Monday, March 1, 2010

يسألونك عن البرادعي


An Excellent Comment (Arabic) by Egyptian Opposition Leader Abdul-Halim Qandil


'أن مقاطعة ألعاب النظام شرط جوهري لجدية أي حملة سياسية تهدف للتغيير'، فقد انتهت حكايات انتخابات النظام إلى تعيينات إدارية، وإلى ألعاب هزل وأفلام كارتون، والمطلوب: دعوة أطراف المعارضة الجدية لمقاطعة السيناريو الرسمي لما يسمى انتخابات البرلمان وانتخابات الرئاسة، وفتح الطريق لسيناريو شعبي يقوم على خطة 'البديل الرئاسي' وليس 'المرشح الرئاسي'، وفي صورة 'رئيس مواز' أو 'مجلس رئاسي مواز'، يدير حملة مقاومة سلمية واسعة، تتضمن سلاسل من التوكيلات الشعبية والإضرابات والاعتصامات والمظاهرات السياسية، وبهدف جامع 'هو تنحية نظام مبارك، وإقامة دستور جديد بجمعية تأسيسية منتخبة إنتخابا حرا في نهاية فترة إنتقالية تبدأ بإطلاق الحريات العامة ' بحسب النص الحرفي لبيان كفاية، والمعنى ظاهر، وعلاقته وثيقة بدور محتمل للبرادعي، فالرجل ـ لاعتبارات كثيرة ـ يصلح في ظني الشخصي كرئيس محايد لفترة انتقالية تعقب الانهاء السلمي لحكم مبارك، وإنهاء حكم العائلة له طريق مرور صار إجباريا، وهو الشروع في حملة مقاومة مدنية وعصيان سلمي، تبدأ من الآن، وليس انتظارا لموعد انتخابات رئاسة لا قيمة لإجراءاتها، فالمطلوب : بدء معركة الرئاسة من الآن، وعدم البقاء في خانة رد الفعل، وعدم الاكتفاء بتسجيل اعتراضات على انتخابات برلمان تحولت بعد التزوير المنهجي إلى مساخر عبثية، وانتخابات رئاسة تحولت إلى لعبة رجل واحد من عائلة القصر الرئاسي، ولا يسمح فيها لآخرين سوى بلعب دور الكومبارس، وقد رفض البرادعي دور الكومبارس الرئاسي، وربما تبقى عليه أن يقطع الطريق إلى آخره، وأن يقرر الاستقواء المباشر بعطف وقوة الشارع، وقيادة 'جمعية وطنية للشعب المصري' تضم الشخصيات العامة الراديكالية، وقادة أحزاب وحركات، وقادة الاضرابات والاعتصامات الاجتماعية، ونواب المعارضة على مدى ثلاثين سنة خلت، وهي الفكرة التي تبنتها حركة كفاية، واقترب منها البرادعي بحديثه عن 'جمعية وطنية للتغيير'.
باختصار، يبدو البرادعي في أمس الاحتياج لقرار أساسي، يتخذه باختياره وإرادتــــه، ويعكس مدى استعداده لدفع ضرائب الدور، وهي ضرائب مخفـــفة جدا في حالته قياسا إلى غيره من الراغبين في دور، فالرجل له حصــانة وسمعة دولية، ويملك أن يخاطر، وأن ينتقل من مركب التردد إلى مركــــب الشعب، وأن يصنع تاريخا ســـياسيا مجيدا، وعلى طريقة سعد زغلول الذي كان صديقا للورد كرومر معتمد الاحتلال البريطاني، لكنه قرر المخاطرة في اللحظة المواتية، وقفز إلى مركب الناس في ثورة 1919، ويمكن للبرادعي أن يكرر القصة ذاتها مع الوعي باختلاف الظروف، وأن يصبح ـ في ظني الشخصي ـ سعد زغلول الجديد، ولا يكتفي بدور المراقب أو المعلق النزيه، وقد أثبت الرجل وعيا رصينا، وصحح تصريحات سبقت أثارت التباسا، وربما لايزال عليه أن يفعل المزيد، لكن الأهم من حسن الكلام هو الاتجاه لفعل حقيقي، وحرق المسافة بين تريث الدبلوماسي ومخاطرة السياسي.
ولسنا ـ لاسمح الله ـ في وضع من يملي على البرادعي شروطا أو نصائح، بل أن دورنا ـ بمنتهى التواضع ـ هو حثه وتشجيعه على خوض المخاطرة، وتعويض الرجل عن نقص كاريزما الشخص بكاريزما الفكرة، وتحويل فرصة البرادعي إلى حدث شعبي، وجعله عنوانا لقيامة تستحقها مصر بعد طول الرقاد.
"

Source: Al-Quds Al-'Arabi

No comments: