مشاركة سورية في مؤتمر السلام
"لم يبق علي موعد انعقاد مؤتمر الشرق الاوسط للسلام الا سبعة اسابيع تقريبا، ومع ذلك ما زال هذا المؤتمر يتسم بالغموض، ويفتقر الي جدول اعمال واضح بشأن القضايا التي ستطرح علي مائدة البحث.
فحتي هذه اللحظة ما زال من غير المعروف عدد الدول المشاركة، وعلي اي مستوي ستكون هذه المشاركة، هل علي مستوي زعماء الدول او وزراء خارجيتهم، ثم من هي هذه الدول وما هي طبيعة دورها، ومن سيكون عضوا مراقبا ومن سيكون عضوا فاعلا، وما هي مدة هذا المؤتمر أو سقفه الزمني الاعلي؟
الرئيس جورج بوش صاحب الدعوة الي المؤتمر قرر ان تكون السيدة كوندوليزا رايس رئيسته، وهذا يعني انه سيكون علي مستوي وزراء الخارجية، لانه من غير المعقول ان يحضر زعماء من الشرق الاوسط ويشاركون بمؤتمر تتزعمه وزيرة خارجية امريكا وليس رئيسها، ولكن كل شيء جائز، ومعظم الزعماء العرب لا يستطيعون مخالفة اي امر للسيدة رايس، او يرفضون دعوة موجهة منها. السيدة رايس قالت ان المؤتمر سيبحث القضية الفلسطينية فقط، اي انه سيركز علي الضفة الغربية وقطاع غزة، ولن يتطرق الي قضايا اخري، مثل احتلال هضبة الجولان او مستقبل مزارع شبعا اللبنانية.
حصر جدول اعمال المؤتمر بالاراضي الفلسطينية المحتلة دون غيرها يعني ان المشاركة السورية غير مرغوب فيها، وحتي اذا تمت فانها ستكون ثانوية، اي ان تقتصر علي دور المراقبة، او اكمال العدد لا اكثر ولا اقل.
المسؤولون السوريون قالوا انهم لم يتلقوا اي دعوة رسمية للمشاركة في هذا المؤتمر، وكل ما سمعوه حول مشاركتهم جاء عبر وسائل الاعلام، اي كلام اطلقته السيدة رايس في الهواء حول دعوة سورية ولبنان الي المؤتمر، ولم تترجمه عمليا علي الورق.
الموقف السوري تجاه هذا المؤتمر بدا مرتبكا، فبعض المسؤولين السوريين مثل السيد وليد المعلم قال ان سورية ستشارك، والبعض الاخر قال انها ستدرس الدعوة وتقرر بشأنها، ولكن بعد وصولها رسميا.
السيد عمرو موسي امين عام جامعة الدول العربية، المتواجد حاليا في نيويورك لحضور جلسات الجمعية العامة للامم المتحدة قال ان سورية ستشارك في المؤتمر. واكد في مؤتمر صحافي ان الولايات المتحدة اعلنت تأييدها للمشاركة السورية هذه، باعتبار سورية عضوا في لجنة المتابعة العربية.
المشاركة السورية ربما جاءت لتوفير غطاء لمشاركة المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة، لان الولايات المتحدة حريصة ان يجلس وزيرا خارجية البلدين جنبا الي جنب مع وزيرة الخارجية الاسرائيلية، ويتبادلا المصافحات معها امام عدسات التلفزة.
امين عام جامعة الدول العربية بدأ التمهيد لمشاركة السعودية والامارات اللتين لم تقيما اي اتصالات رسمية علنية مع اسرائيل بالمطالبة بموقف اسرائيلي بتجميد العمليات الاستيطانية في الضفة الغربية في الفترة المقبلة ريثما ينعقد المؤتمر. ومن المؤكد ان الدولة العبرية لن تجد اي مشكلة في تجميد الاستيطان ستة اسابيع اذا كان المقابل هو مشاركة عربية موسعة ومن قبل دول لا تقيم علاقات معها.
الشروط العربية تتواضع بشكل مرعب مع اقتراب موعد انعقاد المؤتمر، ولن يكون مفاجئا بالنسبة الينا اذا ما اسقط العرب كل هذه الشروط في الايام المقبلة، وذهبوا الي المؤتمر وفق الشروط الاسرائيلية، اي التطبيع قبل الجلوس الي مائدة المفاوضات."
No comments:
Post a Comment