In my opinion Salama Kila is the most perceptive and accurate analyst of the Middle East scene. I read, and re-read, every article he writes.
سلامة كيلة
Link
الكل يعلن الحرب ضد داعش، وهي تتمدد وتتوسع، وتنشط محققة انتصارات في مناطق شاسعة في شرق سورية وشمالها، وغرب العراق وشماله، فقد أخذت الرمادي وبيجي، بعد أن قيل إنها طُردت من محافظة صلاح الدين في العراق، وما زالت تفاجئ بالسيطرة على مناطق جديدة. وفي سورية، احتلت عين العرب، وقاتلت طويلاً فيها، ومن ثم طُردت، لكنها عادت إليها، بعد أن كانت احتلت تل أبيض، وبعد أن طُردت منها عادت، وسيطرت على الحسكة، بعد أن كانت قد سيطرت على تدمر. وتقدمت في الجنوب باتجاه اللجاة وجبل العرب، كما تقدمت نحو حلب، وقطعت النفط عن مناطق عديدة هناك. وأيضاً تقدمت نحو حمص، بعد أن كانت تحاول التوسع في القلمون.
وامتدت عملياتها إلى فرنسا وتونس والكويت والسعودية، وتقاتل في ليبيا، وتحاول الوصول إلى أفغانستان، بعد أن كانت من حصة "طالبان"، بعد أن رحل تنظيم القاعدة عنها، بعيد تبرير احتلالها.
أمر لافت، خصوصاً وأن كل الكلام عن "الجهاديين" يشير إلى متطرفين مهمشين مفقرين، ويتسمون بالسذاجة العالية. يتسمون بقلة المعرفة، والميل الانتحاري، بهدف الحصول على حوريات الجنة، في وضع يشير إلى حالة من التهميش المجتمعي والحضاري. فئات متخلّفة أصولية، ينحكم وعيها لبنى قروسطية، ومنطق شكلي مطلق، ونزوع "روحاني" كبير، تقبع تحته حالة من حالات الهوس الجنسي. كيف لفئات من هذا النمط أن يفعلوا كل هذا الصراع العسكري المتفوق، وتحقيق الانتصارات التي تعجز عنها الجيوش العربية؟
أمر لافت، خصوصاً وأن كل الكلام عن "الجهاديين" يشير إلى متطرفين مهمشين مفقرين، ويتسمون بالسذاجة العالية. يتسمون بقلة المعرفة، والميل الانتحاري، بهدف الحصول على حوريات الجنة، في وضع يشير إلى حالة من التهميش المجتمعي والحضاري. فئات متخلّفة أصولية، ينحكم وعيها لبنى قروسطية، ومنطق شكلي مطلق، ونزوع "روحاني" كبير، تقبع تحته حالة من حالات الهوس الجنسي. كيف لفئات من هذا النمط أن يفعلوا كل هذا الصراع العسكري المتفوق، وتحقيق الانتصارات التي تعجز عنها الجيوش العربية؟
شملت الحرب ضد داعش عشرات الدول، وخصوصاً أميركا بكل تفوقها العسكري، خصوصاً في مجال الطيران والصواريخ و"السيطرة على الجو"، كما قالوا في الحرب ضد العراق، وكما توضّح بالفعل. والنظام السوري الذي يقول، إنه يقاتل داعش، على الرغم من أن المعارك كلها تبدأ من هجوم داعش على قواته. وتركيا التي تقول إنها تحاصرها. والنظام العراقي الذي "يخوض الحرب ضدها"، لكن قواته تنسحب قبل تقدّم داعش، كما حدث في الموصل والرمادي وبيجي وغيرها، وإيران التي تحشد "الحشد الشعبي" لمقاتلة داعش.
كل هؤلاء "يخوضون" الحرب ضد داعش، وهي تتقدم وتتوسع وتسيطر. كيف نفسّر ذلك؟ إنها تقوم مقام "دولة عظمى"، تقاتل كقوة عظمى! وتهزم قوى عظمى وقوى إقليمية! على الرغم من أنه، قبل التدخل الأميركي، استطاعت كتائب مسلحة (مثل جبهة ثوار سورية) أن تهزم داعش في الشمال السوري، وأربكت الأمر تغطية جبهة النصرة على داعش، ومن ثم قتالها جبهة ثوار سورية وحركة حزم وغيرها، تلك الكتائب التي قاتلت السلطة وقاتلت داعش. قوى شعبية بسيطة استطاعت طرد داعش، ودول لا تستطيع ذلك؟
هذا وهم. ما يجري ليس قتال داعش، ولا أحد يقاتل داعش عدا قوى الثورة. على العكس، الكل يستخدم داعش في تكتيكات تتعلق بمصالح كل طرف. بمعنى أن الدول التي "تقاتل" داعش تغطي على تمددها وتوسعها، وتدفعها إلى التوسع هنا أو هناك، وفق التكتيك الضروري لخدمة تلك الدول. هذا مختصر الأمر.
أميركا تلعب بداعش من أجل المساومات مع إيران تحديداً. ولهذا، تغطي على توسعها، وتقصف بعيداً عنها، إلا في حالات نادرة. وتتشارك مع السلطة في حماية التوسع، بما يربك الثورة ويشلها، ويسهم في الضغط على أطراف أخرى، مثل تركيا. وتركيا تلعب بها، لأن ما يؤرقها هو ما يمكن أن يفعله أكراد سورية، ولهذا تساعدها على الضغط على المناطق الكردية. والنظام يساعدها على التقدم لوقف توسع الثورة، وإرباك نشاط الكتائب المسلحة، على أمل تحويل الصراع إلى صراع بين الطرفين. وإيران تستغل الأمر، لتعزيز وضع القوى الطائفية التابعة لها. ودول أخرى تدعم لتكريس الفوضى.
الكل يعلن أنه يحارب داعش، لكنه في الواقع يتحارب عبر داعش، ويحارب الثورة بداعش. فقط هي ضد الثورة، وهم كذلك ضد الثورة، وكل ما يجري إنهاك طويل لتدمير الثورة، وتحقيق المساومات على جثتها. لكن، لا.
No comments:
Post a Comment