ماجد كيالي
Arabs48.com
"لم تكن تجارب حركاتنا الوطنية في المقاومة المسلحة أحسن من تجاربنا الأخرى، السياسية والحزبية والأيدلوجية، وبالطبع فهي لم تصل إلى مآلات أفضل من الأحوال التي آلت إليها أنظمتنا، بخياراتها السياسية والاقتصادية، على اختلافاتها وتنوعها. ولعل هذا الأمر ينطبق على حال الحركة الوطنية الفلسطينية، التي أطلقت المقاومة المسلحة، منذ أواسط الستينيات من القرن الماضي، لتحرير فلسطين.
اللافت أن الفلسطينيين، الذين طالما تغنّوا بالكفاح المسلح، وجعلوه بمكانة مقدسة، خارج النقد، لم يبيّنوا قط ماهية إستراتيجيتهم العسكرية، هم فقط أطلقوا المقاومة وتركوها لشأنها! الأنكى من ذلك أن هذه التجربة، برغم كل الثغرات التي اعتورتها، وبرغم العفوية التي طبعتها، لم تحظ يوما بأية مراجعة تقييمية، نقدية، ولم يتم التعامل معها بشكل مسؤول، وبما يخدم الهدف الوطني.
لكن الأكثر لفتاً للانتباه أن أرباب المقاومة المسلحة، عند الفلسطينيين، ظلوا يعلون من شأن كفاحهم المسلح، حتى بعد اختفاء قواعدهم العسكرية (في الخارج)، وبرغم عجزهم عن القيام بأية عملية فدائية، على امتداد ثلاثة عقود من الزمن، لكأن الكلام عن المقاومة المسلحة يعوّض عن وجودها الفعلي!
.....
في هذا الإطار بالضبط يمكن النظر إلى أعمال العنف التي شهدها مؤخرا مخيم اليرموك للاجئين (قرب دمشق)، هذه المرة لم يكن العنف بين فصيل وفصيل، ولا بين جماعة من فصيل ضد قيادتها، هذه المرة وصلت لوثة العنف إلى الجماهير الغاضبة، التي ثارت على فصائلها، وأفصحت عن مخزونها من ثقافة وسلوكيات العنف؛ هذا ما فعلته المقاومات المسلحة بنا وهذا مافعلناه بها. يبقى السؤال لماذا وصلت الأمور إلى هنا؟ وكيف يمكن تدارك هذا الانحدار، عند الفصائل والأفراد والمجتمعات، في مجالي الثقافة والسلوكيات."
No comments:
Post a Comment