تبعات السيطرة الحوثية على الدولة اليمنية
رأي القدس
تتجه جماعة «أنصار الله» اليمنية المدعومة من إيران إلى فرض «مجلس رئاسي» يقود البلاد، في خطوة جريئة لوضع اليد مباشرة على الحكم في اليمن. جاء ذلك بعد إقامة تجمع للجماعة شارك فيه حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح وقبائل متحالفة مع الحوثيين إضافة إلى عدد من القيادات العسكرية والأمنية المنضوية تحت جناحهم.
التجمع المذكور أعلن في بيانه الختامي أمس الأحد إمهال القوى السياسية الأخرى ثلاثة أيام لإنهاء أزمة الفراغ في الرئاسة والحكومة قبل تكليف «القيادة الثورية بترتيب أوضاع الدولة»، وهو ما يعني عملياً أن الحوثيين، بعد أن سيطروا على المقدرات العسكرية والأمنية المركزية للدولة اليمنية، يريدون فرض الغطاء السياسي لاستيلائهم العنيف على السلطة، ودعوتهم للقوى السياسية غير الخاضعة لهم للمشاركة هو من قبيل تزيين واقع الحال الذي فرضوه، ولسان حالهم يقول، إما أن تشاركوا في هذا المهرجان التنكري أو نفرض من نريد من أتباعنا.
من نافل القول إذن أن مشاركة أي قوة سياسية في تغطية الاستيلاء الحوثيّ ستكون خطأ سياسياً فاحشاً لأنها بذلك تقوم بشرعنة الانقلاب المسلح على الدولة اليمنية، وستعطي المبررات الدستورية لتغيير تاريخي ستكون الجمهورية اليمنية، أول ضحاياه، ولن يلبث أن يأتي الدور على تلك القوى لتزاح سياسياً أو عسكرياً بعد أن تقوم بالبصم على قرار إعدامها.
يبدو للجميع أن التحالف الذي أنشأه الحوثيون مع أنصار علي عبد الله صالح، والهيمنة المتزايدة على الجيش والأمن وأجهزة الدولة، جعلا من «أنصار الله» القوة الكبرى الفاعلة في اليمن حالياً، لكن ما يجعل الأمر أكثر خطورة بكثير هو تشكل تحالف إقليمي وعالمي جديد غير مسبوق تمثله موافقة الولايات المتحدة الأمريكية على الخطوات الحوثية ويتعدّى التوافق الموضوعي بين خطط واشنطن وطهران إلى وجود تعاون استخباراتي بين واشنطن والحوثيين.
التغطية الإيرانية والأمريكية للحوثيين وحلفائهم تدفع خصومهم السياسيين المحليين إلى زاوية صعبة، وتساهم في مزيد من إضعافهم وتآكلهم، وهذا ينطبق على كوادر الدولة اليمنية التي ترفض سيطرة الحوثيين، وعلى أنصار الحراك الجنوبيّ غير القادرين، بالتأكيد، لا سياسياً ولا عسكرياً، على مواجهة الجيش اليمنيّ والحوثيين معاً.
يعكس المحور الغريب المتشكل بين واشنطن – طهران – الحوثيين عن مأزق واضح لدول الخليج العربيّ، وللمنظومة العربية ككل، فهذا التآكل المطرد لدور عربي في اليمن يكشف عن أزمة شاملة يفضحها هذا التراجع المتواصل أمام الهجمة الإيرانية والتي نجحت حتى الآن في احتلال أربع عواصم عربية تحمل كل واحدة منها ثقلا تاريخيا أو حضارياً هائلاً: صنعاء، بغداد، دمشق وبيروت.
ولو كان الأمر يقتصر على اليمن وحده لهان الأمر، لكنّ الظلّ الكبير لهذا التحالف الموضوعي بين أمريكا وإيران، تحت يافطة مواجهة تنظيمات «القاعدة» و»الدولة الإسلامية» و»أنصار الشريعة»، وانخراط دول عربية عديدة، دون قيد أو شرط، في دعم هذه الأجندة الأمريكية، يوفّر شرطاً تاريخياً لسيطرة إيرانية غير مسبوقة على المنطقة، تستبدل خلالها اتفاقية سايكس – بيكو المتآكلة، ببروتوكولات تقاسم نفوذ لطهران مع إسرائيل وأمريكا، وتكون فيه الأنظمة العربية، المشغولة بتنفيذ خطط أعدائها، الحلقة الأضعف في شطرنج الأمم، للعب بها كبيادق لا تستطيع رفض تحريكها… وربما لكشّ الملوك حين تتوفّر الظروف.
التجمع المذكور أعلن في بيانه الختامي أمس الأحد إمهال القوى السياسية الأخرى ثلاثة أيام لإنهاء أزمة الفراغ في الرئاسة والحكومة قبل تكليف «القيادة الثورية بترتيب أوضاع الدولة»، وهو ما يعني عملياً أن الحوثيين، بعد أن سيطروا على المقدرات العسكرية والأمنية المركزية للدولة اليمنية، يريدون فرض الغطاء السياسي لاستيلائهم العنيف على السلطة، ودعوتهم للقوى السياسية غير الخاضعة لهم للمشاركة هو من قبيل تزيين واقع الحال الذي فرضوه، ولسان حالهم يقول، إما أن تشاركوا في هذا المهرجان التنكري أو نفرض من نريد من أتباعنا.
من نافل القول إذن أن مشاركة أي قوة سياسية في تغطية الاستيلاء الحوثيّ ستكون خطأ سياسياً فاحشاً لأنها بذلك تقوم بشرعنة الانقلاب المسلح على الدولة اليمنية، وستعطي المبررات الدستورية لتغيير تاريخي ستكون الجمهورية اليمنية، أول ضحاياه، ولن يلبث أن يأتي الدور على تلك القوى لتزاح سياسياً أو عسكرياً بعد أن تقوم بالبصم على قرار إعدامها.
يبدو للجميع أن التحالف الذي أنشأه الحوثيون مع أنصار علي عبد الله صالح، والهيمنة المتزايدة على الجيش والأمن وأجهزة الدولة، جعلا من «أنصار الله» القوة الكبرى الفاعلة في اليمن حالياً، لكن ما يجعل الأمر أكثر خطورة بكثير هو تشكل تحالف إقليمي وعالمي جديد غير مسبوق تمثله موافقة الولايات المتحدة الأمريكية على الخطوات الحوثية ويتعدّى التوافق الموضوعي بين خطط واشنطن وطهران إلى وجود تعاون استخباراتي بين واشنطن والحوثيين.
التغطية الإيرانية والأمريكية للحوثيين وحلفائهم تدفع خصومهم السياسيين المحليين إلى زاوية صعبة، وتساهم في مزيد من إضعافهم وتآكلهم، وهذا ينطبق على كوادر الدولة اليمنية التي ترفض سيطرة الحوثيين، وعلى أنصار الحراك الجنوبيّ غير القادرين، بالتأكيد، لا سياسياً ولا عسكرياً، على مواجهة الجيش اليمنيّ والحوثيين معاً.
يعكس المحور الغريب المتشكل بين واشنطن – طهران – الحوثيين عن مأزق واضح لدول الخليج العربيّ، وللمنظومة العربية ككل، فهذا التآكل المطرد لدور عربي في اليمن يكشف عن أزمة شاملة يفضحها هذا التراجع المتواصل أمام الهجمة الإيرانية والتي نجحت حتى الآن في احتلال أربع عواصم عربية تحمل كل واحدة منها ثقلا تاريخيا أو حضارياً هائلاً: صنعاء، بغداد، دمشق وبيروت.
ولو كان الأمر يقتصر على اليمن وحده لهان الأمر، لكنّ الظلّ الكبير لهذا التحالف الموضوعي بين أمريكا وإيران، تحت يافطة مواجهة تنظيمات «القاعدة» و»الدولة الإسلامية» و»أنصار الشريعة»، وانخراط دول عربية عديدة، دون قيد أو شرط، في دعم هذه الأجندة الأمريكية، يوفّر شرطاً تاريخياً لسيطرة إيرانية غير مسبوقة على المنطقة، تستبدل خلالها اتفاقية سايكس – بيكو المتآكلة، ببروتوكولات تقاسم نفوذ لطهران مع إسرائيل وأمريكا، وتكون فيه الأنظمة العربية، المشغولة بتنفيذ خطط أعدائها، الحلقة الأضعف في شطرنج الأمم، للعب بها كبيادق لا تستطيع رفض تحريكها… وربما لكشّ الملوك حين تتوفّر الظروف.
رأي القدس
No comments:
Post a Comment