Monday, December 3, 2007

عناصر الأجهزة الأمنية في الضفة .. انهيارات وراء الأقنعة السوداء (تقرير)


قلعة شيّدها الأمريكيون لتعليمهم فنون خدمة الاحتلال .. وبالعبرية

"أريحا/ رام الله ـ المركز الفلسطيني للإعلام

مهتمهم باتت واضحة تماماً، وهي لم تعد محصورة في تعليمات شفوية أو مكتوبة يتم التكتم عليها، طالما أنّ التصريح بها يجري إعلامياً عبر المنابر الناطقة بكل اللغات، وأولها العبرية.

إنهم عناصر الأجهزة الأمنية الخاضعة لإمرة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. هم لا يعملون تحت علم فلسطين وصور عباس المنتشرة بكثافة وحسب؛ بل وتحت العلم الصهيوني ولافتات "تساحال" (جيش الاحتلال) التي يمرّون عبرها بتسهيلات وفيرة تمنحها لهم مئات الحواجز العسكرية التي يرابط عندها جنود صهاينة في مثل أعمارهم.

وجد هؤلاء أنفسهم في حالة بائسة، فالمهام التي ينبغي عليهم القيام بها بشكل متزايد هي التنسيق الميداني مع سلطات الاحتلال. عليك أن تقتحم منزلاً أو مكتباً أو حتى مسجداً في النهار، ريثما يقوم جنود صهاينة بتكرار المشهد ذاته وبحق الأهداف ذاتها في ساعات الليل المتأخرة والفجر.

مهام متزايدة يتعاقب عليها هؤلاء مع جنود الاحتلال، بينما تخوض قيادات الأجهزة سيئة السمعة اتصالات مكثفة ولقاءات متواصلة مع قادة أجهزة الاحتلال، وذلك تحت شعار فضفاض عنوانه التنسيق الأمني، وضمن جدول أعمال محدد يتمثل في الوكالة الأمنية عن الاحتلال في استئصال المقاومة وملاحقة المقاومين ومحاولة الإجهاز على حركة "حماس" المتجذرة في المجتمع الفلسطيني، أو هي المهمة المسماة بلغة الدبلوماسية "تنفيذ المرحلة الأولى من خارطة الطريق".

الهروب إلى الأقنعة السوداء

ول أنّ هؤلاء قبل كل شيء شبان فلسطينيون وجدوا أنفسهم في المستنقع الآسن، واكتشفوا أنّ مهمتهم هي الشراكة في الميدان مع قوات الاحتلال وتعقب الأهداف ذاتها؛ فإنّ الحالة المعنوية للمنخرطين في الأجهزة الأمنية تتردّى وتتفاقم، وتشهد تفاعلات متناقضة مع الذات، وسط مخاوف وحيرة تعبِّر عن ذاتها في النزوع إلى تغطية الوجوه بأقنعة سوداء كي يتوارى أولئك المجندون خجلاً من مجتمعهم ومواطنيهم وأهاليهم.
......
.....
الخشية من وصمة "جيش لحد"

وبينما تتفاعل برامج التهيئة لانخراط الملتحقين الجديد أو من يجري "تأهيلهم" من زملائهم القدامى في التكيف مع استحقاقات التنسيق الأمني، فإنّ آخرين في الميدان يتجرّعون مرارته في حلوقهم ويمضون صامتين، خشية أن تلحقهم وصمة "جيش لحد" (قوات العملاء في الجنوب اللبناني المحتل سابقاً). لكنّ بعضهم يهمس في الآذان عن معايشاته الأليمة، مثل ما فعل أحد عناصر الشرطة في قلقيلية وهو يقول "عندما تأتينا الأوامر بالانسحاب فوراً من الشوارع نعلم أنّ جيش الاحتلال سيدخل المدينة".

ويراقب الفلسطينيون هذه السوابق التي تثير الأسى لديهم، مثل أحد المواطنين في قلقيلية الذي يقول في هذا الصدد "عندما لا أشاهد أفراد الشرطة وعناصر الأمن الوطني في منطقة السوق المركزي؛ أعلم أنّ جيش الاحتلال سيدخل المدينة، لذا أقوم على الفور بمغادرة المكان خوفاً من مقابلتهم والالتقاء بهم"، أي جيش الاحتلال. "

No comments: