نبيل شبيب
".....
سوريا بين السلام والحرب
يكاد الدور السوري يمثل عقدة المنشار في جميع التطورات الإقليمية في وجه ما يراد لها دوليا، وعلى وجه التحديد وفق أطماع الهيمنة الصهيوأميركية المدعومة أوروبيا حتى الآن.
ولا يزال استهداف سوريا عسكريا قائما إذا لم تنجح الجهود المبذولة لاستهدافها سياسيا، ولن يبدل من ذلك انتظار رحيل بوش الابن، فمن يخلفه لا يبدل شيئا من الرؤية الشاملة لمستقبل المنطقة وكيفية التعامل الصهيوأميركي معها.
واستهداف سوريا سياسيا -مما أصبحت وسيلته الحالية مفاوضات غير مباشرة مع التلويح بعودة الجولان- يضع الحكم فيها بين خيارين خطيرين:
1- استرجاع الجولان في إطار صفقة كبرى تنطوي على الانخراط في مسيرة "سلام تطبيعي" فتتحول السياسة السورية من جذورها إلى سياسة منسجمة مع المطامع الصهيوأميركية في المنطقة.
2- استرجاع الجولان في إطار صفقة صغرى تنعقد على حساب استمرار وجود محور المقاومة والممانعة، ومضاعفة الحصار السياسي بحجة سقوط الذريعة الكبرى بمنظور تجزئة قضايا المنطقة ومنظور اعتبار قضية تحرير الجولان قضية قائمة بذاتها، وليست مرتبطة بقضية فلسطين ومستقبل المنطقة بمجموعها.
وفي الحالتين يعني ذلك ضياع دور سوريا الإقليمي الذي قام على الربط الوثيق بين مستقبل سوريا بما في ذلك الجولان، ومستقبل قضية فلسطين، بما في ذلك عرقلة تسوية في اتجاه تصفيتها.
وهذا الدور هو الذي يمنحها تأييدا شعبيا يتجاوز حدودها، رغم أن أوضاعها الداخلية لا تختلف كثيرا عن أوضاع البلدان العربية والإسلامية الأخرى أو معظمها.
ولا قيمة هنا لفتح ثغرات في الحصار السياسي عبر تواصل مع قوى إقليمية ودولية، لا يتحقق من خلال تبادل الزيارات، ما دامت الأرضية الأوسع نطاقا لا تعتمد على تغيير في المنهج السياسي للدول المعنية.
يسري ذلك بصورة متقابلة، على فرنسا مثالا على القوى الدولية التي لم تتبدل سياستها تجاه سوريا ولبنان والمنطقة، وعلى إيران أيضا مثالا على القوى الإقليمية التي يمكن لخلاف جديد -باتت توجد أسباب عديدة له- أن يجعل من علاقاتها الوثيقة مع سورية هدفا من الدرجة الثانية.
ولا تزال السياسة الرسمية السورية عاجزة عن سلوك طريق يعزز موقع نظام الحكم داخليا بإصلاح سياسي شامل ليمكن تعزيز دور إقليمي ضروري.. ولكن فقد مقومات استمراره بافتقاد توازنات إقليمية قديمة قام عليها قبل عدة عقود.
.....
...."
".....
سوريا بين السلام والحرب
يكاد الدور السوري يمثل عقدة المنشار في جميع التطورات الإقليمية في وجه ما يراد لها دوليا، وعلى وجه التحديد وفق أطماع الهيمنة الصهيوأميركية المدعومة أوروبيا حتى الآن.
ولا يزال استهداف سوريا عسكريا قائما إذا لم تنجح الجهود المبذولة لاستهدافها سياسيا، ولن يبدل من ذلك انتظار رحيل بوش الابن، فمن يخلفه لا يبدل شيئا من الرؤية الشاملة لمستقبل المنطقة وكيفية التعامل الصهيوأميركي معها.
واستهداف سوريا سياسيا -مما أصبحت وسيلته الحالية مفاوضات غير مباشرة مع التلويح بعودة الجولان- يضع الحكم فيها بين خيارين خطيرين:
1- استرجاع الجولان في إطار صفقة كبرى تنطوي على الانخراط في مسيرة "سلام تطبيعي" فتتحول السياسة السورية من جذورها إلى سياسة منسجمة مع المطامع الصهيوأميركية في المنطقة.
2- استرجاع الجولان في إطار صفقة صغرى تنعقد على حساب استمرار وجود محور المقاومة والممانعة، ومضاعفة الحصار السياسي بحجة سقوط الذريعة الكبرى بمنظور تجزئة قضايا المنطقة ومنظور اعتبار قضية تحرير الجولان قضية قائمة بذاتها، وليست مرتبطة بقضية فلسطين ومستقبل المنطقة بمجموعها.
وفي الحالتين يعني ذلك ضياع دور سوريا الإقليمي الذي قام على الربط الوثيق بين مستقبل سوريا بما في ذلك الجولان، ومستقبل قضية فلسطين، بما في ذلك عرقلة تسوية في اتجاه تصفيتها.
وهذا الدور هو الذي يمنحها تأييدا شعبيا يتجاوز حدودها، رغم أن أوضاعها الداخلية لا تختلف كثيرا عن أوضاع البلدان العربية والإسلامية الأخرى أو معظمها.
ولا قيمة هنا لفتح ثغرات في الحصار السياسي عبر تواصل مع قوى إقليمية ودولية، لا يتحقق من خلال تبادل الزيارات، ما دامت الأرضية الأوسع نطاقا لا تعتمد على تغيير في المنهج السياسي للدول المعنية.
يسري ذلك بصورة متقابلة، على فرنسا مثالا على القوى الدولية التي لم تتبدل سياستها تجاه سوريا ولبنان والمنطقة، وعلى إيران أيضا مثالا على القوى الإقليمية التي يمكن لخلاف جديد -باتت توجد أسباب عديدة له- أن يجعل من علاقاتها الوثيقة مع سورية هدفا من الدرجة الثانية.
ولا تزال السياسة الرسمية السورية عاجزة عن سلوك طريق يعزز موقع نظام الحكم داخليا بإصلاح سياسي شامل ليمكن تعزيز دور إقليمي ضروري.. ولكن فقد مقومات استمراره بافتقاد توازنات إقليمية قديمة قام عليها قبل عدة عقود.
.....
...."
No comments:
Post a Comment