Wednesday, October 1, 2008

قنابل وزير خارجية البحرين


قنابل وزير خارجية البحرين

عبد الباري عطوان

"تعودنا في السنوات الأخيرة أن تأتينا المفاجآت من وزير خارجية دولة قطر الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، ولكنها أتتنا هذه المرة، ومن الوزن الثقيل، من نظيره البحريني، حيث دعا وزير خارجية البحرين خالد بن أحمد آل خليفة، في حديثه مع الزميلة "الحياة" إلى اقامة "منظمة اقليمية" تضم الدول العربية واسرائيل وايران وتركيا.

هذا الكلام الخطير لا يمكن ان يصدر، ومن وزير خارجية بحريني، وعلى هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، دون أن يكون هناك اتفاق حوله، أو مقدمة لتحرك جديد من قبل ما يسمى بدول "الاعتدال العربية"، للاعتراف الكامل بوجود اسرائيل كدولة اساسية في المنطقة، تمهيداً للاستعانة بها في الحرب الامريكية - الاسرائيلية ـ العربية المقبلة ضد ايران، التي باتت تشكل التهديد الاساسي لدول الخليج، والهيمنة الأمريكية على منابع النفط، وفق التصور الاستراتيجي الخليجي المتنامي.
......
نفهم ان يطالب وزير الخارجية البحريني بمنظمة اقليمية تضم العرب إلى جانب ايران وتركيا، وهي دول جميعها مسلمة، وشرق اوسطية، وتستطيع بما تملك من قدرات استراتيجية، وعمق تاريخي، ان تحل جميع مشاكل المنطقة، اذا ما تعاونت في ما بينها، ولكن لماذا يتم حشر اسرائيل، وهي الدولة الغريبة المعتدية، التي تشكل المصدر الرئيسي لمعظم مشاكل المنطقة، وتحتل اراضي لدولها، وتشن الحروب عليها، وتذكي نار التطرف الأصولي في بلدانها، بسبب تعطيلها للسلام، وتهويد المقدسات العربية والاسلامية في القدس المحتلة؟!
......
فوزير الخارجية البحريني يعلم جيداً ان ايران لا يمكن ان تدخل في تحالف اقليمي يضم اسرائيل، واضافة ايران إلى اقتراحه هذا هي من قبيل ذر الرماد في العيون، واطلاق قنبلة دخان، لاخفاء الهدف الأساسي وهو تشكيل "تحالف سني"، عربي – تركي، تكون اسرائيل ذراعه الضاربة في أي حرب جديدة يتم التحضير لها حالياً لمنع ايران من امتلاك قدرات نووية.
.....
اقصى ما توقعناه في هذا الزمن العربي الرديء هو ان تتبنى "دول الاعتدال" العربي دعوة بضم اسرائيل الى جامعة الدول العربية، لتشجيعها على قبول مبادرة السلام العربية، وطمأنتها الى نوايا العرب السلمية، ولكن لم يخطر ببالنا مطلقاً ان يفكر هؤلاء باطار اوسع، اي جعلها عضواً اصيلاً في تحالف اسلامي يجعلها تتبوأ موقع القيادة، اي اننا نتولى مهمة تسويقها و"تحليل" التعاون معها في العالم الاسلامي الأرحب.
......
كلام وزير خارجية البحرين خطير للغاية لعدة اسباب، اولها لانه يأتي في وقت تعلن فيه الولايات المتحدة عن تزويد اسرائيل بطائرات "اف 35" العملاقة التي تعتبر احدث ما انتجته الصناعة العسكرية الامريكية، ورادارات متطورة يجري نصبها في منطقة النقب جنوب فلسطين لرصد الصواريخ الباليستيه الايرانية قبل اطلاقها لضرب اسرائيل في اي رد انتقامي ايراني متوقع. وثانيها تصاعد مفاجئ للفتاوى السنية التي "تشيطن" الشيعة، وتتحدث عن اتساع عمليات "التشيع" في الدول السنية، وثالثها تزامنها ايضا مع انباء عن عقد لقاءات سرية عربية ـ اسرائيلية اكاديمية في اوكسفورد بمشاركة سعودية او خليجية رسمية تحت عنوان تفعيل مبادرة السلام العربية.
....
الرئيس بوش سيدفع 700 مليار دولار لإنقاذ اقتصاد بلاده المنهار بسبب حروبه الفاشلة ضد العرب والمسلمين، ومن المؤسف ان معظم هذه الاموال سيدفعها العرب في اشكال عديدة، ابرزها تمويل الحرب ضد ايران مثلما مولوا حربي امريكا في العراق وافغانستان."

No comments: