Wednesday, October 22, 2008

مصالحة فلسطينية..أم تصفية  ببيت عزاء عربي؟


عادل سمارة

كنعان النشرة الألكترونية
Kana’an – The e-Bulletin

"اصبح الحديث فيما يخص شأن القوى السياسية الفلسطينية درباً من مهارة التلاعب على حساب المقاومة، أية مقاومة، سواء بالسلاح أو حتى بأداء الأذان في "الجرَّة" على طريقة الصحابي بلال بن رباح. ليس هناك أخطر من هذه المشاغلة للناس في الوطن المحتل والوطن العربي "المحتل" ايضاً، مشاغلة في الشكل المفرغ من المضمون.

كمواطن عادي جداً، اشعر بتفاهة الحديث المفصل في تفنيد بنود ورقة القاهرة التي هي تعبير عن الذل العربي المبني والمستند على الذل الفلسطيني بأنواعه ومدارسه ومذاهبه.

لم يحصل أن ذهبت حركات مقاومة حقيقية كي تحتكم لدى مخابرات، اية مخابرات، وخاصة عربية. لعل بعضنا يتذكر لعبة المخابرات المصرية أيام الرئيس الراحل عبد الناصر حينما توسطت في اليمن الجنوبي، فوقفت لصالح الطرف الإصلاحي، (عبد القوي مكاوي وعبد الله الأصنج) ضد الجبهة القومية.

وعليه، فإن إحدى خطايا الحركات الفلسطينية أنها أرست سابقة خطيرة هي احتكام المقاومة لدى المخابرات. وماذا سيخرج من ذلك؟

هناك سابقة أخرى، هي الكذب الثقافي والفكري من المثقف الفلسطيني. فالمثقفون الذين مع التسوية، مفروغ من شأنهم، أما الخطورة فهي في المثقفين الذين يزعمون الانتماء القومي، واليساري ويهاجمون التسوية بكل شراسة، ولكنهم يدخلون الانتخابات التسووية، ويترشح بعضهم حتى لرئاسة أوسلو! فهل هذا معقول! وإذا كان بوسع هؤلاء المتلاعبين خداع المواطنين، فهل يجوز لمن يعرف أن لا يُحرجهم؟

وهناك سابقة أخطر متراكبة مع ما سبق، وهي ان حركة (حركات) المقاومة الفلسطينية قد ارست للتاريخ وخاصة العربي "مشروعية" القبول بانتخابات تحت الاحتلال! أية ديمقراطية تلك التي تحت الاحتلال وبرعاية غول العولمة؟ هذه السابقة هي التي جعلت ما حصل في العراق "مقبول" على العرب حيث كان موقف عراقيي أميركا مرتكزاً على فلسطينيي اوسلو! فهل هذا دورنا نحن الفلسطينييين؟

إن أوسلو خطيئة لا غفران لها، ولكن المشاركة في انتخاباتها ليست اقل خطيئة قط، لا سيما بعد اتضاح جوهر أوسلو حتى للبسطاء.

لكن الأخطر، من أوسلو وكل من شارك في انتخاباتها رئاسياً (ولمجلسها – غيرالتشريعي) هو اللجوء إلى الحل العربي اليوم. وأي حل؟ إنه إدخال الأنظمة العربية في اللعبة كي يرفع الكيان الصهيوني الإشكنازي الحصار عن قطاع غزة.

نعم غزة في محنة اليوم بالحصار، وفي محنة بتفرد حماس بالسلطة بطريقة لا تختلف عن تفرد فتح، كما كانت في محنة هي والضفة بالفساد قبيل مجيىء حكومة حماس. ولكن هل الخلاص هو بإدخال الأنظمة العربية لتعترف بالكيان مقابل فك الحصار!. أمن أجل فك الحصار تتم المقايضة بالوطن باسره؟ أي شرف رفيع سيكون لجنود عرب حينما يدخلوا غزة تحت رايات الاحتلال؟.

لكنهم فعلوها ذات يوم. ألم تدخل قوات عربية تحت الراية الأميركية إلى العراق عام 1991؟ وماذا كانت النتيجة؟ تعزيز الاحتلال الأميركي للكويت ولاحقاً تدمير العراق. وكما نشاهد اليوم، فإن الأنظمة العربية تهرول للاعتراف بالنظام العراقي الذي يفاخر بعمالته! ولا ننسى ان اية مشاركة مع قوات العدو الإمبريالي هي تنكر للموقف القومي وللأمة والوحدة. هل يحتاج فك الحصار تحويل قطاع غزة إلى حصان طروادة لإدخال كل العرب في مطهر التسوية، الاعتراف بالكيان وشطب حق العودة؟

لقد حاولت المناقشة في المبدئيات وليس في التفاصيل. ففي التفاصيل تكمن كافة الشياطين.

وأخيراً، إذا كان ثمن تصالح فتح وحماس كل هذا، فإلى الجحيم بهذه المصالحة
."

No comments: