Monday, February 22, 2010

أن تكون فلسطينياً في هذه الأيام


بعد أن فشل أركان السلطة الفلسطينية في رام الله "المحررة" من احتلال حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في محاولاتها البائسة واليائسة لاحتواء الفضيحة الجديدة القديمة، قضية التحرش الجنسي من قبل مدير مكتب من يُسمى نفسه رئيساً، السيّد محمود عبّاس (أبو مازن)، وبعد أن فشلت أيضاً في إقناع الرأي العام الفلسطيني والعربي والعالمي بأنّ كاشف قضية (فتح غيت) الضابط السابق في المخابرات العامة الفلسطينية، فهمي شبانة التميمي، أصبح عميلاً للمخابرات الإسرائيلية، اضطر السيّد عبّاس لتوقيف مدير مكتبه الحسيني عن العمل، وأعلن عن تشكيل لجنة تحقيق في قضية التحرش الجنسي.

"....
في الحقيقة لم يقع علينا نبأ الفضيحة كالصاعقة، فهذه الفضيحة تنضم إلى سلسلة الفضائح التي عودتنا السلطة المنقوصة على إنتاجها وإخراجها، فبعد أن كان الشعب الفلسطيني يُقدّم الشهداء لإيمانه بعدالة قضيته، بات تحت نهج سلطة أوسلو الكارثية يُقدّم للعالم الفضائح التي يندى لها الجبين......
الحديث لا يدور عن قضية أو قضيتين أو عشر قضايا، إنّما عن نهجٍ خطير يؤكد بشكل حازمٍ وقاطعٍ بأنّ الأمور في السلطة انحدرت إلى الدرك الأسفل، وبات الخجل أو الوجل عملةً نادرةً في أوساط أركان السلطة والمحيطين بها،
......
وختاماً: الرئيس الشهيد ياسر عرفات، قُتل من قبل إسرائيل وعملائها الفلسطينيين، كما كشف قبل عدّة أشهر رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية، فاروق القدومي (أبو اللطف)، وبدل أن تقوم السلطة بالتحقيق في أقوال القدومي الخطيرة، المستندة إلى محضر جلسة، قامت حركة فتح، والتي كان القدومي من أبرز مؤسسيها بإقصائه من منصبه، فإذا كانت هذه الجماعة غير معنية بالتحقيق في ظروف اغتيال الرئيس عرفات، فما بالكم بأن تحقق في قضية سرقة مئات ملايين الدولارات من الشعب الفلسطيني.
....
ومع أنّ الصورة سوداوية للغاية، ومع أننّا نتذكر مقولة الشهيد كمال ناصر، الذي اغتالته يد الغدر الصهيونية في عملية فردان (1973) مع الشهيدين كمال عدوان وأبو يوسف النجار: سيأتي يوم تكون فيه الخيانة وجهة نظر، إلا أننّا وبعيداً عن إطلاق الشعارات الرنانة، ما زلنا نؤمن وسنبقى نؤمن بقدرات الأمّة العربيّة والشعب الفلسطيني على النهوض،
....."

No comments: