الجدية الفلسطينية الغائبة

الجدية الفلسطينية الغائبة

"اعلن السيد ياسر عبد ربه امين سر اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية، واقرب المستشارين ال الرئيس محمود عباس ان القيادة الفلسطينية تدرس بجدية وقف الاتصالات مع الجانب الاسرائيلي، بسبب استمرار النشاطات الاستيطانية كرد فعل عل اعلان بلدية القدس المحتلة امس عن موافقة لجنة التخطيط عل مشروع لبناء 920 وحدة سكنية جديدة في مستوطنة جبل ابو غنيم (هار حوما) القريبة من المدينة المقدسة.
ولا نعرف مد جدية تصريحات السيد عبد ربه هذه التي اطلقها في مؤتمر صحافي عقده خصيصا للتعبير عن غضبه وقيادته تجاه هذا التغول الاستيطاني الاسرائيلي المتواصل، فتجاربنا معه، والرئيس عباس، كانت دائما مخيبة للآمال، حيث سرعان ما تم التراجع عن مواقف احتجاجية مماثلة بمجرد حدوث اتصال من قبل السيدة كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الامريكية مع القيادة في رام الله.
الامر لا يتطلب دراسة جدية، او غير جدية، لمثل هذه المشاريع الاستيطانية الاسرائيلية، وانما اتخاذ موقف مبدئي صلب، بوقف المفاوضات والاتصالات كافة مع الطرف الاسرائيلي الذي لم يحترم مطلقا تعهداته التي قطعها عل نفسه امام اللجنة الرباعية، واثناء اجتماعات مؤتمر انابوليس بتجميد كل المشاريع الاستيطانية، بما في ذلك تلك التي تتم في اطار ما يسم بالنمو الطبيعي للمستوطنات.
انها ليست المرة الاول التي تستفز فيها حكومة ايهود اولمرت العرب والفلسطينيين بالاقدام عل مشاريع استيطانية كهذه، كما انها ليست المرة الاول التي يحتج فيها المسؤولون في حكومة سلطة رام الله، فطالما ان هذه الاحتجاجات تظل في اطار تهديدات غير جدية واستجداء لمكالمة هاتفية من الادارة الامريكية راعية العملية السلمية لتطييب الخواطر، فإننا امام مسلسل استيطاني مستمر لسنوات مقبلة، وما نراه حاليا من بناء وحدات سكنية هو مجرد قمة جبل الجليد....."