عبد الباري عطوان
".......
جون بولتون مندوب امريكا السابق في الامم المتحدة، وأحد ابرز صقور
المحافظين الجدد، توقع هذه
الحرب في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، اي بعد انتهاء الانتخابات الامريكية الرئاسية حتي لا تؤثر علي مجرياتها لصالح هذا المرشح او ذاك، ولكن هناك من يقول ان اوارها قد يشتعل قبل ذلك.
المسؤولون الاسرائيليون الذين يستعجلون هذه الضربة، مثلما استعجلوا الحرب علي العراق، في حال حجيج متواصل الي واشنطن هذه الايام للتحضير للحرب، واقناع المتشككين داخل الادارة بضرورتها. ففي الاسابيع الاربعة الاخيرة زار واشنطن كل من ايهود باراك وزير الدفاع، وغابي اشكنازي رئيس هيئة اركان الجيش الاسرائيلي، واخيرا شاؤول موفاز الجنرال السابق ووزير المواصلات الحالي، ورئيس لجنة التنسيق الاسرائيلية مع امريكا بشأن الملف النووي الايراني.
الجنرال موفاز احد ابرز المرشحين لخلافة ايهود اولمرت في رئاسة حزب (كاديما) ورئاسة الوزارة بالتالي، كرر قبل يومين في واشنطن تهديداته بضربة اسرائيلية لايران، وقال بالحرف الواحد 'نحن الآن في سباق مع الزمن.. والزمن هو الكاسب الاكبر'، واضاف 'لا بد من التحرك بسرعة لان اسرائيل لا يمكن ان تقبل بايران قوة نووية'.
الصحف الاسرائيلية رأت في حضور مسؤول امريكي لمفاوضات جنيف الاخيرة بين الاوروبيين والايرانيين بانه اراد ان يقول لحلفائه الغربيين بان واشنطن استنفدت كل احتمالات الحلول السلمية لهذا الملف الشائك، ولا لوم عليها اذا ما لجأت الي الخيار العسكري كعلاج اخير.
......
المسؤولون الايرانيون بدأوا يشعرون بسخونة الأجواء، وارتفاع اصوات قرع طبول الحرب اسرائيليا وامريكيا، ولجأوا الي مواجهة التحدي بالاعلان عن تجريب صاروخ بحري مداه 300 كيلومتر، وتأكيد قدراتهم علي اغلاق مضيق هرمز الاستراتيجي في فم الخليج في اي لحظة يتعرضون فيها الي هجوم امريكي او اسرائيلي.
ما جعل الايرانيين يرجحون احتمالات الحرب هو ما قاله احد المستشارين المقربين من المرشح الديمقراطي للانتخابات الرئاسية باراك اوباما، نقلا عن لسان الاخير، بانه بات مقتنعا وبعد زيارته الاخيرة للقدس المحتلة بان اسرائيل ستقدم علي ضربة عسكرية لايران لتدمير برنامجها النووي اذا فشلت المفاوضات الحالية في حثها علي وقف تخصيب اليورانيوم. وهي الاقوال التي لم ينفها اوباما مطلقا. فاسرائيل تدرك جيدا ان اوباما سيعارض مثل هذه الضربة الجوية، أو ربما لا يوافق عليها اذا ما اصبح رئيسا، وهي لا تستطيع ان تخالف رأي اعلي مسؤول امريكي، والقائد الاعلي للقوات المسلحة الامريكية، في موضوع استراتيجي علي هذه الدرجة من الخطورة، ولذلك قد لا تنتظر الانتخابات، واذا انتظرتها، فانها قد تقدم علي ضربتها هذه قبل ان يتولي اوباما رسميا مهامه كرئيس للولايات المتحدة في حال فوزه في الانتخابات مثلما تفيد استطلاعات الرأي حتي الآن.
فمن اللافت ان اولمرت قرر الاستقالة من منصبه والدعوة الي انتخابات لقيادة حزبه كاديما في الشهر المقبل، وهو توقيت محسوب بعناية
......"
No comments:
Post a Comment