Tuesday, June 7, 2011

ماذا بعد الشوط الأول من الثورة العربية؟



A VERY GOOD COMMENT

الانتصار الهشّ

التعثّر والانزلاق

الترقب الحذر بانتظار المواجهة

"....
لكل ثورة بالضرورة ثورة مضادة, لا غرابة في الأمر، ومن فقدوا السلطة والثروة والاعتبار لا يتبخرون وإنما يتآمرون لاستعادة ما فقدوا, وهذا ما يحدث في تونس ومصر
....
دور كل الحريصين على الثورة في تونس ومصر هو مواصلة حصار قوى الردّة بتطهير شامل لأجهزة القضاء والأمن، ووضع القواعد الأخلاقية والقانونية للعمل الحزبي
.....
مهمة الثوار السلميين في كل قطر التمسك بخيار العصيان المدني إلى لحظة إسقاط النظام البائس، وحَثّ العناصر الوطنية داخل الجيوش على الالتحاق بالشعب
....
على قوى الثورة في البلدان التي تنتظر دورها في الطابور أن تتمسك بالخيار السلمي الذي أظهر نجاعته في تونس ومصر وأن تفوّت كل الفرص لجرها لمواجهة مسلحة
....
أما بالنسبة لرؤوس الأنظمة فالدرس بديهي: فات وقت إصلاحات ذرّ الرماد في العيون. حان وقت توزيع جديد للسلطة والاعتبار والثروة. لا جدوى للقمع الدموي، والخيار الوحيد إما المرور سريعا للملكية الدستورية غير المغشوشة وإما القبول بأنهم آخر ملوك وأمراء العرب.

القاسم المشترك بين الوضعيات الثلاث إذن انطلاق مسار إعادة توزيع الاعتبار والثروة والسلطة. سواء في الأقطار التي لم يبدأ فيها أو التي تقدم فيها خطوات أو التي يتعثر فيها، يمكن القول إنه وقع ردّ الاعتبار للشعوب والمواطنين لأن المستبدّين بصدد إعادة النظر في كل مسلماتهم وأيديهم على قلوبهم، بعد أن تعلموا الفضيلة التي نقصتهم على الدوام: احترام الآخرين. أما بخصوص توزيع السلطة والثروة فقضية مفروغ منها هي الأخرى حتى وإن تطلب الأمر مزيدا من الوقت والتضحيات.

لكن لننتبه إلى أن المهمّ ليس افتكاك الاعتبار والسلطة والثروة من المستبدين وإنما إعادة توزيعها بكيفية لا تُعدّ العدة بعد تراكمات جديدة لثورة على الثورة، فنبقى ندور في نفس الحلقة المفرغة والرقاص يتأرجح من الاستبداد إلى الفوضى ومن الفوضى إلى الاستبداد.
"

No comments: