Thursday, February 19, 2009

البحرين عربية

عبد الستار قاسم

صرح مؤخرا أحد معاوني مرشد الثورة الإسلامية الإيرانية بأن البحرين أرض إيرانية، وهي المحافظة الرابعة عشرة لإيران. وقد ردت
وزارة الخارجية الإيرانية على التصريح قائلة بأن إيران تعترف بالبحرين دولة ذات سيادة. هذا ليس هو التصريح الأول الذي يصدر عن الإيرانيين بشان البحرين، وليس هو النفي الأول الذي يصدر عن الخارجية الإيرانية. وقد سبق للرئيس الإيراني أن زار البحرين لتطييب الخواطر. والملاحظ أن تصريح الخارجية لم يقل أن البحرين أرض عربية، واكتفى بذكر سيادة غير موجودة.
تكرار التصريحات بشأن البحرين يشير إلى نوايا إيرانية مبيتة حول هذه الأرض العربية، وهي نوايا تستهتدف الاستيلاء على الجزر. وبهذا تكون إيران قد استقدمت استعداء جماهير عربية وإسلامية غفيرة، وبثت إسفينا من الفرقة والفساد في المنطقة العربية الإسلامية. هذه منطقة تتطلع إلى النهوض والوقوف على أقدامها في وجه الغزاة والمستعمرين، وهي ليست بحاجة إلى مشاكل داخلية تستنزف الطاقات، وتستدعي الخصومات والعداوات، وتؤدي إلى حروب لا يستفيد منها إلا أعداء الأمة. وأنا لا أرى أن ذلك الشيخ الذي أطلق تصريحه قد راعى مصلحة الأمة أو حتى مصلحة إيران.
أنا عربي أرى في النظام السياسي البحريني العفن والتخلف، وهو نظام يدين بالولاء للولايات المتحدة ويقيم علاقات طيبة مع الصهاينة أعداء الله والأمة، لكن أرض البحرين هي أرض عربية خالصة، وقدسيتها بالنسبة لي كعربي كقدسية أي بقعة أخرى من الأرض العربية من المحيط إلى الخليج. النظام البحريني زائل وستبقى البحرين وسيبقى شعبها العربي الأصيل. ومثلما تقف شعوب الأمة مع فلسطين والعراق والصومال ولبنان، ستقف أيضا مع أرض البحرين وشعب البحرين.
كان الأولى بالشيخ وبكل رجال الدين أن يتحدثوا عن وحدة المسلمين من أجل النهوض وتشكيل جسم موحد قوي قادر على الاندفاع نحو التنمية والبناء، ونحو تحقيق الاستقلال والسيطرة على الثروات. كان الأولى به أن يتحدث عن وحدة الأمة في مواجهة التخلف والجهل والفقر والأمريكيين والصهاينة. وهذا الشيخ يدرك كما يدرك غيره من رجال الدين بأن الأولوية الشرعية أمام المسلمين الآن هي إقامة الأمة لما فيها من منعة وتحصين ورفعة ومساهمة في الحضارة الإنسانية، وليس في بث الفساد والفتن التي عقابها عند الله عظيم.
أتاحت تصريحات الشيخ الإيراني الفرصة أمام حكام عرب يبيعون الأمة والأرض للأمريكيين والصهاينة لأن يطلوا برؤوسهم مدافعين عن مصالح العرب: مبارك وعبد الله حسين يهبون لنجدة البحرين. أنا واثق بأن هؤلاء الحكام وُجدوا لبيع الأمة وليس للدفاع عن الأمة، وهم أول من سيتخلى عن البحرين فيما إذا حصل عليها اعتداء. هؤلاء الحكام (امتداد لأنظمة) هم أنفسهم الذين طبطبوا على ظهر شاه إيران مادحين عندما احتل الجزر الإماراتية في الخليج، وهم الآن الذين يدعمون إسرائيل في مواجهة المقاومة الفلسطينية واللبنانية
.

No comments: