Link
استهدفت قوات النظام السوري مدينة دوما بالغوطة الشرقية، بأكثر من مئة غارة جوية، و500 صاروخ وقذيفة، خلال الأيام الأربعة الماضية. واستهدف القصف الأماكن الحيوية داخل المدينة، وتسبب بوقوع أكثر من 175 قتيلاً، وأكثر من ألف جريح، أغلبهم من النساء والأطفال.
ورداً على غارات لطيران النظام الحربي، في 1 شباط/فبراير، استهدفت السوق الشعبي في مدينة حمورية بالغوطة الشرقية، ووقوع مجزرة خلفت 67 قتيلاً، أعلن "جيش الإسلام"، أكبر قوى المعارضة المسلحة في الغوطة، استهداف المراكز الأمنيّة في العاصمة دمشق بالصواريخ. في 2 شباط/فبراير، بدأ النظام استهداف دوما، في قصف عنيف أوقع 20 قتيلاً و50 جريحاً.
وبلغت ذروة القصف في 5 شباط/فبراير، حيث استهدفت المدينة بأكثر من 40 غارة جويّة، ومئتي قذيفة وصاروخ، سقطت على الأحياء السكنيّة والمدارس، ما تسبب في مقتل 45 شخصاً، وإصابة 200 بجروح. وأطلق ناشطون هاشتاغ #دوما_تباد في مواقع التواصل الاجتماعي، الذي انتشر بسرعة كبيرة، وعكس حالة عالمية من التضامن مع المدينة.
وعلى الرغم من إعلان زعيم جيش الإسلام زهران علوش، عن وقف قصف دمشق، الجمعة 6 شباط، وتهديده بإعادة استهداف المراكز الأمنيّة في العاصمة إن تابع النظام استهداف المدنيين في الغوطة، إلا أن النظام واصل قصف دوما، وبلغ عدد القتلى، ليل الخميس-الجمعة، تسعين قتيلاً وأكثر من 300 جريح. وقتل ليل السبت-الأحد 30 شخصاً، وسقط 100 جريح.
الإثنين 9 شباط، استهدفت قوات النظام النقاط الطبيّة في المدينة، بأربعة براميل متفجرة مزودة بمظلات، ألقتهم الطائرات الحربيّة، وعاودت قصف الأسواق الشعبيّة براجمات الصواريخ، ما تسبب في مقتل 37 شخصاً وجرح المئات.
ولا تعتبر أعداد الضحايا السابقة نهائية، بسبب تعذر اخراج الجثث من تحت الأنقاض، والنقص في الكوادر المختصة والمعدات اللازمة لعمليات الإخلاء. مقتل عدد كبير من الجرحى، يعود أيضاً، إلى ضعف الإمكانيات الطبيّة.
وقال مدير مكتب التواصل بمنظمة شريان الطبيّة، وعضو المكتب الطبي في مدينة دوما، د.عدنان لـ"المدن": "استطعنا توثيق أكثر من 1000 جريح خلال 8 أيام، وأكثر من 175 قتيلاً معظمهم أطفال ونساء وشيوخ. وتتراوح الإصابات ما بين البسيطة إلى عالية الخطورة؛ وتشمل إصابات دماغية وإصابات الأوعية والصدرية والقلبية والبطن والأطراف". د.عدنان أكد إجراء ما يقارب 300 عمل جراحي، وتوثيق 100 إعاقة دائمة أو مؤقتة، حيث استقبلت نقطة الإسعاف، يوميّاً، ما يقارب 150 جريح. وفي نقطة العناية المشددة تم قبول أكثر من مئة مصاب خلال هذه الأيام، وهم بحالة فائقة الخطورة، قتل منهم 19 شخصاً، وحالة بعضهم سيئة جداً.
واستهدفت قوات النظام المشافي الميدانية، ونقاط العمليات والإسعاف المركزي، بصواريخ شديدة الإنفجار، ما أدى إلى إخراجها من العمل، ومقتل اثنين من الكادر الطبي. د.عدنان أشار إلى ظروف العمل شديدة الصعوبة، في ظل العدد الهائل من الإصابات، حيث يتم إسعاف 150 مصاباً في مركز طبي لا تتجاوز مساحته 300 متر مربع، مع شحٍّ شديد بالموارد الطبيّة.
البنيّة التحتيّة لدوما، تضررت بشكل كبير جداً، خلال الحملة الأخيرة، وفقدت أكثر من 200 عائلة لمساكنها. ويستمر هجوم النظام على المدينة في محاولة لإبادتها وتهجير أهلها، ويستمر أهلها بالصمود، رافعين شعار #ناجون_حتى_إشعار_آخر.
No comments:
Post a Comment