Thursday, August 20, 2009

ما هي معايير "وطنية" المالكي ؟ـ


Free Iraq Blog of Imad Khadduri

""يحاول رئيس الوزراء "العراقي" نوري المالكي أن يقدم نفسه كزعيم وطني، بدلاً من الصفة المعروفة عنه كرئيس لحزب طائفي، وكممثل لمشروع طائفي
حزب الدعوة الإسلامية، الذي أعاد انتخاب المالكي رئيساً له الأسبوع الماضي، بالطبيعة والجوهر، قبل أي تعريف، هو حزب طائفي، فكره طائفي ومرجعيته الفقهية طائفية، وولاءاته الخارجية مع إيران قائمة على أساس طائفي. وهو انخرط في العملية السياسية التي صممها بول بريمر رئيس الادارة "المدنية" (المدعومة بـ250 ألف جندي أمريكي ومرتزقة!)، بوصفه جزءا من مشروع طائفي. وهذا المشروع قسم العراق، وتقاسمت الحصص على أساس طائفي.ـ
ولا تحتاج طائفية حزب الدعوة الى دليل، كما لا تحتاج طائفية الائتلاف الحاكم الى دليل أيضا. فأحزاب السلطة، تبدو في كل مظهر من مظاهر عملها وشعاراتها وهتافاتها وسياساتها وميولها ومرجعياتها وصداقاتها وعداواتها، طائفية حتى نخاع العظم. حتى أن اعتبارها أحزابا "سياسية" أمر فيه الكثير من التأويل والمجاز، لانها ليست "سياسية" إلا بمقدار ما هي طائفية.ـ
مع ذلك، بدا المالكي، وفقا لتصريحاته الأخيرة، رجلاً يرغب بالتخلي عن طائفيته لحساب "مشروع وطني" لم تتضح معالمه ولا شروطه بعد. إذ قال الأحد خلال لقائه برؤساء تحرير الصحف المصرية في بغداد أن "الائتلافات التي تشكلت سابقا شئنا أم أبينا أخذت بعدا طائفيا أو بعدا قوميا بالنسبة للكرد". وقال "لكن من خلال العمل والتجربة والممارسة السياسية في بناء الدولة اتضح الكثير مما ينبغي عمله، على مستوى الدستور وتعديلاته أو على مستوى إدارة العملية السياسية، وفق أسس وطنية. لذلك أنا قراري وعملي الآن هو أن لا عودة للائتلافات الطائفية إنما نحو الائتلافات الوطنية، وجهدي وجهد الإخوان معي ينصب على إيجاد ائتلاف وطني".ـ
وزاد على ذلك بالقول "يجب تشكيل ائتلاف وطني غير طائفي وغير عرقي. نحترم السنة ونحترم الشيعة ونحترم العرب ونحترم الأكراد ونحترم الأحزاب، ولكن إن لم يتعاملوا إلا على أسس وطنية ونحن نقود هذا الائتلاف، وان شاء الله لا نتراجع عنه أبدا".ـ
هل هذا تحول جذري؟ ـ
وهل التحولات الجذرية تحصل في لقاء مع رؤساء تحرير صحف؟ ـ
ألا يجب أن تتوفر عليها أدلة وبيانات ووثائق ونقاشات وحوارات تتخذ على ضوئها قرارات؟ ـ
وعلى أي حال، فللوطنية معايير. ومن دون معايير، فماذا تصبح؟ـ
بعد ست سنوات من أعمال القتل والدمار التي خيضت على أساس طائفي، والتي أسفرت، وما تزال تسفر عن أعمال قتل وحشية على الهوية، ومليشيات تتاجر بالموت على أساس طائفي، بما في ذلك تجارة الأعضاء البشرية، ربما يجد العراقيون إن من حقهم أن يعرفوا على أية أسس ومعايير تكون الوطنية؟فالمشروع الطائفي لا يصحو من نومه ليكتشف انه "وطني" بعد سنوات من عمله كـ"طائفي". وهو لا يغسل يديه من سلسلة مجازر إرتكبها في الصباح والظهر والعصر على أساس طائفي، ثم يعود العشيّة ليقول انه "وطني". وهو لا يتحالف مع غزاة أجانب، ويعقد معهم اتفاقيات، ويلبي مصالحهم الإستراتيجية، ثم في غفلة من الزمن يكتشف مساوئ الطائفية، ليقول انه، من الآن فصاعدا، "وطني".ـ
.....
ولكن هناك ما يستوجب الحذر. فالأحزاب الطائفية التي تتخذ من "التقية" ستارا لعملها، قد تقول أي شيء وهي تقصد عكسه.ـ
فهل هذا تحول جذري أم "تقية"؟ـ
"

No comments: