Thursday, August 18, 2011

هل يخاف الإسرائيليون من الأسد أم يخافون عليه؟



"بوسع أصدقاء النظام السوري -لاسيما القوميين منهم- أن يستخدموا الكثير من الوقائع المنتقاة من هنا وهناك في سياق إثبات "المؤامرة" التي يتعرض لها نظامهم الحبيب من قبل الإمبريالية والصهيونية، لكأن الكيان الصهيوني كان يصل الليل بالنهار في ترتيب المؤامرات الرامية للتخلص من النظام الجبار الذي يشكل تهديدا لوجوده، رغم أنه لا يمانع في تسوية تعترف له بـ78 % من فلسطين (هذه الحقيقة ينساها المدافعون عن النظام بدعوى المقاومة والممانعة).
....
الإسرائيليون يرغبون في بقاء الوضع السوري على حاله لأنهم حيال نظام تعودوا عليه ويعرفون تماما سقفه السياسي، وقد وجهوا له أكثر من صفعة حامية ولم يرد
....
من المهم التذكير هنا بأن عين الكيان الصهيوني ستبقى مصوبة في الوقت الراهن على ما يجري في مصر على وجه الخصوص، لأن مصيرها هو الذي سيؤثر جوهريا على مستقبل وجوده في المنطقة، ذلك أن استعادة مصر لدورها وحضورها وخروجها من دوائر التبعية للغرب والولايات المتحدة سيؤثر على عموم الصراع في المنطقة، بل على الربيع العربي برمته، كما سيؤثر على الوضع الإقليمي وعلاقات محاوره الثلاثة (إيران، تركيا، مصر)، وموقفها المشترك من الصراع العربي الصهيوني.
....
لا يعني ذلك أن ما يجري في سوريا لا يثير قلق الدولة العبرية، لكن شعورها بقوة النظام يجعلها أقرب إلى الانتظار منها إلى التدخل، لاسيما أن ارتباكه يفيدها في المدى القصير، فيما تترك لواشنطن مهمة التعامل مع الاحتمالات التالية، وهو تعامل يضع مصلحة الدولة العبرية في رأس الأولويات من دون شك.

يبقى القول إن تل أبيب ليست فرحة بأي حال بالربيع العربي، وهي لم ولن تخفي قلقها من تداعياته، وهي التي استمتعت طوال عقود بأنظمة عربية تقبل وجودها، سواء رفعت شعار أن ثمن المقاومة والممانعة أقل من ثمن الانبطاح، أم فضلت الانبطاح الدائم أو شبه الدائم ضمانا للسلامة وتجنبا للمغامرات
."

No comments: