Friday, March 28, 2008

اخطار ما بعد القمة

اخطار ما بعد القمة

عبد الباري عطوان

".....
بالأمس كان العراق هو العدو الذي يجب تدميره عقابا له علي امتلاك اسلحة الدمار الشامل التي تهدد الدولة الاسرائيلية وتحقق التوازن معها، واليوم تأخذ ايران محله لانها تجرأت علي بناء ترسانة عسكرية قوية اصبحت تشكل خطرا علي اسرائيل وعلي الهيمنة الامريكية علي المخزون النفطي في الخليج.
في الحرب الاولي لم تكن امريكا بحاجة الي اسرائيل لتدمير العراق، لانه كان ضعيفا محاصرا مجوّعا، ولكنها اليوم لا تستطيع مواجهة ايران دون محور التحالف العربي ـ الاسرائيلي، وهذا ما يفسر تفرغ المسؤولين الامريكيين وتعاقب زياراتهم الي المنطقة العربية، وكأنه لا توجد مناطق ساخنة في العالم غيرها. فلا يمر شهر تقريبا دون ان يبدأ مسؤول امريكي كبير جولته في المنطقة جاعلا اسرائيل وعواصم الاعتدال العربي محطات رئيسية فيها، فهل هذه الجولات من اجل نشر الديمقراطية وقيم حقوق الانسان، ام من اجل دعم الاستقرار وإزالة شبح الحروب، ام من اجل قيام الدولة الفلسطينية التي تأخرت كثيرا، مثلما تباكي تشيني اثناء زيارة المجاملة التي قام بها الي رام الله مؤخرا؟
عندما تزور رايس المنطقة للمرة الرابعة عشرة، وبعد ثلاثة اسابيع تقريبا من زيارتها الثالثة عشرة، وقبل شهر تقريبا من وصول الرئيس جورج بوش اليها للمشاركة في احتفالات الذكري الستين لاغتصاب فلسطين، وبعد اسبوع من زيارة جون ماكين، المرشح الجمهوري، وتزامنا مع انعقاد القمة العربية، فان علينا ان نتوقع الاسوأ، فهناك طبخة يتم اعدادها! ويبدو انها اقتربت من مرحلة النضج، وهي طبخة سموم في جميع الاحوال، وعزاؤنا ان طباخيها سيتذوقونها حتما."

No comments: