Monday, November 16, 2009

في ندوة فكرية شهدت توقيع كتابين جديدين؛ د.عزمي بشارة: النظام العربي وريث الاستعمار


"قال المفكر د.عزمي بشارة إن الدولة العربية بشكلها الراهن ورثت الاستعمار الغربي، وقامت على الأسس نفسها التي سادت إبان الحقبة الاستعمارية. ورأى أن دولة الأمة يمكن أن تقوم مستقبلا عبر اتحاد يبدأ تدريجيا بقضايا التعليم وحرية التنقل وإقامة محكمة عربية.

جاء ذلك في ندوة نظمتها المؤسسة العربية الديمقراطية في الدوحة جرى فيها حفل توقيع لكتابي بشارة الصادرين في السنتين الماضيتين، وهما "في المسألة العربية: مقدمة لبيان ديمقراطي عربي" و"أن تكون عربيا في أيامنا".

وشارك في الندوة مدير المركز الأردني للأبحاث والدراسات طاهر كنعان والكاتب والناقد الفلسطيني فيصل دراج.

ولفت بشارة إلى أن الدولة القطرية أو الوطنية فشلت في المهمة التي تسبق خلق الديمقراطية، وهي عملية بناء الأمة عبر إنشاء المؤسسات والمواطنة، واعتبر أن الدول القائمة ورثت المعادلة السياسية الاستعمارية وعملت على أدلجتها حيث ارتكزت على "وشائج" مجتمعية مثل العائلة والقبيلة وهي تشكيلات دون مفهوم المجتمع أو الدولة.

وأكد المفكر العربي أن الدين لعب في أوروبا دورا في توسيع الديمقراطية الغربية، مشيرا إلى دور الكنيسة البريطانية التي رعت حزب العمال وكان له دور في توسيع دائرة الحقوق المطلبية الشعبية.

وأضاف أنه لا يستبعد أن تلعب الأحزاب الإسلامية دورا في هامش الديمقراطية العربية شرط الالتفات إلى الحوار وقوانين التطور ومتطلبات التغيير، مشيرا إلى أنه يعمل حاليا على بحث ذلك في كتبه الجديدة قيد التأليف

خطأ تاريخي
وشدد بشارة على أن الهوية العربية الحداثية لا تتطلب "نسخ" التجربة الغربية. وقال في هذا الصدد إنه يمكن الوصول إلى ديمقراطية تعددية يكون فيها التنافس قائما على مصلحة الأمة وليس من أجل الطوائف والعائلات.

واعتبر بشارة أن القومية العربية لم تحقق ذاتها دولة دستورية، وأن القوميين العرب وقعوا في خطأ تاريخي حين حولوا القومية إلى "منظومة أيديولوجية، وليس هوية الحداثة" التي تعطي المواطن فردانيته وتقيم علاقته مع الدولة عبر سيادة القانون.

وكانت الندوة قد شهدت حوارا مع الحضور حول أفكار بشارة وأطروحاته الفكرية، وسبق ذلك قراءات في كتابي بشارة ومشروعه الفكري قدمها مدير المركز الأردني للأبحاث والدراسات طاهر كنعان، والكاتب والناقد الفلسطيني فيصل دراج.

ووصف كنعان في مداخلته المفكر بشارة بأنه تعبير عن الفكر الجذري النابع من الممارسة الحية في النضال الواقعي تحت أصعب الظروف التي عاشها جراء الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين المحتلة عام 1948. وأضاف أن هذا الفكر "يتمحور على التمرد على دوافع الانتماء للجماعات العضوية مثل العائلة والقبيلة والحزب السياسي بمفهومه الضيق".

بناء فكري
وأشار كنعان إلى أن اللبنة الأساسية في البناء الفكري عند بشارة تقوم على مسالة الفردانية التي هي أساس إحساس الفرد بالكرامة، وأوضح أن الحركة القومية عند بشارة هي "مشروع تغيير وإصلاح شامل وليست أيديولوجيا تجيب على كل الأسئلة كما كان الأمر عند الأحزاب القومية التقليدية".

من جهته وصف دراج المفكر بشارة بأنه "مفكر تجديدي متعدد حقول الكتابة، وفيلسوف لامع". وقدم قراءة في الكتابين الصادرين مؤخرا، فقال إن بشارة حاول فهم العجز العربي الراهن عبر العودة إلى دراسة المجتمع العربي منذ القرن التاسع عشر فوجد أن ثمة مراجع متعددة للمواطن العربي مثل العائلة والعشائرية والجهوية لكن مرجعية الوطن والمجتمع غائبة.

واعتبر دراج أن بشارة في كتابه "المسألة العربية" قد قدم إضافة نوعية للنظرية القومية، لكنه تساءل عن اتساق مفهومي الدين والقومية كما طرحمها بشارة. ووصفه بأنه يحاول مصالحة بين تنظير حديث للقومية ودوره محرضا ثوريا.

وقال دراج إن بشارة "يحاول أن يحرر الدين من التصورات المغلقة نحو مفاهيم أكثر ديمقراطية".
"

No comments: