Friday, March 30, 2007

حين يتضامن الحكام ...تكن الكارثة وراء الباب

د. عادل سمارة
(From Ramallah, Palestine)

"ومان فقط لبحث كل شيىء، فهل تكفيّ أم أن الأشياء مبحوثة، وربما الأجندة مرسلة سلفاً على جناج الجنِّي المعاصر "الإنترنيت".
لم يكن هناك حدثاً يقتضي قمة سريعة ملحة كهذه. إذن، هذا بحد ذاته مثار قلق، بمعنى أن وراء القمة ما ورائها. حين يلتقي كافة الحكام العرب ويتحدثون عن تضامنهم، فعلينا التنبؤ بما هو خطير طالما نعرف أن "الدولة عدو الأمة".
فلو كانت القمة لقضايا الوطن، لكانت قمة الإعداد للمقاومة ضد الإحتلال الصهيوني لفلسطين، والأميركي للعراق والصومال وأجزاء من السودان. هذا هو المطلوب عربياً. ولو كانت إعداداً لمقاومة، لوضعت على أجندتها فائض ثروة النفط لتوظيفه في التنمية والمقاومة. ولكن، هذه محرمات، لأن تفاعلهما الجدلي ينتج الوحدة. وكيف تفعل تمفصلات سايكس-بيكو كل هذا؟

الصومال...نسيان!
قد يستفز الكثيرين أن نبدأ بالصومال، هذا القطر الذي "نساه العرب الأقحاح” (مظفر النواب) ...كما نسوا فلسطين، بلد فقير، على حافة الوطن.
فالصومال تحت احتلال جديد بالمطلق، احتلال قامت به الولايات المتحدة ممتطية ديكتاتور اثيوبيا. لم يتحرك الحكام العرب، وحتى القمة لم تقل كلمة واحدة عن قطر بأكمله. هذا رغم أن اليوم الثاني للقمة شهد مذبحة هناك. فقط للتذكير، ولكن لا معتصماه.
هل يُعقل أن تنسى القمة قطراً بأكمله لو كانت أجندتها عربية! ولكن، كيف تتحدث القمة عن الصومال، وواضع اجندة القمة هو من إحتل البلد، وأرسل ممثله الصومالي ليحضر القمة.
قد تكفي الإشارة للصومال هنا للتأكد من أن القمة محكومة بانتماء عميق لسايكس بيكو.

ولكن...لماذا فلسطين؟
قالوا جميعاً ولا سيما ممثل الجميع أمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى، ان السلام خيار استراتيجي وأن مرتكز المبادرة العربية هو الأرض مقابل السلام.
هنا نصل إلى النقطة الخطرة، فالقمة تضامن عربي تمهيدا لاستسلام شامل,. وللتذكير، فقد رفع شعار التضامن العربي عام 1967، بعد هزيمة حزيران، وهو تضامن كان مقصود به التطامن. فالدول التي دخلت الحرب هزمت وكسرت شوكتها. والدول التي لم تدخل الحرب هزمت دون حرب. إذن لا مفخرة لأحد، واية مناكفة سوف تحرج الجميع، فاتفقوا حينها أيضا على إزالة آثار العدوان. ومنذ تلك اللحظة شطب حق العودة، فما بالك بالتحرير؟
السلام خيار استراتيجي، وهذا معناه أن السلام هو الذي سيطرد إثيوبيا الأميركية من الصومال وأمريكا من العراق وإسرائيل من فلسطين، ولاحقاً اي قطر آخر، لن يطلق اي نظام على أي احتلال طلقة واحدة، فهم قد "طلّقوا المقاومة". فالنظام الرسمي العربي هو مبدع التحرير "بالسلام"
أما الأخطر فهو "الأرض مقابل السلام"، اية أرض؟ لا شك، ليس المقصود الإحتلال الأول لفلسطين 1948، ولا حتى الإحتلال الثاني 1967، حتى لو ورد نصاًّ في مقررات القمة. فما أكثر المقررات التي كان عدم ذكرها أحفظ لماء الوجه.
وأبعد من هذا، فقد سبقهم فلسطينيون للقبول بغزة-أريحا مقابل السلام، ولم يحصل.

الفوائض للتعويض وعودة عن العودة
ليست هذه القمة سوى استكمالاًً للموقف العربي الرسمي من العدوان على لبنان في العام الماضي، الموقف الذي قال لإسرائيل:"حطمي عظام حزب الله". فلا بد من اغتيال كافة مظاهر المقاومة المدنية والمسلحة للوصول إلى التسوية. وهو نفس المطلب الذي طلبته الولايات المتحدة وفرنسا.
إذن ما المتوقع من قمة دعى لها الحكم السعودي الذي طلب من إسرائيل تدمير حزب الله، لأنه قاوم!
لا شك أن القمة تشي بنفسها. فالحكام العرب سائرون باتجاه الإعتراف الجماعي، والتطبيع الجماعي مع إسرائيل. أما الأرض مقابل السلام، والحل العادل لقضية اللاجئين، فتعني بلا مواربة، بعض أرض الضفة والقطاع وتعني تعويض اللاجئين بدل عودتهم.
ولن يكون التعويض من إسرائيل ولا من الولايات المتحدة، بل من فوائض النفط. فالأعداء لا يدفعون. أما كيفية الدفع ولمن، فحسب من يريد أن يعرف أن يعود للدراسات الكثيرة التي كتبت عن هذا الأمر. فالأموال لن تدفع للاجئين، بل للحكومات التي استضافتهم وقمعتهم، لتخلق لهم مجالات عمل أو شواغر اعتقال ، لا فرق.
بقي أن نقول، هل يخجل مداحو المبادرة العربية، الذين يمتدحون عدم تنازل الأنظمة عن اي بند من المبادرة.
ايها السادة، إن الميادرة بحد ذاتها كتلة من التنازلات، فالتنازل عنها لا بد أن يعني موقفاً معاكساً لها
. "

No comments: