس إلى العاصمة الأردنية خلال الأسابيع القادمة وستكون مخصصة لاستخدام رئيس السلطة الفلسطينية.

ويأتي ذلك بعد أشهر من الخصومات المالية لأكثر من 30% من رواتب موظفي السلطة الفلسطينية في غزة في نيسان/ أبريل الماضي دون الضفة الغربية بذريعة الأزمة المالية وتداعيات الانقسام الداخلي، وهو ما أثار استياء شديدا لدى الموظفين.
ويعيش قطاع غزة حالة انهيار اقتصادي جراء الحصار الذي دخل عامه الثالث عشر بالإضافة إلى القرارات التي اتخذها عباس ضد غزة، وتطالب جميع الفصائل والمؤسسات برفعها.
وقد اعربت السلطة الفلسطينية عن غضبها من الإدارة الأميركية بعد أن قررت تقليص وخفض 60 مليون دولار من المساعدات الإنسانية إلى وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا".
وكان أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات عقب على قرار ترامب التهديد بخفض المساعدات للسلطة إن ترامب "يهدد بتجويع الأطفال الفلسطينيين في مخيمات اللاجئين، وحرمانهم من حقوقهم الطبيعية في الصحة والتعليم، إذا لم نؤيد شروطه وأوامره".
كما وتفحص الإدارة الأميركية حاليا في إجراء تخفيض كبير إضافي في المساعدات الأميركية للفلسطينيين يصل إلى عدة مئات من ملايين الدولارات، حيث تدفع نحو ذلك سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، نيكي هيلي، التي بادرت للتقليصات.
وتدعي سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة أن عباس يجب أن يدفع ثمن تعامله الصارخ مع الرئيس الأميركي عقب القرار بشأن القدس، ومع ذلك، ثمة أصوات في الإدارة التي تعارض التقليصات والتخفيضات.
ويوضح مصدر في البيت الأبيض أن الحديث لا يدور عن فرض عقوبات على السلطة الفلسطينية، وإنما هي إعادة النظر في السياسة تجاه السلطة. بيد أنه لا شك في أنه إذا عاد الفلسطينيون إلى طاولة المفاوضات وأنهاء المقاطعة ضد الأميركيين، فإن التخفيضات والتقليصات ستسقط عن جدول أعمال إدارة ترامب.

Emad Hajjaj's Cartoon: America First!

ترامب في منتدى دافوس

دراسة ترصد تداعيات فشل بن سلمان على مصالح إسرائيل

صالح النعامي

Link

رصد "مركز أبحاث الأمن القومي" الإسرائيلي، "مؤشرات" فشل ولي العهد السعودي،محمد بن سلمان، في إدارة الشأن الداخلي وعجزه عن مواجهة التهديدات الخارجية، محذراً من التهديدات الكبيرة التي ستتعرض لها مصالح إسرائيل نتيجة لذلك.

وتوقع المركز البحثي، في دراسة صادرة عنه ونشرها موقعه، اليوم الخميس، أن يتهاوى استقرار نظام الحكم في الرياض جراء فشل بن سلمان في تطبيق برنامجه الاقتصادي الاجتماعي "رؤية 2030"، ولعدم تمكنه من احتواء مفاعيل الغضب داخل العائلة المالكةعلى إجراءاته الأخيرة، وإمكانية أن تندلع هبة جماهيرية مدنية، احتجاجاً على تدهور الأوضاع الاقتصادية في المملكة. 

وأشارت الدراسة، التي أعدها كل من مدير المركز، والرئيس الأسبق لجهاز الاستخبارات العسكرية "أمان" عاموس يادلين، ومدير وحدة دراسات الخليج في المركز، يوئيل جوزينسكي، إلى أن ما يعزز فرص المس باستقرار نظام الحكم في الرياض، يتمثل في حقيقة أن مظاهر فشل بن سلمان على الصعيد الداخلي، تتزامن مع عجزه عن مواجهة التوسع الإيراني، وعدم قدرته على حسم الحرب المتواصلة في اليمن، التي باتت تهدد العمق السعودي، ناهيك عن المس بمكانة السعودية، جراء فشل الحملة على قطر.

انقلاب "صامت"

ورسمت الدراسة سيناريوهات قاتمة لمستقبل نظام الحكم في الرياض، مشيرةً إلى أنه يمكن أن يتمثل تهاوي استقرار نظام الحكم في حدوث انقلاب "صامت"، يقوم به أحد الأجنحة في العائلة المالكة، أو انقلاب عسكري يمكن أن ينهي حكم العائلة، أو هبة جماهيرية عارمة، تقلص من قدرة الحكم في الرياض على السيطرة على الجغرافيا السعودية.

وبحسب الدراسة، فإنّ مصالح إسرائيل الاستراتيجية ستتضرر بشكل كبير جراء تحقق أي من هذه السيناريوهات، محذرةً من أن النتيجة المباشرة لهذه التحولات تتمثل في خسارة تل أبيب العوائد التي تجنيها من شراكة السعودية كقائد المحور العربي "السني" في المواجهة ضد إيران.

كما اعتبرت الدراسة أن المس باستقرار نظام الحكم في الرياض، يعني إسدال الستار على رؤية "الحل الإقليمي" للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، والذي تراهن عليه تل أبيب في تحقيق مصالحها.

ولفتت إلى أن أكثر التداعيات خطورة لتهاوي استقرار نظام الحكم في الرياض، تتمثل في أن هذا السيناريو يمكن أن يفضي إلى وقوع السعودية تحت نظام حكم معاد، بشكل يسمح باستخدام منظومات السلاح المتقدمة التي تملكها الرياض ضد إسرائيل. 

ووفقاً للدراسة، فإن تهاوي استقرار نظام الحكم في الرياض، يمكن أن يترافق مع "تسرب" سلاح نوعي لجهات معادية، كما يمكن أن يغري إيران بالعمل على مساعدة "الشيعة" في شرق السعودية على الانفصال عن المملكة، ومساعدة "الشيعة" في البحرين على تولي الحكم.

إلى ذلك، حذرت الدراسة من أنه حتى لو ظلت نواة لنظام الحكم في الرياض، فإنها قد تضطر للاستعانة بالحركات الإسلامية "السنية" من مختلف التوجهات لمواجهة التحدي الإيراني، وهو ما يعزز من مكانة هذه الحركات، ويزيد من فرص وصولها للسلاح السعودي المتطور.

من جهة ثانية، كشفت الدراسة النقاب عن أن الولايات المتحدة قد وضعت خطة لإعادة السيطرة على منظومات السلاح المتقدمة جداً، التي زودتها للسعودية، في حال تعرض استقرار نظام الحكم في الرياض إلى مخاطر كبيرة.

ودعت الدراسة صناع القرار في تل أبيب، إلى إصدار تعليمات لإعداد مخطط لتكثيف عمليات جمع المعلومات الاستخبارية عن السعودية، وتحديداً لمعرفة الأشخاص الذين يمكن أن يتسللوا إلى السعودية، أو يخرجوا منها في حال تقلصت قدرة الحكم في الرياض على ضبط الحدود.

احتكار القرار بالمملكة

وحسب الدراسة أيضاً، فإن ما يعزز تهاوي استقرار الحكم في الرياض حقيقة أن عملية صنع القرار في السعودية تحتكر لأول مرة في عهد بن سلمان من قبل شخص واحد، مشيرة إلى أن التقليد السعودي كان يقوم على التوافق على القرارات المهمة والمصيرية. وشدّدت على أن كل ما يعني بن سلمان هو تعزيز مكانته الداخلية فقط، وهو ما يجعله يقدم على قرارات تفضي إلى المس بوحدة العائلة المالكة.

وأشارت إلى أن إحدى أهم ضمانات استقرار نظام الحكم في السعودية، تتمثل في تمتع المواطن السعودي بمستوى حياة جيد، مبينة أن السعوديين باتوا يخسرون هذه الميزة بسبب "إصلاحات" بن سلمان. 

ولفتت، في هذا السياق، إلى تراجع رواتب الموظفين وارتفاع الأسعار وتقلص الدعم الحكومي للخدمات والسلع الأساسية إلى جانب تفاقم أزمة السكن وارتفاع معدلات الفقر، موضحةً أن المخاوف من أن تفضي الإصلاحات إلى المس باستقرار نظام الحكم دفعت "صندوق النقد الدولي" إلى دعوة دوائر صنع القرار للتريث في تطبيقها.

وبيّنت الدراسة أن فرص نجاح "الإصلاحات" التي يتبناها بن سلمان متدنية جداً، وذلك لأنها تفرض من أعلى إلى أسفل، إلى جانب تخلي بن سلمان عن الشفافية. وأشارت إلى أن هناك ردة فعل جماهيرية غاضبة داخل السعودية على مظاهر الفساد التي يتورط فيها بن سلمان نفسه، مستذكرة حقيقة أنه دفع مليارا و300 مليون دولار لشراء يخت وقصر ولوحة فنية.

وأوضحت أن هناك ما يدلل على أن الحملة التي شنها بن سلمان على الفساد جاءت للتغطية على مظاهر الفساد التي تورط فيها، إلى جانب توظيفها في تعزيز مكانته.

وكشفت أن أجهزة استخبارية عالمية قد عبرت عن مخاوفها من تداعيات تهاوي استقرار الحكم في السعودية جراء فشل سياسات بن سلمان، مشيرة إلى أن السعودية يمكن أن تنتهي إلى "دولة فاشلة" أو أن تقع تحت نظام حكم معاد لإسرائيل والغرب.

وأعادت الدراسة للأذهان حقيقة أن مؤشرات فشل "رؤية 2030" تمثلت حالياً في اضطرار بن سلمان لإدخال تغييرات على بنود فيها، وقراره تأجيل تطبيق بنود أخرى.

الحملة على قطر

على صعيد آخر، استنتجت الدراسة أن "الحملة على قطر قد أفضت إلى المس بشكل كبير بتراجع المكانة الإقليمية للسعودية، ناهيك عن أنها مست بسمعتها كقوة كبيرة في المنطقة، بعدما تبين أنها عاجزة عن إخضاع دولة صغيرة مثل قطر".

كما أظهرت أن الحرب على اليمن تحولت إلى عبء ثقيل على خزانة الدولة، مشيرة إلى أنه على الرغم من أن السعودية رابع دولة من حيث الإنفاق العسكري، إلا أنه مضت 3 سنوات على حرب اليمن دون أن تتمكن الرياض من وقف الهجمات الحوثية على عمقها الداخلي.

وخلصت الدراسة إلى أن المخاطر الكبيرة الناجمة عن فشل بن سلمان على الأمن القومي الإسرائيلي ومصالح الغرب، يفرض على تل أبيب والحكومات الغربية التحرك بشكل عاجل من أجل منع المس باستقرار نظام الحكم في الرياض. وحسب الدراسة، فإنه يتوجب على تل أبيب والعواصم الغربية تقديم مشورات لبن سلمان، حول سبل التعاطي مع الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية.

Wednesday, January 24, 2018

After Sisi's purge of rivals, is he safe from the generals?

What Sisi has done to rival factions in the army is not a recipe for a long and peaceful life, even in retirement

By David Hearst

Link

A few days before Ahmed Shafiq announced his short-lived run for the Egyptian presidency, a meeting was held in Cairo to decide who should mount a serious campaign to unseat the incumbent, Abdel Fattah el-Sisi.
A number of senior former army generals and civil society figures were present, including Sami Anan, the former chief of staff. Also there was Magdi Hatatah, one of Anan's predecessors as army chief of staff, and Ossama Askaar, the former commander of the third army, the Middle East Eye has been told.
The meeting talked at first of backing a civilian candidate, but could not agree on one. They agreed then to support Shafiq. Anan kept silent. When Shafiq's candidacy crashed in flames (he and his daughter had been threatened with corruption smears) the group who attended the meeting shifted their support to Anan.
Anan swiftly amassed a wide spectrum of supporters. They included the political and business clan around former president Hosni Mubarak and his son Gamal and figures in the Egyptian opposition.
Sisi's nerves were also set jangling by a continuous series of leaked conversations, which he attributed to opposition to him from within the General Intelligence Directorate, the rival intelligence service to military intelligence and the only institution powerful enough to tap mobile phones of the president's inner circle.  
Sisi's camp correctly assumed that the dissidents inside the GID, who had been doing their best to undermine him, would support Anan. 

All guns blazing

Anan began his campaign on Sunday with all guns blazing. He launched a salvo of rockets at Sisi’s presidency. It was not just what he said, but whom he gathered around him that sent the required messages.
One of his key advisors was a former top auditor Hisham Geneina, who claimed in 2016 that state corruption had cost the country $76bn - roughly the amount Sisi had received from three Gulf states since his coup in 2013.
Then Egyptian president Mohamed Morsi (R) meeting with retired former defence minister Hussein Tantawi (C), and retired Armed Forces chief of staff, Sami Anan (L) at the presidential palace in Cairo on 14 August 2012 (AFP)
His spokesman was Hazim Hosni, a professor of political science, whose expertise was "political and economic empowerment".
But what Anan said was challenging enough. He said the two big failures of Egypt were water and land - the first was a reference to the growing dispute with Ethiopia and Sudan over the Grand Ethiopian Renaissance Dam near Assosa, which threatens water levels on the Nile, and the second was a reference to the controversial decision to give Saudi Arabia two barren islands in the Red Sea, Tiran and Sanafir.
Both Anan and Shafiq have brought the split in the Egyptian army from back to centre stage, from the shadows into the limelight
Anan called for political openness, which is code for releasing the tens of thousands of political prisoners Sisi has thrown into his jails. He repeated Shafiq's line that the army was vital to Egypt but that it should retreat from the position it now occupies in both politics and the economy.
Hosni, Anan's spokesperson, was repeatedly asked to deny claims that Anan was running with the backing of the banned Muslim Brotherhood. He pointedly did not. He replied: "When you put your vote in the ballot box, you do not declare whether you are Muslim Brotherhood. As long as there are people eligible to vote, these are welcome to us."
Hosni repeated the claim that there was "a lot of injustice about people who have been put in jail".
Anan entered the fray with his eyes open. Hosni predicted it would be "bone breaking" without, one imagines, calculating how soon the skeleton of Anan's own campaign would be crushed.
Clearly rattled, Sisi said that he would not allow "corrupted people from getting close to the seat of the presidency". On Wednesday Anan was arrested by the Army high command for "incitement".
An army spokesman claimed that Anan had falsified official documents which stated that his military service had terminated and that he would be tried by a military court for "a serious breach of the laws of the military service".
Mahmoud Refaat, a lawyer and spokesman for Anan's presidential campaign, told MEE he believed Anan's life was under threat.

Army split

Anan's campaign lasted all of three days. But whatever happens from now on, and the betting is that Sisi will apply as much force as he needs to to crush dissent and be acclaimed president for a second term, Shafiq and Anan's cameo roles in this drama could have a lasting effect.
Both Anan and Shafiq have brought the split in the Egyptian army from back to centre stage, from the shadows into the limelight. 
The Egyptian Army, that state within a state, the leviathan whose tentacles extend into every area of the country's economy and political life, is openly split. Gone is the balance of forces which backed his coup in 2013 and his candidacy a year later.
Then chief of staff of the Egyptian armed forces Sami Annan (3rd L) attends the Coptic Christmas midnight mass at Abbassiya Cathedral in Cairo on 6 January 2012 (AFP)
There is now only Sisi with the absolute power of military intelligence and a growing list of his victims, which now include powerful former army generals. The original opposition, the Islamists and secularists of Tahrir Square, are a sideshow compared to the power these dispossessed generals wielded. 
Sisi should read up the history of the Five Families - the mafia clans which ran New York City - to understand that what he has just done to rival factions in the army is not a recipe for a long and peaceful life, even in retirement. 

Humble origins

To understand this, let's go back a few years to when Sisi was an unknown military officer eager to impress his bosses. After the coup in 2013 Sisi conducted a long interview with Egyptian journalist Yasser Rizq, in the presence of his office manager Abbas Kamel. The interview was taped, and excerpts have leaked out ever since.
In it Sisi told the story of how he was introduced to the don, the most powerful man in the army, commander in chief of the Egyptian Armed Forces and chairman of the Supreme Council of the Armed Forces (SCAF), Mohammed Hussein Tantawi.
Sisi told the journalist: "When Abbas introduced me (to him) he said this is my son and he is a piece of me… That night we were at the Supreme Council in Al-Ittihadiyah (presidential palace). Field Marshal Tantawi is a man who has the trait of being extremely discrete. So much, I mean. I looked and found Marshal Tantawi saying: 'Come ride with me in the car, I need you.' This was unprecedented. I said to him: 'Yes, sir. As we walked away I asked him: 'Where are we going, sir?' He said to me: 'We are going to the rest house.' And this too was unprecedented."
The interview reveals Kamel's role in bossing Sisi, correcting his answers and directing the journalist on how to conduct the interview.
Sisi was asked who his role model was. "Which is the personality that impacted on you as a top military role model whether in the world or inside Egypt?" Sisi hesitated, but Abbas replied for him: "Hitler."
Did Sisi hold Tantawi in awe? According to Mustafa Bakri, TV anchor, who is close to Tantawi and wrote several books about the army and one about Sisi, Sisi was Tantawi’s choice. Bakri claims Tantawi chose Sisi as his anointed son. 
Bakri however has changed his version of events several times to suit the prevailing mood. 
At the time, the aides of then president Mohamed Morsi described a scene in the presidential palace when Tantawi, then minister of defence, was sacked after an attack on Egyptian troops in the Sinai. Sisi was in another room, and when his turn came to be appointed his hands shook.

Tantawi's comeback?

The anecdote positions Morsi as the kingmaker and Tantawi as his humiliated victim, although we now know how flawed that account proved to be.
At any rate, Tantawi backed Sisi's presidential run in 2014, to the extent that he forbade Anan to run. We also know that Tantawi and Sisi fell out two years later. 
In November 2016, to everyone's surprise, Tantawi appeared in Tahrir Square, the birthplace of the Egyptian Revolution in 2011, triggering an impromptu press conference with a group of supporters. He said the Muslim Brotherhood prisoners would not be executed.
He put down the chances of Anan running and at the same time suggested that he, Tantawi, godfather of the army and father of the nation, was there to save the nation. 
"Sami Anan is at his home … he's grown old anyway," Tantawi told reporters. He then added: "Don't worry. God will not leave you alone." To which Tantawi's mobile fan club chanted: "Police, army and people are united together", "long live Egypt" and "down with the traitors".
This performance did not go down well back at the presidential palace, and Sisi instructed Kamel's network of TV anchors to go on the attack.
That was two years ago. Sisi had conducted three internal reshuffles within the military while he was still defence minister. Nasser al-Assai was replaced as head of the second army, and Askaar as head of the third army.
The current defence minister, Sedki Sobhy, remains in place, guaranteed by a constitution put in place to make sure Sisi was never challenged when he held the post. Sisi will have to change the constitution again to get rid of Sobhy. 
Tantawi, according to sources who spoke to the Middle East Eye, this time backed Anan, the man he stopped once from running.
The critical questions to ask now are these: has Sisi purged the army of enough generals to be able to count on its unconditional loyalty? The statement of the army in which they indicted Anan appears to give that impression.
What remains of Tantawi's former power base? Or does he still lurk in the background, a wounded but distinctly dangerous beast?
- David Hearst is editor-in-chief of Middle East Eye. He was chief foreign leader writer of The Guardian, former Associate Foreign Editor, European Editor, Moscow Bureau Chief, European Correspondent, and Ireland Correspondent. He joined The Guardian from The Scotsman, where he was education correspondent.

Emad Hajjaj's Cartoon

قائمة مرشحي الرئاسة

Tuesday, January 23, 2018

ما وراء الخبر- أسباب وتأثيرات اعتقال سامي عنان بمصر

سمية الغنوشي: ليبراليون خليجيون من دون ليبرالية

Link

تتجه بعض دول الخليج إلى انتهاج نوع من الليبرالية الجديدة على صعيد الثقافة والاقتصاد، ولكن من دون ليبرالية على مستوى السياسة وشؤون الحكم. بل إن هذه الليبرالية الثقافية والاقتصادية يتم اللجوء إليها هروبًا من الاستحقاق السياسي وإضفاء جرعة من الليبرالية السياسية.
ولعل الوجه الصارخ لهذه المفارقة بين نزوعٍ نحو الانفتاح الثقافي وتصميمٍ على الانغلاق السياسي نراها أشد ما يكون في المملكة العربية السعودية اليوم وبعض دول الخليج الأخرى مثل الإمارات والبحرين.
بعد عقود طويلة من سياسة الانغلاق الديني التي انتهجتها السعودية منذ تأسيسها، ها هي تنفض عنها إرثها الوهابي الثقيل وتنحو نحو نمط من الليبرالية في الثقافة والاقتصاد، فارضة انعطافة حادة وسريعة على الجهاز الديني نفسه الذي كان ذراعها في فرض الانضباط الداخلي والترويج الأيديولوجي الخارجي.
فقد بات مألوفًا أن يتدخل رجال الأمن السعودي لاقتياد رجال المطاوعة (عناصر ما يعرف بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) الذين هم بمثابة البوليس الديني ومنعهم من التدخل في احتفال فني أو ثقافي معين كما اعتادوا.
وقد تمكنت نخبة من «الليبراليين» السعوديين تدريجيًّا من تصدر المشهد السياسي والثقافي السعودي، بدلًا من شيوخ الوهابية الذين ما عادت بضاعتهم مرغوبًا فيها، وباتوا عبئًا على الدولة، لا تتجاوز الحاجة إليهم حدود مراسم أداء البيعة والولاء للحكام الجدد.
في مشهد غير معهود اعتلى الشاب خالد الركح في مدينة الرياض وسط جمهور غفير تمايل يمنة ويسرة على أنغام موسيقى الراي الجزائري. وقبله جلبت هيئة الترفيه الممثل الأمريكي جون ترافولتا كي تلتقط معه فتيات السعودية صور «السيلفي» فرحات جذلى، بدل تلك الوجوه المعهودة المتوارية خلف الحجب السود.
جميل جدًا أن يُسمَح للمرأة السعودية بقيادة السيارة، وجميل جدًا أن يُسمَح بتنظيم الأنشطة الثقافية والفنية في المملكة العربية السعودية وأن يتاح للمرأة دخول الحياة العامة وتُرفع القيود والموانع التي فرضت عليها عبر قراءة متشددة للإسلام.
ولكن ما هو أجمل من كل ذلك؛ أن يكون هذا الانفتاح الفجائي مصحوبًا بانفتاح سياسي، بدل الذهاب في الاتجاه المعاكس تمامًا.
ما يجري لا يجب أن يحجب عنا حقيقة واضحة، وهي أن السعودية بأيديولوجيتها الدينية المتشددة هي التي صنعت لنفسها قبل غيرها هذه المعضلات والمطبات التي تحاول التخلص منها الْيَوْمَ. ليس صحيحًا أن هذا التشدد دخيل على السعودية، بل هي من كانت الأصل والمنبع لهذه التوجهات في العالم الإسلامي.
إلى وقت قريب؛ كانت تيارات الإسلام السياسي التي تُتَّهم بأنها «أس» البلاء في السعودية تُكفَّر لأنها لا تقول بتحريم قيادة المرأة للسيارة، وتقول إن الديمقراطية لا تتعارض مع الإسلام.
كل دول العالم الإسلامي تنظم الاحتفالات الثقافية والمهرجانات الفنية وتشارك نساؤها في سائر المناشط العامة. ولكن المشكلة أن من كانوا يستنكرون مجرد سماع الموسيقى ويحرمون قيادة المرأة للسيارة ويمارسون أقصى أنواع التقييد والحجب ضد المرأة هم أنفسهم من انقلب بفعل فاعل على ما كانوا يروّجون له.
لقد استهلك شيوخ الخليج الكثير من طاقتهم في معارك شرسة ضد المرأة، وضد حقوق الأقليات، وضد بقية المذاهب الإسلامية، وضد فكرة الدستور والديمقراطية، وضد كل شيء، في إطار أيديولوجيا وهابية متشددة خارج الزمان والمكان، وسخّرت لهم الدولة منابر المساجد والفضائيات وأغدقت عليهم الأموال ليروجوا هذه القراءات الدينية المتشددة في كل أرجاء العالم الإسلامي وخارجه.
واليوم تنقلب على نفسها بسرعة البرق وتمسح أيديها متبرمة من هذا الميراث الهائل للتشدد الوهابي الذي صنعته ونشرته على امتداد عقود متتالية.
وإذا كان التطور والانفتاح محموديْن في عصر لا يحتمل سياسات الانغلاق والتعصب، فإن ما لا يقل سوءًا هو هذا التطور العشوائي الفجائي وغير المتوازن، من بلد يمنع المرأة من الاختلاط حتى في أقدس بقاع الأرض في الحرم المكي الشريف؛ إلى خروج فتيات ونساء السعودية الجديدة في حفلات صاخبة متمايلات على أنغام الموسيقى.
تحتاج هذه المسافة الضوئية إلى معجزة خاصة لقطعها والعبور إلى الضفة الأخرى من دون هزات وارتجاجات، في واحد من أكثر المجتمعات محافظة في دول العالم.
نحن إزاء تناقض صارخ بين ليبرالية ثقافية آخذة في التشكل جنبًا إلى جنب مع نمط من الليبرالية الاقتصادية (تجلى في الاتجاه لخصخصة كبرى مؤسسات الدولة، حتى في قطاع الطاقة المحوري لاقتصاد قائم على المحروقات، مثل شركة أرامكو) يقابلهما غياب مطلق للحد الأدنى من الليبرالية السياسية التي تتعلق بإدارة الحكم وشكل السلطة.
لقد بدأت السعودية بمغامرة الانفتاح الديني والثقافي عبر بوابة عروض الموسيقى والأفلام والسهرات الفنية والسماح للسعوديات بدخول مدارج الملاعب الرياضية، فلمَ إذًا لا تستكمل هذا المسار الثقافي والاجتماعي بالحلقة الأهم «الانفتاح السياسي»، فتكون أكثر انسجامًا مع روح العصر وقيم العالم؟!
التحول باتجاه الحكم المقيد بدستور وضمان التداول على الحكم وتوزيع السلطة واحترام حقوق الناس والكف عن الاعتقال التعسفي والاعتداء على الحرمة البدنية والمعنوية للمواطنين؛ هي المقياس الرئيس لدرجة الانفتاح والتحرر، والعلامة الأهم في الليبرالية التي ينشدها فريق الحكم الجديد.
إن مدى صدق التوجه السعودي نحو «اللبرلة» والتحرر إنما يقاس بمدى القدرة على «لبرلة» الحقل السياسي أولًا وقبل كل شيء. ومن دون ذلك ستكون ليبراليةً مزيفة مخادعة لا تضع نصب عينيها إلا شراء حماية الغرب أو في الحد الأدنى شراءَ صمته.
كتب الباحث اللبناني المعروف غسان سلامة أن إحدى كبرى المعضلات التي ما زالت تواجه العرب اليوم هي وجود ديمقراطية من دون ديمقراطيين.
لكن يبدو أن الأقرب لواقع العرب هو غياب الديمقراطية حتى في حال وجود ديمقراطيين، وغياب الليبرالية في ظل وجود ليبراليين أو أنصاف ليبراليين.
فلو كان المشكل يتعلق بندرة الديمقراطيين لهان الأمر، لأن النظام الديمقراطي كفيل بإنتاج ديمقراطيين، أما الديمقراطيون فإن وُجِدوا فليسوا قادرين بمفردهم على صنع الديمقراطية، لسبب بسيط هو أن المنظومة الديمقراطية يمكن أن تصنع ديمقراطيين، أما الديمقراطيون فلا يصنعون بالضرورة ديمقراطية بمجرد تطلعهم نحو الديمقراطية أو إيمانهم بفضائلها. المنظومات السياسية أكبر من إرادة الأفراد.
وحتى يكون التوصيف أدق في الحالة الخليجية؛ فإنه يمكن القول إن وجود أنصاف ليبراليين يثرثرون في مجالسهم الخاصة والعامة لا يصنع بالضرورة ليبرالية، بل يفرز تسلطية جديدة بطلاء ليبرالي.
من الواضح أن ملكيات الخليج تحث الخطى صوب ضرب من السلطوية الليبرالية القائمة على نمط من التحررية الشكلية في مستوى الثقافة والاقتصاد، ضمن انغلاق سياسي غير مسبوق.
الأمور تتجه نحو استنساخ نموذج ابن علي ومبارك، أي نوع من الليبرالية التي تقوم على صناعة طبقة جديدة من رجال المال والأعمال مرتبطة بأهل الحكم، مع جرعة من الانفتاح الثقافي تختزله في الرقص والغناء والطرب والسهرات الصاخبة، في أجواء من الانغلاق السياسي، بل القهر السياسي.