Thursday, September 28, 2006

الخيانة في فلسطين عينك عينك

د. عبدالستار قاسم

أستاذ جامعي - جامعة النجاح -مرشح للرئاسة الفلسطينية-فلسطين


لم يعد غريبا أن يقف خائن فلسطيني على شاشة التلفاز يصافح صهيونيا يغتصب الأرض ويشرد الشعب، ولم يعد في الدعوة إلى الاعتراف بإسرائيل شيئا يدعو إلى التواري أو الخجل.

عينك عينك يقف فلسطينيون أمام العدسات ويصرحون أمام وسائل الإعلام بأن على حماس أن تعترف بإسرائيل إذا رغبت في توفير رغيف الخبز للشعب الفلسطيني.

هؤلاء الفلسطينيون يتعاونون مباشرة الآن مع إسرائيل والولايات المتحدة، ويشاركون في حصار الشعب الفلسطيني، ويستعملون الشعب وحاجته المالية من أجل إركاعه بالمزيد وإسقاط حكومة حماس.

حماس لا تجرؤ أن تقول للخائن خائنا، وتوافق على وثيقة الوفاق الفلسطيني التي تعني بعدة طرق الاعتراف غير المباشر بإسرائيل.

أما الشعب فيعرف أن الخيانة تُمارس في وضح النهار، ويعرف أن هناك من يتاجر بآلامه وأحزانه، لكنه يعي أيضا أن عليه أن يدفع ثمن سكوته على كل ما تم ارتكابه من خطايا عبر السنوات الطويلة.

لقد وضعت القيادة لقمة خبز الناس بيد العدو، وطأطأ الشعب رأسه، وتهافت الناس على وظائف وهم يعرفون سلفا أن الرواتب تأتي من عدو يطلب مقابلها تنازلات سياسية.

هناك قيادات فلسطينية الآن غارقة بالفساد والخيانة، وتقول إنها تنتمي لحركة فتح، وهي التي ألحقت بالحركة الهزيمة الانتخابية وبالشعب الدمار، تتآمر على الشعب الفلسطيني وتستغل حاجة الموظفين.

هناك أموال تم الوعد بصرفها للموظفين ولم تُصرف، وهي تختزن هذه الأموال من أجل رفع وتيرة الضغط على حماس لكي تستقيل الحكومة.

هؤلاء مثقلون بغيابهم عن السلطة لأنهم فقدوا الجاه ومصادر السرقة والاختلاس؛ وهؤلاء يدركون أن أسيادهم في إسرائيل وأمريكا سيلقون بهم في القمامة إن لم يتمكنوا من إسقاط الحكومة.

لا شك بأن حماس قد ارتكبت أخطاء عدة على رأسها الانغلاق والاستئثار بمواقع اتخاذ القرار ما أمكن، والفصائل الأخرى شريكة بما يجري لأنها تتعامل مع رؤوس الخيانة وكأنهم قادة وطنيون.

لقد ربطت تلك الفصائل نفسها بالخونة حتى تجذرت مصالحها معهم.

عار على شعب فلسطين الذي يقدم التضحيات على مدى مائة عام أن يسكت على الخيانة أو أن يهادنها ويتعايش معها. فلسطين ليست رغيف خبز، ودماء الذين استشهدوا من أجل التحرير والحرية ليست رخيصة إلى هذا الحد.

نحن بإمكاننا أن نحمل بعضنا من خلال برامج التكافل والتضامن، وليس من خلال الأموال الأوروبية الأمريكية.

لا خير فينا إذا كان الفلسطيني لا يريد حمل أخيه الفلسطيني، ولا خير فينا إن اعتمدنا على التوسل والتسول.

علينا أن نقف بجرأة وشجاعة في وجه الخيانة، وأن نعلنها صراحة وبوضوح أن كل الذين يتمرغون في الأحضان الأمريكية والإسرائيلية عبارة عن خونة.

قوى 13/أيلول تعمل بجد ودأب على تصفية القضية الفلسطينية منذ أن صافحت الصهاينة وقررت ربط رغيف الجياع بالإرادة الأمريكية الإسرائيلية.

هذه القوى تجر الشعب إلى الخواء والبغاء والنذالة، وعلينا نحن جميعا أن نثور لأنفسنا وندافع عن شرفنا وعن قدسية الأرض والحق.

لا خير فينا إن بقيت هذه القوى تسرح وتمرح وكأن شعب فلسطين قد آل إلى مرتزقة تنتظر العلف من أهل الغرب.

وعلى حكومة حماس أن تخرج من هذا الانغلاق لتتفاعل مع الناس نحو إيجاد الحلول.

No comments: