Friday, October 20, 2006

قاسم: عباس أهدر كرامة الشعب الفلسطيني وحفر قبراً جماعياً لهم


سلفيت – المركز الفلسطيني للإعلام



شدد أكاديمي فلسطيني معروف على ضرورة أن ينال الشعب الفلسطيني حريته، وأن لا تسلب ديمقراطيته، مؤكداً على أن "الحرية والديمقراطية تأتي قبل الخبز، وإلا أصبحنا عبيداً".
وقال البروفسور عبد الستار قاسم أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية، في مقال له: "إن من يقول إن الخبز أهم من الديمقراطية يأتي بتصريح خطير جداً، لما ينطوي عليه من استعباد للذات، وفصل الإنسان عن نفسه، ونكران قدراته الذاتية وانسحاق شخصيته، إنه قول يعود إلى القرون الوسطى، عندما كانت لقمة الخبز وسيلة الأسياد الأولى في سوق العبيد كقطيع من الماشية الدهماء، التي لا تعرف سوى طعم البرسيم".

وتوجه قاسم، بالقول لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس: "كلامك بأن الخبز قبل الديمقراطية هذا، يحفر قبراً جماعياً ليهلك فيه جمهور الفلسطينيين، فيصبحون أثراً بعد عين.. أنت تدعو إلى العبودية، إلى استعباد الشعب الفلسطيني، وتدعو إلى نزع الإنسان عن نفسه، وتمزيق وهدر كرامته، مقابل رغيف الخبز، أنت لا تعتبر الفلسطيني أكثر قيمة من رغيف الخبز، بل أنت تعتبره أقل من الرغيف لأن الرغيف، حسب فلسفتك، هو سر العيش، أنت ترى في الفلسطيني كائنا يبحث عن عيش لا عن حياة، ألا ترى أن الإنسان عبد لمن يطعمه، وأن العبد مجرد بهيمي لا حقوق له أكثر من نعمة يقدمها له سيده صاحب الفرن؟".

وأشار الأكاديمي الفلسطيني، الذي ترشح في السابق لمنصب رئاسة السلطة الفلسطينية، إلى أن "لقمة الخبز الآتية من الغرب لها ثمن، وثمنها الحقوق والكرامة والاستقلال؛ وأنت تعلم سيادة الرئيس أن لقمة الخبز التي يعتصرها عرق الجبين، هي التي تعني الكبرياء والكرامة والتحرير.. الأذلاء يا حضرة الرئيس لا يقوون على التحرير، ولن تكون لهم دولة وعاصمتها القدس الشريف".

وأضاف أنه "لا بديل عن الحرية، لأن الأحرار يصنعون الخبز، ومدّ اليد للآخرين هي صناعة العبيد.. لا تكن عبدا يا رئيس فلسطين، ولا تجر الناس إلى العبودية، العبيد لا ذمة لهم ولا ضمير، وهم يسرقون طعام وأرزاق إخوانهم في العبودية، أما الأحرار فلا ينامون وإخوانهم جوعى، الأحرار يزرعون ويصنعون ويأكلون نصف طعام، لكن الأهم أنهم يعرفون كيف يقتسمون الرغيف، الأحرار يبحثون عن الكرامة، ويصرون على الحقوق، ويطورون قدراتهم وطاقاتهم لكي تبقى رؤوسهم مرفوعة، أما العبيد فترتعش أجسادهم كلما ظنوا أن حرية تتسلل إلى أوصالهم".

No comments: