Wednesday, December 14, 2016

بعد حلب.. الحرب المتحركة خيار المعارضة بإدلب

يرى مراقبون أن النظام بقواته العسكرية لا يستطيع السيطرة على كامل الجغرافيا السورية، ويسعى لتحقيق مكاسب ميدانية ولو بشكل خطي. واعتبروا أن هذا مناسب للبدء في حرب عصابات لاستنزاف قوة النظام العسكرية وتحقيق ضربات موجعة.

Link



شكلت سيطرة معسكر النظام السوري وحلفائه على مدينة حلب -وفق مراقبين- المرحلة التحضيرية للمعركة القادمة على قوى المعارضة العسكرية في إدلب، مرجحين أن تلجأ المعارضة إلى تغيير إستراتيجيتها العسكرية لمواجهة "الاحتلال الإيراني الروسي".
 
وعند الحديث عن المعركة في إدلب، يرى هؤلاء أن الفروق العميقة بين المعركتين على جميع الأصعدة ستفرض واقعا جديدا على المعارضة عليها التكيف معه لتجنب الأخطاء القاتلة التي وقعت بها في معركتها في حلب.
كما أن طبيعة التحالفات التي ارتبط بها النظام السوري مع إيران من ناحية وروسيا من ناحية أخرى -إضافة إلى المليشيات الشيعية القادمة من عدة دول- تجعل من الصعب على فصائل المعارضة المسلحة أن تخوض الحرب بنفس الطريقة التي خاضتها في حلب.
وشدد الخبراء على محورية الدور التركي في دعم المعارضة "رغم الضغوط الكبيرة على أنقرة" خصوصا أن حلفاء المعارضة ظهروا بمظهر العاجز عن القيام بأي دور فعلي عسكري لنصرتها وتركوها تواجه مصيرها، بينما بدت الرعاية الدولية لها متواطئة مع عدوها.
الخبراء اعتبروا أن ما حدث في حلب مرحلة تحضيرية لمعركة إدلب (ناشطون)
احتلال روسي إيراني
ويرى
 عضو الهيئة السياسية بالائتلاف السوري المعارض نصر الحريري أن أول هذا الفروق التي يجب أن تضعها المعارضة في الحسبان هو توصيف المعركة ذاتها بأنها ليست صراعا مع جيش النظام المتآكل، وإنما هي معركة مع قوى كبرى احتلالية متمثلة بإيران وروسيا، وهذا يعني ألا تكون الحرب معها مفتوحة بين جيشين نظرا لعدم التكافؤ وللفارق الكبير في العدد والتسليح والإمكانات.
وتابع الحريري -في حديث للجزيرة- أن على المعارضة المسلحة أن تقرأ ما حدث في حلب بشكل واقعي، خصوصا فيما يتعلق بحجم قوى الاحتلال التي جلبت أسطولها البحري والجوي وانتهجت أسلوب الأرض المحروقة، واستخدمت كافة أنواع الأسلحة بما فيها المحرمة دوليا.
أمام هذا الواقع -يرى الحريري- أن على المعارضة أن تتوحد سياسيا وعسكريا تحت راية واحدة لحشد الدعم الجماهيري المقاوم، وأن تلجأ إلى الحرب المتحركة أو ما يمكن تسميته حرب العصابات، وأن تبتعد عن احتلال المدن والتمترس بين المدنيين لتجنب سقوط ضحايا بينهم.
وقال أيضا إنه يمكن لقوى المعارضة أن تستهدف خطوط إمداد النظام وشخصياته المهمة أو قطاعات عسكرية بعينها، وذلك من خلال تأمين قواعد بعيدة لهذه الأعمال في الريف المفتوح.
من جهته، يرى الخبير العسكري أحمد رحال أن معركة حلب شكلت لحظة فاصلة، وأن على المعارضة أن تعيد تشكيل تحالفاتها على الأرض "رغم أن الخيارات أمامها تضيق ولا تتسع" ولكنها في الوقت الذي تستطيع فيه أن تحصل على داعم عربي أو إقليمي لخططها فتكون قد اجتازت نصف الطريق.
خطوط الإمدادويؤيد الخبير العسكري والإستراتيجي مأمون أبو نوار ما ذهب إليه سابقاه، ورأى أن إدلب تتمتع بعدة ميزات لصالح المعارضة، من بينها الفضاء الريفي المفتوح، وصعوبة حصار المعارضة في منطقة ضيقة نتيجة اتصالها المباشر مع الحدود التركية، مضيفا أن القوة الجوية الروسية لن تكون بذات الفعالية التي كانت عليها في حلب بفعل الاتساع الجغرافي.
وركز أبو نوار -في حديثه للجزيرة من العاصمة الأردنية عمان- على أن خطوط الإمداد لقوى المعارضة السورية ستشكل إضافة نوعية لها، وتمنحها الفرصة لإطالة أمد المعركة وإيقاع أكبر الخسائر في صفوف قوات النظام وحلفائه.
وشدد على أن على حلفاء المعارضة السورية أن يدركوا أن الخسارة في إدلب سيكون لها تأثير على أمنهم القومي، وبالتالي لا بد لهم أن "ينهوا فترة اللهاث وراء الولايات المتحدة، ولا بد لهم من تحريك شيء ما على الطاولة، وتزويد الثوار بأسلحة نوعية مثل صواريخ غراد، لمنح الفرصة لهم لتهديد قواعد الروس والإيرانيين داخل الأراضي السورية".
جيش شيعي دولي
وفي السياق، كشف أبو نوار عن مساع للنظام وحلفائه لتشكيل ما سماه "الجيش الشيعي الدولي" الذي قال إن قوامه سيكون من سبعين ألف مقاتل، وإنه سيبدأ عملياته في الجنوب السوري الأشهر القادمة، لكن معركة إدلب قد تسرع في تشكيله خصوصا مع تآكل جيش النظام.
وأجمع المتحدثون على أن النظام بقواته العسكرية لا يستطيع السيطرة على كامل الجغرافيا السورية، ويسعى إلى تحقيق مكاسب ميدانية ولو بشكل خطي، وهو ما يلاحظ من خلال المناطق التي يسيطر عليها.
واعتبروا أن هذه المناطق مناسبة من أجل البدء في حرب عصابات لاستنزاف قوة النظام العسكرية وتحقيق ضربات موجعة بدون الحاجة إلى أسلحة نوعية أو ثقيلة، ما يمنح فصائل المعارضة فرصة الاستغناء عن الدعم الخارجي، وهو ما يحررها من ربقة الارتهان لقوى خارجية.

No comments: