Tuesday, December 8, 2009

سبع ملاحظات على صفقة التبادل بين حماس وتل أبيب


A Good Comment (Arabic)

"......
الصفقة هي بمثابة امتحان مهم للغاية لحركة حماس، لأنّ نتائجها ستلقي بظلالها على مصير الحركة في الشارع العربي الفلسطيني بجميع أطيافه وألوانه، وأيضا على حاضرها ومستقبلها وتأثيرها على الشارعين العربي والإسلامي،
.....
الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط، تمّ أسره خلال عملية عسكرية خطط لها وأشرف عليها شخصيًّا قائد كتائب الشهيد عز الدين القسّام، الجناح العسكري لحركة حماس، أحمد الجعبري، في الخامس والعشرين من شهر يونيو/حزيران من عام 2006، أي قبل ثلاث سنوات وخمسة أشهر.
.....
حماس تمكنت من إدارة الأزمة بطريقة ممتازة للغاية، ومنعت إسرائيل من معرفة مكان احتجاز شاليط، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى علينا أن نتذكر أنّه بعد سيطرة حماس على قطاع غزة، قامت الحركة بقطع دابر العملاء والخونة، الذين كانوا يزودون المخابرات الإسرائيلية بالمعلومات المهمة عن تحرك المقاومين والمجاهدين،
.....
علينا أن نأخذ بعين الاعتبار قضية مهمة للغاية بالنسبة لحماس تحديدًا وبالنسبة للشعب الفلسطيني برمته، فمنذ اتفاق أوسلو الذي تمّ توقيعه بين الحكومة الإسرائيلية ومنظمة التحرير الفلسطينية في سبتمبر/أيلول عام 1993، قامت إسرائيل بإطلاق سراح حوالي تسعة آلاف أسير فلسطيني من منطلق بوادر حسن النية للسلطة الفلسطينية وبهدف تشجيعها على المضي قدمًا في المفاوضات التي جلبت الويلات على الفلسطينيين، الدولة العبرية رفضت بشكل قاطعٍ إطلاق سراح أسرى من عرب الداخل، زاعمة بأنّ الحديث يجري عن مواطنين إسرائيليين خانوا دولتهم في زمن الحرب، وتمكنت من فرض هذه الأجندة على السلطة الفلسطينية، التي تنازلت عن هؤلاء الأسرى وحوّلتهم إلى أيتام على موائد اللئام.
......
وإطلاق أسرى من عرب الداخل في الصفقة الجديدة سيكون رسالة إلى محمود عبّاس وإلى زمرة المحيطين به مفادها أنّ محاولتهم لسلخ فلسطينيي الداخل عن شعبهم مصيرها مزبلة التاريخ، ولا ضير في هذا السياق في التذكير بأنّ السيد محمود عبّاس صرح في أكثر من مناسبة بأنّ فلسطينيي الداخل هم (عرب إسرائيل) ومواقفهم المتشنجة، على حد وصفه، تعود سلبًا على القضية الفلسطينية.

علاوة على ذلك، فإطلاق سراح أسرى من مناطق الـ48، سيكون صفعة أخرى تتلقاها إسرائيل من حماس، وسيكون رسالة أخرى إلى صنّاع القرار في تل أبيب بأنّ محاولات تقسيم العرب إلى عربين مصيرها الفشل الذريع
......
وهناك نقطة أخرى لا تقل أهمية عن الأمور التي تطرقنا إليها، ففي الماضي غير البعيد رُشّحت أنباء كثيرة عن أنّ رئيس سلطة رام الله المأزومة، محمود عبّاس، طلب من الإسرائيليين عدم الموافقة على شروط حماس بالنسبة لصفقة التبادل، ومع أننّا لا نستبعد البتة قيامه بهذه الفعلة المشينة والمخزية، فإننّا نريد أن نقول بفم مليء إنّ الدولة العبرية تخشى أيضا من أنّ إخراج الصفقة إلى حيّز التنفيذ سيرفع أسهم حركة حماس في الشارع الفلسطيني على مختلف أطيافه، على حساب حزب السلطة، أي حركة فتح، وهذا الأمر لا يصب في مصلحة الدولة العبرية وأميركا وأوروبا والعرب المتواطئين، الذين يعملون كل ما في وسعهم من أجل مراضاة محمود عبّاس وسلطته المنهارة
....."

No comments: