Monday, May 25, 2009

قرابين مطلوبة على مذبح حل الدولتين


A Good Analysis in Arabic of the Two-State Solution

ياسر الزعاترة

"ليس ثمة من أحد يجيد اللعب بالكلمات وإطلاق المبادرات وفرض المصطلحات كما هو حال الصهاينة بما يملكون من أدوات إعلامية، أما العرب فيقومون بدور المستهلك في غالب الأحيان، ولا شك أن قصة الدولة الفلسطينية كانت من اختراعهم
....
منذ تبني مقولة الدولة الفلسطينية على الأراضي المحتلة عام 67 وقصة الدولة الفلسطينية -وأحيانا بمسمى الاستقلال وليس التحرير- هي البوصلة والعنوان، مع أن الأصل هو أن يحدث التحرير قبل قيام الدولة وليس العكس
.....
عندما وقعت المفاجأة وفاز نتنياهو، كان لا بد من أن يشرع اللوبي الصهيوني بتدجينه كي يقبل بحل الدولتين الذي صار معزوفة على كل لسان، من أجل دفع الفلسطينيين والعرب نحو مزيد من التنازلات، وهي اللعبة التي تمارس بعناية هذه الأيام
....
المعطيات تشير إلى تكريس واقع الدولة المؤقتة في الضفة بدون الإعلان رسميا عنها بهذا الاسم، مع استمرار مساعي التخلص من حكم حماس في القطاع، مع العلم أنه إذا لم يتم التخلص من حكم حماس في القطاع أو تدجينها لقبول الحل، فإن الدولة ستقام في الضفة وحدها
......
هكذا يتبدى الثمن الباهظ الذي على الفلسطينيين أن يدفعوه لقاء دولة منقوصة السيادة تفتتها الكتل الاستيطانية الكبيرة إلى كانتونات، وبالطبع في ظل قيادة لا مثيل لها في رفض المقاومة والفخر بالتعاون الأمني والقابلية للتنازل، وفي ظل وضع عربي بالغ الهشاشة بقيادة الشقيقة الكبرى.

بقي القول إن على قوى المقاومة أن تستعد لسائر الاحتمالات، سواء الدولة المؤقتة، أم الصفقة الشاملة بعد ذلك، وعليها ألا تركن كثيرا إلى مقولة تشدد نتنياهو، ولا شك أنها لن تنجح في المواجهة على قاعدة الحوارات التي تدعي الحرص على المصالحة والوحدة (الوحدة على قاعدة ضم القطاع إلى الضفة في ظل برنامج دايتون وإخراج حماس من باب الانتخابات الذي دخلت منه بأية طريقة)، بل على قاعدة استثمار انتصار غزة في رفض الخضوع للسلطة المصممة لخدمة الاحتلال وديمقراطيتها الخاضعة لذات المنطق، والعمل على تكريس برنامج المقاومة كبرنامج لكل الشعب الفلسطيني تحت شعار إدارة القطاع بالتوافق كقاعدة شبه محررة للمقاومة، وإطلاق مقاومة حتى دحر الاحتلال من دون قيد أو شرط في الضفة الغربية كمقدمة للتحرير الشامل.
"

No comments: