Friday, October 8, 2010

قمة سرت الطارئة "تنقذ" المفاوضات أم فلسطين؟!


نزار السهلي

"لن يكون مفيدا أن يتم توجيه الأنظار إلى القمة العربية الطارئة في مدينة سرت الليبية، ومقررات نسختها العادية في آذار الماضي، وظروف انعقادها تشبه كل الظروف المحيطة بانعقاد كل القمم العربية منذ القمة الأولى في انشاص عام 1946 إلى يوم التاسع من تشرين الأول 2010، قمم عادية وطارئة وموسمية، لم تغير من واقع الحال شيئا، فعلى العكس تماما، إذا أخذنا وثيقة سرت الماضية المتعلقة، بربط المفاوضات بوقف الاستيطان، والالتزام بسقف زمني محدد لها، والإعلان الماضي المتعلق بدعم مدينة القدس" ودعم صندوق القدس " ب500 مليون دولار لم يصل منها شيء، نجد أن المشاريع الاستيطانية في المدينة وعمليات هدم البيوت وطرد السكان متواصلة، و لا تقيم وزنا لكل بيانات القمم الصادرة عن أية قمة.

تكرار ذات الجمل والبيانات البلهاء، وصياغة شعارات الدعم للقدس وللمفاوضات و"لعملية السلام" والمبادرة العربية المرتبطة بخيارات العرب السلمية، أتاحت للكوارث المتلاحقة فوق الجسد العربي أن تستفحل، دون أن تقدم فعلا مباشرا على الأرض يصون كرامة أذلتها آلة العدوان الإسرائيلية.

وقمة بعد قمة، تبتلع إسرائيل في جوف الاستيطان، أحلام "الدولة" الموعودة، وما هو مؤكد أن إسرائيل هي المطمئن الوحيد من اجتماع بعض القادة العرب، التي تجد في شعاراتهم الممجوجة عن التحديات المصيرية التي تواجهها شعوبهم مع مقررات القمم عن الوحدة والتعاون العربي والدفاع العربي والوحدة الاقتصادية كلها مفردات شكلت طوق النجاة، لإسرائيل للإفلات من العقاب على جريمتها المتمثلة باغتصاب فلسطين وفرض النكبة على الشعب الفلسطيني واستمرار العدوان المرادف لخطاب السلام العربي.

ومنذ أن طرح العرب مبادرتهم "الشهيرة" في قمة بيروت 2002، وامتداد المفاوضات لعقدين منذ مدريد والى اليوم، نجحت إسرائيل وأمريكا في ترويض المفاوض الفلسطيني والعربي، الذي جرد نفسه من كل الضمانات
وأسباب المناعة والضغط والقوة والمقاومة أمام سيل العدوان الجارف، وتمسكه بأوهام بددتها آلة العدوان والقتل
وسياسة الانحياز الأمريكي الأعمى لإسرائيل.
....
وكل تعويل لا ينطلق من الذات، أي أن يعول الفلسطينيين على أنفسهم أولاً، وعلى مقاومتهم بإطلاق إستراتيجية
قائمة على وحدة الصف الفلسطيني أساسها مقاومة الاحتلال وطرده، ووقف التنسيق الأمني وإطلاق يد الشارع الفلسطيني لمواجهة العدوان ودون ذلك تبقى شعارات الانسحاب من المفاوضات والطلب من واشنطن مواصلة الجهود واستقبال اشكنازي في بيت لحم ورام الله وثناءه على جهود ضباط الأمن الفلسطينيين، تسقط كل الشعارات الذي يعتقد واهما المفاوض الفلسطيني أنه متمسك بثوابت يطلقها في وجه الشارع العربي
......
وإذا كان المواطن العربي والفلسطيني، يستمع طوال حياته المعاشة، وحياة من سبقه لشعارات من نوع إن إسرائيل لا ترغب في السلام، وإن العدوان مستمر وموقف أمريكا والغرب يحمل نفاقا وتدليسا ومحاباة لإسرائيل، وإن نوايا إسرائيل باتت مكشوفة وأطماعها لم تتغير، وان أحزابها المختلفة لها لون واحد من العدوان
وان قرارات إدانة إسرائيل لا طعم ولا لون لها في عالم لا يحترم الضعفاء، إذاً على ماذا الرهان؟
....."

No comments: