Saturday, June 3, 2017
مضامين رسائل العتيبة... تحريض ضدّ قطر وتنسيق مع لوبي إسرائيلي ودعم الانقلابات
Link
اتصال دائم بجاريد كوشنر
كشفت رسائل إلكترونية مسربة من البريد الإلكتروني للسفير الإماراتي لدى واشنطن، يوسف العتيبة، دوراً رئيسياً للإمارات في التحريض ضدّ قطر داخل الولايات المتحدة على مدار العامين الماضيين، فضلاً عن تنسيق مع لوبي إسرائيلي، ودعم لانقلاب مصر ومحاولة الانقلاب في تركيا. وما يلي أبرز ما تضمنته هذه الرسائل التي تقع في 55 صفحة، نشرت في عدّة مواقع أجنبية مساء اليوم السبت، وقرصنتها مجموعة أعلنت عن اسمها "غلوبال ليكس":
الارتباط بلوبي صهيوني يدعمه مقرّب من نتنياهو
تكشف الوثائق المخترقة عن مستوى ملحوظ من التنسيق عبر القنوات الخلفيّة بين دولة الإمارات ومؤسسة "الدفاع عن الديمقراطيات"، وهي مؤسسة تنتمي لتيار "المحافظين الجدد"، ويمولها الملياردير الإسرائيلي شيلدون أديلسون، أحد حلفاء رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو.
تحريض على قطر
في مراسلة مؤرخّة في إبريل/نيسان من هذا العام، يشتكي كبير مستشاري مؤسسة "الدفاع عن الديمقراطيات"، جون هانا، للعتيبة من أن قطر تستضيف اجتماعًا لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" في فندق مملوك للإمارات، وجاء ردّ العتيبة بأن هذا لم يكن خطأ الحكومة الإماراتية، وأن القضية الحقيقية هي القاعدة العسكرية الأميركية في قطر، قائلًا: "كيف يحصل هذا؟ انقلوا القاعدة ثمّ سننقل نحن الفندق".
وتناولت الرسائل جدول الأعمال المقترح لاجتماع بين المسؤولين الإماراتيين ومؤسسة "الدفاع عن الديمقراطيات"، كان مقرّرًا عقده في الفترة ما بين 11 إلى 14 يونيو/حزيران الجاري. ومن بين المسؤولين الإماراتيين الذين تمّت دعوتهم للقاء، ولي العهد، والقائد الأعلى القوات المسلّحة، الشيخ محمد بن زايد.
وتناولت الرسائل جدول الأعمال المقترح لاجتماع بين المسؤولين الإماراتيين ومؤسسة "الدفاع عن الديمقراطيات"، كان مقرّرًا عقده في الفترة ما بين 11 إلى 14 يونيو/حزيران الجاري. ومن بين المسؤولين الإماراتيين الذين تمّت دعوتهم للقاء، ولي العهد، والقائد الأعلى القوات المسلّحة، الشيخ محمد بن زايد.
وتضمّن جدول الأعمال مناقشة مستفيضة بين البلدين حول قطر، ومن ضمن الأمور التي من المقرر طرحها، على سبيل المثال، موضوع تحت عنوان "الجزيرة كأداة لعدم الاستقرار الإقليمي"، وفق ما يرد في الأجندة.
وفي بريد أرسله قبيل مؤتمر لوزير الدفاع الأميركي الأسبق، روبرت غيتس، في واشنطن، كان مقرّرًا أن يتحدث فيه عن قطر، يخاطب العتيبة فيه الأخير بالقول: "موضوع المؤتمر كان موضوعًا مهملًا في السياسة الخارجية الأميركية، رغم كل المشاكل التي يسببها". وأضاف "إذا أتى الأمر من ناحيتكم؛ فإن أصحابنا سينصتون جيّدًا". غيتس، من جانبه، ردّ بالقول إنه يعتقد أنها "فرصة لإرسال إشعار إلى بعض الأصحاب".
وفي بريد لاحق، عرض العتيبة على المسؤول الأمني السابق وليمة غداء، ممرّرًا رسالة من زعيمه في الإمارات، قائلًا: "محمد بن زايد يرسل أطيب تحيّاته من أبوظبي.. هو يقول أعطهم الجحيم غدًا".
وفي بريد لاحق، عرض العتيبة على المسؤول الأمني السابق وليمة غداء، ممرّرًا رسالة من زعيمه في الإمارات، قائلًا: "محمد بن زايد يرسل أطيب تحيّاته من أبوظبي.. هو يقول أعطهم الجحيم غدًا".
قائمة شركات مستهدفة
وفي العاشر من مارس/آذار من هذا العام، قام الرئيس التنفيذي لمؤسسة "الدفاع عن الديمقراطيات"، مارك دوبفيتز، بإرسال بريد إلكتروني إلى كل من يوسف العتيبة، وجون هانا، حمل عنوان: "قائمة مستهدفة للشركات التي تستثمر في إيران والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية".
وفي العاشر من مارس/آذار من هذا العام، قام الرئيس التنفيذي لمؤسسة "الدفاع عن الديمقراطيات"، مارك دوبفيتز، بإرسال بريد إلكتروني إلى كل من يوسف العتيبة، وجون هانا، حمل عنوان: "قائمة مستهدفة للشركات التي تستثمر في إيران والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية".
وكتب دوبفيتز، "عزيزي السفير، المذكرة المرفقة تفصل الشركات التي تتعامل مع إيران، مصنّفة حسب الدولة، والتي تدير أيضًا أعمالًا مع الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية. هذه قائمة مستهدفة حتّى تحدّد تلك الشركات خيارها، كما ناقشنا".
وتتضمن مذكرة دوبفيتز المرفقة قائمة طويلة من كبريات الشركات الدولية، وبعضها يعمل في المملكة العربية السعودية أو الإمارات العربية المتحدة، ويطمح إلى الاستثمار في إيران.
دعم الانقلابات في تركيا ومصر
دعم الانقلابات في تركيا ومصر
في بريد مؤرّخ بـ 16 من أغسطس/آب من العام الماضي، يرسل هانا مقالًا للعتيبة يتحدّث عن أن الإمارات ومؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات كانا مسؤولين عن الانقلاب العسكري القصير في تركيا، مخاطبًا السفير الإماراتي بفخر: "يشرّفنا أن نكون شركاء لكم".
لكن على الرغم من تعاونها مع من تدّعي بأنها مؤسسة لـ"الدفاع عن الديمقراطيات"، إلا أن سلوك العتيبة لا يشي بأن الإمارات متحمّسة كثيرًا للديمقراطية في المنطقة، كما يكشف "هافينغتون بوست" في ملف تعريفي سابق عن العتيبة، يشرح فيه أن الأخير ضغط على البيت الأبيض أثناء ثورة يناير في مصر لدعم حسني مبارك. وبعد وصول الإخوان المسلمين إلى الحكم، عبر انتخابات ديمقراطية، ملأ العتيبة بريد مستشار البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط، فيل جوردن، بخطابات تهاجم بشدّة الإخوان المسلمين وداعميهم في قطر، بحسب الرسائل.
ويقول الموقع إنه من الممكن الحصول على فكرة عامّة حول ما تبدو عليه تلك الرسائل الإلكترونية من خلال الاطلاع مثلًا على رسالة أرسلها العتيبة في الثالث من يوليو/تموز 2013، بعد فترة وجيزة من إطاحة الجيش المصري بالرئيس المنتخب، محمد مرسي؛ حينها ضغط العتيبة على المسؤولين السابقين في إدارة بوش، ستيفين هادلي وجوشوا بولتن، لتبنّي وجهة نظره حيال مصر والربيع العربي.
وقال العتيبة في الرسالة: "دول مثل الأردن والإمارات هي آخر الرجال الواقفين في معسكر الاعتدال، الربيع العربي زاد من التطرف على حساب الاعتدال والتسامح".
واستطرد يقول حول إطاحة مرسي: "الوضع اليوم في مصر هو ثورة ثانية، هناك أناس في الشوارع أكثر من الذين خرجوا في 2011. هذا ليس انقلابًا، هذه ثورة. الانقلاب يكون حينما يفرض الجيش إرادته على الناس بالقوة، واليوم يستجيب الجيش لرغبات الناس".
اتصال دائم بجاريد كوشنر
يشرح موقع "هافينغتون بوست" أن مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات كانت مشاركة في تشكيل نقاش حول السياسة تجاه الشرق الأوسط خلال إدارة دونالد ترامب، لذلك فمن المرجّح أن تكون مواقف الإمارات قناة مهمة للضغط على ترامب من أجل تبنّي سياسة أكثر صقورية تجاه إيران. وينقل الموقع عن أحد الأعضاء البارزين في المنظمة، واسمه دافيد فاينبيرغ، قوله الشهر الماضي إن الإمارات "تطير فرحًا" حيال نهج ترامب في المنطقة.
ويضيف الموقع أن العتيبة طوّر علاقة وثيقة مع صهر ترامب ومستشاره القريب، جاريد كوشنر. كلاهما التقيا للمرة الأولى خلال يناير/كانون الثاني الماضي بناء على طلب من توماس براك، المستثمر الملياردير وأحد داعمي ترامب. وإلى جانب ذلك، يصف موقع "بوليتيكو" الأميركي المتخصص، في مقالة له، كوشنر بأنه "على اتصال دائم في البريد والهاتف مع السفير الإماراتي".
Why Saudi rulers need foreign approval
A VERY GOOD ANALYSIS
By David Hearst
Link
By David Hearst
Link
A century ago, it was Gertrude Bell who helped empower Saudi's first king. Now, as Saudi continues living in its colonial bubble, it's Ivanka Trump
Shortly after the heavy guns of the Emirati and Saudi-controlled media fired their salvo at Qatar, their Gulf neighbour lay in a smouldering ruin, unable to host anyone or anything, let alone a World Cup. At least, that was how they fondly imagined it.
The claims were hysterically inflated: Qatar funded all the terrorists; Qatar could not be allowed to “sabotage the region”; Qatar must choose sides over Iran. Finally, the emir of Qatar was reminded of the fate of Mohamed Morsi.
The threat to topple the head of state of a fellow GCC member was not even made anonymously. It was made by the man whose job it is to represent Saudi interests in the US. Salman al-Ansari, the president of the Saudi American Public Relation Affairs Committee, tweeted: “To the emir of Qatar, regarding your alignment with the extremist government of Iran and your abuse of the Custodian of the two sacred mosques, I would like to remind you that Mohammed Morsi did exactly the same and was then toppled and imprisoned.”
This is now front page news in the Saudi press.
One editor who deserves a raise
This is an interesting thing to say to an ally providing troops to protect Saudi’s southern border with Yemen. Egypt, for one is not. Or to a government that extradited a political dissident to Saudi on the same day as it was attacked as being pro-Iranian. It's interesting, too, after King Salman visited Qatar and danced with the emir.
But perhaps the king is no longer aware of what his 31-year-old son is doing in his name.
The hacking of Qatar News Agency on 24 May was just the starting pistol. Within minutes of the hack at 12:14 am, Al Arabiya TV and Sky News Arabia quoted the text of the fake material. Within 20 minutes, the networks ran analyses, implications, quotes and tweets.
According to the Qatari authorities, between 12:51 am and 3:28 am, the networks managed to find 11 politicians and analysts to interview on-air. Fast work for a duty editor “reacting” to a story in the middle of the night. He deserves a raise.
Another strange coincidence: all of this was preceded by 14 different op-ed pieces in the US press about the danger to regional stability that Qatar represented. This, again, is puzzling because it has been years since anyone bothered to write opinion pieces about Qatar in the US media.
So it's clear what happened. This was a premeditated assault. What is less clear is why, and why now ?
Qatar’s support for Egypt’s political exiles, secular and Islamist, is long-standing. It has housed the former political leader of Hamas since he left Damascus. Al Jazeera is also a known quantity, albeit one that became, under pressure like this, a pale shadow of the network that covered the Arab Spring.
Al Jazeera’s coverage of Donald Trump’s visit to Riyadh was, if anything, cringeworthy. So too is its coverage of the war in Yemen. This is carefully vetted so as not to annoy the Saudis. What specifically then stirred this hornet’s nest?
There are several possible motives for doing this.
Motive one: Finish the job
The first motive is that both Mohammed bin Salman, the deputy crown prince of Saudi, and Mohammed bin Zayed, the crown prince of Abu Dhabi, see Trump as an opportunity to finish the job started in June 2013 when Morsi was toppled. The counter-revolution against freely elected governments has not been going that well. Egypt still has not stabilised after the billions of dollars spent on it. Three different governments vie for power in Libya. The Egyptian and Emirati place man Khalifa Haftar is taking his time marching towards Tripoli and the Houthis are still in control of Yemen’s capital, Sana’a.
Nor is the alliance between Bin Salman, Bin Zayed and Sisi that stable. These men could easily fall out with each other again, as they did when a Nasserite furore erupted in Egypt over the surrender of uninhabited islands to Riyadh. Bin Zayed and Bin Salman are also backing rival Yemeni groups over the control of Aden.
But this alliance is stable enough to unite all three men in a common mission to crush all dissenting Arab states.
Motive two: Buying insurance
The second motive is a personal one. By launching an attack on Qatar, they aim not only to silence external opposition, but internal forces as well. In Bin Salman’s case, silencing opposition within the royal household is a crucial step he has to make, before he can displace his elder cousin, Mohammed bin Nayef, as crown prince.
By hitching themselves so firmly to Trump’s wagon, Bin Salman and Bin Zayed think they have bought themselves an insurance policy. This, however, depends on Trump completing a full term as president. Not many in Washington who are awaiting the testimony next week of the former FBI director James Comey to the Senate Intelligence Committee, or who are waiting to see how long ambitious Republicans like Senator Paul Ryan will stay loyal, would be so sure.
Turkey, too, is still around as a rival regional power centre although for a few hours on 15 July last year, it looked as if it was not. The same Saudi and Emirati-controlled media outlets which targeted Qatar this year crowed with delight when it looked as if Erdogan had been deposed by a military coup.
So it would be logical to assume this is their motivation now for wanting to see the emir of Qatar toppled: he is the man who funded the popular revolutions that Saudis and the Emiratis are still fighting.
Motive three: Disappearing act
The third motive for attacking Qatar goes further than that. They could actually want to see Qatar itself disappear as an independent state. This sounds, and is, deranged in the century we are living in. For one thing, Qatar houses the forward command base of US Central Command. That may explain why the UAE is campaigning hard in Washington to move the US base out of Qatar.
But the thinking behind this campaign may have little to do with events happening in this century. A series of tweets have emerged from officially sanctioned bloggers in Riyadh, dragging up events over 100 years old. They dug up the role of the British in selecting the al-Thani family as the chosen rulers of this part of the Arabian peninsula.
Without any intended irony, they ascribe Qatar’s current troubles to the agreement of Mohammed al-Thani made with the British in 1868, which paved the way for the family to impose its political authority over the other tribes.
The Saudi newspaper al Eqtisadiah tweeted that the tradition of transferring power in Qatar was from father to preferred son, rather than from father to eldest son. It further tweeted that 40 percent of the oil revenues were shared out among the al-Thani royal family.
Histories and boomerangs
Exhuming this stuff is mind-bogglingly dangerous for any thinking member of the Saudi royal family. Where, for instance would the House of Saud be without British Imperial endorsement? Just one floor up from the place in the museum of King Abdul Aziz where Trump performed his sword dance, stands a picture gallery in which a British woman is featured prominently with the founder of the kingdom himself.
That woman is Gertrude Bell. An archaeologist, explorer, the greatest woman mountaineer of her age, and a talented political officer for imperial Britain, Bell played a major role in establishing the state of Mesopotamia, now Iraq, and in selecting the tribal leader to back in Arabia.
Bell travelled to Ha’il, the base of rival al-Rasheed tribe, and was familiar with the Hashemites in the west. She concluded that Ibn Saud, then aged 40, was the best bet. This is her description of him:
“Among men bred in the camel-saddle, he is said to have few rivals as a tireless rider, as a leader of irregular forces he is of proved daring, and he combines with his qualities as a soldier that grasp of statecraft which is yet more highly prized by the tribesmen. To be ‘a statesman’ is perhaps the final word of commendation. ”
Praise indeed. But this is what the House of Saud carries in its baggage.
And as for the distribution of oil wealth, Saudi Arabia does not emerge well from the comparison. Qatar has the richest per capita citizen in the world, three times that of Saudi Arabia. In Qatar, there is something close to full employment, while official unemployment rate in Saudi is 12 percent and, unofficially, anything up 25 percent.
Transfer of power from father to preferred son? Mohammed bin Salman is not the eldest son of Salman, but he self-evidently is the preferred one. Heaven forfend that such a charge against a neighbour could return like a boomerang on the worst practises of the House of Saud.
The Kingdom of Two Faces
Nor has modern Saudi Arabia overcome its addiction to foreign women. If King Abul Aziz needed the recommendation of Gertrude Bell, it seems that his grandson needed the recommendation of another foreign woman, Ivanka Trump.
The Riyadh newspaper, one of bin Salman’s tools in his current media war, got an exclusive interview with Ivanka, in which they were interested in one main question: what did she think of him?
She called the deputy crown prince an “effective role model” for Saudi, Arab, and Muslim youth, because His Highness displayed “leadership, ambition, and love for his people and country”. He was also charismatic.
Of course, neither Bin Salman, nor Ivanka are of the same calibre as their forbears, Abdul Aziz or Gertrude Bell. But a common theme emerges in these vignettes, separated as they are by over 100 years: the ruler’s need for foreign approval.
This, however, does not apply to women generally, least of all Saudi women. While Ivanka was seated centre stage, Saudi women were kept in the shadows.
Nothing really had changed. If dealing with women is haram in the kingdom, so should dealing with Bell and Ivanka be. If its halal to talk with them, why then should Saudi women not be equally represented at these gatherings? Once again, the kingdom has two faces, one for a Western audience, another for a domestic one.
Bin Salman and Bin Zayed are stuck firmly in the colonial era. They are tribal rulers, paying for protection, and draining the region of resources. They can plot, and they can topple, but they cannot govern and they cannot stabilise. They do not have a vision for the region. They have eyes only for themselves. That is why I remain optimistic that out of the havoc they are wreaking, a new, autonomous and modern Arabia will, eventually, emerge.
- David Hearst is editor-in-chief of Middle East Eye. He was chief foreign leader writer of The Guardian, former Associate Foreign Editor, European Editor, Moscow Bureau Chief, European Correspondent, and Ireland Correspondent. He joined The Guardian from The Scotsman, where he was education correspondent.
HACKED EMAILS SHOW TOP UAE DIPLOMAT COORDINATING WITH PRO-ISRAEL THINK TANK AGAINST IRAN
AN IMPORTANT ARTICLE
Link
THE EMAIL ACCOUNT of one of Washington’s most connected and influential foreign operatives has been hacked. A small tranche of those emails was sent this week to media outlets, including The Intercept, HuffPost and The Daily Beast, with the hacker promising to release a trove publicly.
The hotmail account belongs to the UAE’s Ambassador to the United States, Yousef Al-Otaiba, and The Intercept can confirm it is the one he used for most Washington business. HuffPost confirmed at least one of the emails as authentic and the UAE has confirmed that Otaiba’s account was indeed hacked.
Otaiba’s influence derives largely from his pocketbook, as the ambassador is well known for throwing lavish dinner parties, galas and hosting powerful figures on extravagant trips. Several Christmases ago, he sent out iPads as gifts to journalists and other Washington power players as gifts. There’s no telling what kind of messages might reside in that inbox.
The hackers used a .ru email address, associated with Russia, and referred to themselves as GlobalLeaks, tying themselves to DCLeaks, a website that previously released Democratic emails. The intelligence community has said DCLeaks is a Russian-operated website, which means that the Otaiba hackers are either connected with Russia or trying to give the impression that they are.
Russia and the Gulf monarchies, client states of the United States, are longtime rivals, backing opposing sides in Syria and clashing for decades over Iran, a Russian client state and a Gulf enemy.
THE EMAILS PROVIDED so far to the The Intercept show a growing relationship between the United Arab Emirates and the pro-Israel, neoconservative think tank the Foundation for Defense of Democracies (FDD).
On the surface, the alliance should be surprising, as the UAE does not even recognize Israel. But the two countries have worked together in the past against their common adversary, Iran.
On March 10 of this year, FDD CEO Mark Dubowitz authored an e-mail to both the UAE’s Ambassador to the United States, Yousef Al-Otaiba and FDD senior counselor John Hannah — a former deputy national security advisor to Vice President Dick Cheney — with the subject line “Target list of companies investing in Iran, UAE and Saudi Arabia.”
“Dear, Mr. Ambassador,” Dubowitz wrote. “The attached memorandum details companies listed by country which are doing business with Iran and also have business with the UAE and Saudi Arabia. This is a target list for putting these companies to a choice, as we have discussed.”
Dubowitz’s attached memorandum includes a lengthy list of “Non-U.S. businesses with operations in Saudi Arabia or UAE that are looking to invest in Iran.”
The list includes a number of major international firms, including France’s Airbus and Russia’s Lukoil.
Presumably, the companies are being identified so that the UAE and Saudi Arabia can pressure them over investing in Iran, which is seeing an expansion of foreign investment following the 2015 nuclear deal.
Israel and the Gulf monarchies have grown closer in recent years, as both sides fear that Iran is moving closer to normalization with the West and will therefore increase its own influence and power in the region. But admissions of the alliance between the two are still rare in public. One high-level Israeli official, discussing the relationship on background for a previous HuffPost profile of Otaiba, laid out the politics of it. “Israel and the Arabs standing together is the ultimate ace in the hole. Because it takes it out of the politics and the ideology. When Israel and the Arab states are standing together, it’s powerful,” he said.
The hacked emails demonstrate a remarkable level of backchannel cooperation between a leading neoconservative think tank — FDD is funded by pro-Israel billionaire Sheldon Adelson, an ally of Israeli Prime Minister Benjamin Netanyahu who is one of the largest political donors in the United States — and a Gulf monarchy.
Hannah and Otaiba are frequently chummy in the exchanges. On August 16 of last year, Hannah sent Otaiba an article claiming that the UAE and FDD were both responsible for the brief military coup in Turkey. “Honored that we’re in your company,” Hannah wrote to Otaiba.
In another email exchange in late April of this year, Hannah complains to Otaiba that Qatar — a rival Gulf government that has clashed with the UAE in recent months over various issues — is hosting a meeting of Hamas at an Emirati-owned hotel. Otaiba responds that it’s not the Emirati government’s fault, and that the real issue is the U.S. military base in Qatar, “How’s this, you move the base then we’ll move the hotel :-).”
The emails detail the proposed agenda of an upcoming meeting between FDD and UAE government officials that is scheduled for June 11-14. Dubowitz and Hannah are listed as attending, as well as Jonathan Schanzer, FDD Vice President for Research. UAE officials requested for meetings include Sheikh Mohammed bin Zayed, the crown prince who commands the armed forces.
The agenda includes extensive discussion between the two on Qatar. They are scheduled to discuss, for instance, “Al Jazeera as an instrument of regional instability.” (Al Jazeera is based in Qatar.)
There is also “discussion of possible U.S./UAE policies to positively impact Iranian internal situation”; included among the list of policies are “political, economic, military, intelligence, and cyber tools,” which are also brought up as a possible response to “contain and defeat Iranian aggression.”
FDD has been involved in shaping Mideast policy debate during the Trump administration, so it is likely that the UAE views it as an important conduit to pressure Trump to adopt its more hawkish line on Iran. David Weinberg, a senior fellow at the organization, was quoted last month as saying that the UAE is “ecstatic” about the Trump administration’s approach to the region.
“They have been looking for some time for an American partner to push-back against Iran,” he told Arabianbusiness.com. “They are looking for America to turn rhetoric into action.”
Otaiba has also developed a close relationship with President Trump son-in-law and adviser Jared Kushner. The two first met last June at the behest of Thomas Barrack, a billionaire investor and Trump backer. A Politico article last February described Kushner as “in almost constant phone and email contact” with the ambassador.
Whatever the UAE’s agenda, it isn’t promoting democracy. From the previous profile:
As protests spread in Egypt, Otaiba pushed the White House hard to support Mubarak, without success. After the Muslim Brotherhood came to power in a democratic election, he filled the inbox of Phil Gordon, the White House’s top Middle East adviser, with missives savaging the Brotherhood and its backers in Qatar. (Gordon declined to comment.) “He’d robo-email people,” says the former White House aide. “You can be sure when Yousef has something to say on a topic like that, high-level people throughout the State Department and in the White House are going to hear it, in very similar if not identical emails.”
We’re now getting a sense of what those emails looked like. In an email sent on July 3, 2013, shortly after the Egyptian military deposed elected Muslim Brotherhood-backed president Mohamed Morsi, Otaiba lobbied former Bush administration officials Stephen Hadley — now a consultant at RiceHadleyGates — and Joshua Bolten on his view on Egypt and the wider Arab Spring.
“Countries like Jordan and UAE are the ‘last men standing’ in the moderate camp. The arab spring has increased extermism at the expense of moderation and tolerance,” he lamented.
He described Morsi’s overthrow in glowing tones. “Today’s situation in Egypt is a second revolution. There more people on the streets today than January of 2011. This is not a coup, this is revolution 2.0. A coup is when the military imposes its will on people by force. Today, the military is RESPONDING to people’s wishes.”
Egypt today is a virtual dictatorship. And a close ally of both the U.S. and the UAE.
Link
June 3 2017, 5:54 a.m.
THE EMAIL ACCOUNT of one of Washington’s most connected and influential foreign operatives has been hacked. A small tranche of those emails was sent this week to media outlets, including The Intercept, HuffPost and The Daily Beast, with the hacker promising to release a trove publicly.
The hotmail account belongs to the UAE’s Ambassador to the United States, Yousef Al-Otaiba, and The Intercept can confirm it is the one he used for most Washington business. HuffPost confirmed at least one of the emails as authentic and the UAE has confirmed that Otaiba’s account was indeed hacked.
Otaiba’s influence derives largely from his pocketbook, as the ambassador is well known for throwing lavish dinner parties, galas and hosting powerful figures on extravagant trips. Several Christmases ago, he sent out iPads as gifts to journalists and other Washington power players as gifts. There’s no telling what kind of messages might reside in that inbox.
The hackers used a .ru email address, associated with Russia, and referred to themselves as GlobalLeaks, tying themselves to DCLeaks, a website that previously released Democratic emails. The intelligence community has said DCLeaks is a Russian-operated website, which means that the Otaiba hackers are either connected with Russia or trying to give the impression that they are.
Russia and the Gulf monarchies, client states of the United States, are longtime rivals, backing opposing sides in Syria and clashing for decades over Iran, a Russian client state and a Gulf enemy.
THE EMAILS PROVIDED so far to the The Intercept show a growing relationship between the United Arab Emirates and the pro-Israel, neoconservative think tank the Foundation for Defense of Democracies (FDD).
On the surface, the alliance should be surprising, as the UAE does not even recognize Israel. But the two countries have worked together in the past against their common adversary, Iran.
On March 10 of this year, FDD CEO Mark Dubowitz authored an e-mail to both the UAE’s Ambassador to the United States, Yousef Al-Otaiba and FDD senior counselor John Hannah — a former deputy national security advisor to Vice President Dick Cheney — with the subject line “Target list of companies investing in Iran, UAE and Saudi Arabia.”
“Dear, Mr. Ambassador,” Dubowitz wrote. “The attached memorandum details companies listed by country which are doing business with Iran and also have business with the UAE and Saudi Arabia. This is a target list for putting these companies to a choice, as we have discussed.”
Dubowitz’s attached memorandum includes a lengthy list of “Non-U.S. businesses with operations in Saudi Arabia or UAE that are looking to invest in Iran.”
The list includes a number of major international firms, including France’s Airbus and Russia’s Lukoil.
Presumably, the companies are being identified so that the UAE and Saudi Arabia can pressure them over investing in Iran, which is seeing an expansion of foreign investment following the 2015 nuclear deal.
Israel and the Gulf monarchies have grown closer in recent years, as both sides fear that Iran is moving closer to normalization with the West and will therefore increase its own influence and power in the region. But admissions of the alliance between the two are still rare in public. One high-level Israeli official, discussing the relationship on background for a previous HuffPost profile of Otaiba, laid out the politics of it. “Israel and the Arabs standing together is the ultimate ace in the hole. Because it takes it out of the politics and the ideology. When Israel and the Arab states are standing together, it’s powerful,” he said.
The hacked emails demonstrate a remarkable level of backchannel cooperation between a leading neoconservative think tank — FDD is funded by pro-Israel billionaire Sheldon Adelson, an ally of Israeli Prime Minister Benjamin Netanyahu who is one of the largest political donors in the United States — and a Gulf monarchy.
Hannah and Otaiba are frequently chummy in the exchanges. On August 16 of last year, Hannah sent Otaiba an article claiming that the UAE and FDD were both responsible for the brief military coup in Turkey. “Honored that we’re in your company,” Hannah wrote to Otaiba.
In another email exchange in late April of this year, Hannah complains to Otaiba that Qatar — a rival Gulf government that has clashed with the UAE in recent months over various issues — is hosting a meeting of Hamas at an Emirati-owned hotel. Otaiba responds that it’s not the Emirati government’s fault, and that the real issue is the U.S. military base in Qatar, “How’s this, you move the base then we’ll move the hotel :-).”
The emails detail the proposed agenda of an upcoming meeting between FDD and UAE government officials that is scheduled for June 11-14. Dubowitz and Hannah are listed as attending, as well as Jonathan Schanzer, FDD Vice President for Research. UAE officials requested for meetings include Sheikh Mohammed bin Zayed, the crown prince who commands the armed forces.
The agenda includes extensive discussion between the two on Qatar. They are scheduled to discuss, for instance, “Al Jazeera as an instrument of regional instability.” (Al Jazeera is based in Qatar.)
There is also “discussion of possible U.S./UAE policies to positively impact Iranian internal situation”; included among the list of policies are “political, economic, military, intelligence, and cyber tools,” which are also brought up as a possible response to “contain and defeat Iranian aggression.”
FDD has been involved in shaping Mideast policy debate during the Trump administration, so it is likely that the UAE views it as an important conduit to pressure Trump to adopt its more hawkish line on Iran. David Weinberg, a senior fellow at the organization, was quoted last month as saying that the UAE is “ecstatic” about the Trump administration’s approach to the region.
“They have been looking for some time for an American partner to push-back against Iran,” he told Arabianbusiness.com. “They are looking for America to turn rhetoric into action.”
Otaiba has also developed a close relationship with President Trump son-in-law and adviser Jared Kushner. The two first met last June at the behest of Thomas Barrack, a billionaire investor and Trump backer. A Politico article last February described Kushner as “in almost constant phone and email contact” with the ambassador.
Whatever the UAE’s agenda, it isn’t promoting democracy. From the previous profile:
As protests spread in Egypt, Otaiba pushed the White House hard to support Mubarak, without success. After the Muslim Brotherhood came to power in a democratic election, he filled the inbox of Phil Gordon, the White House’s top Middle East adviser, with missives savaging the Brotherhood and its backers in Qatar. (Gordon declined to comment.) “He’d robo-email people,” says the former White House aide. “You can be sure when Yousef has something to say on a topic like that, high-level people throughout the State Department and in the White House are going to hear it, in very similar if not identical emails.”
We’re now getting a sense of what those emails looked like. In an email sent on July 3, 2013, shortly after the Egyptian military deposed elected Muslim Brotherhood-backed president Mohamed Morsi, Otaiba lobbied former Bush administration officials Stephen Hadley — now a consultant at RiceHadleyGates — and Joshua Bolten on his view on Egypt and the wider Arab Spring.
“Countries like Jordan and UAE are the ‘last men standing’ in the moderate camp. The arab spring has increased extermism at the expense of moderation and tolerance,” he lamented.
He described Morsi’s overthrow in glowing tones. “Today’s situation in Egypt is a second revolution. There more people on the streets today than January of 2011. This is not a coup, this is revolution 2.0. A coup is when the military imposes its will on people by force. Today, the military is RESPONDING to people’s wishes.”
Egypt today is a virtual dictatorship. And a close ally of both the U.S. and the UAE.
Friday, June 2, 2017
Thursday, June 1, 2017
THE ONLY 3 COUNTRIES IN THE WORLD NOT PARTICIPATING IN THE PARIS AGREEMENT ON CLIMATE CHANGE
HEY TRUMP.......
YOU ARE WITH GREAT COMPANY!
الإعلام السعودي والإماراتي وإسكات الصوت الآخر
AN IMPORTANT POST
Link
إن زجّ الصحافة في خلافات بينية، مهما كان طابعها، هو عمل يسيء إلى الصحافة والمشتغلين بها، لأنه يحولها عن مهمتها النبيلة في تنوير الرأي العام، ويجرها إلى معارك وحسابات ضيقة.
Link
لم يبقَ لبعض وسائل الإعلام السعودية والإماراتية هذه الأيام موضوعٌ سوى الهجوم على قطر، ومن يتابع قنواتٍ وصحفاً بعينها يجد أنها وضعت برنامج عملٍ مدروساً يضع شيطنة قطر في الصدارة.
وعلى مدى أسبوع برزت خلايا عمل شغلها الأساسي هو تشويه قطر، الذي جرى التمهيد له باختراق وكالة الأنباء القطرية ليلة الرابع والعشرين من الشهر الماضي.
يثير هذا التركيز على بلد جارٍ وشقيقٍ عضو في مجلس التعاون الخليجي عدة ملاحظات أخلاقية ومهنية، ويستدعي وقفة تأملٍ من قبل الذين لا يزالون يقفون في صف العقل، من أجل رفع الصوت عالياً لوقف الإسفاف الذي بات يثير الغثيان لما يبثه من رداءة، وما يرمي إليه من إرهاب الصوت المختلف.
الملاحظة الأولى هي أن الصحافة في منطقة الخليج العربي حققت تقدماً في ربع قرن، وباتت تحظى بالتقدير العالمي، بالنظر إلى ما راكمته من خبرات مهنية، وما أتاحته من حيز للتعبير وحوار الآراء، وصارت بعض الصحف والقنوات الفضائية مصدراً يتم الاستشهاد به من طرف أوساط سياسية وإعلامية دولية، حين يجري الحديث عن الإعلام الجديد في عالم اليوم.
إن زجّ الصحافة في خلافات بينية، مهما كان طابعها، هو عمل يسيء إلى الصحافة والمشتغلين بها، لأنه يحولها عن مهمتها النبيلة في تنوير الرأي العام، ويجرها إلى معارك وحسابات ضيقة.
والملاحظة الثانية، لا يعيب الصحافة أن تدخل في جدال الأفكار وحوار الآراء، ولكن للصحافة لغتها وأساليبها وحدودها وقوانينها، التي تحرم النزول إلى مستوى الغش والتزوير والشتائم، فذلك أمر مذموم يشكل إساءة للصحافة وأهلها، وضرب لمصداقيتها، وهذا ما بدأ يستشري في بعض المنابر منذ أسبوع، من خلال رفع منسوب الحملة ضد قطر، وضد الدكتور عزمي بشارة، الذي يتعرض لهجومٍ غير مسبوق لا تخفى خلفياته على أحد، حيث تبرز البصمات الإسرائيلية واضحةً من وراء ذلك من جهة، ومن جهة ثانية استهداف موقفه من ثورات الربيع العربي، وما يمثله المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات الذي يديره، وما تشكله مؤسسة "العربي الجديد" من مكانة لدى الرأي العام العربي.
أما الملاحظة الثالثة، فهي مشاركة بعض المنابر المصرية في الحملة، وهذا أمر يدل على مدى تهافتها وضحالتها. فهذه المواقع التي لا تستحق حتى التصنيف بأنها صفراء، كان واضحاً أن تأسيسها هو من أجل القيام بالغسيل الوسخ، وتفضحها كل يوم الفبركات التي ترى في القارئ شخصاً لا يستطيع التمييز بين الحقيقة والكذب.
إن هدف الحملة واضح ولم يفاجئ أحداً، وليس غريباً أو جديداً استهداف دور قطر التي لا تزال تقف مع ضحايا القمع والإرهاب في مصر، وتساند ثورة ليبيا بوجه أنصار القذافي الذين يعملون للعودة بشتى السبل، وهذا ما يفسر استنفار أصوات الماضي الأسود مثل أحمد قذاف الدم، الذي لا يرى في الأزمة الليبية غير مساندة قطر لثورة 11 فبراير، ويسقط من حسابه الأدوار وعدوان طيران السيسي ضد سيادة بلاده.
بعض وسائل الإعلام قالت بصراحة إن قطر "لم تلتزم بوقف التحريض على مصر"، وهذا أمر لا يحتاج إلى تأويلات، والقصد من ذلك نقد سياسات الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، الكارثية، وإعطاء ضحايا القمع منبراً للتعبير عن رأيهم.
أن تساعد بعض الحكومات العربية النظام المصري اقتصادياً، وتقف إلى جانب خياراته السياسية هذا من حقها، ولكن أن تستكثر على معارضي هذا النظام حق التعبير عن الرأي فهذا أمر يدعو إلى العجب، حيث لم نعرف هذا الموقف حتى خلال أشد فترات الدكتاتورية سواداً، بل إن نظام الرئيس المصري المخلوع، حسني مبارك، لم يسبق له أن مارس هذا التضييق على معارضيه، في الوقت الذي بقيت فيه القاهرة ملاذاً للمعارضين العرب.
تكشف الحملة أننا مقدمون على أيام سوداء، إذا ما انتصرت نظرية الصوت الواحد التي يبشر بها بعض الإعلام السعودي والإماراتي، وما على الصحافيين والباحثين المستقلين والديموقراطيين إلا أن يحضّروا أنفسهم لكسر أقلامهم والاستقالة من مهمة مواجهة الظلام والدكتاتورية.
الإرهاب ليس فقط عبوة ناسفة تقتل الأبرياء، بل هو أيضاً إسكات الرأي الآخر ومصادرته.
Wednesday, May 31, 2017
من «إرحل» إلى «الرخّ لا»: نداء الثورة ينطلق من تونس مرة أخرى
جلبير الأشقر
Link
إن الانتفاضة التي عمّت الجنوب التونسي منذ شهر نيسان/أبريل الماضي والتي لا تزال ملتهبة هي دليلٌ جديد، وقد يكون أقوى الأدلّة حتى الآن، على أن الانتفاضة العربية الكبرى التي انطلقت من الوسط التونسي في كانون الأول/ديسمبر 2010 ما زالت حيّة، وإن أصيبت بانتكاسة بدأت قبل أربع سنوات.
وقد انطلقت الانتفاضة الجديدة من محافظة تطاوين الجنوبية وامتدّت إلى محافظتي قبلي ومدنين المجاورتين. وهي أشبه ما تكون بسابقاتها، أي الانتفاضات المحلّية التي كانت شتى محافظات تونس المحرومة مسرحاً لها واحدة تلو الأخرى، وأهمّها انتفاضة محافظة قفصة في عام 2008، وصولاً إلى الذروة المتمثلة بانتفاضة سيدي بوزيد التي شكّلت شهادة محمد البوعزيزي شرارتها. وكما يتذكر جميعنا اليوم بشيء من الحنين الحزين، لقد أشعلت انتفاضة سيدي بوزيد تونس الوطن برمّته، ومن ثمّ المنطقة العربية بأسرها في أجمل محطات التاريخ العربي المعاصر: ذلك «الربيع العربي» الزاهر الذي نشينا به، وهو عبارة عن أشهر قليلة بدا خلالها وكأن كابوسنا العربي المستديم أشرف على نهايته وبات تحقيق حلمنا قريب المتناول.
لكنّ رياح الثورة المضادة على اختلاف مهابّها قد تغلّبت على شهوات سفننا، لا سيما وأن طواقمنا كانت دون مستوى التحديات التاريخية العظيمة التي واجهتنا. فإما أن الخبرة نقصتها وإما كانت خبرتها قديمة غير متناسبة مع مقتضيات العصر الجديد، أما النتيجة فواحدة: انحسار الأمل الثوري برغد العيش والحرية والعدالة الاجتماعية، وطغيان صدام القوى الرجعية على الساحة، رجعية النظام القديم المستبدّ مقابل رجعية الطامحين إلى استبداله باستبدادهم تحت رايات دينية.
وبعد، فلم ننفك نحذّر منذ بداية «الربيع العربي» من أي أوهام حول تحقيق الأماني الثورية بسرعة وبكلفة بخسة. فإن كلفة تحقيق الأحلام تزيد كلما كانت الكوابيس الحاضرة أكثر بشاعة، وما أبشع كوابيسنا! فلا يمكن تحقيق تغيير جذري نحو الأفضل في وضع يقوده منحناه الطبيعي نحو الأسوأ سوى بعملية شاقة طويلة الأمد. لذا أكّدنا منذ البداية أن ما انطلق من سيدي بوزيد يوم 17 كانون الأول/ديسمبر 2010 إنما هو «سيرورة ثورية طويلة الأمد» سوف تشهد لا مُحال محطات متتالية من الثورة والثورة المضادة، وسوف يعتريها عنف الرجعية التي لا تجيد لغة غير لغة السلاح.
ومهما بدا قارساً الشتاء الذي خيّم على منطقتنا منذ أربع سنوات، فإنه لم يستطع أن يقضي على براعم ثورتنا، ولم يكن بمقدوره أن يقضي عليها إذ أنها تتغذّى من الدَّبال الذي تنتجه الأنظمة القائمة بغزارة واستمرار. ولا تفلت منطقتنا من شرعة الحياة التي لخّصها جبران أجمل تلخيص بقوله: «في قلب كل شتاء ربيعٌ يختلج ووراء نقاب كل ليل صباحٌ يبتسم».
وقد انطلقت الانتفاضة الجديدة من محافظة تطاوين الجنوبية وامتدّت إلى محافظتي قبلي ومدنين المجاورتين. وهي أشبه ما تكون بسابقاتها، أي الانتفاضات المحلّية التي كانت شتى محافظات تونس المحرومة مسرحاً لها واحدة تلو الأخرى، وأهمّها انتفاضة محافظة قفصة في عام 2008، وصولاً إلى الذروة المتمثلة بانتفاضة سيدي بوزيد التي شكّلت شهادة محمد البوعزيزي شرارتها. وكما يتذكر جميعنا اليوم بشيء من الحنين الحزين، لقد أشعلت انتفاضة سيدي بوزيد تونس الوطن برمّته، ومن ثمّ المنطقة العربية بأسرها في أجمل محطات التاريخ العربي المعاصر: ذلك «الربيع العربي» الزاهر الذي نشينا به، وهو عبارة عن أشهر قليلة بدا خلالها وكأن كابوسنا العربي المستديم أشرف على نهايته وبات تحقيق حلمنا قريب المتناول.
لكنّ رياح الثورة المضادة على اختلاف مهابّها قد تغلّبت على شهوات سفننا، لا سيما وأن طواقمنا كانت دون مستوى التحديات التاريخية العظيمة التي واجهتنا. فإما أن الخبرة نقصتها وإما كانت خبرتها قديمة غير متناسبة مع مقتضيات العصر الجديد، أما النتيجة فواحدة: انحسار الأمل الثوري برغد العيش والحرية والعدالة الاجتماعية، وطغيان صدام القوى الرجعية على الساحة، رجعية النظام القديم المستبدّ مقابل رجعية الطامحين إلى استبداله باستبدادهم تحت رايات دينية.
وبعد، فلم ننفك نحذّر منذ بداية «الربيع العربي» من أي أوهام حول تحقيق الأماني الثورية بسرعة وبكلفة بخسة. فإن كلفة تحقيق الأحلام تزيد كلما كانت الكوابيس الحاضرة أكثر بشاعة، وما أبشع كوابيسنا! فلا يمكن تحقيق تغيير جذري نحو الأفضل في وضع يقوده منحناه الطبيعي نحو الأسوأ سوى بعملية شاقة طويلة الأمد. لذا أكّدنا منذ البداية أن ما انطلق من سيدي بوزيد يوم 17 كانون الأول/ديسمبر 2010 إنما هو «سيرورة ثورية طويلة الأمد» سوف تشهد لا مُحال محطات متتالية من الثورة والثورة المضادة، وسوف يعتريها عنف الرجعية التي لا تجيد لغة غير لغة السلاح.
ومهما بدا قارساً الشتاء الذي خيّم على منطقتنا منذ أربع سنوات، فإنه لم يستطع أن يقضي على براعم ثورتنا، ولم يكن بمقدوره أن يقضي عليها إذ أنها تتغذّى من الدَّبال الذي تنتجه الأنظمة القائمة بغزارة واستمرار. ولا تفلت منطقتنا من شرعة الحياة التي لخّصها جبران أجمل تلخيص بقوله: «في قلب كل شتاء ربيعٌ يختلج ووراء نقاب كل ليل صباحٌ يبتسم».
فها أن الربيع القادم يختلج أمام أعيننا وتبشّر به مرة أخرى تونس البطلة. والحال أن المغرب قد سبقها في هذا المسار. فإن الحراك الاجتماعي الذي انطلق منذ شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي على خلفية مقتل بائع السمك محسن فكري في مدينة الحسيمة الساحلية وعمّ منطقة الريف قبل أن يشمل سائر أرجاء المغرب، هذا الحراك لا زال حيّاً في منطقة الريف ينذر بأن يمتد من جديد إلى عموم البلاد. وكم من شبه بين محنتيّ البوعزيزي وفكري، وكأن جماهيرنا بحاجة للشهداء على طريقة محمد ومحسن كي تستلهم شجاعة النضال من شجاعة يأسهم. وقد سقط قبل أيام، يوم 22 أيار/مايو، أول شهيد في الحراك التونسي الجديد، محمد أنور السكرافي، وهو شهيد نضال وليس شهيد يأس، سقط في مواجهة قوات القمع.
إن الانتفاضة التونسية المنطلقة من سيدي بوزيد قبل ست سنوات ونصف السنة قد طالبت برحيل المستبدّ زين العابدين بن علي: «إرحل» (والمرادف بالفرنسية) كان أحد شعاراتها المركزية. أما الانتفاضة الحالية المستعرة في الجنوب التونسي فشعارها المركزي، الذي ردّده المتظاهرون في شتى أنحاء البلاد بما فيها تونس العاصمة، هو «الرخّ لا»، أي لا رضوخ ولا قنوع. وقد أدرك شباب تونس وشعبها العامل أن ترحيل رأس هرم النظام لا يساوي «إسقاط النظام»، تلك الغاية التي كان «الشعب يريد» تحقيقها، وهم يعلنون اليوم أنهم لن يتوقفوا عن النضال حتى تحقيق مطالبهم التي تدور حول موضوع التشغيل وكرامة العيش، كما كان الأمر في الانتفاضات التي مهّدت لـ«ثورة 17 ديسمبر».
ويبقى الشرط الرئيسي لنقلة نوعية في السيرورة الثورية العربية كامناً في انبثاق طليعة قادرة على استيعاب دروس الربيع الأول ودروس التجارب النضالية الشعبية التي تلته، بحيث تستطيع أن تحول دون هدر الربيع القادم، بل أن تؤسس عليه من أجل خلق شروط ملائمة لتراكم الإنجازات بما يسمح للسيرورة بالانتقال إلى محطة أكثر تقدّماً تقرّبنا من تحقيق حلمنا العظيم.
إن الانتفاضة التونسية المنطلقة من سيدي بوزيد قبل ست سنوات ونصف السنة قد طالبت برحيل المستبدّ زين العابدين بن علي: «إرحل» (والمرادف بالفرنسية) كان أحد شعاراتها المركزية. أما الانتفاضة الحالية المستعرة في الجنوب التونسي فشعارها المركزي، الذي ردّده المتظاهرون في شتى أنحاء البلاد بما فيها تونس العاصمة، هو «الرخّ لا»، أي لا رضوخ ولا قنوع. وقد أدرك شباب تونس وشعبها العامل أن ترحيل رأس هرم النظام لا يساوي «إسقاط النظام»، تلك الغاية التي كان «الشعب يريد» تحقيقها، وهم يعلنون اليوم أنهم لن يتوقفوا عن النضال حتى تحقيق مطالبهم التي تدور حول موضوع التشغيل وكرامة العيش، كما كان الأمر في الانتفاضات التي مهّدت لـ«ثورة 17 ديسمبر».
ويبقى الشرط الرئيسي لنقلة نوعية في السيرورة الثورية العربية كامناً في انبثاق طليعة قادرة على استيعاب دروس الربيع الأول ودروس التجارب النضالية الشعبية التي تلته، بحيث تستطيع أن تحول دون هدر الربيع القادم، بل أن تؤسس عليه من أجل خلق شروط ملائمة لتراكم الإنجازات بما يسمح للسيرورة بالانتقال إلى محطة أكثر تقدّماً تقرّبنا من تحقيق حلمنا العظيم.
٭ كاتب وأكاديمي من لبنان
بالإضافة إلى إسرائيل.. من يقف وراء «تمييع» اتفاق فك إضراب الأسرى الفلسطينيين؟
A VERY GOOD PIECE!
Link
Link
أنهى الأسرى الفلسطينيون إضرابهم داخل المعتقلات الإسرائيلية بعد واحد وأربعين يومًا، وقد نزعوا موافقة على جملةٍ من مطالبهم الإنسانية والمعيشية التي كفلتها لهم الاتفاقيات والمواثيق الدولية. لكنّ المفاجأة التي تزامنت مع الإعلان عن فك الإضراب، ومع زغاريد وتهليل وتكبير أمهات الأسرى تمثلت في محاولة عدة جهات فلسطينية – مع إسرائيل– التقليل أو تمييع إنجاز الأسرى، إذ قرأ المحللون في ذلك انتفاعًا سياسيًّا، يهدف لإبقاء الوضع على ما هو عليه، ويأتي ضمن صراع موازين القوى داخل حركة التحرير الفلسطيني (فتح)، فهناك شخصيات لا تريد استنهاض حالة كفاحية، يقودها القيادي في فتح «مروان البرغوثي»، المنافس الذي يهدد طموح شخصيات عدة داخل الحركة.
ما هي بنود اتفاق تعليق إضراب الأسرى الفلسطينيين؟
بعد 20 ساعة من المفاوضات، وافق الأسرى الفلسطينيون على تعليق إضرابهم عن الطعام، محققين «80% من المطالب الإنسانية والمعيشية» التي طالبوا بها، كما قال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية «عيسى قراقع».
أسير فلسطيني (المصدر:فرانس برس)
يقضى الاتفاق حسب المسودة الأولى، التي خرجت بعض تفاصيلها متأخرة، بتوسيع معايير الاتصال الهاتفي للأسرى مع ذويهم وفق آلياتٍ محددة، وفيما يتعلق بزيارة الأهل، فقد تم رفع الحظر الأمني المفروض على المئات من أبناء عائلات الأسرى، منهم أكثر من 140 طفلاً لم تسمح إدارة السجون البتة بزيارة آبائهم، كما قضى الاتفاق بتقليص الفترة بين زيارات أسرى غزة من شهرين أو أكثر إلى شهر، إضافة إلى تحسين شروطٍ تتعلَّق بهذه الزيارة، كالسماح بإدخال الملابس والأغراض، وإخراج الحلوى التي يدخرها الأسرى لأبنائهم وأهلهم وغيرها، كما منح الاتفاق الذي وصف بالمبدئي بإضافة التصوير مع الزوجة، والتصوير مع الأشقاء في حال وفاة أحد أفراد العائلة الأب أو الأم.
وكذلك تم إدخال تعديل جذري على نظام بقالة السجن، بحيث تتحسَّن نوعية المنتجات المتوفرة والأسعار، وإدخال خضار مثل الملوخية والبهارات بكافة أشكالها، ومن النقاط المهمة للاتفاق، وجود سيارة إسعاف مجهزة للعناية المكثفة عند سجون النقب وريمون ونفحة كون هذه السجون بعيدة عن المستشفيات، واتفق كذلك على نقل الأسرى إلى سجون قريبة من أماكن سكن عائلاتهم.
وانتزع الأسرى حسب المصادر الفلسطينية، قرارًا بتعيين الأسير «كريم يونس» ضمن أعلى هيئة قيادية لحركة فتح لمتابعة ما نتج عن الإضراب من إنجازات، كما أنه حسب بيان هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني فإنه «تم الاتفاق على إعادة الأسرى الذين كانوا قد نقلوا بداية الإضراب إلى السجون التي كانوا قد نقلوا منها، ورفع العقوبات التي كانت قد فرضت عليهم بداية الإضراب».
ما هي الجهات التي قللت من حجم انتصار الأسرى؟
اشترطت إدارة السجون الإسرائيلية خلال مفاوضات الساعات الأخيرة على قيادة الإضراب عدم تسريب ما سيتم الاتفاق عليه إلى اللجنة الإعلامية المساندة للإضراب.
رسم لـ«مروان البرغوثي» على جدار الفصل العنصري
ويقرأ الأسير السابق والباحث المختص بشؤون الأسرى «عبد الناصر فروانة» في هذا الشرط الإسرائيلي رضوخ إدارة السجن لمطالب الأسرى وإرادتهم، ومخاوفها مما سينشر لكونه سيضعها بموضع المهزوم أمام الرأي العام الإسرائيلي، لذلك «هي تسعى إلى تقليل أهمية ما حققه الأسرى، وتصر عبر إعلامها أنها انتصرت ولم ترضخ لإرادة الأسرى، ولم تلبِ مطالبهم، بغية بث الإحباط لدى الفلسطينيين وإيصال رسالة لهم أن خيار المقاومة المتمثل بالإضراب عن الطعام غير مجدٍ، ولا يجب اللجوء إليه لاحقًا»، حسب فروانة.
يتفهم «فروانة» الموقف الإسرائيلي السابق كما يقول، لكنه يرى تقليل حجم هذا الانتصار من قبل «أبناء شعبنا» كما يسميهم أمرًا غير مفهوم، ويفسر ذلك لـ«ساسة بوست» بالقول: «للأسف، هناك من يقلِّل من حجم الانتصار لأنه لم يشارك أصلًا في المعركة ضد السجان لأسباب مختلفة، وبالتالي لا يريد لهؤلاء الذين خاضوا الإضراب أن يسجلوا انتصارًا باسمهم»، ولا يستثني «فروانة» الفريق الذي راهن على انكسار الأسرى وفشل إضرابهم، ويرى أن هذا الفريق: «فوجئ باستمرار الإضراب وتماسك قيادته وعناصره، وبالانتصار الذي تحقق بعد 41 يومًا، فحاول أن يقلل من أهميته لإفقاد الانتصار مضمونه».
احتجاج تضامني مع الأسرى
من جانبه، يرى أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الإسلامية بغزة «هاني البسوس» أنه بشكلٍ لا يدع مجالًا للشك، فإن السلطة الفلسطينية والفصائل خذلت الأسرى، وهو ما أسفر عن عدم تلبية كل مطالبهم، فبعد إضرابٍ أسطوري لم تلبِ قوات الاحتلال الإسرائيلي كل المطالب وتم تعليق بعضها.
ويبرر البسوس ذلك، بكون إسرائيل لم تجد نفسها تحت الضغط الفلسطيني، لا شعبيًّا ولا فصائليًّا ولا على مستوى التنسيق مع السلطة الفلسطينية، مضيفًا لـ«ساسة بوست»: «الصفقة تمت بالحد الأدنى من المطالب، نتيجة ترك الأسرى وحدهم في المعركة، وعدم قيام الجهات الفلسطينية والحقوقية بما يلزم».
ويرجع «البسوس» التكتيم الذي تبع تعليق الإضراب إلى أنه جاء في الغالب لعدم إحراج السلطة الفلسطينية، لكنه يؤكد أنَّ: «أحد نجاحات هذا الإضراب، أنه أعاد شخص مروان البرغوثي للواجهة السياسية، خاصة بعد انتخابات حركة فتح الداخلية وعدم إعطاء البرغوثي منصب نائب رئيس الحركة، رغم فوزه بالمنصب في تلك الانتخابات». يذكر أن إضراب الأسرى لم يحظَ بأيّ دعم ٍرسميٍّ سياسيّ من قبل سلطة، وهو ما دفع زوجة «مروان البرغوثي» لاتهام «أطراف داخل حركة (فتح) والسلطة الفلسطينية بالقيام بتحرّكات سياسية لإجهاض الإضراب».
معركة الأسرى مع (فتح) تبدأ خارج السجون
منذ بداية إضراب الأسرى، أعلن وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي «جلعاد إردان» أنه لن يتفاوض مع الأسرى، وقال إنه سيتركهم يموتون، لكنه في النهاية خضع لإرادة الأسرى واضطر أن يستجيب لرأي الأجهزة الأمنية ومصلحة السجون، فأنجر اتفاق فك الإضراب.
الرئيس الفلسطيني محمود عباس
يصف المحلل السياسي الملمّ بالشأن الإسرائيلي «فايز أبو شمالة» ما سبق بأنه «موقف نضالي للأسرى كسر عنجهية جلعاد إردان»، ويفسر ذلك بأن الموقف الإسرائيلي الذي تعوَّد أن يُظهر نفسه بمظهر القوي، لا يريد أن يعترف بالانكسار والتراجع أمام صمود الأسرى، ويشير «أبو شمالة» إلى أنه نتيجة ذلك جرى التنسيق بين الأجهزة الأمنية الفلسطينية والإسرائيلية، وبالتعاون مع رئيس السلطة «لإخراج نتائج الإضراب وفق تصوُّر القيادتين، بحيث لا تترك مجالاً للأسرى للتفاخر بالنصر»، حسب «أبو شمالة»، ويتابع القول: «كان الإضراب ضد القرار السياسي الفلسطيني قبل أن يكون ضد الممارسات الإسرائيلية، والقيادة الفلسطينية لا تريد للأسرى أن يظهروا بمظهر القوة والتنظيم الذي يؤثر في حضور القيادة داخل الشارع».
ويوضح «أبو شمالة» خلال حديثه لـ«ساسة بوست» أن معركة إضراب الأسرى عن الطعام انتهت داخل السجون الإسرائيلية لتبدأ خارج السجن، مشيرًا إلى أنّ: «هذه المعركة ولدت كمًّا من الأحقاد والكراهية لن يمرَّ بسهولةٍ على حركة فتح، التي ستشهد فرزًا قويًّا بين من هم مع الأسرى، وبين من هم مع المقاطعة والتنسيق الأمني مع المستوطنين».
يستنتج «أبو شمالة» أن تشهد المرحلة القادمة كثيرًا من التجاذبات السياسية، والتنافس على الشارع الذي بايع الأسرى وعلى رأسهم مروان البرغوثي بالقيادة، وهو الأمر الذي أقلق المستوى السياسي الفلسطيني الذي بدأ يشعر باستخفاف الشارع بموقف القيادة. ويعتبر «أبو شمالة» أنّ مبدأ تسخيف إنجازات الأسرى سياسة مدروسة تريد أن تقول للمواطن الفلسطيني، إن خط المواجهة مع إسرائيل بلا جدوى، ولا سبيل أمام الفلسطينيين إلا التوسل والرجاء.
رغم محاولة التقويض.. إسرائيل تقرُّ بانتصار «البرغوثي»
أصر قائد الإضراب الأسير «مروان البرغوثي»، على عدم تعليق إضرابه عن الطعام حتى ضمان عودة الأسرى المضربين إلى سجونهم، وضمان عدم فرض أية عقوبات عليهم، وقد تمَّ تلبية هذا الطلب، أما الطلب الآخر الذي لم يصل رد إسرائيلي عليه فهو طلبه لقاء الفصائل الفلسطينية ليضعهم في صورة ما حدث، ولذلك قال رئيس نادي الأسير «قدورة فارس»: «إنّ ما جرى هو تعليقٌ مرحليّ للإضراب وليس إنهاءه، من أجل استكمال الحوار حول باقي مطالب الأسرى مع قيادة الإضراب برئاسة مروان البرغوثي».
فلسطيني يحمل لافتة تضامنية
فيما يتعلق بالموقف الإسرائيلي، فإن ما خرج للعلن حتى الآن هو إقرار بأن البرغوثي انتصر في معركة الإضراب، وانتصاره يعزِّز بجدية أن يكون خليفًا محتملًا لعباس، وقد ذكرت ذلك صراحة عدة وسائل إعلام إسرائيلية، منها صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» العبرية، فجاء فيها: «بإمكان جميع الأطراف التحدُّث عن تحقيق إنجازاتٍ مهمة، ولكنّ المنتصر الرئيسي هو البرغوثي، الذي أثبت مرة أخرى أنه الشخصية المفضلة لدى الرأي العام الفلسطيني، وفي أعينهم، خلف طبيعي لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أبو مازن».
أمَّا موقع الإذاعة الإسرائيلية، فقد أكد أنَّ ما أسماه باستجابة إسرائيل الجزئية لمطالب الأسرى «قد تنعكس بصورةٍ إيجابية على شعبية القيادي الفلسطيني مروان البرغوثي، التي ارتفعت بقوة الآن في مختلف الدوائر الفلسطينية»، أما المحلل العسكري لصحيفة (هآرتس) «عاموس هرئيل» فقد أشار إلى أن السلطات الإسرائيلية حاولت خارج جدران السجن تقويض الإضراب، خشية أن يعزز وضع كبار أسرى فتح، وخاصة زعيم الإضراب مروان البرغوثي، مضيفًا: «الإعلان عن إنهاء الإضراب قوبل بتنفُّس الصعداء في الجهاز الأمني الإسرائيلي، لأنّ إنهاء الإضراب مع بداية شهر رمضان يزيل الخطر الكبير من إمكانية أن تتعقد الأزمة في حال وفاة أحد الأسرى المضربين، أو محاولة إسرائيل تغذية الأسرى قسرًا».
من جانبه، يؤكد «محمد اشتيوي» أستاذ العلوم السياسية والإعلام بجامعة فلسطين التقنية (خضوري)، أنّ إسرائيل تقلِّل من انتصار الأسرى بعد فكّ الإضراب؛ لأنَّها تريد الظهور كمحققة لانتصار على الأسرى، وأنها نجحت في إجهاض إضرابهم ولم تقدم لهم شيئًا، وهي بذلك خرجت دون خسائر معنوية تؤثر في سمعتها على المستوى الدولي.
ويرى «اشتيوي» أن إسرائيل تريد إظهار مروان البرغوثي الذي قاد الإضراب بأنه شخص لديه سجل سيئ معها، وأنَّها لن تسمح له بتحقيق أي انتصار، بل العكس تحرص على أن تظهر أنها هي من حققت نصرًا عليه، مضيفًا لـ«ساسة بوست»: «هناك من يقلِّل من انتصار الأسرى من الداخل، إنَّه التيار الفلسطيني الذي لا يريد لمروان البرغوثي تحقيق أيَّ انتصار لأن ذلك يتناقض مع مصالحهم».
Subscribe to:
Posts (Atom)