Friday, July 11, 2008

نحو تفكير سياسي جديد في الساحة الفلسطينية


ماجد كيالي

"لم يشتغل الفلسطينيون بالقدر المناسب على تطوير فكرهم السياسي، وذلك بسبب تدني مستوى الاهتمام بالثقافة السياسية في المجتمعات العربية، وضعف تقاليد الحوار، وعدم تقبّل الرأي الآخر، ونقص في المنابر والإطارات التي تمكّن من تبادل الآراء وتتيح تفاعل الأفكار.

وفي الواقع فإن الساحة الفلسطينية، مثل الساحة العربية، تتعامل بالخطابات التحريضية والعاطفية، على طريقة الوصفات الطبية والمواعظ الأخلاقية، والفتاوى الأيديولوجية، أكثر بكثير من تعاملها مع موازين القوى والتفاعلات والمتغيرات السياسية، الدولية والإقليمية.

وهذا ما يفسّر جمود أفكارها ووسائل عملها عند النقطة التي انطلقت منها في الستينيات، برغم كل ما مرت به من منعطفات وتطورات وإنجازات وانكسارات.

ويمكن تفسير ذلك بعدة أسباب منها:
أولا: ضعف الاشتغال بهذا الحقل المعرفي الهام، أي التفكير السياسي، وغلبة الروح الشعاراتية والعاطفية والإرادوية في الخطابات السياسية الفلسطينية.

ثانيا: غياب تقاليد الحوار، والتفكير النقدي بشأن القضايا المصيرية، في الساحة الفلسطينية، لصالح الخطابات الدعائية الفصائلية، والخطابات المعنية بالسياسة اليومية.

ثالثا: سيادة التفكير الذي لا يشجّع على الاجتهاد والذي يميل إلى التصنيفات المسبقة والثنائيات المطلقة مثل: وطني أو خائن، مناضل أو مفرّط.

رابعا: الحذر من مغبّة تقديم أفكار جديدة، غير تقليدية، بسبب عدم نضج المجتمع لتقبل ذلك، لأنه لا يملك "ترف" مناقشة المستقبل، في حاضر بائس محيط به، ولأن مثل هذه الأفكار ربما تبدو بمثابة تفريط في الحق والوطن.

خامسا: غياب التواصل والتفاعل والمشاركة بين الشعب والطبقة السياسية (سلطة ومعارضة)، ما يحول دون تنمية ثقافة سياسية مجتمعية.

سادسا: ضعف الحراك في البني الفصائلية، وضعف التقاليد المؤسسية والديمقراطية، وغياب مراكز صنع القرار والبحث، وهذا كله يحد من تطور الفكر السياسي الفلسطيني.
....
...."

No comments: