Tuesday, July 20, 2010

التدخين مسموح للرجال فقط!../ مصطفى إبراهيم*

مصطفى إبراهيم*
كاتب فلسطيني - غزة

".....
وتزامنت خطبة الجمعة المذكورة مع القرار الذي نفذه أفراد من المباحث العامة في حكومة حماس بمنع تدخين "الشيشة" في المطاعم والفنادق والمقاهي في قطاع غزة، وبعد الاحتجاج من قبل أصحاب تلك الاماكن تراجعت الحكومة عن القرار الذي اقتصر على منع النساء من تدخين "الشيشة" في الاماكن العامة والمفتوحة.

المتحدث باسم وزارة الداخلية في تبريره للقرار قال: "إن القرار لا يشمل المطاعم والأماكن المغلقة، وأنه اتخذ لأن (تدخين النساء للنرجيلة)، تتنافى مع العادات والتقاليد والأوضاع الاجتماعية في قطاع غزة، وأنه من غير اللائق، أن تضع المرأة قدماً على قدم وتدخن النرجيلة أمام الناس، في مشهد يضر بصورة شعبنا الذي يعاني من وطأة الحصار وتداعياته التي طالت كافة مناحي الحياة".

كثيرة القرارات التي اتخذتها حكومة حماس في قطاع غزة وتراجعت عنها مؤقتاً، قبل أن تفاجأ الناس وتطبقها بشكل تدريجي، ولم يكن لأي قرار أي سند قانوني، بل إن كثيرا من القرارات كانت من أجل التضييق على الحريات العامة، والحد من الحرية الشخصية للناس، ومنافية للقانون.

في غزة أصبح الناس يأخذون أي قرار يصدر عن حكومة حماس على محمل الجد، والشك في آن معاً، وأي قرار يتم اتخاذه سواء كان سلبا او إيجاباً يحمل تفسيرات وتكهنات كثيرة من قبل الناس الذين يُنظرون لذلك من خلال إحكام السيطرة وفرض حكومة حماس رؤيتها التي لم يخف عدد كبير من المسؤولين في الحركة ذلك.

القرارات كانت لإحكام السيطرة على المجتمع، وتتماشى مع رؤية حماس، استجابة لضغط من قاعدة الحركة المقتنعين بأنها حكومة إسلامية، وأنها الحكومة الوحيدة في المنطقة العربية التي تطبق الشريعة الإسلامية في قطاع غزة ومنه سوف ينطلق المشروع الإسلامي.

قبل عدة أشهر اتخذت الحكومة قراراً بفرض ضريبة ورسوم على السجائر، وكان تبرير ذلك أن سياسة الحكومة منع التدخين تطبيقا للقرار الذي صدر في العام الماضي بمنع التدخين في الأماكن الحكومية والعامة، وأن رفع أسعار السجائر وفرض الرسوم الجديدة للحد من إمكان تداوله، ومنع الأطفال من التدخين.

يتساءل الناس، ويشككون في قرار منع النساء من تدخين "الشيشة"، والتبرير الذي يقول أن ذلك يتنافى مع العادات والتقاليد والأوضاع الاجتماعية في قطاع غزة، ما علاقة أن تضع المرأة "قدما على قدم وتدخن النرجيلة أمام الناس" بالحصار الذي يعاني شعبنا من وطأته؟ فالمشاهد التي تضر بشعبنا ووطأة الحصار كثيرة منها على سبيل المثال لا الحصر، تهريب السيارات الحديثة عبر الأنفاق، والتي يمتلكها عدد قليل جدا من الأغنياء الجدد، والولائم وما يقدم عليها ما لذ وطاب من الطعام الذي يقدم للوفود المتضامنة مع أبناء شعبنا لرفع الحصار، وغيرها من المشاهد التي يتم التشكيك من خلالها في الحصار.
....."

No comments: