Saturday, March 1, 2014

عيشوا كالحيوانات وإلا نذبحكم كالحيوانات!

عيشوا كالحيوانات وإلا نذبحكم كالحيوانات!

فيصل القاسم

كان هناك شخص يعيش مع أولاده التسعة وزوجته وحماته وأمه في بيت مُؤجر مؤلف من غرفة واحدة، وحمام داخلي مساحته متر بمتر، ومطبخه عبارة عن طاولة صغيرة. وكان دائماً يتذمر من عيشته التعيسة، وصغر حجم المنزل، فجاءه صاحب البيت ذات يوم، وطلب منه أن يربي له دجاجتين وديكاً في نفس المنزل الصغير مع العائلة، فثارت ثائرة المسكين، لكنه اضطر للرضوخ لطلب صاحب المنزل كي لا يطرده. 
وراحت العائلة تعاني من إزعاج الديك ووسخ الدجاجتين. وكي يزيد الطين بلة عاد صاحب البيت بعد فترة، وطلب من المستأجر أن يربي له عنزة في الغرفة ذاتها، فصارت الدجاجتان تلوثان الفراش بالأوساخ، وأصبح الديك يقاتل العنزة، بينما تثغو الأخيرة ليل نهار. 
ومما زاد في الطنبور نغماً أن صاحب البيت أمر المستأجر المسكين لاحقاً بأن يربي له عجلاً، فزادت محنته معاناة وألماً. 
لكن صاحب المنزل المتغطرس حن على المستأجر بعد طول معاناة وانتظار، فخلصه من الديك والدجاجتين والعنزة والعجل. فطار المستأجر من الفرح، وراح يحدث أصدقاءه عن بيته الفسيح المريح قائلاً: ‘من يوم ما راحوا هالحيوانات الملاعين، وإحنا عايشين مبسوطين مبحبحين’، مع العلم أن البيت بقي على حاله طبعاً.
وهكذا حكاية الحكومات العربية مع شعوبها، فما أن تتذمر الشعوب من وضعها المأساوي حتى تقدم الحكومات على إجراءات أكثر مأساوية وبطشاً وتنكيلاً، فيلهج لسان الشعوب فوراً بالبيت الشهير: ‘رُب يوم بكيت فيه، فلما صرت في غيره بكيت عليه’.
بالأمس القريب ثارت الشعوب للتخلص من الظلم والطغيان وتحقيق الديمقراطية، أو على الأقل من أجل قليل من الأوكسجين، فتكالب عليها القاصي والداني، وجعلها تكفر بالساعة التي ثارت فيها، بعد أن راحوا يحرمونها من أبسط متطلبات ‘مثلث ماسلو[Maslow's Pyramid’، كالأمن والماء والخبز والوقود والكهرباء! 
فمن المعروف أن الإنسان يمكن أن يتخلى عن الكثير من الأمور مقابل أمنه الشخصي، لهذا راحوا ينشرون الفوضى والجرائم في بلدان الثورات كي تتحسر الشعوب على أيام الطغيان الخوالي، وتعود إلى حظيرة الطاعة.
لقد أصبح الآن الحصول على أساسيات الحياة الشغل الشاغل للسواد الأعظم من الشعوب التي ثارت، فالأغلبية منشغلة بالبحث عن الأمن وربطة خبز مجبولة بالرمل والقش، وليتر زيت مغشوش من النوعية العاشرة، وكيلو طماطم نصفه عفن، ورطل أرز مخلوط بالحصى. كم تنطبق كلمات بيرم التونسي على يومنا هذا وهو يشتكي من رداءة السلع وارتفاع ثمنها:
الأكل والشرْبْ في أيدْ اللومَنجِيٌه
والطماعين اللي غلوا الملح والمَيٌهْ
والغشاشين اللي فاقوا ع الحرامية
الشاي بالمفتشر مخلوط ملوخية
والبن فيه الشعير تسعين في الميه
والعيش برملة وطينة يا مناخليه
واللحم معروض بدون أختام رسمية
والميه هيه اللبن ولا اللبن هيه
أفاعي متَسيبَةْ من غير رفاعية
ودنيا مترتبة ترتيب فلاتيه’.
لكن حتى هذه السلع الرديئة أصبحت صعبة المنال في بعض البلدان الثائرة، خاصة وأن ثمن ربطة الخبز ارتفع بشكل مذهل، مما جعل الناس يقولون: لم نعد نريد لا حرية ولا ديمقراطية ولا حقوق إنسان ولا بطيخ. نريد فقط أن نأكل ونشرب. لا بل نحلم بالعودة إلى تلك الأيام الجميلة التي عشناها في الماضي، مع العلم أنه كانت أيام ازفتب. لكن ما الذي أجبرك على المر سوى الأمر منه؟ لقد غدت لقمة العيش االيابسةب والشعور بالأمن أهم من أي شيء آخر.
بدأ ملايين العرب يعودون عملياً إلى الدرك الأسفل من امثلث ماسلو الشهير، الذي يقسّم حاجات الإنسان إلى خمسة مستويات، هي الحاجات العضوية كالماء والغذاء والمأوى والتدفئة وغيرها من الاحتياجات الجسدية، ثم السلامة والأمان، الحب والانتماء، الاحترام والتقدير، وفي النهاية تأتي قمة الهرم، وهي تحقيق الذات، وهي أن تشعر بأنك قد حققت غاية أهدافك في الحياة، وأنك قد وصلت إلى قمة ما كنت تتمناه لنفسك.
ولا يمكن لأي مستوى أن يتحقق إلا إذا تحقق ما قبله، فعندما يحقق الناس احتياجاتهم الأساسية يسعون إلى تحقيق احتياجات ذات مستويات أعلى. فإذا كان الإنسان جائعاً، أو عطشاناً، أو أن جسده مختل كيميائياً، فإن كل طاقاته تتجه نحو إصلاح العلة، وبالتالي تظل باقي الاحتياجات الأخرى معطلة لصالح المعتل منها.
وتــُصنف الاحتياجات الدنيا تحت مسمى ااحتياجات العوَّز′، بينما يُصنف المستوى الأعلى تحت ااحتياجات النموب. بعبارة أخرى، فإن الحاجات الأعلى في هذا الهرم تدخل حيز اهتمام الإنسان فقط عندما يحقق الحاجات الأدنى منها تحقيقاً مُرْضياً، وبينما تسبب قوى النمو تحركاً باتجاه الأعلى في الهرم، تسبب القوى الانكفائية تحركا للحاجات الغلاّبة نحو الأسفل.
ولو طبقنا ‘تقسيمات ماسلو’ على الإنسان العربي في بلدان الربيع العربي الآن لوجدنا أنه عاد عملياً ليراوح في الدرك الأسفل من المثلث بعد أن غدا همه الأول والأخير إشباع الحاجات الأساسية من مأكل و مشرب وملبس ومأمن. ولتذهب الحرية والكرامة والديمقراطية إلى الجحيم!
كيف نتوقع من الشعوب العربية المعدمة أن ترتقي بأنفسها وبأوطانها إذا كانت، حسب التقارير الدولية، قبل الثورات تنفق أكثر من تسعين في المائة من دخلها على حاجاتها العضوية فقط، أي الغذاء، بينما تنفق الشعوب المتقدمة عشرة في المائة فقط على الطعام، ويبقى لها حوالي تسعين في المائة من رواتبها لتطور نفسها ثقافياً واجتماعياً واقتصادياً. بعبارة أخرى فإن ملايين العرب غدوا مجرد عبيد لبطونهم ولطواغيتهم، هذا إذا استطاعوا أصلاً أن يملأوا بطونهم وسط الانهيارات الاقتصادية المخيفة، والغلاء الرهيب وانحسار الموارد والفوضى الرهيبة المتعمدة التي نشرتها السلطات لإخضاع الشعوب المطالبة بحريتها وكرامتها.
لقد قال السيد المسيح: ‘ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان’. وكان يقصد أن الإنسان ليس جسداً فقط، بل هو روح ونفس أيضاً. وهكذا يحتاج الإنسان، لكي يستمتع بحياته، إلى التوازن بين الاهتمامات الجسدية والاهتمامات الروحية. 
فلا ينشغل بحاجات الجسد من مأكل ومشرب وملبس وإشباع الغرائز فقط على حساب النفس والروح. 
لكن ماذا تفعل الشعوب العربية، التي تريد أن تحيا بالخبز وحده، لكنها لا تجده الآن بعد أن جعله المتكالبون عليه في الداخل والخارج حلماً بعيد المنال؟ ‘تريدين الخبز أيتها الشعوب’:
يصيح طواغيتها وكفلاؤهم في الخارج: ‘حسناً، سنعطيك الخبز والماء، وأحياناً الكهرباء، لكن بشرط أن تعودي إلى زريبة الطاعة. وإذا ركبت رأسك، فسنقطعه’. هذا ما يحدث الآن حرفياً في بعض بلدان الربيع العربي، وخاصةسوريا. فإما أن ينجح مخطط التركيع والتجويع والذبح، أو أن الشعوب تفهم اللعبة الحقيرة، وتردد مع بنجامين فرانكلين: ‘من يُضحي بالحرية من أجل الأمن لا يستحق لا الأمن ولا الحرية’.

البرنامج - موسم 3 - الحلقه 4 كامله

A GREAT PROGRAM!

Egypt's unsustainable 'republic of fear'



Testimonies detailing the torture that takes place at Egyptian police stations and prisons are appalling, writes the author [EPA]

Will the counter-revolutionary forces manage to give a new lease of life to the 'republic of fear'?

Al-Jazeera

In Egypt, a woman gave birth to her child while her hand was chained to bed in a public hospital. Another man died two days after being electrocuted in a police station. In Egypt, the political prisoner will be branded as a criminal, get tortured and humiliated without being sent to a court for a fair trial. Meanwhile, some pro-government politicians and intellectuals would shamelessly make up excuses for such brutality.
According to the WikiThawra, an independent website that documents cases of death, injury, and detention that have occurred in Egypt since the January 25, 2011 uprising, the number of detainees since the July 3 coup and until last December reached around 21,000.
Inside Story - Egypt: Another era of military rule?
Amnesty International stated that more than 300 children have been detained over the last six months. The Daily Telegraph reported a few cases on February 15. One of the detainees noted that prisoners are crammed into tiny cells and are presented food full of insects. They are also deprived of using the toilet.
Insolent regime
Undoubtedly, the testimonies detailing the torture that takes place at Egyptian police stations and prisons are appalling. In a letter from activist Khaled al-Sayed to his wife during his detention, he described the Azbakia police station, where he was detained, as a "slaughterhouse where torture sessions of detainees take place every day...  detainees are forcibly stripped of their clothes, beaten and electrocuted  on sensitive parts of their bodies". This testimony triggered a reaction from several human rights organisations that demanded an for investigation into the torture cases. Their calls, however, fell on deaf ears.
On the 3rd anniversary of the January 25 revolution, more  than 1000 Egyptians were arrested  in a single day, according to statements issued by  the Egyptian interior ministry. One released detainee stated: "I noticed that the walls of the cell were smeared with blood… I was beaten so hard that I was thrown from one side of the room to the other. I was slapped on my face, beaten on my head and cursed for criticising the police and army."
This is not to mention the physical and sexual harassment committed against many detained women. According to the same detainee, a young girl was beaten and harassed: "One of the girls told me later that the officer took off his shoes and beat her all over her body and on her face with them."
What is more atrocious than torture crimes against detainees in Egypt, is the justifications provided by pro-military media outlets. For example, one TV commentator shamelessly defended the detention and treatment of the pregnant woman claiming "she is a convict and should not be allowed to flee". Upon the woman's release, a video of her went viral around social media. However, that commentator did not apologise for his reprehensible statement. Worse still was a comment made by the assistant interior minister for human rights affairs who claimed that "torture does not take place in Egyptian prisons" only to be mocked on Facebook and Twitter.
What is happening in Egypt since the July 23 coup is a desperate attempt by the counter-revolutionary forces to reestablish another 'republic of fear' that was overthrown by the January 25 revolution.
It's hardly surprising that the pro-state media struggled to  disseminate such low quality propaganda, as  it has  traditionally turned its back on any code of ethics and showed no respect for values such as integrity and accuracy in its news coverage. Nor is it a novelty  for an official to make such an assertion when his ministry is responsible for the deaths of hundreds and the detention of thousands over the last few months.
Yet, what's most striking  in this terror tales of torture in Egyptian prisons is the position embraced by the so-called "liberals" and "secularists" on the issue of  torture. It is disgraceful how while some of them took refuge in silence and declined to comment  on the gross human rights violations as if they live in a different country, others busied themselves with  looking for excuses and arguments that justify the police brutality under the guise of a "war on terror".
They are the same pseudo-liberals who backed the military coup since July 3  after their dismal failure to provide a viable alternative to Islamists or  even form a genuine opposition bloc to face the comeback of the authoritarian state. 
The torture file in Egypt, is not isolated from the systematic and deliberate targeting  of  human rights organisations and activists that kept defending the rights of Egyptian detainees and political prisoners under the present regime.

High-profile state organs, and their media stooges, are launching a feverish campaign against many human rights activists working in Egypt, for the simple  reason that they keep unveiling the Egyptian interior ministry’s practices and violations.
Normalising repression
Most alarming is the regime's attempt to enshrine arbitrary mass torture as fair and legitimate in the collective memory of Egyptians. Not surprisingly, many Egyptians have become willing to tolerate repression and torture as they believe that protesters are "a threat to the security of the nation and a part of an international conspiracy". In fact this statement has been so extensively used to suppress any opposition to the current regime that it has become somewhat cliche.
The current scale of torture in Egypt resembles cases from other countries that spent decades under dictatorial rule and ended cruelly such as Saddam Hussein's Iraq, Gaddafi's Libya, and Assad's civil war in Syria. It should come as no surprise that the Organisation for Economic Cooperation and Development (OECD) listed Egypt among the perilous states in its 2014 report citing the increased violence, instability, brutality, and the political exclusion of any opposition.
What is happening in Egypt since the July 23 coup is a desperate attempt by the counter-revolutionary forces to reestablish another "republic of fear" that was overthrown by the  January 25 revolution. They are seeking revenge over  what happened to  the Egyptian interior ministry on January 25, 2011, when its walls collapsed in front of the youth revolution.
 
This will not happen. N
ot only  because time  is overdue for such condemned practices, but also  because those who had toppled  two Egyptian regimes in less than 3 years, are capable of doing that anew, however long that may take. Their struggle will continue until their  demands for freedom, dignity and social justice are  fulfilled.

Friday, February 28, 2014

فلسطين الجديدة في أفكار كيري



سيرة الأميركيين
فلسطين بفكر كيري
الأمن إسرائيليا وفلسطينيا
حق العودة
أين الفلسطينيون والعرب؟
قام الأميركيون منذ العام 1967 بآلاف الجولات الاستطلاعية والتفاوضية في المنطقة العربية الإسلامية بحثا عن تسوية للقضية الفلسطينية، ولم يسأموا، وما زالت جولاتهم مستمرة.
 
مؤخرا برز اسم جون كيري وزير الخارجية الأميركي الذي بدا بهمة عالية ونشيطا ومُصرا على وضع إطار جديد يتفق عليه الإسرائيليون والسلطة الفلسطينية كبادرة أفق جديد نحو تسوية نهائية.
لم ينجح كيري حتى الآن تماما، لكنه كما يبدو ذلل بعض الأمور والعقبات، وفتح بابا نحو اتفاق جديد شبيه باتفاق أوسلو.

سيرة الأميركيين
بدأ التدخل الأميركي في المسألة الفلسطينية في نهاية القرن التاسع عشر عندما ضغط السفير الأميركي على الباب العالي في الآستانة لتسريب آلاف الدونمات من الأراضي الزراعية في فلسطين لليهود، واستمر بعد ذلك ليبلغ الصلف والوقاحة في عهد الرئيس الأميركي هاري ترومان الذي أيّد الدور البريطاني في تهويد فلسطين، وأصر على هجرة مئات آلاف اليهود من أنحاء العالم إلى فلسطين.
بدأ التدخل الأميركي في المسألة الفلسطينية نهاية القرن التاسع عشر عندما ضغط السفير الأميركي على الباب العالي في الآستانة لتسريب آلاف الدونمات من الأراضي الزراعية في فلسطين لليهود
دخلت فرنسا على الخط في دعم إسرائيل بعد قيامها، لكن الأميركيين حلوا محلهم بعد حرب يونيو/حزيران 1967، وأخذوا يقدمون كل أنواع الدعم الاقتصادي والأمني والعسكري والدبلوماسي والسياسي لإسرائيل على حساب الفلسطينيين والعرب.

لقد مكنت أميركا إسرائيل من رقاب العرب، وساعدت بقوة في دحرهم عسكريا في ميادين القتال، ولم ير الفلسطينيون من الأميركيين خيرا قط، ومكانة القضية الفلسطينية أخذت تتدهور مع كل تدخّل أميركي، وبدا واضحا مع الزمن أن الأميركيين ليسوا حكما أو وسيطا وإنما هم طرف في المعادلة الأميركية.

إنهم أعداء للفلسطينيين والعرب والمسلمين، ومنحازون تماما وبكل قوة للإسرائيليين. ولهذا أخذت فلسطين تتقلص مع الزمن في مساحتها وفي أعداد الفلسطينيين الذين يمكن أن تشملهم مشاريع الحلول المطروحة.

قدم الأميركيون مساعدات مالية للسلطة الفلسطينية، لكن هذه المساعدات كانت وما زالت مشروطة بتقديم تنازلات سياسية، ولم تكن يوما بهدف بث القوة في أوصال الفلسطينيين لمواجهة التحديات.
فلسطين بفكر كيري
قضمت فلسطين من بلاد الشام في اتفاقية سايكس بيكو الاستعمارية عام 1916، ودوِّن ذلك دوليا عام 1922 في صك الانتداب الصادر عن عصبة الأمم، وبذلك تقلصت بلاد الشام وتقلص شعبها، إذ أخرج الشعب الفلسطيني ليواجه مصيره منفردا بعيدا عن الشعب الشامي في الأردن ولبنان وسوريا الصغرى، حيث أعطت الفلسطينيين 44% من مساحة فلسطين الانتدابية (أي فلسطين التي رسم حدودها الاستعمار البريطاني)، وأعطت اليهود 53% رغم أن اليهود كانوا حوالي ربع سكان البلاد عام 1947.

تقلصت نسبة الفلسطينيين إلى حولي 23% بعد حرب العام 1948 وهزيمة الجيوش العربية دون أن تحرك الأمم المتحدة ساكنا دفاعا عن الفلسطينيين.

ثم تقلصت المساحة بمقدار 1.5% بعدما تنازل ملك الأردن في اتفاقية الهدنة عن جزء من منطقة المثلث لإسرائيل، وذلك من أجل توسيع خصر إسرائيل النحيل.

ثم جرى تقلص آخر بعد حرب عام 1956 واستيلاء إسرائيل على المنطقة المحايدة بين فلسطين وسيناء وطرد سكانها البدو.

التنازل الأكبر تم من قبل الفلسطينيين أنفسهم في اتفاق أوسلو الموقع عام 1993. الفلسطينيون لم يقلصوا مساحة فلسطين فقط وإنما حصروها تماما في الأرض المحتلة عام 1967، وبدؤوا يستعملون تعبير الأراضي الفلسطينية أو شطري الوطن للدلالة على الضفة الغربية وقطاع غزة، وبذلك اعترفوا بأن جزءا من الأرض المحتلة لم يعد فلسطينيا.

أما كيري فيأتي الآن بما هو أسوأ من الحصر الفلسطيني. إنه يطالب الفلسطينيين -وبالتأكيد معهم العرب- بالاعتراف بيهودية الدولة. وهذا يعني أن فلسطين يهودية، أو على الأقل تلك المناطق التي يشار إليها الآن على أنها إسرائيل.

وبما أنها كذلك فإنه لا يوجد في إسرائيل مقدسات إسلامية ومسيحية، والاعتراف يفتح المجال أمام إسرائيل لهدم المسجد الأقصى وقبة الصخرة وكنيسة القيامة بغطاء قانوني دولي، ويفتح المجال أمام إسرائيل لطرد الفلسطينيين الصامدين على أرضهم في الأرض المحتلة في 1948، ويلغي حق اللاجئين بالعودة وإلى الأبد.

كما ينتزع كيري الأغوار من مساحة الضفة الغربية، والتي تبلغ حوالي 2000 كم2 أو ثلث الضفة الغربية، ويقتطع حوالي 80% من مساحة الأرض التي تشكل محيط المستوطنات، وبغطاء قانوني.

في مشروعه هذا، كيري لا يعتدي على الأرض فقط وإنما يعتدي على وجود الشعب أيضا. إنه لا يكتفي يتغير الهوية السياسية للأرض ويجعلها يهودية إسرائيلية فقط، وإنما يعمل أيضا على إلغاء هوية الشعب الفلسطيني ومطاردته من أجل أن يكتسب هويات أخرى تلغي حقوقه وأصالته وتاريخه ووطنيته.

إنه يحاول إنجاز ما عجزت عنه إسرائيل والدول الغربية والأنظمة العربية بعد قيام دولة إسرائيل.
الأمن إسرائيليا وفلسطينيا
في كل جولاتهم في المنطقة، دأب الأميركيون على وضع الأمن الإسرائيلي أولوية على مختلف القضايا، وكانوا دائما يصرون على العرب بضرورة التقيد بالمتطلبات الأمنية الإسرائيلية والحرص عليها وإلا فقدوا المعونات الأميركية وجلبوا على أنفسهم الغضب الأميركي.
دأب الأميركيون على وضع أمن إسرائيل أولوية، وكانوا دائما يفرضون على العرب  التقيد بالمتطلبات الأمنية الإسرائيلية والحرص عليها وإلا فقدوا المعونات الأميركية وجلبوا على أنفسهم الغضب الأميركي
ولهذا رأينا لاحقا جيوشا عربية قد تحولت وظيفتها من الدفاع عن الأوطان العربية وصد العدوان إلى الحفاظ على أمن العدو وإبقاء الأرض العربية خارج السيادة العربية.

الجيش الأردني مثلا يقف حارسا على حدود إسرائيل الشرقية رغم أن النظام الأردني هو الذي هزم عام 1967 وأضاع الضفة الغربية.

أما الجيش المصري فارتضى لنفسه البقاء خارج سيناء متنازلا عن السيادة المصرية عليها، وانتظار الإذن الإسرائيلي بالعمل داخل سيناء عسكريا إن اقتضى الأمر كما يحصل الآن.

في كل محادثاتهم مع الفلسطينيين، هناك إصرار أميركي لأن يوظف الفلسطينيون المزيد من الجهود للدفاع عن الأمن الإسرائيلي، والفلسطينيون لا يدخرون جهدا في القيام بالتزاماتهم حيال الأمن الإسرائيلي، أو كما قال رئيس السلطة الفلسطينية إن الشغل الشاغل للأجهزة الأمنية الفلسطينية هو الدفاع عن الأمن الإسرائيلي.

من الذي يعتدي؟ إسرائيل هي المعتدية باستمرار ومعها الولايات المتحدة التي تقدم لها كل أنواع الدعم. الفلسطينيون هم الذين يحتاجون الأمن، ويحتاجون لحماية من العدوان الإسرائيلي المستمر وليس العكس.

ورغم ذلك، لا أحد يتكلم عن الأمن الفلسطيني، لا من قيادات فلسطين ولا من قيادات العرب، وبات من المسلّم به أنه لا أمن للفلسطينيين، وأن أمنهم إن وجد لا يتحقق إلا من خلال دفاعهم عن الأمن الإسرائيلي، أي بعدما يسلمون تماما أن كل الحق لإسرائيل ولا حقوق للفلسطينيين، وأن الأمن لأصحاب الحقوق فقط دون الذين لا يملكون حقوقا.

وعليه، فإن مشروع كيري لا ينطوي فقط على استمرار الأجهزة الأمنية الفلسطينية بالقيام بواجباتها تجاه إسرائيل، وإنما يشمل حرية التعبير والتنقل والاجتماع والهمس واللمز.

أي سيصبح من مهام السلطة الفلسطينية وضع حد لحرية التعبير واعتبار الذين يتحدثون أو يكتبون ضد إسرائيل محرضين وتقديمهم للمحاكمة.

ويعني أيضا تحريم الاعتصامات والاحتجاجات مثل مسيرات يوم الجمعة ضد الجدار، والاعتصامات الخاصة بمطالبات تحرير الأسرى، أي يجب وضع الفلسطينيين في أقفاص نتنة من التغييب التام والإلغاء، الأمر الذي ينسجم مع البند السابق حول إلغاء الشعب المصاحب لتهويد الأرض.
حق العودة
رغم أن الدول الغربية لا تتوقف عن الحديث عن حقوق الإنسان تحت الأنظمة الاستبدادية، لكنها لا تريد أن تعترف بحق الفلسطينيين في العودة.

هذه دول تدافع دائما عن حق اللاجئين في العودة إلا حق اللاجئين الفلسطينيين، فهي ربما ترى أن الفلسطينيين ليسوا لاجئين أو ليسوا بشرا، وهذه الدول تحدثت في قرار مجلس الأمن رقم 242 عن حل مشكلة اللاجئين حلا عادلا دون أن تذكر من هم اللاجئون.

وقد فسرت إسرائيل في حينه هذا البند على أنه يشمل اللاجئين اليهود الذين تركوا الدول العربية وفضلوا الهجرة إلى إسرائيل. هذا التفسير يعود للحياة من جديد مع جولات كيري، إذ تطالب إسرائيل بتعويض اليهود الذين هاجروا، أو تهجير الفلسطينيين إلى حيث كان اليهود واعتبار ذلك تعويضا معقولا لهم.

لا يطرح كيري أو غيره حق العودة المتبادل، فإذا كان اليهود من أصل عربي في إسرائيل لاجئين فإنه من الممكن أن يعودوا إلى البلدان العربية ويسلّموا ما يدّعون ملكيته الآن للاجئين الفلسطينيين. أي لماذا لا يكون الحل عودة مقابل عودة وليس تعويضا مقابل تعويض؟
لا يطرح كيري حق العودة المتبادل، فإذا كان اليهود من أصل عربي في إسرائيل لاجئين فإنه من الممكن أن يعودوا إلى البلدان العربية، فلماذا لا يكون الحل عودة مقابل عودة وليس تعويضا مقابل تعويض؟
لا يبدو أن كيري يحاول تصفية القضية الفلسطينية فقط، وإنما يعمل على تصفية الشعب الفلسطيني أيضا، إلغاء الشعب الفلسطيني. ربما عرف الأميركيون المثل العربي القائل "ما ضاع حق وراءه طالب،" فأيقنوا أن استتباب الأمور لإسرائيل تماما يتطلب تغييب الشعب الفلسطيني بتوزيعه على بقاع الأرض وتأكيد يهودية دولة إسرائيل.
أين الفلسطينيون والعرب؟
هم لا يبحثون عن حلول وإنما يبحثون عن الأرض وإلغاء الشعب. والمشكلة أنه لم يظهر علينا عربي أو فلسطيني يقول "لا" لكيري، ويضع الأمور في نصابها العادل. حتى إنه لم يقم أحد بإبلاغ الشعب بدقة عن الأفكار التي يأتي بها كيري، ويترك العرب والفلسطينيون أمر الإعلان عن خطط كيري للإسرائيليين والأميركيين، وهذا جزء من الخيانة العربية والفلسطينية التي تعمل دائما على إبقاء الشعب في عمى معرفي، وتتركه عرضة لاجتهادات وسائل الإعلام ومناوراتها.

لم نسمع فلسطينيا واحدا من طواقم التفاوض ينادي بحق العودة، أو يصر على أمن الفلسطينيين، وكل ما رأيناه وسمعناه ينحصر في تصريحات إعلامية واهية لا تحمل أي معلومات.

واضح أن القيادة الفلسطينية ومعها قيادات الأنظمة العربية متواطئة مع الأميركيين، وأن سلوكها السياسي لن يختلف عما مضى، وستقبل كل هذه الأطراف العربية المزيد من الإهانات وستقدم المزيد من التنازلات، وعلى شعب فلسطين أن يدفع الثمن دائما.

الحل هو أن يقف الشعب الفلسطيني مدافعا عن نفسه، وإن لم يصنع ساعِدُه له الصمود والتحدي، فلن يصنعهما له أحد.

لقد تجاوزت القيادات الفلسطينية كل المحرمات، وأصبحت جزءا من المعادلة المعادية للشعب الفلسطيني، وللأسف لم يعد موجودا الآن ذلك الشعب الفلسطيني الصامد الصابر الذي تحمل الشدائد والآلام، ولا مجال أمامه إلا أن يعود إلى نفسه شاهرا سيفه من جديد إذا شاء لحقوقه أن تحترم.

Freed Bahraini Activist Zainab Alkhawaja on Her Year in Prison, Continued Detention of Her Father

Democracy Now!

"We go to Bahrain to speak with human rights activist Zainab Alkhawaja, just after she was released from prison by the Bahraini government. "One year in prison is nothing," Alkhawaja says of her time behind bars. "Because it’s nothing compared to what we’re willing to sacrifice for our goals, for democracy in our country." On March 3, she could be sent back to prison after appearing in court to face charges of damaging police property, defacing a picture of the king and insulting a police officer. Her father, longtime activist Abdulhadi Alkhawaja, remains behind imprisoned, serving a life sentence. Bahrain is a U.S.-backed monarchy that is home to the U.S. Navy’s Fifth Fleet, which is responsible for all naval forces in the Gulf. Alkhawaja’s release came on the heels of rallies marking the third anniversary of the pro-democracy protests that began on Feb. 14, 2011....."

OP-ED: Washington’s Anemic Resolve on Egypt’s Human Rights

Egypt's military rulers have set security solutions over political ones. Credit: Cam McGrath/IPS
Egypt's military rulers have set security solutions over political ones. Credit: Cam McGrath/IPS
WASHINGTON, Feb 27 2014 (IPS) - The unexpected resignation of Hazem al-Biblawi, Egypt’s interim prime minister, and his government this week and the appointment of Ibrahim Mehlib, a Mubarak-era industrialist, as a new prime minister seem to pave the way for Field Marshal Abdul Fattah al-Sisi’s anticipated presidential bid.
These intriguing government shuffles, however, fail to hide the reality of the military junta’s repression and massive human rights violations.
Washington has a huge reservoir of “soft power” in the region, which it could and should use to bring about democratic transitions.
The politically motivated indictments, trials, and convictions of regime critics, including journalists, academics, entertainers, comedians, and ideologically diverse political activists have cut across large segments of Egyptian society. The regime’s initial claim that repressive measures were necessary to uproot the Muslim Brotherhood and its supporters and decapitate its leadership is no longer believable.
The military junta is determined to live its “fascist moment,” in the words of Professor Augustus Richard Norton of Boston University, and to maintain its grip on power come what may. Sisi doesn’t seem worried about a potential loss of U.S. military or economic aid because he expects Saudi Arabia and Russia to fill the gap.
Perhaps the real reason that underpins his lack of concern about losing U.S. aid is the belief that the Obama administration would not certify to Congress that the junta has not made any progress toward democracy. Washington would not want to lose Egypt, which means military aid will continue; hence, no certification.
While Sisi presents his leadership style to many Egyptians as a combination of the late President Gamal Abdel Nasser and Russia’s current ruler Vladimir Putin, many in the region and in Washington are asking one key question: Does the Obama administration have the will and credibility to halt Egypt’s deepening dictatorship and promote human rights and freedom of expression?
This is a fair question since President Barack Obama has invoked U.S. democratic values in supporting the revolution that toppled Mubarak, in urging the Bahraini regime to engage the opposition in meaningful dialogue, and in calling for an end to the Assad regime in Syria. Additionally, most observers believe the international community cannot act decisively on behalf of human rights in any of these countries without U.S. leadership.
I have argued in the past two years in this space and elsewhere that Washington has a huge reservoir of “soft power” in the region, which it could and should use to bring about democratic transitions. Democratiation would reflect U.S. values and serve U.S. interests. Other regional experts advocated a similar approach.
The Obama administration has lost much of its credibility in the region, particularly in Egypt. It worked closely with the Mubarak regime and then abandoned him in favour of the revolution in January 2011.
Washington supported Mohamed Morsi’s presidency because he was the first ever freely elected president of Egypt. Yet the Obama administration failed to condemn his removal in a military coup led by Sisi. In fact, the administration went through all kinds of rhetorical hoops and gymnastics in order to avoid calling the military coup by its real name — a coup.
Washington has also remained silent in the face of ongoing state persecution of journalists and nationally known academics. Some academics have spent time in Washington, D.C. and other U.S. cities in the past three years consulting with U.S. officials about the prospects of democracy in Egypt.
Sadly, they are no longer walking in Washington’s halls of power but languishing in Egyptian jails.
Several factors could explain Washington’s apparent paralysis when it comes to Egypt. First, according to media reports, much uncertainly seems to characterise the administration’s policy debates on the Middle East but particularly on Egypt. The constant attempt to resolve the Values versus Interests dichotomy has left the national security community within the administration rudderless, creating an impression of impotence, confusion, and a lack of direction.
Second, the administration’s vacillation on Syria — whether to pursue a diplomatic or a military solution to the conflict — has rendered the United States a “paper tiger” in the eyes of Arab publics. Most of the world had expected Obama to strike Syria, but instead he took the case to the U.S. Congress with the promise that Syria would destroy its chemical weapons.
Syria’s delivery of the weapons for destruction has stalled, and the Geneva talks have failed. The Assad regime was playing for time, and Washington is left holding an empty bag.
The statements and rationalisations that Secretary of State John Kerry made in his TV interview with MSNBC’s Andrea Mitchell on Feb. 26 were a pallid display of the administration’s pendulous position on Syria and by extension on Egypt. When Mitchell pushed Kerry about the human tragedy in Syria and the regime’s use of its air force to drop “barrel” bombs on the population, he demurred and said that all options are on the table.
The pro-democracy convictions Kerry expressed in the interview in support of the anti-regime uprising in Ukraine were totally absent when he spoke on Syria and other “Arab Spring” countries.
Third, Obama’s upcoming visit to Saudi Arabia must have been preceded by intense efforts at appeasing the Saudis and allaying their doubts about U.S. resolve on Syria. A palatable visit from the Saudi perspective would be for the U.S. president to support the Sisi coup and keep U.S. military aid flowing to the Egyptian military.
The Saudis also would urge Obama to ease up on the Al Khalifa regime in Bahrain and be wary of Iran’s perceived charm offensive.
The pessimistic assessment of the administration’s policy oscillation could be reversed if Washington compels Syria to ground its air force and if it publicly and unequivocally demands that Sisi chart a clear pathway to democracy.
Supporting democracy in Ukraine reflects U.S. values and serves Washington’s national strategic interests. This should be the default position toward Egypt as well.

الأسباب غير الاقتصادية في الثورة السورية.. عن الخبز والحرية


انصب التركيز أثناء الفترة الماضية من عمر الثورة على الحرية، ولا شك في أن الحرية ضرورة في ظل سلطة استبدادية شمولية حظرت السياسة عقودا واستحكمت الأجهزة الأمنية بكل شيء، وعملت على "تنميط" الشعب وفق منطقها من خلال الخطاب الموحد والزي الموحد والمؤسسات "الموحدة"، أي التي تخضع للأجهزة الأمنية، من النقابات إلى الاتحادات إلى المؤسسات، وأيضا منظمات الطلائع والشبيبة، وحتى "الجبهة الوطنية التقدمية".
إذن، كل هذا العبء على الشعب سوف يشعره بالكابوس الذي يجثم عليه، ويؤسس لحالة خوف وهلع من الميل إلى السياسة.

وكان الهدف من الاعتقال الطويل لكل من ينشط في حزب ليس تدمير الحزب فقط بل "تربية المجتمع"، حيث إن الخروج على السلطة يعني السجن الطويل أو حتى القتل.

وهذا ما كان يبعد الشعب عن السياسة، ويحصر السياسة في مجموعة قليلة من الناشطين، والذي أدى مع العنف المستمر الممارس ضد كل من يحمل رأيا أو ينضوي في حزب، إلى أن تحدث قطيعة بين الشباب والأحزاب التي بدا أنها تضم مجموعة من "كبار السن".
عبء السلطة الأمنية على الشعب كان يظهر من خلال الممارسات اليومية، حيث كانت الحاجة للموافقة الأمنية ترافق المواطن من الولادة إلى الممات، مرورا بالمدرسة والجامعة والعمل، وكل أشكال الحياة اليومية.
وعي الحرية هو الذي يدفع إلى الثورة من أجلها كما في بلدان أوروبا الشرقية، وهذا لم يتأسس في "الوعي الشعبي" بعد لأنه يكرس القمع وينفي الحرية
هذا هو العبء الحقيقي الذي كان يشعر به الشعب، والذي كان يؤسس الاحتقان ضد السلطة كسلطة، أي أن العبء أتى من طريق الحياة العادية وليس من طريق السياسة، من المعيش وليس من الوعي والفهم، من الممارسة الضدية وليس من وعي معنى السلطة، وفهم تكوينها.

والسلطة وهي تفعل ذلك دمرت السياسة في المجتمع أولا، لا يتعلق الأمر بالأحزاب التي دُمرّت فعلا، بل يتعلق بالثقافة السياسية كذلك، ودمرت الثقافة عموما ثانيا، حيث انهار التعليم وتسطحت كل المسائل التي تتعلق بالمعرفة العامة تحت شعار "تبعيث التعليم"، وبات خطاب الرئيس هو أساس دراسة الفلسفة والاجتماع والتاريخ والجغرافيا واللغة، وحتى الدين، وهو في كل الأحوال "خطاب سياسي" (بمعنى حدثي لا يتضمن أي عمق معرفي)، وبالتالي هيمن "الوعي التقليدي" البسيط على قطاع كبير من الشباب (وكان يتخذ في الفترة الأخيرة طابعا دينيا).
ولكن قادت أزمة فقدان المقدرة على التوظيف (حتى في الدولة كما كان يجري سابقا) وتضخم عدد طالبي العمل من خريجي الجامعات إلى ترك الأجيال الجديدة التعليم في مراحل مبكرة، وهو الأمر الذي زاد من نسبة الأمية كثيرا، وبالتالي أبقى "الوعي التقليدي" مسيطرا على قطاعات مهمة من هؤلاء.

لا بد من ملاحظة أن "الوعي التقليدي" هو وعي غير سياسي، وضد السياسة، نتيجة الموروث الطويل لـ"رهاب السلطة" الذي انبنى على الخوف من السلطة ذاتها، وهو ما أسس لوجود "مجتمع طبيعي" هم البشر الذين يعيشون حياتهم "الخاصة" التي تسمى "حياة اجتماعية"، ويؤسسون "وعيهم" وعلاقاتهم على أساسها.

وهنا ينشأ "الوعي الشعبي" والعلاقات "الشعبية" في إطار البيئات الاجتماعية، العائلة والمنطقة والقرية أو المدينة، وهو التكوين غير السياسي رغم أنه يتلقى ضغوط السلطة وتحرشاتها، وهو تكوين يفرض الهرب من السياسة كثقافة وكمتابعة بشكل عام، وبالتالي يصبح المجتمع في وضع من "يتقي شر السلطة" رغم أن ضغوطها تؤسس احتقانات متعددة.

هنا كان الاحتقان من تغوُّل السلطة يوقفه الخوف منها من جهة، ومن جهة أخرى كان يقود إلى غياب السياسة (بالمعنى الحزبي والمعرفي) في المجتمع (حتى حزب البعث كان قد هجر السياسة من زمن طويل، وأصبح حزب مصالح).

بالتالي قاد عبء السلطة الذي يراكم الاحتقان إلى التفكير بالتخلص منها، لكن دون وعي سياسي، ولهذا لا يقود إلى تفجّر الشعب في ثورة، بل يجري التكيف مع تغول السلطة ما دام "الوضع الطبيعي" محتملا، أي ما دامت مقدرة الشعب على تحمّل العيش قائمة، وهو الأمر الذي حكم الشعب لعقود، حيث كان الهروب من مواجهة السلطة هو الموقف الأساس، رغم الاستبداد الذي طال الأحزاب السياسية والضغط الأمني وتدخلات الشرطة في حياة الشعب.

طبعا في ظل هذا الوضع لم يكن معنى "الحرية" كمفهوم حاضرا، وذلك نتيجة غياب السياسة، والفكر السياسي الذي ما زال أبعد عن "الوعي الشعبي" نتيجة ما أشرنا إليه للتو، وهو الأمر الذي يجعل المسألة تتعلق بالحاجة إلى التخلص من العبء للتخلص من ضغط وتحرشات وخوف.

الحرية هنا هي التخلص من عبء إذن، وهذا غير كافٍ للقيام بثورة من أجل ذلك، وعي الحرية هو الذي يدفع إلى الثورة من أجلها كما شهدنا في بلدان أوروبا الشرقية وروسيا، وهذا لم يتأسس في "الوعي الشعبي" بعد، نتيجة أن الوعي التقليدي يكرس القمع وينفي الحرية، وأيضا نتيجة أن التعليم يكرس القمع كذلك على الضد من الحرية.

ولدى شخص يسكنه الخوف من السلطة تكون الحرية حالة خوف لأنها سياسة وضد السلطة، ولهذا يبقى متقوقعا في "مجتمعه الطبيعي" يتحاشى قدر المستطاع الصدام مع السلطة، وهو في ذلك يهرب من الحرية التي ستضعه في صدام معها، ويهرب من الثقافة السياسية التي سوف "تورطه" في الصدام مع السلطة، وبهذا لا يريد فهم معنى الحرية، رغم أن ضغوط السلطة توجد احتقانات ضدها -كما أشرنا- لا تصل إلى حد الثورة، رغم أنها تؤدي إلى احتكاكات موضعية في بعض الحالات.
مسألة الحرية ليست "خارج الموضوع"، بل هي جوهر الثورة، حيث إن الثورة هي تمرد من أجل الحرية، ولهذا فإن البديل الحقيقي هو البديل الذي يتضمن تحقيق الحرية بالضرورة
هذا الأمر يعني أن للثورة أساسا آخر كما أشرنا قبلا، أي حين يتعرض "المجتمع الطبيعي" لخطر الاندثار نتيجة العجز عن العيش بفعل غياب العمل أو الأجر الذي لا يعيل. هنا يكون أمر آخر، بالضبط لأنه يتعلق بالحياة ذاتها، وليس فقط بتحمّل ضغوط السلطة، وفي هذه الحالة يطلق الشعب كل مكنوناته ضد السلطة، ويفتح على كل تعدياتها.

حينها، يجري "نكش" كل ممارسات السلطة، وتصبح هي المستهدفة، فـ"الشعب يريد إسقاط النظام" الذي بات يعني هنا ليس تغيير النظام السياسي وتأسيس نظام قائم على الحرية فقط، بل وتغيير كلية النمط الاقتصادي الذي فرض الاختلال الذي بات يطيح بحياة الشعب، والذي يجعل الدولة الديمقراطية حلا غير كافٍ على الإطلاق بل يجب أن ترتبط بحل مجمل المشكلات الاقتصادية (البطالة والأجر والتعليم والصحة والبنية التحتية) التي بات تفكيكها يفترض بالضرورة تغيير النمط الاقتصادي، من هنا تأتي جذرية الثورات الراهنة.

لكن هذا لا يعني أن مسألة الحرية هي "خارج الموضوع"، بل هي في جوهر الثورة، حيث إن الثورة هي تمرد من أجل الحرية، ولهذا فإن البديل -الذي يجب أن يكون حقيقيا- هو البديل الذي يتضمن تحقيق الحرية بالضرورة، فالحرية ضرورة، والتحرر من البنى التقليدية ضرورة، والتحرر من الاستبداد العائلي والديني والمجتمعي والسلطوي هو ضرورة أيضا، وتحرير فعل البشر وتحقيق فاعليتهم يفترضان الحرية كضرورة.

غير أنه لكي نعي ما جرى من أجل أن نحدد ما يجب أن نفعل يجب أن نفهم الأساس الذي حرك الشعب لكي ينهض في لحظة بكل هذه القوة الخارقة، وبالتالي أن نعرف أن هدف الثورة ليس الحرية فقط، بل أولا وأساسا تغيير النمط الاقتصادي السائد لمصلحة اقتصاد منتج يسمح بحل مشكلات البطالة والفقر، وهذا ما كان يراد له أن يتهمش ويخفى من قبل المعارضة، وذلك بالضبط لأنها لا تختلف مع السلطة على "اللبرلة"، وإن اختلفت على من يهيمن من الرأسماليين.
وهذا الأمر هو الذي فتح المجال لأن يتحقق الانحراف من مطلب الحرية إلى الأسلمة، وإلى تمسك قطاعات من الأقليات الدينية بالسلطة، لهذا لا بد -والثورة تكمل عامها الثالث- من إعادة صياغة الرؤية لكي تطرح مطالب الشعب وتتجاوز أوهام النخب.

وهذا الأمر يفرض أن يكون تغيير النمط الاقتصادي مرتبطا بالضرورة بتأسيس دولة الحرية.

Sisi: The Butt of Jokes Around the World. Egypt's military leaders unveil devices they claim can detect and cure Aids

Devices, made public by the chief army engineer, are dismissed by experts around the world and called 'shocking to scientists'

  • theguardian.com
General Abdel Fatah el-Sisi, sitting down
General Abdel Fatah el-Sisi, who is expected to run for president of Egypt, attended the launch of the new device. Photograph: ITAR-TASS / Barcroft Media
Egypt's military leaders have come under ridicule after the chief army engineer unveiled what he described as a "miraculous" set of devices that detect and cure Aids, hepatitis and other viruses.
The claim, dismissed by experts and called "shocking to scientists" by the president's science adviser, strikes a blow to the army's carefully managed image as the saviour of the nation. It also comes as General Abdel Fatah el-Sisi, who toppled Mohammed Morsi in July after the Islamist leader ignored mass protests calling for him to step down, is expected to announce he will run for president.
The televised presentation – which was made to Sisi, the interim president Adly Mansour and other senior officials – raised concerns that the military's offer of seemingly inconceivable future devices will draw Egypt back into the broken promises of authoritarian rule, when Hosni Mubarak frequently announced grand initiatives that failed to meet expectations.
"The men of the armed forces have achieved a scientific leap by inventing the detecting devices," the military spokesman Colonel Ahmed Mohammed Ali wrote later on his official Facebook page. Ali said a patent has been filed under the name of the Armed Forces Engineering Agency.
Well-known writer Hamdi Rizk noted that video clips of the presentation had gone viral on social media, with tweets and blogs saying the military had made a fool of itself and put its reputation in jeopardy. "The marshal's camp has been dealt a deep moral defeat," he wrote in a column in Thursday's Al-Masry Al-Youm newspaper. "God give mercy to ... the reputation of the Egyptian army, which became the target of cyber shelling around the clock."
Professor Massimo Pinzani, a liver specialist and director of the Institute for Liver and Digestive Health at University College London, said he attended a demonstration of the devices during a visit to Egypt but "was not given convincing explanations about the technology" and was not allowed to try it for himself.
"As it is at present, the device is proposed without any convincing technical and scientific basis and until this is clearly provided it should be regarded as a potential fraud," he wrote in an email to The Associated Press. None of the research has been published in a reputable journal.
The uproar escalated when a scientific adviser to Egypt's interim President Adly Mansour denounced the claim and said it has no scientific base. "What has been said and published by the armed forces harms the image of the scientists and science in Egypt," Essam Heggy, a planetary scientist at the California Institute of Technology, told the daily newspaper El-Watan in remarks published on Wednesday. "All scientists inside and outside Egypt are in a state of shock."
He added that both Mansour and Sisi were surprised and their presence in the audience did not indicate approval. The furore started when major general Taher Abdullah, the head of the Engineering Agency in the Armed Forces, gave a widely televised presentation to Sisi and other senior officials on what he calls an "astonishing miraculous scientific invention."
Abdullah said two of the devices named C-Fast and I-Fast used electromagnetism to detect Aids, hepatitis and other viruses without taking blood samples while the third, named Complete Cure Device, acted as a dialysis unit to purify the blood. He also said the C-Fast, which looks like an antenna affixed to the handle of a blender, detected patients infected with viruses that cause hepatitis and Aids with a high success rate.
A short film aired during the presentation showed the engineering team's leader major general Ibrahim Abdel-Atti telling a patient: "All the results are great, showing you had Aids but you were cured. Thank God." The patient replies: "Thank God."
The next day, Abdel-Atti and his team held their own press conference at which the scientist said "I take Aids from the patient and nourish the patient on the Aids by giving him a skewer of Aids kofta". .
Gamal Shiha, head of the Association for Liver Patients Care, one of Egypt's prominent centres that worked alongside with the military, said he was angry about the "hasty" announcements. He said only one of the devices – C-Fast – underwent thorough testing.
Shiha said the C-Fast uses electromagnetic frequencies similar to those used in bomb detectors and radars and had been tested on more than 2,000 patients with a high success rate. "The technology of C-Fast is effective without doubt," he said. However, he dismissed the claims that the other two devices detect Aids and cure viruses.
Despite the scepticism, health ministry spokesman Mohammed Fathallah said the ministry recognises the devices as legitimate. Egypt's former Health Minister Amr Helmi, a liver surgeon by profession, said C-Fast had been approved by the ministry two years ago but he had never before heard of the other two devices.
For the general public, the uproar added to the uncertainty already fueled by years of turmoil since Mubarak's overthrow in February 2011. "I hope that the invention turns out to be true but I don't have confidence this is the case," said 35-year-old taxi driver Ahmed Morad. "I don't believe anyone ... everything is very confusing. It is like a salad."

Thursday, February 27, 2014

Tel Al-Zaatar and Yarmouk refugee camp sieges, the similarities

Tamim Al-Barghouti
On all three occasions, the media was told that the level of hunger in the camps was a lie, that eyewitness accounts were delusions and that the hunger victims were hungry for fame. In all of these instances, the forces imposing the siege on the camps would eat and drink in front of the cameras of the news agencies on the outskirts of the camp, in order to further humiliate and insult the people



















By Tamim Al-Barghouti
 The Yarmouk camp for Palestinian refugees in Damascus has been under siege for months, exposed to ground and air strikes, causing several of the refugees to die of starvation and resort to eating leaves and cacti, as well as the spread of intestinal and skin diseases due to the lack of clean water.

This has also resulted in the death of new-borns, their mothers, the elderly, the ill and the wounded because of the shortage of medicine. Anyone trying to leave the camp is killed and the camp has been bombed numerous times.
Even when the Syrian regime allowed some aid to enter the camp, after pressure from foreign media, they restored the siege as soon as the pressure stopped or when the media attention is no longer present.
The attempts of Syrian regime supporters to deny responsibility for the camp are really sad. The Yarmouk camp is a neighbourhood in Damascus. The legal, ethical, local and regional responsibility for the camp rests with the army who controls the city, the regime's army.
Although supporters of the regime claim they have a cause or right, doing evil is a thousand times better than claiming to do evil in the name of a cause.
The Syrian regime has a long history of starving Palestinians, perhaps longer than any other Arab regime. Three of the four countries surrounding Palestine have been involved in the death of Palestinians once: September, Sabra and Shatila and the siege on Gaza, but only one country of the four were involved in the shedding of Palestinian blood three times: Tel Zaatar, the War of the Camps and Yarmouk today.
On the three occasions, the scene is the same; the Syrian regime uses allied militias and orders them to surround the camp. In the case of Tel Al-Zaatar refugee camp in 1976, they used Maronite Lebanese Christian militias, consisting of the main Christian militia, the Phalangists, but also the Kataeb Forces, the Guardians of the Cedars and the Marada movement.
In the War of the Camps, between 1985 and 1988, the regime recruited the Shia Lebanese Amal Movement, which, at the time, was in armed conflict with Hezbollah over influence in Beirut and the south. Hezbollah did not participate in the War of the Camps, but the Amal movement opened fired on the Palestinians and Hezbollah at the same time.
As for today, the Syrian regime relies on the army directly, as well as some loyal Palestinian militias such as the Popular Front for the Liberation of Palestine – General Command and Fatah Al-Intifada.
On all three occasions, the water and electricity supplies were cut off from the camp, they were deprived of supplies and ran out of them, and people began to starve to death. On all three occasions, hunger drove the people to eat leaves and ask for fatwas to eat cats, dogs and dead animals; the women who walked to the working wells and water pumps on the outskirts of the camp were killed by snipers surrounding the camps.
According to the testimonies of Hussain Ayyad and Maysa Khatib, residents of Tel Al-Zaatar, the women who were shot by snipers fell into the wells and people were forced to use the wells while the martyrs' bodies remained in them. They were unable to remove the bodies because snipers continued to shoot at them.
On all three occasions, the media was told that the level of hunger in the camps was a lie, that eyewitness accounts were delusions and that the hunger victims were hungry for fame. In all of these instances, the forces imposing the siege on the camps would eat and drink in front of the cameras of the news agencies on the outskirts of the camp, in order to further humiliate and insult the people.
One of the Lebanese television stations supporting the Syrian regime broadcast a report on the Yarmouk refugee camp, showing the soldiers imposing the siege eating with one of the station's correspondents and denying the fact that the people were hungry, while repeating scenes of spilt children's milk during the sieges of the Sabra and Shatila and Burj El-Barajneh camps in the eighties, the former sieges imposed by Lebanon and backed by Israel and lasted three months, from June to September 1982. The latter siege was imposed by Lebanon and supported by Syria, lasting four years, from 1985 to 1988.
On all three occasions, the Syrian regime claimed it killed the Palestinians because they are radical and resistant, but they never clash with Israel, not even when they bombed the capital. In all three cases, humiliating the Palestinians in the media was an essential part of the war against them. This was not only to demoralise the people in the camps and those defending them under the siege, but also to distort the image of Palestine and the Palestinian political and cultural symbols and confuse the Syrian and Lebanese public opinion and reactions to such actions, or, at the very least, delay them from taking action to oppose the siege on the camps.
On January 9, 2014, UNRWA spokesperson Christopher Gunness said, "The profound civilian suffering in Yarmouk deepens, with reports of widespread malnutrition and the absence of medical care, including for those who have severe conflict-related injuries and women in childbirth, with fatal consequences for some women."
Britain's The Guardian reported the same UNRWA spokesperson saying, on February 9, 2014, a month after his first statement, that Dr Ibrahim Mohammed, who works with UNRWA, saved the life of a 14-month-old baby boy named Khaled, who was suffering from severe malnutrition. The baby was living almost exclusively on water for two months. His mother, Noor, who is 29 years old, said that they would boil water and spices and eat it, and when they ran out, they starting eating grass, but they even ran out of that.
In a documented message from the Euro-Mediterranean Human Rights Network (EMHRN), an organisation based in Geneva working in coordination with UNRWA to bring food into the camp, the EMHRRN reported that a 15-year-old girl named Heba, along with her five-month old child, told the UN food distributors that they hadn't eaten for three days and she has not been able to breastfeed her child. When the paramedics gave the baby water to drink, he became so bloated because he hadn't had anything in his stomach for days that the paramedics were concerned for him and one of the Red Cross International doctors was summoned to treat the baby.
These instances of hunger were followed in the past by killings of anyone trying to leave the camp. In the case of Tel Al-Zaatar camp, for example, after starving the camp for months, the Phalangist militias, backed by the Syrian regime, announced that it would allow the Palestinians to leave in order for the Red Cross to transport them to their shelters. When the Palestinians started to leave the camp, the militiamen began killing the Palestinians, according to Maysa Al-Khatib, one of the survivors of the massacre whose testimony, along with Hussain Ayyad's, was published in the Palestinian appendix to Lebanon's Al-Safir newspaper on August 12, 2013 and September 15, 2012.
"A massacre was committed against every young man and boy over the age of 10 who tried to leave the camp, as well as dozens of girls, women, and the elderly. A woman carrying her two-day-old baby was approached by one of the murders, who grabbed her baby and threw him far away; he fell onto some trees and she was unable to see where his body landed.
"A young woman with wounded legs was crawling through the crowds and one of the killers told another, 'Take her under the fig tree and make her happy'. She said: 'Death is a thousand times better', so he said, 'Then die,' and shot her.
"Ghazi, my cousin, was carrying my grandmother on his shoulders, thinking that carrying her would save her from death and they killed her before they killed him. An old woman slipped and fell into a ditch and while she tried to climb out of it, one of the killers said, 'Where are you going? Stay where you are' and he shot her in the head several times.
"Abu Yaseen Freijah, an UNRWA nurse, was dressed in his white uniform and was holding his wife, who was shot in the shoulder and the killers snatched his wife away from him, tied his legs to two cars, and they drove off in opposite directions.
"My 17-year-old cousin Ali, who was meek and harmless, was tied to the back of a car that set off at full speed onto the asphalt. Abu Akram, the well-known textiles seller, tried to stop the killers from taking his son by giving them all the money in his possession, but they killed his son in front of him before shooting him and they picked up the money he threw."
Those who committed the Tel Al-Zaatar massacre and starved the people during the War of the Camps have not been punished to this day and some have even gone on to become ministers and heads of representative councils in Lebanon and leaders in Syria. These tragedies are being repeated in Yarmouk refugee camp. Although the beginning of the tragedies in Yarmouk is similar to the ones in Tel Al-Zaatar, we must all take action in order for them not to end in the same manner.
Tamim Al-Barghouti is a Palestinian poet and political scientist. Al-Barghouti comes from a literary family. His father is the Palestinian poet Mourid Barghouti, and his mother is the Egyptian novelist and scholar, Radwa Ashour. This article is a translation of the Arabic text published by Shorouk newspaper on 25 February, 2014.

Let us not repeat the great disasters of the Arab revolutions

Dr Faisal Al-Qassim 

(The original Arabic version was posted earlier)
Faisal al-Qassim
I say once again that I'm not saying this to question the Arab revolutions, as they are needed and overdue. What I'm afraid of is for this spring to be exploited and changed to dirty international projects in which we are the biggest losers. As God is my witness, I informed people of my concerns
No one can doubt the legitimacy of Arab revolutions. They have been overdue for the purpose of ridding the Arab world of the tyranny, injustice, oppression and suppression they face. But day after day, facts from all the countries that took part in the Arab Spring show that our area is still being exposed to remote sabotaging colonial attempts in order to stop any development projects that may transfer the people of this area from the stage of dependence and underdevelopment towards real independence and freedom.

Perhaps the biggest evidence is that almost all revolutions were, and still are, subject to sabotage and distortion operations, which no one can miss. These try to cause them to fail and return the people back to the stage of obedience with means everyone knows well.
Even if the actions of the colonising powers are not clear in our countries, the old colonial powers are not happy with any real transformations in this strategic part of the world.
We have noticed how everyone is meddling with the Tunisian, Egyptian, Yemeni, Libyan and Syrian revolutions. The goal, which is to change the path of the Arab revolutions from liberating projects to international projects which bring us back to square one, if not back to a colonial level zero, has become clear to all of us.
Many powers, in cooperation with the collaborators in the region, have been trying to divert the revolutions away from their paths, drown them in blood and extremism. Through turning the lives of those who rebelled into a living hell they force people to hate the start of the revolutions.
Through these sabotaging policies, these powers can achieve two goals at one time: the first is to frustrate people and take them back to obedience for decades to come. The second is the restructuring of the area's map, dividing power among emerging world powers.
Perhaps the biggest evidence to this is the raging international conflict in Syria which is not only working to transform the Syrian revolution into a living hell for Syrians but is also trying to divide Syria, dividing what's already been divided.
Dividing Syria has become a widely discussed topic in the media and political circles, while everyone knows that the last thing Syrians want is to lose their nation, after they have lost hundreds of thousands of victims, not to mention the displacement of more than half of the population.
In light of international involvement in the Arab revolutions, it's become a must that we warn against the possibility of repeating what happened to the Arabs after the Great Arab Revolution, when old colonial powers such as France, Britain and Russia deceived us and instead of fulfilling their sweet promises of freedom and liberty, they tore the region apart into small weak entities as per the infamous Sykes-Picot Agreement.
Do these powers, who weep for the victims of the revolutions and call for the achievement of their goals, really want freedom for us, or are they doing the same thing their predecessors did in 1916? Then, Englishmen were inciting Arabs to rebel, while in reality they were working on dividing the region among different colonial powers.
Between 1914-1918, Sir Henry McMahon encouraged Hussein bin Ali, Sharif and Emir of Mecca, to lead a revolution against the Ottomans promising the Arabs freedom, dignity and liberty, with the condition that they help the Allies bring down the Ottoman Caliphate.
We all remember the infamous Lawrence of Arabia who became a personal friend of Sharif Hussein and his children, especially Faisal. Lawrence of Arabia convinced the Arabs that he supports their revolution and that he really wants them to become free from the Ottomans. All the while knowing that those who sent him to Sharif Hussein were working behind the scenes to tear the region apart and swallow it.
At the time the English were pushing Arabs towards revolution and promising them freedom, Sykes and Picot, the Englishman and the Frenchman, along with Russia, were dividing the inheritance of the Ottoman Empire amongst themselves.
Sykes and Picot had not visited the area and knew nothing of its nature, or the nature of its people or its demography, however they cooperated with Russia to divide the area in an unacceptable manner.
The Sykes-Picot Agreement was not all that happened, Britain, also from behind the scene, was negotiating with the Zionists for a homeland for them in Palestine.
We hope that history will not repeat itself this time and become a terrible tragedy.
Today, the situation is not different, where America pretends to be standing to the side of Arab revolutions, while behind the scene Russian Foeign Minister Sergei Lavrov and US Secretary of State John Kerry are preparing secret deals and only God knows what they hide.
Perhaps the most dangerous of these deals is what is called the Kerry-Lavrov Agreement, which concerns Syria and the region in general, especially because some believe it is worse than the old Sykes-Picot Agreement.
I say once again that I'm not saying this to question the Arab revolutions, as they are needed and overdue. What I'm afraid of is for this spring to be exploited and changed to dirty international projects in which we are the biggest losers. As God is my witness, I informed people of my concerns.
The author is a British-Syrian Al-Jazeera presenter. This article is a translation of the Arabic text published by Al Quds Al Arabi on 21 February 2014