سليم الحص
المأساة اللبنانية وحّدت بين اللبنانيين. كان القصد من الحرب إثارة فئات لبنانية على فئات أخرى توصّلاً إلى إشعال فتنة، على غرار ما هو حاصل في العراق الشقيق، أملاً بتعميم الانقسام والفتنة على المنطقة العربية برمّتها. يسمون ذلك الفوضى البنّاءة أو الخلاقة، ويجدون فيها السبيل إلى تفتيت شعوب المشرق العربي وصولاً إلى إعادة لمّها في ما يُسمى شرق أوسط كبيراً أو جديداً يرمي إلى القضاء على رابطة العروبة نهائياً من جهة وتسليط إسرائيل على المنطقة بأسرها من جهة ثانية.
برهن الشعب اللبناني بصموده وصبره وتشبّثه بأهداب الوحدة الوطنية أنه ليس لقمة سائغة. فالمقاومة للعدوان كانت أسطورية، والتضامن الوطني في مواجهة المحنة بين شتى الفئات كان رائعاً. والوحدة الوطنية هي أقوى من قنابلهم النووية.
وكان التضامن العربي مع لبنان في محنته رائعاً على مستوى الفرد العربي والشعوب العربية. أما الحكّام العرب فبعضهم لم يكن على مستوى المسؤولية والبعض الآخر، ومنها دول لها وزنها دولياً، كانت إما متخاذلة أو متواطئة. يا للعار.
No comments:
Post a Comment