Sunday, September 27, 2009

قراءة في فكر عزمي بشارة


A GREAT ARTICLE!


"يتحدّث الكثيرون اليوم عن غياب الدور الفاعل والحقيقي، للمثقف العربي، بسبب سيادة ثقافة السلطة، وغياب الحريات العامة، وتحوّل المثقف النظري بالتالي، إلى مثقف سلطوي.

ولكن ما يميز فكر الدكتور عزمي بشارة، هو ثقافة الحرية، وهي الميزة التي لا بد منها لمن يمكن أن يطلق عليه تعبير (مفكر). فلا فكر دون حرية، تلك المقولة التي ينضوي تحتها، الالتزام بمعناه الإنساني البعيد، الالتزام بهموم الكون والأمة والمجتمع والفرد ضمن رؤية تاريخية وواقعية في آن. لأن الحرية هي الشرط الضروري لنمو الروح الإنساني وانبساطه في العالم وفي التاريخ
.....
ما يحدث الآن من فلسطنة القضية سيقود إلى "إنشاء عربي من نوع جديد، تطغى عليه القطرية، وهذا يعني حتى القبلية والطائفية وغيرها في الدولة القطرية، فمن لا يعتبر قضية فلسطين قضيته لا يكتفي بذلك بل يبدأ وينتهي إلى التعريفات الأضيق
.....
عندما يدافع بشارة عن حماس ويصف من يتهمها بأنها حركة تكفيرية إما مغرض أو لا يدري عمن يتكلم, لا يمنعه ذلك من أن ينتقد حماس ويقول عليها أن تثبت أنها لا تفرض آراءها ونمط حياة رجالها ونسائها على الناس في غزة
.......
يرى بشارة أنه لا وصفة لبقاء العروبة حيّة في الوجدان العربي اليوم، إلا ببقاء القضية الفلسطينية، قضية العرب جميعاً، ويحذر من تحويلها إلى قضية فلسطينيين فقط، خوفا على العروبة والعرب في آن
.....
أن تكون عربيا في أيامنا.. هي الجمرة التي تحرق قلوبنا قبل أيدينا، لكنها تؤكد بقاء الروح داخل هذا الجسد المريض والممتد من المحيط إلى الخليج
........
رغم انتقادات بشارة للتيارات الإسلامية عموماً، وتحذيره من (طوأفة) مشاريعها اجتماعياً، داخل كل بلد على حدة، وكذلك مشروعها المقاوم، فإنه لا يرى الحل في العلمانية، وإنما الحل في إطار دولة الأمة، وعبر مفاهيم القومية الحديثة
......

ثم لماذا لم تستطع المقاومات العربية، على اختلاف ألوانها، أن توحّد الشعب حولها، بل على العكس، شكلّت في معظم الأحيان، حالة من الانقسام الفئوي، حزبي أو طائفي، على عكس معظم حركات التحرر في العالم؟!

وأيضاً، لماذا لا يوجد مقاومة فعلية، إلا في البلدان التي تضعف (الدولة) فيها؟!

وهو السؤال الذي تنبه إليه الدكتور بشارة مبكراً، وحوله إلى إشكالية، للنظر والبحث، تتعلق بتفجر المقاومة حيث تضعف الدولة المركزية في العراق ولبنان وفلسطين، وربما أخذه الكثيرون عنه دون الإشارة إلى المرجع. ألا وهو عداء الدولة القطرية الحالية للمقاومة.
......"

No comments: