Tuesday, January 27, 2009

عهد أوباما.. آمال عربية أم أوهام؟


أسعد أبو خليل

"تعتري أوساط الرأي العام العربي والثقافة السياسيّة السائدة آمال كبار حول عهد أوباما. وكثير من هذه الأوهام لا يعتمد على خطب وبرامج ووعود أوباما نفسه، وإنما على عوامل عاطفية وارتياح نفسي وسياسي لنهاية عهد بوش.

يرتاح البعض في بلادنا إلى لون بشرة أوباما -رغم عنصرية فاضحة نحو السود في العالم العربي- والبعض الآخر إلى اسمه ذي الثلث العربي (والثلث السواحيلي).

هناك في الإعلام العربي من لا يزال يصر على تعريف أوباما بالمسلم، مع أن الرجل قضى نحو سنتين وهو ينفي عن نفسه تهمة الإسلام مثلما ينفي رجل تهمة ارتكاب جرم ما.
.....
أما عن معاناة أهل غزة, فتحدث عنها أوباما بكلام يُجهِّل الفاعل, حيث إنك تخال القطاع قد تعرّض لإعصار مدمّر لم يُبق ولم يذر.

والكلام العام في كلمته عن معاناة إنسانية في غزة يدور في حيز كلام سابق له أثناء الحملة الانتخابية، ومفاده بأن معاناة الشعب الفلسطيني يتحمل مسؤوليتها الفسطينيون أنفسهم, وسمى حركة حماس في هذا الصدد.

لم يكن هناك في الإعلام من يعاجله بسؤال عن أسباب معاناة الشعب الفلسطيني قبل ولادة حماس.. الخطاب الأميركي السياسي الموالي لإسرائيل لا يُرَدّ ولا يَتعرّض للمساءلة.

وكرّر أوباما كلاماً عن إرهاب حماس, وأبدى تعاطفا مع "ضحايا" الإرهاب في... "جنوب إسرائيل". وهذا المفهوم العنصري الذي لا يعتبر ضحايانا من المدنيين (والمدنيات) ضحايا للإرهاب لا يتغيّر بتعاقب الإدارات.

وليس صدفة أن ليس هناك من طفل أو امرأة فلسطينية اعتُبرت يوماً ضحية للإرهاب الاسرائيلي, لأن إسرائيل احتكرت شخص الضحيّة. والموازاة الناشزة بين عدد الضحايا من الإسرائيليين (وعمدت دولة إسرائيل إلى الخداع كعادتها عبر تعداد من تعرض "للصدمة" من صواريخ حماس في جدول الجرحى، وكأن جميع أهالي القطاع لم يتعرضوا للصدمة من العدوان الإسرائيلي) وبين عدد ضحايا الشعب الفسطيني في غزة كان يهدف إلى تبرئة إسرائيل من تهمة جرائم الحرب.

وكرّر أوباما اللازمة المعهودة عن الإشادة بالأنظمة التي تتمتع بعلاقات حسنة مع إسرائيل, وثناؤه على النظام المصري مُلفت على أقل تقدير.

ودعا النظام الأردني إلى الاستمرار في تدريب القوى "الأمنية" الفلسطينية, أي أن حكومة أوباما ستستمرّ في عقيدة دايتون لإذكاء نار فتنة الحرب الأهلية في فلسطين.
.....
ثم, لماذا يحتاج الرئيس الأميركي إلى تغيير سياساته نحونا إذا ما كانت الأنظمة العربية مطيعة ومطواعة في كل الحالات.

طبعا, لا يدعو هذا الحكم إلى التشاؤم المطلق, إلا إذا صدّقنا أنور السادات في أن كل الأوراق في يد أميركا. والتغيير -يجب ألا ننسى- يمكن أن يأتي من الشرق الأوسط, حتى لو لم يأتِ من أميركا, لكن هذا يحتاج إلى إرادة وفعل
"

No comments: