Tuesday, December 25, 2007

الشعب الفلسطيني ومخاطر نكبة جديدة


إبراهيم عجوة

"......
الشعب الفلسطيني يعيش مرحلة أشبه ما تكون بالمرحلة التي سبقت النكبة عام 1948، من حيث الانقسام في قواه السياسية بين المساومة والمقاومة وبخيارات سياسية مسدودة الأفق بشكل غير مسبوق على كلا الجانبين.

ويعيش هذا الشعب حالة من الضياع السياسي أورثته إياه خيارات قواه السياسية. هذه القوى التي وضعت نفسها بخياراتها السياسية أمام أزمة هوية، حيث أصبح جلها إن لم نقل كلها عاجزا عن تعريف نفسه كتنظيم مقاومة أو تنظيم سلطة.

ولم تعد هذه القوى قادرة على تعريف المرحلة التي تعيشها هل هي مرحلة تحرر وطني أم مرحلة بناء الدولة المستقلة والتنمية.

في المستوى اللفظي تعرف هذه القوى كل شيء فتصيب أحيانا وتخطئ أحيانا، ولكن مع عجز مشهود عن إدراك أو توفير متطلبات هذا التعريف. ليس المجال هنا للتدخل في القصد أو العجز أو نقيضهما، بل هو مجال ومحاولة لتصوير الواقع الذي نحن فيه.

التاريخ يعيد نفسه هكذا قيل ولكنه غالبا ما يعيد المأساة على شكل مهزلة.
.....
بين هذه الملفات يأتي الملف الفلسطيني الذي غالبا ما تم استخدامه وعلى مدى الصراع ورقة مساومات، ونادرا ما تم التعامل معه بمستوى التسميات التي تطلق عليه باعتباره القضية المركزية للأمة العربية والإسلامية.

أخطر ما في الملف الفلسطيني أن القوى السياسية الفلسطينية غالبا ما أخضعت نفسها طوعا أو كرها لتكون مجرد ذخيرة في سلاح هذا الطرف أو ذاك.
.....
ألا يشي هذا بأن الكيان الصهيوني يضع المقدمات لمعالجة ملف فلسطينيي 48 بآليات التهجير والتبادل السكاني وغيره، وتصريحات عريقات تشي بقبول مبدئي وإن تغلفت بسخرية وتهريج سياسي يخفي تواطؤا ما؟

هل أدركت قوى معسكر المقاومة الفلسطيني وحلف محور الممانعة أن هناك إمكانية لتسويات قد يخرج الطرف الفلسطيني وقد دفع الفواتير الأساسية للتسويات الإقليمية المطروحة؟
......
إن الحضيض الذي وصل إليه وضع القوى السياسية الفلسطينية راهنا سواء قوى المقاومة أو التسوية، والحال المزري الذي آلت إليه أوضاع الشعب الفلسطيني، يدفع للاعتقاد بإمكانية حصول هبة شعبية فلسطينية انطلاقاً من قانون حركة الشعوب المحتلة والمضطهدة، التي لا يشذ عنها الشعب الفلسطيني، بل لعله يعتبر من أفضل تجلياتها في المقاومة والمواجهة والدفاع عن الحقوق.

لكن الهبات الشعبية غالبا ما تأتي عمياء وتحتاج إلى قوى سياسية راشدة ومدركة وقادرة على قيادة هذه الهبات، وتوظيفها في الإطار الذي يخدم مصالح الشعوب، وإلا فإن القوى الاستعمارية واستطالاتها هي من سوف يحول هذه القوة بما هي مادة خام إلى قوة تحفر عميقا إلى أسفل كما حصل في الانتفاضة الفلسطينية الكبرى عام 1987، حيث استطاعت قوى التسوية تحويلها إلى حامل موضوعي لاتفاقية أوسلو وما بعدها. ولعل المشهد الراهن يكفي للتدليل على ما بعدها.
....."

No comments: