Friday, November 23, 2007

أبو مرزوق: المقاومة ستتصاعد بعد "أنابوليس" لافتضاح رعونة التسوية


دعا الجماهير الفلسطينية للتعبير عن رفض المؤتمر

"دمشق - المركز الفلسطيني للإعلام

دعا نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، الدكتور موسى أبو مرزوق، جماهير الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده إلى "الخروج بمسيرات حاشدة وتنظيم المهرجانات والفعاليات الجماهيرية للتعبير عن رفضها لمؤتمر أنابوليس وللتأكيد على التمسك بحقوقها الوطنية الثابتة".

وأكد الدكتور أبو مرزوق أنّ "المرحلة التي ستعقب مؤتمر أنابوليس، ستشهد تصعيداً لأعمال المقاومة بكافة أشكالها وأساليبها في الضفة الغربية وقطاع غزة ضد الاحتلال الصهيوني، ذلك أنّ أنابوليس سيفضح رعونة نهج التسوية ومغامراته المدمّرة على صعيد القضية الوطنية"، حسب تأكيده.

وقال أبو مرزوق في تصريح خاص أدلى به الجمعة (23/11) لـ "المركز الفلسطيني للإعلام" موضحاً أنّ "فكرة مؤتمر أنابوليس طُرحت لهدفين أساسيين؛ الأول هو مساندة ودعم (رئيس حكومة الاحتلال الصهيوني) أيهود أولمرت بعد هزيمته في جنوب لبنان (صيف 2006)، والهدف الثاني هو التغطية على المخطط الأمريكي المتعلق بالإعداد لحرب محتملة ضد إيران، الأمر الذي اقتضى تحرّكاً أمريكياً تجاه قضية الصراع الفلسطيني ـ الصهيوني من أجل ابتزاز الدول العربية وجعلها تتعاون أو تلتزم جادة الصمت إزاء المخطط العدواني الأمريكي الجديد في المنطقة".

وأعرب الدكتور موسى أبو مرزوق عن استهجانه من اندفاعة فريق رئاسة السلطة نحو مؤتمر أنابوليس، في الوقت الذي تخفِّض فيه الإدارة الأمريكية والحكومة الصهيونية والأطراف الدولية من سقف التوقعات، وقال "حينما طُرح مؤتمر الخريف على الطرفين الصهيوني والفلسطيني؛ كان الحديث يجري عن مؤتمر ستُطرح فيه قضايا الحل النهائي والقضايا الرئيسة التي تم الاختلاف عليها في مؤتمر كامب ديفيد (عام 2000)، وكان هناك شرط أمريكي ـ صهيوني يقضي بقيام رئاسة السلطة بتنفيذ البند الأول من خطة خارطة الطريق، والمتعلق بتفكيك بنى المقاومة وملاحقة رجالاتها، وقد اندفع بالفعل عباس لتنفيذ هذا الشرط بكل ما أوتي أمريكياً وصهيونياً من قوة".

ومضى القيادي الفلسطيني البارز إلى القول "الآن وبعد أن تورّط عباس وفريقه في مخطط استهداف المقاومة في الضفة الغربية؛ أصبح الحديث يجري عن اجتماع في أنابوليس لإطلاق مفاوضات فلسطينية ـ صهيونية؛ مفاوضات تفتقد للمرجعية الواضحة وللآليات العملية وللجداول الزمنية وللضمانات الحقيقية"، مندداً في هذا السياق بالدعم العسكري والأمني واللوجستي الذي تقدمه قوات الاحتلال للأجهزة الأمنية التابعة لرئاسة السلطة في سياق استهداف الأخيرة لحركة "حماس" وفصائل المقاومة في الضفة الغربية.

وتابع أبو مرزوق قائلاً "لقد انتهى الأمر بعباس وفريقه، وبعد لقاءات ماراثونية عقدها مع (رئيس حكومة الاحتلال أيهود) أولمرت برعاية (وزيرة الخارجية الأمريكية كوندليزا) رايس؛ ليجد نفسه أمام اشتراطات إسرائيلية في المفاوضات، لم يكن يحلم حتى (رئيس الوزراء الصهيوني الأسبق اسحق) شامير أو (رئيس الحكومة الصهيونية السابق أريئيل) شارون بمجرد طرحها سابقاً، ومنها يهودية الدولة وترحيل فلسطينيي الـ48 من داخل الكيان الصهيوني إلى الدولة الفلسطينية (قطاع غزة وأجزاء من الضفة الغربية) والإقرار بمبدأ التبادلية الذي قبله "أبو مازن"، وأيضاً إلغاء حق العودة في مقابل الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وكذلك تطبيع العلاقات العربية مع الكيان الصهيوني قبل إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، إضافة إلى تحرير الجندي الصهيوني الأسير لدى المقاومة جلعاد شاليط كشرط مسبق".

وأكد الدكتور أبو مرزوق أنّ أولمرت "لن يقدِّم شيئاً جوهرياً لعباس خلال المفاوضات"، وقال "لا يستطيع أولمرت أن يخطو أي خطوة لها علاقة بترتيبات الوضع النهائي، كالدولة الفلسطينية والقدس والمستوطنات واللاجئين، وهو غير قادر أصلاً على تقديم شيء لأبي مازن حتى في الحدود الدنيا، ذلك أنّ أولمرت شخص ضعيف والائتلاف الحزبي الذي يقوده هشّ ويسعى كل طرف فيه للانقضاض على أولمرت طمعاً برئاسة الوزراء، كما أنّ أولمرت لا يستطيع الذهاب إلى صندوق الاقتراع لتدعيم موقفه، ذلك أنّ ملفات الفساد وهزيمته في لبنان، تلاحقانه، إضافة إلى افتقاده للكاريزما القيادية".

وأضاف نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" مستطرداً "إننا نقول هذا عن أولمرت في سياق الردّ على الأوهام التي يصدِّرها لنا فريق رئاسة السلطة، غير أننا على يقين بأنّ أولمرت واحد من قادة الكيان الصهيوني الذين لا يرون حلاً للصراع سوى بإبادة الشعب الفلسطيني في الضفة والقطاع أو إبعاده عن أرضه على غرار ما حصل في عام 1948".

وتابع موسى أبو مرزوق "لذلك كان من المعروف مسبقاً أنه لا يمكن على الإطلاق أن تؤدي اللقاءات الماراثونية (بين عباس وأولمرت) إلى نتيجة تُذكَر سوى إتاحة المجال لعدسات المصورين وإطلاق سراح بعض مئات من أسرى حركة فتح ممن انتهت مدة محكوماتهم أو تكاد".

وأضاف القيادي البارز "بينما كان عباس يلتقي مع أولمرت ويبتسم أمام كاميرات الصحفيين؛ كانت قوات الاحتلال تواصل عدوانها على الضفة والقطاع، وتستمر في تسمين المستوطنات ونزع أراضٍ جديدة في محيط القدس وتواصل الحفريات تحت المسجد الأقصى المبارك، وتمضي في بناء الجدار الفاصل".

ولفت الدكتور أبو مرزوق الانتباه إلى أنّ فريق رئاسة السلطة كان مندفعاً باتجاه مؤتمر أنابوليس وكان يتحدث عن هذا المؤتمر على اعتبار أنه إطار لحل القضية الفلسطينية، متجاهلاً (أي فريق رئاسة السلطة) الدول العربية "وحينما رأى هذا الفريق أنّ المؤتمر سيفشل أخذ يدّعي بأن قرار المشاركة هو قرار عربي وليس قراراً فلسطينياً، حتى يوصف كل من يعارض مؤتمر أنابوليس باعتباره معارضاً لتوجهات العرب أو مواجهاً للإجماع العربي".

وشدّد أبو مرزوق على ضرورة أن "يتصدى الشعب الفلسطيني لمؤامرة أنابوليس"، معرباً عن اعتقاده بأنّ المؤتمر الشعبي المقرر عقده في غزة "سيوجِّه رسالة تؤكد تمسّك شعبنا بحقوقه وثوابته الوطنية، كما يؤكد بأنّ قضايا الشعوب وحقوق الأمم لا يمكن أن يطويها النسيان، أو أن تسقط بالتقادم أو نتيجة لعقد مؤتمر هنا وهناك".

وختم القيادي الفلسطيني تصريحه بالقول "لا بد أن يعبِّر أبناء الشعب الفلسطيني في كل مكان بالوسائل المختلفة وأن يوجِّهوا رسائل إلى جميع الأطراف وخاصة منها الدول العربية، بأنّ الحقوق الوطنية لا يمكن على الإطلاق أن تنتهي كنتيجة لتسويات سياسية ظالمة في ظل اختلال موازين القوى، كما يجب على أبناء شعبنا أن يطالبوا العرب بمراجعة مواقفهم، وأن يحثّوا الأمة على الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني وتقديم الدعم للمقاومة بكافة أشكالها"، كما ذكر. "

No comments: