لا يتفاوض خصمان بدون شروط، بل يتحاربان. التفاوض يعني ضمنا الاتفاق على شروط يجري التفاوض على أساسها. من دونها يكون التفاوض عملية خداع واستمرار لفرض ميزان القوى القائم، بما فيه الممارسات على الأرض، اي أن التفاوض لا يكون تفاوضا بل غطاء للمارسات ذاتها. ويكمن الخداع الاساسي في أن الضحية تفقد وضعها كضحية ضد ظالم غير شرعي، وتصبح طرفا من طرفين متنازعين يحظيان بالشرعية ذاتها، و...هنا لا يقرر الحق بل موازين القوى بينهما. التفاوض لا يكون إلا على اساس شروط.
هذا هو الدرس الفلسطيني، ويجب أن يتعلمه الآخرون. ومنهم المعارضة السورية التي يجري حثها بكل الطرق للدخول في مفاوضات من دون شروط مسبقة، سوى معسول الكلام عن عدم معقولة وشرعية الأسد أن يحكم، وهو كلام سيتحول إلى أقل من فقاعات هوائية، إذا فاوضت المعارضة ممثلي الأسد بدون شروط.
والدرس الثاني هو أنه عندما يريد طرف ان يتخلص من عبء قضية عادلة التزم بدعمها فإنه يدفع أصحابها للتفاوض، ولو بدون شروط، فبعد ذلك يمكنه دائما أن يدعي أنه لا حاجة لاتخاذ اي خطوة، لأن كل شيء رهن بالمفاوضات، كما أنه لا أحد يتضامن مع من تحول من ضحية إلى طرف مفاوض. وما دمت تتفاوض فعليك ان تدبر نفسك! وإذا فاوضت بدون شروط فسيكون عليك أن تخضع لموازين القوى القائمة...
ومن هنا لا أحد يفاوض بدون شروط وضمانات وغير ذلك. ولا يكون التفاوض إلا على التفاصيل المتبقية، وعلى الجدول الزمني وكيفية التنفيذ...
عزمي بشارةSee More
No comments:
Post a Comment