Friday, November 23, 2007

الزحف العربي الي انابوليس


الزحف العربي الي انابوليس

عبد الباري عطوان

"قرار وزراء خارجية الدول العربية بالذهاب الي مؤتمر انابوليس لم يكن مفاجئا، ولكن المفاجأة تمثلت في عمليات التضليل المكشوفة التي مورست من قبل السيد عمرو موسي امين عام الجامعة العربية، والأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي لتبرير، او بالأحري تمرير، هذا الذهاب اثناء المؤتمر الصحافي الذي عقداه في نهاية الاجتماع في مقر الجامعة العربية.
الامير سعود الفيصل ظل يردد طوال الاسابيع الماضية بان بلاده لن تذهب الي انابوليس الا اذا اقدمت الحكومة الاسرائيلية علي خطوات عملية مثل تجميد الاستيطان، وبحث قضايا الحل النهائي، وتحقيق تقدم في المفاوضات مع الفلسطينيين، ولكن أيا من هذه المطالب لم تتحقق، وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس امام الوزراء المجتمعين ان الخلافات الفلسطينية ـ الاسرائيلية ما زالت علي حالها، وان لقاءاته مع اولمرت لم تحقق اي تقدم علي الاطلاق علي صعيد القضايا المطروحة.
السيد عمرو موسي اكد في المؤتمر الصحافي نفسه ان العرب ليسوا ذاهبين الي مؤتمر انابوليس من اجل التطبيع، وانما من اجل التفاوض مع الاسرائيليين، وكأنه كمن يفسر الماء بالماء. فاذا كان الجلوس مع الاسرائيليين والتفاوض معهم ليس تطبيعا فما هو التطبيع اذن؟
.....
.....
التحول الرئيسي في الموقف العربي جاء من خلال المكالمات الهاتفية التي اجراها الرئيس الامريكي بوش مع الزعماء العرب، وخاصة في المملكة العربية السعودية ومصر، وطالب فيها ليس بضرورة المشاركة دون شروط فقط، وانما علي مستوي وزراء الخارجية ايضا، وكان له ما اراد.....
....
الأمر المحير هو الموقف السوري، فقد كان الرهان ان ترفض سورية، وهي التي دعيت علي استحياء شديد، الذهاب الي هذا المؤتمر، فالقول ان الادارة الامريكية تجاوبت مع الطلب العربي الرسمي بادراج موضوع الجولان علي جدول الاعمال لا يقنع الا القلة المقتنعة اصلا، وحتي اذا ارادت اسرائيل فتح مسار المفاوضات السوري فلكي تتهرب من اي استحقاقات ولو صغيرة علي صعيد المسار الفلسطيني الاصعب والاكثر تعقيدا.
الحكومات العربية اوقعت سورية في المصيدة وهيأت لها طريق الغواية، لكي تذهب الي انابوليس ليس كطرف اصيل مرحب به، وانما كـ محلل للمشاركة العربية وما يمكن ان يترتب عليها من تبعات.
"

No comments: