Wednesday, April 6, 2011

نعم، وسوريا بحاجة للديمقراطية والحريات

علي جرادات

"..... في سياق كل ما تقدم، وحول علاقة الديمقراطية بمنعة الدول بخاصة، تحضرني مطالعة بهذا الشأن، كان قدمها المرحوم الدكتور جورج حبش في أواسط ثمانينيات القرن المنصرم، وتم نشرها في كراس تحت عنوان "نحو فهم أعمق وأدق للكيان الصهيوني"، أكد فيها على ضرورة عدم قياس عوامل قوة هذا الكيان بما يمتلكه من عوامل قوة عسكرية وأمنية فقط، بل ضرورة النظر إلى ما يمتلكه ككيان غاصب من عامل ديموقراطي داخلي، يتيح تفجير كامل طاقاته كمجتمع، بدءا بإشراك المرأة في المواجهة وعدم حبسها في البيت والمطبخ، مروراً بإعلاء شأن البحث العلمي ودعمه بموازنات خيالية، وتحويل إنتاجه النظري إلى تطبيقات عملية في كافة المجالات العسكرية والأمنية والصناعية والزراعية ألخ...عرجاً على إطلاق حريات الصحافة والتنظيم والمعتقد والتفكير والتنوع والتعدد ألخ...، وتوظيف كل ذلك في معارك المواجهة الخارجية، وصولاً إلى ممارسة لعبة الديمقراطية السياسية الليبرالية بأعلى أشكالها، عبر التداول السلمي للسلطة، ورهن تبدلاتها بصندوق الاقتراع، الذي يعطي السلطة ويراقبها وينزعها بشكل دوري، بعيدا عن وراثتها أو توريثها أو رهنها بـ"الحزب الواحد" وبـ"القائد الأوحد"، وما يفضي إليه ذلك من تعفن واحتقان واحتراب داخلي، كظواهر تلد كل أشكال التفتيت السياسي والطائفي والمذهبي والاثني، وكتربة خصبة للاستثمار الخارجي وتدخلاته، بحسبان أن القلاع لا تقتحم إلا من داخلها. ما يثير سؤال: ألم يكن هذا هو حال ما شهدته، (وللأسف ما زالت تشهده)، العديد من الأقطار العربية، التي شكَّل غياب الشرط الديمقراطي الداخلي في حياتها، ذريعة لإشعال الفتن بين مكونات تنوعها الطبيعي بنيران بدعة الفوضى الخلاقة الأمريكية، التي لم تنجح في تدمير النظام السياسي العراقي وسلطته فقط، بل ونجحت في تدمير الدولة العراقية ومؤسساتها أيضاً، الأمر الذي لم يكن ليتم بأدوات داخلية، لو أن نظام صدام البعثي كان ديمقراطيا مع شعبه، وفي أقله لو أنه كان أقل دموية في تعامله مع معارضيه. وفي هذا، درس كبير، نراه يتكرر في ليبيا، وعلى كل نظام رسمي عربي، وعلى النظام السوري تحديداً، التعلم من هذا الدرس قبل فوات الأوان
....."

No comments: