A VERY GOOD EDITORIAL!
Link
بعد رسائل الرئيس الأمريكي باراك أوباما «العاطفية» إلى إيران والتي ردّ مرشد الجمهورية علي خامنئي على إحداها، أرسل 47 نائباً جمهورياً أمريكياً رسالة جديدة إلى طهران لكنها من النوع «الوقح»، على حد تعبير نائب أمريكي ديمقراطي، فيما وصفها زميل آخر له بـ»الرسالة المروّعة».
هدف رسالة أعضاء الكونغرس الآنفة كان حض قادة طهران على التراجع عن المفاوضات مع واشنطن، بدعوى أن أي اتفاق يجرونه مع الرئيس باراك أوباما قد يحبطه الرئيس الأمريكي المقبل والكونغرس بـ»جرّة قلم»!
يعتبر هذا الحدث السابقة الأمريكية الأولى، على الأغلب، التي يحاول فيها نوّاب الأمة الأمريكية منع رئيسهم من تحقيق اتفاق خطير ومؤثّر على السلم العالمي، سيؤدي إلى منع إيران من الحصول على سلاح نووي (إلى سنوات مقبلة على الأقل)، مقابل رفع عقوبات اقتصادية أثقلت اقتصادها وأنهكت مواطنيها ووضعتها في قائمة البلدان «المارقة» سياسياً في العالم.
يأتي ذلك بعد زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للكونغرس، بناء على دعوة من الجمهوريين، والتي وجّه فيها الطرفان أيضاً صفعة مؤلمة للرئيس الأمريكي وإدارته، ومثّل الترحيب الشديد بزعيم دولة أجنبية (ولو كانت إسرائيل) رغماً عن إرادة البيت الأبيض ورئيسه، وتحدّياً لسياساته، حدثاً كبيراً غير مسبوق أيضاً.
ينطق الأمر كلّه بالوزن الهائل لقضية تطبيع علاقة طهران مع أمريكا، وبإمكانيات تأثيره اللاحق على توازنات الشرق الأوسط والعالم، ومن هنا هذه المجازفة الكبرى التي استدعت تحدّي نتنياهو لأوباما، وهذه الرسالة «الوقحة» للنواب الجمهوريين.
إيران هي جارة كبرى للعرب، وتشاركهم دينهم والجلّ الأكبر من ثقافتهم، كما يتشارك مواطنو البلدان العربية مع مواطنيها أحلام الجوار الحسن والعيش الكريم والتبادل التجاري والثقافي والسياسي، وقد جعلها عداؤها المعلن لأمريكا ولإسرائيل منذ ثورة الخميني عام 1979 ودعمها حركات مثل «حزب الله» و»حماس» محطّ آمال ومحبة الملايين من العرب والمسلمين.
هدف رسالة أعضاء الكونغرس الآنفة كان حض قادة طهران على التراجع عن المفاوضات مع واشنطن، بدعوى أن أي اتفاق يجرونه مع الرئيس باراك أوباما قد يحبطه الرئيس الأمريكي المقبل والكونغرس بـ»جرّة قلم»!
يعتبر هذا الحدث السابقة الأمريكية الأولى، على الأغلب، التي يحاول فيها نوّاب الأمة الأمريكية منع رئيسهم من تحقيق اتفاق خطير ومؤثّر على السلم العالمي، سيؤدي إلى منع إيران من الحصول على سلاح نووي (إلى سنوات مقبلة على الأقل)، مقابل رفع عقوبات اقتصادية أثقلت اقتصادها وأنهكت مواطنيها ووضعتها في قائمة البلدان «المارقة» سياسياً في العالم.
يأتي ذلك بعد زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للكونغرس، بناء على دعوة من الجمهوريين، والتي وجّه فيها الطرفان أيضاً صفعة مؤلمة للرئيس الأمريكي وإدارته، ومثّل الترحيب الشديد بزعيم دولة أجنبية (ولو كانت إسرائيل) رغماً عن إرادة البيت الأبيض ورئيسه، وتحدّياً لسياساته، حدثاً كبيراً غير مسبوق أيضاً.
ينطق الأمر كلّه بالوزن الهائل لقضية تطبيع علاقة طهران مع أمريكا، وبإمكانيات تأثيره اللاحق على توازنات الشرق الأوسط والعالم، ومن هنا هذه المجازفة الكبرى التي استدعت تحدّي نتنياهو لأوباما، وهذه الرسالة «الوقحة» للنواب الجمهوريين.
إيران هي جارة كبرى للعرب، وتشاركهم دينهم والجلّ الأكبر من ثقافتهم، كما يتشارك مواطنو البلدان العربية مع مواطنيها أحلام الجوار الحسن والعيش الكريم والتبادل التجاري والثقافي والسياسي، وقد جعلها عداؤها المعلن لأمريكا ولإسرائيل منذ ثورة الخميني عام 1979 ودعمها حركات مثل «حزب الله» و»حماس» محطّ آمال ومحبة الملايين من العرب والمسلمين.
دار الزمن وأصبحت إيران تعتبر العراق الآن، كما قال مستشار الرئيس الإيراني حسن روحاني في تصريح له قبل أيام، عاصمة إمبراطوريتها التي «عادت كما كانت طيلة تاريخها»، ويتحرّك جنرالها الطائر قاسم سليماني بين مدن وأرياف العراق وسوريا ولبنان، ليرفع راية «الإمبراطورية» هذه فوق جثث مئات الآلاف من الشيعة والسنة العرب بدعوى مواجهة «التطرف الإسلامي والإلحاد والعثمانية الجديدة»، على حد تعبير علي يونسي، مستشار روحاني المذكور، وهو ما يهدم، وربما إلى عشرات السنين المقبلة، علاقات إيران بالعرب، الذين صاروا ضحايا طموحاتها الإمبراطورية الخطيرة، ويؤجج لخصام أيديولوجي دمويّ لا ينتهي.
تستخدم إيران (وانعكاساتها الطائفية من الجهة السنّية) رسالة الإسلام التي وحّدت ثقافياً بين شعوب الجوار الإيراني والتركي والعربي لتهشيم النسج الاجتماعية والثقافية، وتحويل ثورات شعوب المنطقة ضد الاستبداد إلى حروب طائفية تدمّر المنطقة وأهلها، وتجعل عمرانها خراباً لعقود مقبلة.
وفي الوقت الذي تعتبر إيران المنطقة العربية رهينة لها، وتقايض بها للحصول على رضا «الشيطان الأكبر»، تنشغل أنظمة المنطقة العربية بمطاردة شعوبها، ويقابل خوفها من تعاظم الشأن الإيراني بوعود أمريكية معسولة، لتجد نفسها في ميزان مقارنة بائسة أمام مخالب وأسنان إسرائيل النووية ولوبياتها الشرسة في بلدان العالم المؤثرة وادعاءاتها الديمقراطية.
في التنافس المحموم بين تل أبيب وطهران على دور الشرطيّ الأكبر الذي يرعب سكان المنطقة ويبتزّ ثرواتهم وينتهك حرماتهم وأراضيهم ودماء شعوبهم، يتصاغر شأن أنظمة العرب، ويتهلهل وزنها السياسي ومصداقيتها أمام شعوبها، وهو ما يعيد التأكيد على أن لا مخرج من الدائرة المهلكة سوى المشروع الذي طرحته الشعوب العربية للتخلّص من الاستبداد ونظمه التي تعاند الموت بالقمع ثم القمع والمزيد من القمع.
… وهو ما ينطبق أيضاً على النظام الإيرانيّ نفسه الذي تحوّل من ثورة شعبية عظيمة تساند الشعوب المظلومة إلى آلة جهنمية لزرع الموت والطائفية ودعم أنظمة القتل العلني للشعوب.
رأي القدس
No comments:
Post a Comment