Saturday, June 4, 2016
مقتل قائد بفيلق القدس الإيراني جنوب حلب
THE MORE, THE BETTER.....
Link
Link
قالت وسائل إعلام إيرانية إن أحد قادة القوات الخاصة في فيلق القدس التابع للحرس الثوري في سوريا قُتل في مواجهات مسلحة جنوب حلب، كما أعلنت مصرع عسكري آخر، دون ذكر رتبته؛ ليرتفع بذلك عدد القتلى العسكريين الإيرانيين في سوريا منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى 273.
وأشارت وسائل الإعلام الإيرانية إلى أن القيادي القتيل في الحرس الثوري يدعى "جهانغير جعفري نيا"، كما ذكرت مقتل عسكري إيراني آخر يدعى محمد زلفي جنوب حلب.
وفي السياق، أشارت شبكة شام إلى ظهور ما وصفتها بعلامات "مقتلة جديدة" للمقاتلين الإيرانيين، وأوضحت أن بين قتلى معارك جنوب حلب قائد القوات الخاصة في جيش 16 قدس، وقائد كتيبة تابعة لما يسمى "جيش كيلان".
وأشارت وسائل الإعلام الإيرانية إلى أن القيادي القتيل في الحرس الثوري يدعى "جهانغير جعفري نيا"، كما ذكرت مقتل عسكري إيراني آخر يدعى محمد زلفي جنوب حلب.
وفي السياق، أشارت شبكة شام إلى ظهور ما وصفتها بعلامات "مقتلة جديدة" للمقاتلين الإيرانيين، وأوضحت أن بين قتلى معارك جنوب حلب قائد القوات الخاصة في جيش 16 قدس، وقائد كتيبة تابعة لما يسمى "جيش كيلان".
وتوقعت شبكة شام أن تكون "المقتلة الإيرانية" هذه المرة أكبر من سابقتها، التي سقط فيها ٢٣ قتيلا من ما يسمى جيش "مازندران"، والتي أدت إلى انسحابه من خان طومان (جنوب حلب).
وأوضحت المصادر نفسها أن إيران تعلن عادة عن أكبر الرتب، ثم تعلن بعدها تدريجيا عن القتلى من عناصر وأفراد من مليشيات مرتزقة.
ونقلت الشبكة عن مصادر ميدانية أن العملية التفجيرية التي نفذتها جبهة النصرة –المنضوية فيجيش الفتح- أمس جنوب حلب أوقعت خمسين قتيلا في صفوف المليشيات والعسكريين الإيرانيين، مشيرة إلى أن المصادر أحصت في أرض المعركة وجود ستين جثة، إضافة إلى 13 أسيرا، بينهم إيرانيون.
ونقلت الشبكة عن مصادر ميدانية أن العملية التفجيرية التي نفذتها جبهة النصرة –المنضوية فيجيش الفتح- أمس جنوب حلب أوقعت خمسين قتيلا في صفوف المليشيات والعسكريين الإيرانيين، مشيرة إلى أن المصادر أحصت في أرض المعركة وجود ستين جثة، إضافة إلى 13 أسيرا، بينهم إيرانيون.
وبدأت أمس فصائل جيش الفتح هجوما كبيراً ومركّزاً على محيط خان طومان، وحققت تقدما سريعا وقويا بسيطرتها على بلدات معراتة والقلعجية والحميرة وتلال القراصي ومستودعات خان طومان ونقاط أخرى مهمة.
Friday, June 3, 2016
ندمر أوطاننا بأيدينا ثم نتهم إسرائيل بالتآمر علينا!
د. فيصل القاسم
A FEW OF THE PALESTINIAN VICTIMS IN YARMOUK REFUGEE CAMP
ليس هناك أدنى شك بأن إسرائيل تتمنى ليل نهار، لا بل تعمل جدياً على تحويل كل أعدائها في المنطقة العربية إلى صحارى قاحلة وشعوب متخلفة فقيرة هائمة على وجوهها. ولو كنا بقوة إسرائيل ونخشى من جيراننا، لتمنينا لهم مصيراً مشابهاً لحالنا الآن، فكل القوى عبر التاريخ حاولت أقصى جهدها كي تبقى في القمة على حساب تخلف الآخرين وخراب أوطانهم، فما بالك إذا كانوا يعادونها. حتى الأشقاء في البيت الواحد يغارون من بعضهم البعض أحياناً، وبعضهم يريد أن يكون أفضل من بقية الأشقاء، فما بالك بالأعداء. وكذلك الدول، فهي تحاول أن تكون أفضل وأقوى من غيرها، حتى على حساب شقاء الآخرين وكوارثهم. لاحظوا أن أمريكا مستعدة أن تدوس العالم أجمع من أجل المصالح الأمريكية. باختصار، لا يمكن أن نبرئ إسرائيل من التآمر على سوريا. لكن تعالوا ننظر إلى ما آلت إليه الأوضاع في بلادنا. هل إسرائيل هو السبب؟ أم إننا استسهلنا أن ننسب كل مصائبنا وكوارثنا وفشلنا وأخطائنا القاتلة إلى إسرائيل؟
لا يمر يوم إلا وتسمع أبواق حلف المماتعة والمقاولة بزعامة النظام السوري وهي تتهم إسرائيل بالتآمر على سوريا. صحيح أن تدمير الجيش السوري يصب في مصلحة إسرائيل. لكن من دمره؟ هل فقد جيشكم «الباصل» ثلاثة أرباع جنوده ومعداته في حرب تحرير القدس من إسرائيل؟ هل واجه جيش إسرائيل منذ أربعين عاماً؟ هل خسر رصاصة واحدة باتجاه الحدود الإسرائيلية؟ هل سمح لجندي سوري بأن ينظر باتجاه حدود إسرائيل، فما بالك أن يعكر صفوها؟ هل استنزف احتياطي الوقود المخصص للجيش والقوات المسلحة في حربه مع إسرائيل؟ أم إنه دمر جيشه، وخسر مئات الألوف من جنوده، واستهلك ملايين الليترات من الوقود لتشغيل آلته العسكرية ضد الشعب السوري بالدرجة الأولى؟ ألا يخوض جيش الأسد مئات المعارك يومياً، وكلها على الأرض السوريا ضد السوريين؟ كم معركة خاض ضد العدو الصهيوني وكم معركة خاضها ضد الشعب؟
هل إسرائيل يا ترى من اتخذت قرار إنزال الجيش السوري إلى الشوارع وتوريطه في حرب مع الشعب بعد أربعة أسابيع فقط على انتفاضة الشعب السوري من أجل أبسط حقوقه الإنسانية؟ بالطبع لا. إن من اتخذ قرار توريط الجيش السوري وتدميره هو صاحب قرار إنزال الجيش إلى شوارع المدن والقرى السوريا الثائرة. ولو افترضنا أن الذي دفع باتجاه هذا القرار هو الجناح الإسرائيلي داخل القيادة السوريا، فهذه مشكلة النظام الذي سمح لإسرائيل باختراقه على أعلى المستويات العسكرية والأمنية، وليست مشكلة إسرائيل.
لا يمر يوم إلا وتسمع أبواق حلف المماتعة والمقاولة بزعامة النظام السوري وهي تتهم إسرائيل بالتآمر على سوريا. صحيح أن تدمير الجيش السوري يصب في مصلحة إسرائيل. لكن من دمره؟ هل فقد جيشكم «الباصل» ثلاثة أرباع جنوده ومعداته في حرب تحرير القدس من إسرائيل؟ هل واجه جيش إسرائيل منذ أربعين عاماً؟ هل خسر رصاصة واحدة باتجاه الحدود الإسرائيلية؟ هل سمح لجندي سوري بأن ينظر باتجاه حدود إسرائيل، فما بالك أن يعكر صفوها؟ هل استنزف احتياطي الوقود المخصص للجيش والقوات المسلحة في حربه مع إسرائيل؟ أم إنه دمر جيشه، وخسر مئات الألوف من جنوده، واستهلك ملايين الليترات من الوقود لتشغيل آلته العسكرية ضد الشعب السوري بالدرجة الأولى؟ ألا يخوض جيش الأسد مئات المعارك يومياً، وكلها على الأرض السوريا ضد السوريين؟ كم معركة خاض ضد العدو الصهيوني وكم معركة خاضها ضد الشعب؟
هل إسرائيل يا ترى من اتخذت قرار إنزال الجيش السوري إلى الشوارع وتوريطه في حرب مع الشعب بعد أربعة أسابيع فقط على انتفاضة الشعب السوري من أجل أبسط حقوقه الإنسانية؟ بالطبع لا. إن من اتخذ قرار توريط الجيش السوري وتدميره هو صاحب قرار إنزال الجيش إلى شوارع المدن والقرى السوريا الثائرة. ولو افترضنا أن الذي دفع باتجاه هذا القرار هو الجناح الإسرائيلي داخل القيادة السوريا، فهذه مشكلة النظام الذي سمح لإسرائيل باختراقه على أعلى المستويات العسكرية والأمنية، وليست مشكلة إسرائيل.
لا بد أن نؤكد ثانية أن إسرائيل جارة عدوة، وتتربص بأعدائها ليل نهار. لكن لماذا يا بشار الأسد سمحت لبعض الضباط العسكريين والأمنيين الكبار أن ينفذوا المخطط الإسرائيلي في سوريا المتمثل بتوريط الجيش واستنزافه في حرب داخلية بدل محاربة إسرائيل؟
من الذي دمر المدن السوريا، وسوّاها بالأرض؟ الطيران الإسرائيلي، أم الطيران السوري؟ من الذي جعل مشاهد تدمير مدينة القنيطرة السوريا وبيروت اللبنانية وغزة الفلسطينية على أيدي الصهاينة تبدو أقل بشاعة بكثير مقارنة بمناظر تدمير حلب وحمص وإدلب ودير الزور وداريا وريف دمشق ودرعا ومئات القرى والمدن الأخرى؟
أيهما أكثر بشاعة: منظر شوارع مدينة غزة التي قصفها الطيران الإسرائيلي، أم مخيم اليرموك الفلسطيني في دمشق الذي اضطر ساكنوه أن يأكلوا أوراق الشجر بسبب الحصار الفاشي الذي فرضه الجيش السوري وأجهزة المخابرات عليه؟ كم مدينة وقرية سوريا دمر الطيران الإسرائيلي في كل حروبه مع سوريا، وكم دمر الطيران السوري؟ كم عدد الغارات التي شنها الطيران الإسرائيلي على السوريين، وكم شن طيران الأسد على المدنيين في سوريا؟ ألم يسمع بشار الأسد الشعب السوري وهو يطالبه بأن يعامله كما عاملت إسرائيل أعداءها؟ ألا يتمنى الكثير من السوريين أن يكونوا فلسطينيين بعدما وجدوا أن إسرائيل أرحم مع أعدائها من النظام السوري الفاشي مع شعبه؟ هل إسرائيل من دمر ألوف المدارس والمشافي والمخابز السوريا على مدى الخمس سنوات الماضية؟ هل إسرائيل من عذب عشرات الألوف من المتظاهرين السوريين حتى الموت لمجرد أنهم طالبوا بقليل من أوكسجين الحرية؟ أم فروع الأسد الأمنية التي تفوقت على النازيين والفاشيين كما أظهرت ألوف الصور المسربة من السجون السوريا؟
من الذي جعل السوريين طعاماً للأسماك والحيتان في عرض البحار؟ أليس الذي شردهم من ديارهم بوحشيته الهمجية؟ هل إسرائيل حرضت الطوائف السوريا على بعضها البعض على مبدأ فرق تسد، أم المخابرات السوريا كي تعيش على تناقضات الشعب السوري وتناحره الطائفي؟ كم قتل جيشكم «الباصل» من الإسرائيليين في كل حروبه، وكم قتل من السوريين؟ كم قتل الجيش الإسرائيلي من السوريين على مدى عقود، وكم قتل الجيش الأسدي؟ من الذي شرد نصف الشعب السوري: الجيش الإسرائيلي أم الجيش الأسدي الفاشي؟ ستقولون إن الذي دمر سوريا وشرد شعبها الجماعات الإرهابية التي أرسلتها إسرائيل وأمريكا، لا بأس: يعني تعترفون بهزيمتكم أمام الجماعات العميلة لإسرائيل؟ طيب لماذا بقيتكم في السلطة إذا كانت هذه الجماعات العميلة لإسرائيل فعلت بكم وبسوريا الأفاعيل؟ وإذا كانت الجماعات المتطرفة عميلة لإسرائيل، فلماذا أخرجتم شقيقاتها من سجونكم وزودتموها بالسلاح كي تدخل في معارك استنزاف مع الجيش السوري لتخويف الداخل والخارج من الخطر الإسلامي المتطرف؟ هل من فعل ذلك التآمر الإسرائيلي، أم مخابرات الأسد؟ كيف تتهمون تلك الجماعات المتطرفة بأنها صنيعة إسرائيلية وفي الآن ذاته تخرجونها من سجونكم لتقاتلكم؟ من المتآمر إذاً؟
صحيح أن إسرائيل سعيدة بدمار سوريا وتشريد شعبها وتآكل جيشها وبقاء إسرائيل الدولة الأقوى في المنطقة. لكن هل كانت إسرائيل ستكون سعيدة لو أن الحاكم في دمشق تصرف بحكمة، ولم يدمر البلاد، ويشرد العباد؟ لقد كان بمقدور الحاكم أن يتصرف بطريقة أخرى، ويجعل إسرائيل العدو اللدود لسوريا حزينة، لكنه جعلها سعيدة جداً دون أن يكلفها فلساً واحداً. لا شك بأن الدمار والخراب الذي حل بسوريا وأعادها نصف قرن إلى الوراء يصب في مصلحة إسرائيل بالدرجة الأولى، لكن هل إسرائيل هي من ضغط عليكم لتدمير بلدكم رغماً عنكم، أم أنكم دمرتم سوريا بأيديكم وبقراركم «الوطني المستقل» أيها الأوباش؟
من الذي دمر المدن السوريا، وسوّاها بالأرض؟ الطيران الإسرائيلي، أم الطيران السوري؟ من الذي جعل مشاهد تدمير مدينة القنيطرة السوريا وبيروت اللبنانية وغزة الفلسطينية على أيدي الصهاينة تبدو أقل بشاعة بكثير مقارنة بمناظر تدمير حلب وحمص وإدلب ودير الزور وداريا وريف دمشق ودرعا ومئات القرى والمدن الأخرى؟
أيهما أكثر بشاعة: منظر شوارع مدينة غزة التي قصفها الطيران الإسرائيلي، أم مخيم اليرموك الفلسطيني في دمشق الذي اضطر ساكنوه أن يأكلوا أوراق الشجر بسبب الحصار الفاشي الذي فرضه الجيش السوري وأجهزة المخابرات عليه؟ كم مدينة وقرية سوريا دمر الطيران الإسرائيلي في كل حروبه مع سوريا، وكم دمر الطيران السوري؟ كم عدد الغارات التي شنها الطيران الإسرائيلي على السوريين، وكم شن طيران الأسد على المدنيين في سوريا؟ ألم يسمع بشار الأسد الشعب السوري وهو يطالبه بأن يعامله كما عاملت إسرائيل أعداءها؟ ألا يتمنى الكثير من السوريين أن يكونوا فلسطينيين بعدما وجدوا أن إسرائيل أرحم مع أعدائها من النظام السوري الفاشي مع شعبه؟ هل إسرائيل من دمر ألوف المدارس والمشافي والمخابز السوريا على مدى الخمس سنوات الماضية؟ هل إسرائيل من عذب عشرات الألوف من المتظاهرين السوريين حتى الموت لمجرد أنهم طالبوا بقليل من أوكسجين الحرية؟ أم فروع الأسد الأمنية التي تفوقت على النازيين والفاشيين كما أظهرت ألوف الصور المسربة من السجون السوريا؟
من الذي جعل السوريين طعاماً للأسماك والحيتان في عرض البحار؟ أليس الذي شردهم من ديارهم بوحشيته الهمجية؟ هل إسرائيل حرضت الطوائف السوريا على بعضها البعض على مبدأ فرق تسد، أم المخابرات السوريا كي تعيش على تناقضات الشعب السوري وتناحره الطائفي؟ كم قتل جيشكم «الباصل» من الإسرائيليين في كل حروبه، وكم قتل من السوريين؟ كم قتل الجيش الإسرائيلي من السوريين على مدى عقود، وكم قتل الجيش الأسدي؟ من الذي شرد نصف الشعب السوري: الجيش الإسرائيلي أم الجيش الأسدي الفاشي؟ ستقولون إن الذي دمر سوريا وشرد شعبها الجماعات الإرهابية التي أرسلتها إسرائيل وأمريكا، لا بأس: يعني تعترفون بهزيمتكم أمام الجماعات العميلة لإسرائيل؟ طيب لماذا بقيتكم في السلطة إذا كانت هذه الجماعات العميلة لإسرائيل فعلت بكم وبسوريا الأفاعيل؟ وإذا كانت الجماعات المتطرفة عميلة لإسرائيل، فلماذا أخرجتم شقيقاتها من سجونكم وزودتموها بالسلاح كي تدخل في معارك استنزاف مع الجيش السوري لتخويف الداخل والخارج من الخطر الإسلامي المتطرف؟ هل من فعل ذلك التآمر الإسرائيلي، أم مخابرات الأسد؟ كيف تتهمون تلك الجماعات المتطرفة بأنها صنيعة إسرائيلية وفي الآن ذاته تخرجونها من سجونكم لتقاتلكم؟ من المتآمر إذاً؟
صحيح أن إسرائيل سعيدة بدمار سوريا وتشريد شعبها وتآكل جيشها وبقاء إسرائيل الدولة الأقوى في المنطقة. لكن هل كانت إسرائيل ستكون سعيدة لو أن الحاكم في دمشق تصرف بحكمة، ولم يدمر البلاد، ويشرد العباد؟ لقد كان بمقدور الحاكم أن يتصرف بطريقة أخرى، ويجعل إسرائيل العدو اللدود لسوريا حزينة، لكنه جعلها سعيدة جداً دون أن يكلفها فلساً واحداً. لا شك بأن الدمار والخراب الذي حل بسوريا وأعادها نصف قرن إلى الوراء يصب في مصلحة إسرائيل بالدرجة الأولى، لكن هل إسرائيل هي من ضغط عليكم لتدمير بلدكم رغماً عنكم، أم أنكم دمرتم سوريا بأيديكم وبقراركم «الوطني المستقل» أيها الأوباش؟
ثم هل نسيتم يا من تتهمون إسرائيل بالتآمر عليكم بأن أقوى حليف لروسيا التي تحمي النظام في سوريا هي إسرائيل؟ بعبارة أخرى إسرائيل حليفة النظام إذا ما عملنا بالمبدأ السياسي الشهير: حليف حليفي حليفي. وبالتالي من حق السوريين أن يتهموا نظامهم بأنه دمر سوريا بعد أن فشل في السيطرة عليها من أجل عيون إسرائيل.
٭ كاتب وإعلامي سوري
صناعة "الداعشية"
A GOOD PIECE
أسامة أبو ارشيد
Link
جربت قيادات منظمة التحرير الفلسطينية وسلطة الحكم الذاتي المفاوضات و"السلام"، فماذا
كانت النتيجة؟ مزيداً من الاستيطان.. مزيداً من التهويد.. مزيداً من القمع.. مزيداً من الحصار.. بل وكذلك، مزيداً من العمالة والارتهان للكيان الصهيوني، بذريعة إعطاء "السلام فرصة" ومحاربة أعداء "السلام" بين صفوفنا، في حين يعلم الجميع أن "السلام" أصبح، في عرف المنتفعين منه، محصوراً في بقاء امتيازاتهم الشخصية والعائلية والفصائلية.
مشكلة الطاغية، بتعريفه العام والواسع، ومشكلة من يصفق له ويهلّل، خوفاً وطمعاً، أنهم لا يريدون أن يستوعبوا أن بقاء الحال من المُحال. البشر ليسوا جماداتٍ، قدرتهم على الاحتمال محدودة، والانفجار لا بد قادم، سواء باسم الحرية والكرامة، أم باسم الاقتصاد والجوع. الحيوان لا يحتمل الظلم والكبت والقمع والأذى، فكيف بالبشر؟ ومع ذلك، يراهن الطاغية أن الإنسان العربي، من حيث كونه "حيواناً عاقلاً"، فإنه سيكون أكثر حذراً في الانفجار، جرّاء الظلم الممارس عليه. وها نحن نرى أن كثيراً من أنظمتنا لم تكذب خبراً اليوم، فهم يحذّروننا من مصائر سورية وليبيا إن تجرأنا وصرخنا من الألم، غير أنهم لا يفهمون، أو أنهم لا يريدون أن يفهموا أن مصادمة نواميس الكون وقوانينه من ضروب المستحيل.
ظن، من قبل، النظام الطائفي في عراق ما بعد الغزو الأميركي، أن الأمر استتب له، وأنه قد كسر جذوة الكرامة لدى المكوّن السني، فراح يُمعن في سياساتٍ طائفيةٍ مقيتة، ملغياً رابطة المواطنة، فماذا كانت النتيجة؟ الجواب معروف: "داعش". ولولا التدخل الأميركي وعودة احتلالها المباشر إلى العراق اليوم، وإنْ كان بصيغةٍ أكثر احترافيةً وذكاءً، لكان النظام الطائفي في بغداد، وداعمه الإيراني، يعيشان كوابيس النهار.
يمثل "داعش" استجابةً مشوهة من عربٍ كثيرين لجرح الكرامة النازف. إنه يمثل رداً مخبولاً على ما نواجهه من قمع وتحدياتٍ وغياب خيارات وآفاق.. إنه حصاد زرع الطاغية، محلياً كان أم أجنبيا، "أسوأ ما فينا".. إنه "خيار شمشون" القائم على منطق "هدم المعبد على رؤوس الجميع".. ومن كان يظن أنه محصّنٌ من سقوط أحجار المعبد على رأسه فهو واهم، فالنسخة القادمة من "داعش" ستكون أكثر خطورةً وتطرفاً وإرهاباً، وذلك إن لم نسارع إلى البحث عن صيغ عقد اجتماعي - سياسي جديد، يعلي من كرامة الإنسان وحريته، وحقه في تقرير مصيره ومستقبله.
هل يستوعب الطاغية ذلك طواعية؟
أشك.
أسامة أبو ارشيد
Link
وكأن قدر هذه الأمة أصبح، اليوم، محصوراً في خيارات ثلاثة، أحلاها مُرُّ، فهي إما أن تقبل أن تعيش مستكينةً خامدةً ذليلةً تحت أنظمةٍ قمعيةٍ متخلّفة، أو مُحْتَلَّة، أو أن يُعمل فيها حَدُّ السيف الذي يُمارس، اليوم، عبر أسلحةٍ قاتلةٍ محرّمة ومتقدّمة، أو أن تهاجر فرادى وزرافات إلى "الدعوشة" فكراً ومسلكاً. هل ثمّة طريق رابع؟ نعم، وهو أن يعيش الناس أحراراً مكرمين في بلادهم، وأن يتداعوا إلى صناعة مستقبلٍ جديد لهم، لكن هذا الطريق ليس خياراً مطروحاً، فدونه اليوم خرط القتاد.
نحن أمةٌ يعيش جُلُّها حرماناً من كرامة الإنسان، بكل ما تحمله الكلمة من معان. في جُلِّ بلادنا ثمّة كبتٌ وقمعٌ وديكتاتوريات متخلفة، تحكمنا بمسوغات كل أطياف الأيديولوجيا المزعومة، ليبرالية كانت أم يسارية، أم قومية، أم وطنية، أم إسلامية شعائرية تقليدية، أم إسلامية حركية.. إلخ. وسواء أكانت يافطاتها الدستورية ملكية، أم مشيخية، أم جمهورية. أما عن احترامنا بين الأمم الأخرى، فحدّث ولا حرج، فقد أصبحنا صورا نمطيةً للتخلف والجشع والإرهاب.
نحن أمةٌ يعيش جُلُّها حرماناً من كرامة الإنسان، بكل ما تحمله الكلمة من معان. في جُلِّ بلادنا ثمّة كبتٌ وقمعٌ وديكتاتوريات متخلفة، تحكمنا بمسوغات كل أطياف الأيديولوجيا المزعومة، ليبرالية كانت أم يسارية، أم قومية، أم وطنية، أم إسلامية شعائرية تقليدية، أم إسلامية حركية.. إلخ. وسواء أكانت يافطاتها الدستورية ملكية، أم مشيخية، أم جمهورية. أما عن احترامنا بين الأمم الأخرى، فحدّث ولا حرج، فقد أصبحنا صورا نمطيةً للتخلف والجشع والإرهاب.
في غالب الأحوال والسياقات عربياً، لا يهم القالب، فالمضمون واحد، وهو أننا نحن البشر، نحن الشعوب، نحن المواطنون، كَمٌّ زائد مهملٌ قابل للبتر والسحق والقتل. فإنْ لم نقبل بهذا "القدر المحتوم". حينها لا تشتكي من جزاء الوفاق، كالذي نراه ونعيشه اليوم واقعاً في سورية، أين يحاصر الشعب، يموت جوعاً وفي المعتقلات، وتحت قصف الطائرات والمدفعية. أما إن لم تَكْفِ ترسانة أنظمة إجرامنا في إطفاء جذوة كرامةٍ انبثقت عند الناس، غالباً لا إرادياً جرّاء حجم الإذلال المسلط عليهم، فحينها يكون اللجوء إلى خيار "الاستعانة بصديق"، كما فعل نظام بشار الأسد باستدعائه إيران وحزب الله، أولاً، ثم روسيا، ثانياً، لزرع الموت والدمار في كل شبر من أرض سورية، وتحويل البلد إلى نهبٍ لهم. فالمهم أن يبقى الأسد ولعنة الله على البلد وشعب البلد. أليس هذا هو منطق بشار وداعميه؟
هذا "القدر المحتوم" هو ما يريد الطاغية، محلياً كان أم أجنبياً، أن يوهمنا به، ويرغمنا على قبوله، فهم يصرّون علينا أننا لسنا أهلاً للحرية والكرامة والديمقراطية. أليس فينا غالبية اليوم تتغنى بأمجاد الطاغية، حتى وهو مهزوم؟ أليس فينا من يشيد برحمته، ذلك أنه داس الرقاب ولم يكسرها؟ أليس فينا من يحمد كرمه، ذلك أنه ألقى إلينا بعض فتات موائده؟ بل، أليس فينا من يستدعي عصاه وحذاءه الثقيل، لننعم ببعض "استقرار"، هو نفسه سبب حرماننا منه، كما جرى في مصر عبر انقلاب عبد الفتاح السيسي، وكما نرى في محاولات ذيول معمر القذافي وربيبه السابق، خليفة حفتر، في ليبيا؟
هذا "القدر المحتوم" هو ما يريد الطاغية، محلياً كان أم أجنبياً، أن يوهمنا به، ويرغمنا على قبوله، فهم يصرّون علينا أننا لسنا أهلاً للحرية والكرامة والديمقراطية. أليس فينا غالبية اليوم تتغنى بأمجاد الطاغية، حتى وهو مهزوم؟ أليس فينا من يشيد برحمته، ذلك أنه داس الرقاب ولم يكسرها؟ أليس فينا من يحمد كرمه، ذلك أنه ألقى إلينا بعض فتات موائده؟ بل، أليس فينا من يستدعي عصاه وحذاءه الثقيل، لننعم ببعض "استقرار"، هو نفسه سبب حرماننا منه، كما جرى في مصر عبر انقلاب عبد الفتاح السيسي، وكما نرى في محاولات ذيول معمر القذافي وربيبه السابق، خليفة حفتر، في ليبيا؟
المطلوب منا كشعوبٍ، اليوم، هو أن نقبل بالدنيّة لنعيش كالغنم، نُسَمَّنُ حتى يحين أوان الذبح أو السلخ، برجاء أن يَسْمَحَ لنا الجزار أن نبقى على قيد الحياة، نقتات على حشائش الأرض. ففي حالنا، ليس الذبح والسلخ قدراً، إن بقينا على مذلتنا واستكانتنا، ولم نُقلق راحة الجزار. هذا هو المنطق الذي يسوق لنا اليوم في فلسطين كذلك. لا تقاوموا ظلم الاحتلال الصهيوني، فإن ثمن ذلك كبير.. لا تظهروا له ممانعةً ورفضاً، فإن التداعيات خطيرة.. لا تعترضوا على جرائمه، ففي ذلك استفزاز له. إذن، ما الحل؟
مشكلة الطاغية، بتعريفه العام والواسع، ومشكلة من يصفق له ويهلّل، خوفاً وطمعاً، أنهم لا يريدون أن يستوعبوا أن بقاء الحال من المُحال. البشر ليسوا جماداتٍ، قدرتهم على الاحتمال محدودة، والانفجار لا بد قادم، سواء باسم الحرية والكرامة، أم باسم الاقتصاد والجوع. الحيوان لا يحتمل الظلم والكبت والقمع والأذى، فكيف بالبشر؟ ومع ذلك، يراهن الطاغية أن الإنسان العربي، من حيث كونه "حيواناً عاقلاً"، فإنه سيكون أكثر حذراً في الانفجار، جرّاء الظلم الممارس عليه. وها نحن نرى أن كثيراً من أنظمتنا لم تكذب خبراً اليوم، فهم يحذّروننا من مصائر سورية وليبيا إن تجرأنا وصرخنا من الألم، غير أنهم لا يفهمون، أو أنهم لا يريدون أن يفهموا أن مصادمة نواميس الكون وقوانينه من ضروب المستحيل.
ظن، من قبل، النظام الطائفي في عراق ما بعد الغزو الأميركي، أن الأمر استتب له، وأنه قد كسر جذوة الكرامة لدى المكوّن السني، فراح يُمعن في سياساتٍ طائفيةٍ مقيتة، ملغياً رابطة المواطنة، فماذا كانت النتيجة؟ الجواب معروف: "داعش". ولولا التدخل الأميركي وعودة احتلالها المباشر إلى العراق اليوم، وإنْ كان بصيغةٍ أكثر احترافيةً وذكاءً، لكان النظام الطائفي في بغداد، وداعمه الإيراني، يعيشان كوابيس النهار.
يمثل "داعش" استجابةً مشوهة من عربٍ كثيرين لجرح الكرامة النازف. إنه يمثل رداً مخبولاً على ما نواجهه من قمع وتحدياتٍ وغياب خيارات وآفاق.. إنه حصاد زرع الطاغية، محلياً كان أم أجنبيا، "أسوأ ما فينا".. إنه "خيار شمشون" القائم على منطق "هدم المعبد على رؤوس الجميع".. ومن كان يظن أنه محصّنٌ من سقوط أحجار المعبد على رأسه فهو واهم، فالنسخة القادمة من "داعش" ستكون أكثر خطورةً وتطرفاً وإرهاباً، وذلك إن لم نسارع إلى البحث عن صيغ عقد اجتماعي - سياسي جديد، يعلي من كرامة الإنسان وحريته، وحقه في تقرير مصيره ومستقبله.
هل يستوعب الطاغية ذلك طواعية؟
أشك.
Thursday, June 2, 2016
بثينة شعبان ومعركة منبج: «صحوات» أمريكا… وصفعاتها!
A GOOD COMMENT
Link
صبحي حديدي
الصفعات الأمريكية، على وجوه أولئك «المعارضين» السوريين، الذين أملوا الخير كله من أمريكا، وعليها علقوا الآمال جميعها؛ لا تتعاقب وتتنوّع في الزمان والمكان، فحسب؛ بل صارت أقرب إلى مزيج من جزاء مستحقّ لكلّ تابع ذيلي مراهق، ودرس سياسي وأخلاقي لكلّ ذي بصر وبصيرة. معركة منبج، الميدان الأحدث لاستكمال افتضاح السياسة الأمريكية المعادية لانتفاضة الشعب السوري، تشهد تطورات يومية في ميدان الصفع هذا؛ الأمر الذي لم يضع واشنطن أمام أي حرج في سَوْق أتباعها «المعارضين» السوريين إلى ميادين مهانة أخرى: منح بثينة شعبان تأشيرة دخول إلى أمريكا، خارج إطار الأمم المتحدة، على سبيل المثال.
فإذا جاز لـ»نادي الصحافة»، في واشنطن، وهو مؤسسة صحافية مستقلة، أن يستضيف مَنْ يشاء، متى شاء ـ وقد شاء استضافة شعبان للمشاركة في ندوة عن «مناهضة الإرهاب»، يحضرها أيضاً مندوب عن قوات «الحشد الشعبي» العراقية! ـ فليس لهذا النادي، أو أية جهة أمريكية، خرق القانون؛ متمثلاً في الأمر التنفيذي الرئاسي رقم 13582، المؤرخ في 18 آب/أغسطس 2011، الموجه من الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى وزارة الخزانة، والذي يفرض سلسلة عقوبات على شعبان ـ صحبة وليد المعلم وعلي عبد الكريم علي ـ تضاف إلى قائمة عقوبات سابقة شملت بشار الأسد وفاروق الشرع وعادل سفر ومحمد ابراهيم الشعار وعلي حبيب وعبد الفتاح قدسية ومحمد ديب زيتون. من جانب آخر، هل نسي السادة في نادي الصحافة أنّ شعبان تمثل نظاماً مسؤولاً عن اغتيال عشرات الصحافيين، أمثال ماري كالفن وميكا ياماموتو وجيل جاكيه، لكي يُذكر الأجانب منهم فقط؟ وحتى بعد أن تراجع النادي، واكتفى من شعبان بمشاركة عبر السكايب، فهل انتفى المحظور الأخلاقي حقاً؟
ولكن إذا كان للنادي أن يخرق القانون، ويتجاوز على الضمير المهني والمدونة الأخلاقية؛ فكيف، ومَنْ في البيت الأبيض أو وزارة الخارجية الأمريكية، كان سيسمح بمنح شعبان تأشيرة دخول؟ وإذا لم تكن أوامر الرئيس الأمريكي قابلة للتنفيذ من جانب مرؤوسيه، ألا يستذكر صاحب الإذن بالتأشيرة دورَ شعبان الإرهابي، المباشر والصريح، كما جاء في التسجيلات الصوتية، ثم الاعترافات، التي أدانت ميشال سماحة بالتخطيط لأعمال تفجير إرهابية في لبنان؟ ألم تسفّه شعبان يقين أوباما حول مسؤولية النظام السوري عن هجمات آب 2013 الكيميائية، وخرجت بتلك النظرية الوقحة: «المسؤول عن ذلك هم المسلحون الذين خطفوا الأطفال والرجال من قرى اللاذقية وأحضروهم إلى الغوطة حيث وضعوهم في مكان واحد واستخدموا ضدهم الأسلحة الكيميائية»؟
معركة منبج، في المقابل، لا تدور في واشنطن وفي أندية صحافية خاصة، بل على الأرض السورية، وبتدخل مباشر من وحدات عسكرية أمريكية أياً كانت صفتها. وهذا خيار سياسي بالطبع، قبل أن يكون عسكرياً، تنخرط فيه إدارة أوباما ضمن سلسلة اعتبارات؛ بعضها مستجدّ، يتصل بالتطورات الميدانية والعملياتية، وبعضها الآخر قديم ينبثق من «عقيدة أوباما» بصفة عامة، وتفاصيل هذه العقيدة كما تُرجمت في معالجة الملفّ السوري خصوصاً. وثمة مَن يذهب أبعد، محقاً بدرجة كبيرة ضمن أسباب موجبة، حين يرى في انفتاح وزارة الدفاع الأمريكية على «قوات سوريا الديمقراطية»، أو «قسد» كما ستُختصر هنا، محاولة لإعادة إنتاج «الصحوات» العراقية؛ بوصفها وحدات قتال بالإنابة، تتلقى من البنتاغون تدريباً وتسليحاً وإسناداً لوجستياً، وبعض الانخراط القتالي المباشر أحياناً، على نحو يجنّب واشنطن مفهوم التورط الشامل، ويخدم في الآن ذاته سلسلة أغراض تكتيكية، ليست بعيدة أيضاً عن خدمة ستراتيجيات عليا.
فإذا جاز أنّ حرب البيت الأبيض ضدّ «داعش» تدخل ضمن تلك الستراتيجيات العليا، فإنّ الانفتاح على «قسد» يندرج شرعاً ضمن التكتيكات التي تبيح المحظورات، أو بعضها على الأقلّ: كأن يُستثار جنرالات الجيش التركي، وهم أعزاء على واشنطن قبل، وربما أكثر بكثير، من الرئيس رجب طيب أردوغان؛ أو أن يُقال بأنّ وزارة الخارجية الأمريكية تصنّف «حزب العمال الكردستاني»، الـPKK، في خانة الإرهاب، لكن البنتاغون يتعاون مع أذرعه العسكرية في سوريا، ممثلة في «قسد» و«حزب الاتحاد الديمقراطي»، رغم أنّ آمري المجموعتين الفعليين ليسوا في سوريا بل في جبال قنديل، حيث القيادة العسكرية للـPKK. أكثر من هذا، إذا قيل إن واشنطن تفضّل العمل مع الكرد، كأقلية إثنية، مما يشجّع نزوعات انقسام وتشرذم «المتحد السوري»؛ ردّ ثقاة الخارجية والبنتاغون بأنّ «قسد» ليست كردية، بل تتألف من العرب بنسبة 80٪!
كلا الاعتبارين السابقين، إعادة إنتاج مفهوم الصحوات ومزج تكتيكات محاربة «داعش» بخلفياتها الستراتيجية، ينهض على اعتبار ثالث أقدم، وأبعد أثراً، وأشدّ أهمية في منظومة «عقيدة أوباما»: أي، ترك الخصوم يغرقون في مستنقعات استنزاف سوريا تنتهي، في مآلاتها الختامية، إلى خدمة مصالح أمريكا… بالمجان! حرب أولى تخوضها إيران، التي لم تعد حليفة النظام السوري اقتصادياً وعسكرياً فقط، بل صارت طرفاً مقاتلاً بجنرالات الجيش النظامي وليس بضباط قاسم سليماني و»الحرس الثوري» وحدهم. وغنيّ عن القول إنّ هذا المستوى من التورّط لا يضعف إيران عسكرياً واقتصادياً فقط، بل يُثقل كاهلها سياسياً على مستويات داخلية وإقليمية، ويقطع خططها التنموية، ويربك برامجها التسليحية ولا سيما النووي منها؛ وبالتالي يضعفها أكثر ممّا كانت تفعل العقوبات الاقتصادية.
الحرب الثانية تخوضها إيران، أيضاً، ولكن بسلاح «حزب الله» اللبناني، وخسائر الحزب الجسيمة، البشرية والعسكرية، ليست البتة أكثر إضراراً به من خسائره السياسية والمعنوية. وهذا حزب كان يتفاخر بأنه «فصيل مقاومة» ضدّ إسرائيل، فكان أن مَسَخَ ذاته إلى فصيل قتال ضدّ الشعب السوري، ترك إسرائيل واستدار للدفاع عن نظام استبداد وفساد ومزرعة عائلية وجرائم حرب وإبادة. وتلك مشاعر لم تقتصر على جموع السنّة العرب والمسلمين الذين ساندوا الحزب طيلة عقود، بل شملت أيضاً قطاعات من الشيعة أنفسهم. وهنا أيضاً، على غرار التورّط الإيراني، ليست خسائر «حزب الله» إلا مكاسب أمريكية، بالمجان دائماً.
حرب الاستنزاف الثالثة تخوضها روسيا فلاديمير بوتين، ويراقب البيت الأبيض اشتعالها على مبعدة، وعن كثب، أو حتى بمشاركة وتنسيق (وتوريط؟)؛ كما في معركة منبج الراهنة على سبيل المثال. فإذا صحّ أنّ واشنطن اكتفت بمراقبة اهتراء النظام السوري عن بُعد، من الصفّ المتفرّج، متجاوبة في هذا مع رغبة إسرائيل في المدّ بعمر النظام حتى آخر حضيض ممكن من تدمير البلد واستنفاد قواه؛ فإنّ الشطر الآخر من الموقف الأمريكي اتخذ وجهة توظيف ما يُتاح توظيفه من خسائر موسكو، بحيث يتحوّل إلى أرباح أمريكية ميدانية. وهنا، أيضاً، يبدو مثال التعاون الروسي مع «قسد» نموذجاً على تجيير العلاقة لصالح أمريكا، الجهة الأكثر إغواءً في ناظر 25، على الأقلّ، من المجموعات الـ27 التي تشكّل كيان «قسد».
فإذا جاز لـ»نادي الصحافة»، في واشنطن، وهو مؤسسة صحافية مستقلة، أن يستضيف مَنْ يشاء، متى شاء ـ وقد شاء استضافة شعبان للمشاركة في ندوة عن «مناهضة الإرهاب»، يحضرها أيضاً مندوب عن قوات «الحشد الشعبي» العراقية! ـ فليس لهذا النادي، أو أية جهة أمريكية، خرق القانون؛ متمثلاً في الأمر التنفيذي الرئاسي رقم 13582، المؤرخ في 18 آب/أغسطس 2011، الموجه من الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى وزارة الخزانة، والذي يفرض سلسلة عقوبات على شعبان ـ صحبة وليد المعلم وعلي عبد الكريم علي ـ تضاف إلى قائمة عقوبات سابقة شملت بشار الأسد وفاروق الشرع وعادل سفر ومحمد ابراهيم الشعار وعلي حبيب وعبد الفتاح قدسية ومحمد ديب زيتون. من جانب آخر، هل نسي السادة في نادي الصحافة أنّ شعبان تمثل نظاماً مسؤولاً عن اغتيال عشرات الصحافيين، أمثال ماري كالفن وميكا ياماموتو وجيل جاكيه، لكي يُذكر الأجانب منهم فقط؟ وحتى بعد أن تراجع النادي، واكتفى من شعبان بمشاركة عبر السكايب، فهل انتفى المحظور الأخلاقي حقاً؟
ولكن إذا كان للنادي أن يخرق القانون، ويتجاوز على الضمير المهني والمدونة الأخلاقية؛ فكيف، ومَنْ في البيت الأبيض أو وزارة الخارجية الأمريكية، كان سيسمح بمنح شعبان تأشيرة دخول؟ وإذا لم تكن أوامر الرئيس الأمريكي قابلة للتنفيذ من جانب مرؤوسيه، ألا يستذكر صاحب الإذن بالتأشيرة دورَ شعبان الإرهابي، المباشر والصريح، كما جاء في التسجيلات الصوتية، ثم الاعترافات، التي أدانت ميشال سماحة بالتخطيط لأعمال تفجير إرهابية في لبنان؟ ألم تسفّه شعبان يقين أوباما حول مسؤولية النظام السوري عن هجمات آب 2013 الكيميائية، وخرجت بتلك النظرية الوقحة: «المسؤول عن ذلك هم المسلحون الذين خطفوا الأطفال والرجال من قرى اللاذقية وأحضروهم إلى الغوطة حيث وضعوهم في مكان واحد واستخدموا ضدهم الأسلحة الكيميائية»؟
معركة منبج، في المقابل، لا تدور في واشنطن وفي أندية صحافية خاصة، بل على الأرض السورية، وبتدخل مباشر من وحدات عسكرية أمريكية أياً كانت صفتها. وهذا خيار سياسي بالطبع، قبل أن يكون عسكرياً، تنخرط فيه إدارة أوباما ضمن سلسلة اعتبارات؛ بعضها مستجدّ، يتصل بالتطورات الميدانية والعملياتية، وبعضها الآخر قديم ينبثق من «عقيدة أوباما» بصفة عامة، وتفاصيل هذه العقيدة كما تُرجمت في معالجة الملفّ السوري خصوصاً. وثمة مَن يذهب أبعد، محقاً بدرجة كبيرة ضمن أسباب موجبة، حين يرى في انفتاح وزارة الدفاع الأمريكية على «قوات سوريا الديمقراطية»، أو «قسد» كما ستُختصر هنا، محاولة لإعادة إنتاج «الصحوات» العراقية؛ بوصفها وحدات قتال بالإنابة، تتلقى من البنتاغون تدريباً وتسليحاً وإسناداً لوجستياً، وبعض الانخراط القتالي المباشر أحياناً، على نحو يجنّب واشنطن مفهوم التورط الشامل، ويخدم في الآن ذاته سلسلة أغراض تكتيكية، ليست بعيدة أيضاً عن خدمة ستراتيجيات عليا.
فإذا جاز أنّ حرب البيت الأبيض ضدّ «داعش» تدخل ضمن تلك الستراتيجيات العليا، فإنّ الانفتاح على «قسد» يندرج شرعاً ضمن التكتيكات التي تبيح المحظورات، أو بعضها على الأقلّ: كأن يُستثار جنرالات الجيش التركي، وهم أعزاء على واشنطن قبل، وربما أكثر بكثير، من الرئيس رجب طيب أردوغان؛ أو أن يُقال بأنّ وزارة الخارجية الأمريكية تصنّف «حزب العمال الكردستاني»، الـPKK، في خانة الإرهاب، لكن البنتاغون يتعاون مع أذرعه العسكرية في سوريا، ممثلة في «قسد» و«حزب الاتحاد الديمقراطي»، رغم أنّ آمري المجموعتين الفعليين ليسوا في سوريا بل في جبال قنديل، حيث القيادة العسكرية للـPKK. أكثر من هذا، إذا قيل إن واشنطن تفضّل العمل مع الكرد، كأقلية إثنية، مما يشجّع نزوعات انقسام وتشرذم «المتحد السوري»؛ ردّ ثقاة الخارجية والبنتاغون بأنّ «قسد» ليست كردية، بل تتألف من العرب بنسبة 80٪!
كلا الاعتبارين السابقين، إعادة إنتاج مفهوم الصحوات ومزج تكتيكات محاربة «داعش» بخلفياتها الستراتيجية، ينهض على اعتبار ثالث أقدم، وأبعد أثراً، وأشدّ أهمية في منظومة «عقيدة أوباما»: أي، ترك الخصوم يغرقون في مستنقعات استنزاف سوريا تنتهي، في مآلاتها الختامية، إلى خدمة مصالح أمريكا… بالمجان! حرب أولى تخوضها إيران، التي لم تعد حليفة النظام السوري اقتصادياً وعسكرياً فقط، بل صارت طرفاً مقاتلاً بجنرالات الجيش النظامي وليس بضباط قاسم سليماني و»الحرس الثوري» وحدهم. وغنيّ عن القول إنّ هذا المستوى من التورّط لا يضعف إيران عسكرياً واقتصادياً فقط، بل يُثقل كاهلها سياسياً على مستويات داخلية وإقليمية، ويقطع خططها التنموية، ويربك برامجها التسليحية ولا سيما النووي منها؛ وبالتالي يضعفها أكثر ممّا كانت تفعل العقوبات الاقتصادية.
الحرب الثانية تخوضها إيران، أيضاً، ولكن بسلاح «حزب الله» اللبناني، وخسائر الحزب الجسيمة، البشرية والعسكرية، ليست البتة أكثر إضراراً به من خسائره السياسية والمعنوية. وهذا حزب كان يتفاخر بأنه «فصيل مقاومة» ضدّ إسرائيل، فكان أن مَسَخَ ذاته إلى فصيل قتال ضدّ الشعب السوري، ترك إسرائيل واستدار للدفاع عن نظام استبداد وفساد ومزرعة عائلية وجرائم حرب وإبادة. وتلك مشاعر لم تقتصر على جموع السنّة العرب والمسلمين الذين ساندوا الحزب طيلة عقود، بل شملت أيضاً قطاعات من الشيعة أنفسهم. وهنا أيضاً، على غرار التورّط الإيراني، ليست خسائر «حزب الله» إلا مكاسب أمريكية، بالمجان دائماً.
حرب الاستنزاف الثالثة تخوضها روسيا فلاديمير بوتين، ويراقب البيت الأبيض اشتعالها على مبعدة، وعن كثب، أو حتى بمشاركة وتنسيق (وتوريط؟)؛ كما في معركة منبج الراهنة على سبيل المثال. فإذا صحّ أنّ واشنطن اكتفت بمراقبة اهتراء النظام السوري عن بُعد، من الصفّ المتفرّج، متجاوبة في هذا مع رغبة إسرائيل في المدّ بعمر النظام حتى آخر حضيض ممكن من تدمير البلد واستنفاد قواه؛ فإنّ الشطر الآخر من الموقف الأمريكي اتخذ وجهة توظيف ما يُتاح توظيفه من خسائر موسكو، بحيث يتحوّل إلى أرباح أمريكية ميدانية. وهنا، أيضاً، يبدو مثال التعاون الروسي مع «قسد» نموذجاً على تجيير العلاقة لصالح أمريكا، الجهة الأكثر إغواءً في ناظر 25، على الأقلّ، من المجموعات الـ27 التي تشكّل كيان «قسد».
ويبقى اعتبار رابع، أقلّ أهمية، لأنه يتصل بمسلسل الصفعات التي تكيلها واشنطن لـ«معارضة» سورية رهنت ذاتها ـ الهزيلة أصلاً، زاعمة التمثيل، كاذبة التأصيل، تابعة الولاءات ـ لإدارة لم تكن في أيّ يوم صديقة تطلعات الشعوب العربية إلى التحرر والكرامة والديمقراطية والمواطنة العصرية؛ وكانت، على العكس، حليفة الدكتاتوريات وأنظمة النهب. فما الذي يجبر أوباما على التعاون مع «معارضة» لا تتقن من فنون السياسة إلا إدارة الخدّ الأيسر بعد صفعة الخدّ الأيمن؟ وإذا لم تكن صالحة حتى لتأمين رغيف الخبز والسترة والطلقة لأفراد «الجيش الحرّ»، مفخرتها الوحيدة؛ فلماذا يتوجب أن تستحق من واشنطن أي اهتمام، حتى في مرتبة… «الصحوات»؟
٭ كاتب وباحث سوري يقيم في باريس
On Netanyahu, peace and the West
Why Israel rejects the French and other international peace initiatives.
By Marwan Bishara
Link
Israeli Prime Minister Benjamin Netanyahu told France and the 20-plus countries attending the peace conference in Paris this week to butt out of the peace process and mind their own business.
He also made it clear to the world powers, including Israel's Western allies, that they can say what they may, but Israel will do what it wants.
Should Israel negotiate with Hamas? - UpFront
|
You would expect such behaviour to alienate Israel's backers and elicit some public rebuke from its detractors. Dream on. They've proven too craven to express in public what they say in private.
Behind his back
During a March 28, 2011 conference call between US President Barack Obama and three European leaders, David Cameron, Nicolas Sarkozy and Angela Merkel took turns in attacking Netanyahu as unreliable and a liar, and blamed the Israeli prime minister for the break in the peace talks with the Palestinians.
They even chastised Obama for enabling Netanyahu's obstinacy, according to Dennis Ross, then Obama's national security adviser on the Middle East and a staunch supporter of Israel.
From the outset, Obama's chief of staff Rahm Emanuel warned him about Netanyahu's insolence. Although a staunch supporter of Israel, Emanuel urged a strong stand on Netanyahu, otherwise, he would "walk all over us".
Obama has all but surrendered to Netanyahu on Palestine, and now it's French President Francois Hollande who's stepping in to try his luck.
|
And walk all over them, he did.
Later in 2011, Sarkozy complained to Obama: "I cannot bear Netanyahu, he's a liar," unaware that the microphones in their meeting room had been switched on.
The disgruntled US president couldn't hide his own irritation: "You're fed up with him, but I have to deal with him even more often than you," Obama replied.
Netanyahu humiliated Obama in Congress, in the media and on the world stage. He even lectured Obama on the "realities" of the Middle East in front of the White House cameras, as if he were an ignorant interloper. It wasn't the first time.
When Netanyahu first visited the White House as prime minister two decades ago, his hosts reckoned he was "nearly insufferable, lecturing and telling us how to deal with the Arabs". After he left, US President Bill Clinton observed: "He thinks he is the superpower and we are here to do whatever he requires."
A few years later, Netanyahu would boast to an Israeli settler while a local television station was filming: "I know what America is … America is a thing you can move very easily, move it in the right direction."
Eight years later, Obama has all but surrendered to Netanyahu on Palestine, and now it's French President Francois Hollande who's stepping in to try his luck.
Israeli Prime Minister Benjamin Netanyahu stands with his wife Sara [AP] |
Masochistic diplomacy
The timing of the new French initiative is driven by French politics and geopolitics,not any new urgency of signs of a breakthrough.
France, the leading European voice on foreign policy, wanted to give the peace process one last push before it recognises the Palestinian state as most countries of the world have done.
Hollande sent his foreign minister to change Netanyahu's mind. As an incentive, Paris even withdrew its ultimatum to recognise the Palestinian state. And yet, as expected, Jean-Marc Ayrault failed miserably.
A few days later, Hollande dispatched his prime minister, Manuel Valls, apparently with no assurance of a different result, let alone success. He failed utterly.
All of which beg the question: why would the seasoned and savvy French diplomacy expose itself to yet another round of Israeli humiliation? And why would Paris succeed where Washington failed?
If Hollande and Valls reckon their support of Israel should count for something, they need only look at the last three US presidents who dealt with Netanyahu.
For all practical purposes, Netanyahu gives precedence to local politics over foreign alliances when it to comes to "peace and security".
Enter Avigdor Lieberman
Netanyahu's answer to the French initiative has come in the form of a new alliance with the ultra nationalist party, Yisrael Beiteinu, and the appointment of its head as defense minister.
Among many other outrages, Lieberman wants "disloyal" Palestinians in Israel beheaded.
But Lieberman is just as bad as many other coalition partners. Israeli society has moved so far to the Right over the past four decades, Western leaders are more likely to encounter fascists than peacemakers in the new Israeli government and parliament.
Even the presumably less extremist Likud leader, Dan Meridor, who's also president of the Israel Council on Foreign Relations, reckons the French initiative is a "very serious and dangerous attack" on Israel's standing in the world. Never mind that all those yielding influence at the conference are supporters of Israel.
And so by further expanding and radicalising his ruling coalition, Netanyahu is able to strengthen his base and confront or deter western leaders from even thinking of imposing something, anything on Israel, as they tried to do back in 1991.
From Madrid to Paris
Twenty-five years ago, Israel's premier and Netanyahu's boss Yitzhak Shamir initially rejected and then reluctantly agreed to attend the International Peace conference in Madrid, but only after the United States accepted all his preconditions.
And it was left to the younger and more energetic deputy foreign minister, Netanyahu, to articulate or rather obfuscate Israel's true position.
That position, as Shamir later admitted, was to drag out peace talks with the Palestinians for a decade while vastly increasing the number of Jewish settlers in Israeli-occupied territories.
Does this sound familiar? It should. Because that's what Netanyahu is doing.
Like Shamir, he will exact maximum concessions in order to attend, if at all. And then he'll insist on open-ended bilateral negotiations, while Israel eats away at the West Bank and Jerusalem.
For Netanyahu and the Israeli Right, better the West Bank without peace than peace without the West Bank.
This could only change when the West stops appeasing Netanyahu and rewarding Israel for its occupation.
Wednesday, June 1, 2016
عن هجاء أميركا
AS USUAL, AN EXCELLENT ANALYSIS!
سلامة كيلة
Link
كنتُ، وما زلت، ضد الإمبريالية الأميركية، ولم أخلط في موقفها من الثورات العربية، ولا تشكّكت في إمكانية تدخلها في سورية منذ البدء، كما توهم رهط من المعارضين ومحبي "الغرب". لكن الملفت أن هؤلاء المحبين باتوا يسترسلون في خطابات الهجاء ضد أميركا، بعد أن اكتشفوا أنها ليست مع الثورة السورية، ما يعني بالنسبة لهم أنها معهم في تغيير النظام، وستقوم بتغييره "كرمان عيونهم"، أو لأنها "ضد النظام". فجأة، ظهر أنها ليست معنية بهم، بل معنية بروسيا.
كان واضحاً أن أميركا سعت إلى إطفاء الحريق سريعاً، بعد انفجار الثورات العربية من خلال تغيير الرئيس، وترتيب مشاركة الإسلاميين في السلطة، على أمل أن تنتهي الموجة، ويتوقف المد الثوري الذي وصل إلى إسبانيا وإيطاليا وفرنسا. بالتالي، كان همّها تدمير الثورات وليس دعمها، بغض النظر عن موقفها من النظم. بالضبط، لأن هذه الثورات هي الأخطر عليها في عالم رأسمالي، يعيش أزمة عميقة لا حل لها. لهذا، حين وصلت الثورة إلى سورية، كان يجب تدميرها، وليس دعمها. ولأنها لا تستطيع فعل ما قامت به في تونس ومصر، عبر الضغط من أجل تغيير سريع للرؤساء، فقد ارتبكت ومالت إلى تشويه الثورة، ومن ثم دعمت الدور الروسي، هذا منذ بداية سنة 2012.
كانت المعارضة في واد آخر، حيث توهمت أن أميركا تريد فعلياً تغيير النظام، بعد أن أسقطت صدام حسين، وتدخلت في ليبيا. ولم تلمس أن تدخلها في ليبيا كان جزئياً وعابراً، ولقد حاسب مجلس النواب الرئيس باراك أوباما على قراره التدخل الجوي. كذلك، لم تلمس تحسّن العلاقات بينها وبين النظام منذ سنة 2010. ولا تابعت التغيّر الكبير في الإستراتيجية الأميركية الذي بدأ يظهر سنة 2010 وتبلور بداية سنة 2012، وقام على أساس أولوية آسيا والمحيط الهادئ، وليس "الشرق الأوسط" كما كان قبلاً. وبالتالي، أخذت أميركا تنسحب من "الشرق الأوسط"، ومن ثم باتت هذه المنطقة مجال مساومةٍ مع روسيا. ومن ثم "باعت سورية لروسيا"، كما كتبت منذ ذلك الوقت.
إذن، يمكن القول إن سياسة المعارضة، منذ بدء الثورة، كانت خاطئة، وأيضاً مدمّرة، ومضرّة بالثورة، حيث دعت إلى تدخل إمبريالي، كان يخيف قطاعاتٍ كبيرة من الشعب السوري (كما كتبت حينها). ومن ثم ظلت تضرّ الثورة طوال السنوات الخمس، نتيجة أوهامها حول التدخل الأميركي، ومطالبة "الصديق الأميركي" بدعم الثورة، من دون فهم أن هذا "الصديق" هو أصلاً ضد الثورات التي بدأت في تونس وتوسعت، وكان يخاف امتدادها العالمي. وأصلاً، لم يكن ضد النظام، كما كانت تتوهم المعارضة، بل عمل على إعادة ترتيب العلاقة معه.
الآن، ماذا يفيد كل هذا الردح لأميركا؟ انقضى الزمن، وما ظهر أن المعارضة لا تمتلك القدرة التحليلية على فهم العالم، وتحديد الصديق والعدو. وأنها أضرّت الثورة بما يكفي، وهي تراهن على عدوٍّ، لكي يغيّر النظام كي تحكم هي، قابلة بأن تكون "عميلة" له. لكنه كان في وادٍ آخر، ولا ننسى تقييم باراك أوباما لهم، الذي أظهر استخفافاً كبيراً بهم، واستهزاءً مذلاً لقدراتهم. وماذا يقول عن "نخبةٍ" ليس لديها قدرة على فهم العالم، وتقدير مصالح القوى المتصارعة، وأصلاً ليست مقبولة شعبياً، بالضبط لأنها لا تفهم مشكلاته؟
رفقاً بالردح لأميركا، فلن تفيد شيئاً، ولن يجعلها تتراجع عن موقفها المبني على مصالحها التي تحدّد التحالف مع روسيا (أو على الأقل المساومة معها). ما هو مهم ألا تتوهموا في أصدقاء هم فعلياً ليسوا كذلك، على الرغم من أنكم ما زلتم تؤكدون صداقتهم، وتتوهمون أنهم طريق الخلاص. وما يجب أن يكون واضحاً هو أن كل المتصارعين في سورية وحولها ينطلقون من مصالحهم، وكلهم معادون للثورة وللشعب السوري. فليس للثورة السورية أصدقاء سوى الشعوب فقط، وهذا ما يجب أن يُبذل الجهد من أجله. -
Hospitals are now normal targets of war, says Médecins Sans Frontières
Humanitarian specialist Michiel Hofman says permanent members of UN security council are complicit in killings by supporting countries in conflict
The Guardian
Link
The Guardian
Link
The targeting of hospitals and humanitarian workers in war is quickly becoming a “new normal”, a top official at Médecins Sans Frontières has said, describing permanent members of the UN security council as complicit in the killing of medics.
Michiel Hofman, a senior humanitarian specialist at the charity, offered a grim analysis, saying instead of rebel groups it was conventional armies that were repeatedly violating the laws of war. He chided the permanent members of the security council, four of whom are engaged in conflicts where medics are targeted, saying such a situation had not occurred since the Korean war in the 1950s.
He described the fighting in Syria as a “dirty war”, saying both the government of Bashar al-Assad and the rebels have targeted hospitals while adding that the greater destructive firepower was held by states.
“When we talk about the bombing of hospitals, bombing means air forces,” he said. “Rebel groups don’t have air forces, so this is exclusively states who by definition have much larger firepower [...] and they are the ones that actually signed these conventions.”
On Monday night, the national hospital in the opposition-held Idlib city was put out of service after multiple airstrikes hit the area, killing at least two dozen civilians in the latest attack on health services in the conflict.
Last month, an MSF and International Committee of the Red Cross-supported hospital in Aleppo was destroyed in an airstrike by the Syrian government, killing one of the only paediatricians left in the ruins of the rebel-held east of the city. Three days later a maternity hospital was partially destroyed in rebel shelling of a government-controlled area in the city’s west.
These were only the latest incidents in a series of attacks on medical facilities that amount to a systematic targeting of aid workers in the war. As early as 2013, the UN independent commission of inquiry investigating alleged war crimes in Syria said attacks on medical facilities were being used systematically as a weapon of war by the Assad regime.
The civil war in Yemen, where a Saudi-led coalition backs the government against Shia Houthi militia and forces loyal to a deposed president, has also seen attacks on medical facilities.
The security council unanimously passed a resolution on 3 May demanding an end to attacks on medical workers and hospitals in war zones, but Hofman said those who passed the resolution, including the UK, are themselves complicit in the killing of medical workers.
Hofman was referring to the military and logistical support provided by four of the permanent members of the security council to countries and coalitions that have bombed hospitals.
The US has provided logistical support to the Saudi-led coalition in Yemen, reportedly including targeting data, while the UK and France have both sold hundreds of millions of dollars worth of arms to Saudi Arabia since the launch of the Yemen campaign, decisions that have been repeatedly condemned by human rights groups.
Russia intervened on behalf of Assad’s regime in Syria, saving it from collapse and has been repeatedly accused of killing civilians in its aerial campaign.
Referring to the May agreement, Hofman said: “That’s never a good sign, resolutions that pass unanimously are usually the ones that get disregarded. [The security council members] are responsible because they’re part of coalitions that are part of bombing campaigns. Like Russia they didn’t bomb the hospital in Aleppo, but they’re part of a coalition with the Syrian government that is doing that.
“Maybe we should use the format of an open letter to the president of China saying, as the only remaining permanent member of the security council who is currently not bombing anyone, could you please remind your colleagues?”
In February, an MSF report identified 94 airstrikes and shelling attacks on hospitals across Syria. In February last year, the NGO Physicians for Human Rights said it had documented 224 attacks on 175 health facilities since the start of the conflict, and 599 medical personnel had been killed.
An anti-terrorism law passed in 2012 by the Syrian parliament declared illegal any medical facility operating in opposition-held areas without government approval, effectively making them legitimate targets for Assad’s air force. Since then, clinics in the rebel-controlled parts of the country have gone underground, sometimes literally in caves and basements, and have refused to share their GPS coordinates for fear of being targeted.
“Essentially since 2012, the Syrian army disregarded any kind of protective status to hospitals,” Hofman said.
Saudi Arabia, meanwhile, has questioned the neutrality of MSF’s hospitals, saying Houthi fighters were also being treated there.
“In this case, the Saudi coalition, which has the air forces, is using a similar logic where most of their bombings are quite indiscriminate and so the hospitals are not given any protective status,” he said. “In the conversations, we’ve been challenged as to how far these hospitals are being neutral or not.”
Hofman said medics operating in combat zones had “the right and the duty to treat everyone, including combatants, and that is being challenged by a lot of states at the moment”.
Subscribe to:
Posts (Atom)