Friday, April 9, 2010

إنهم يستميتون لمنع انتفاضة جديدة


"من الواضح أن الأطراف المعنية بالقضية الفلسطينية خارج سياق قوى المقاومة لا تزال تستميت من أجل الحيلولة دون اندلاع انتفاضة جديدة، كل طرف لأسبابه الخاصة.
....
الهدوء القائم حاليا يبدو أكثر من ضروري لإسرائيل لمواجهة الخطر الذي يحظى بالأولوية في هذه المرحلة ممثلا في المشروع النووي الإيراني، حيث إن اندلاع انتفاضة جديدة سيعطل اللعبة، وقد يقلبها لصالح الطرف الإيراني
....
مشاهد الموت والدمار في الأراضي المحتلة، معطوفة على عودة المقاومة، لن تكون محصورة الأثر في تلك الرقعة من العالم العربي، وإنما ستمتد هذه المرة، لتهدد عددا لا بأس به من الدول العربية القريبة من الولايات المتحدة والغرب
....
يبقى الطرف الفلسطيني، ممثلا في السلطة في رام الله، وهي سلطة تسابق بدورها الزمن من أجل الحيلولة دون اندلاع الانتفاضة، وتبعث برسائل عديدة للأطراف المعنية تحذر من هذا الاحتمال الذي لن يكون بوسعها منعه إلى ما لا نهاية في حال استمر التعنت الإسرائيلي، مع العلم بأن الفئة الحاكمة في تلك السلطة لا تؤمن، أو بعضها في أقل تقدير، بخيار الانتفاضة، بل تراه تهديدا لما تسميه "المشروع الوطني"، من دون أن ننسى أن مصالح جزء كبير من تلك الفئة قد باتت مرتبطة بالتصور الجديد لسلطة تحت الاحتلال، سواء تطورت إلى دولة منقوصة السيادة، أم بقيت في حدود ما يشبه الدولة، لأن السيادة بحسب هؤلاء ليست ضرورية تماما.
.....
سيقال هنا إن قوى المقاومة في وضع صعب في الضفة الغربية، ولن يكون بوسعها فعل الكثير في مواجهة برنامج الجنرال الأميركي "كيث دايتون" الذي يتحرك بقوة على الأرض ويحقق نجاحات كبيرة، وقد يكون ذلك صحيحا إلى حد ما، لكن ما ينساه هؤلاء هو أن الشارع العادي هو من فجّر انتفاضة الأقصى وليس الفصائل، ثم التحقت هذه الأخيرة بها ومنحتها الزخم المسلح والاستشهادي بعد مرحلة كانت تعيش فيها بؤسا استثنائيا بسبب قمع أوسلو وتنسيقه الأمني.
....
أما المقدمة الضرورية لتلك الانتفاضة فهي انقلاب حماس ومن معها وحولها من قوى المقاومة على خيار السلطة تحت الاحتلال وديمقراطيتها التي لا بد أن تخدم مشروع الاحتلال أيضا، ويتمثل ذلك في رفض مشروع المصالحة على قاعدة تكريس واقع تلك السلطة وطرح مشروع مقابل عنوانه إدارة بالتوافق لقطاع غزة بوصفه منطقة محررة أو شبه محررة، مع إعلان انتفاضة شاملة حتى دحر الاحتلال من دون قيد أو شرط حتى حدود الرابع من يونيو/حزيران، وذلك حتى لا يلتزم الشعب بأي تعهد يفرط في أي شيء من حقوقه، وهو ما سيكون بالطبع مقدمة للتحرير الشامل."

No comments: