سأسجل اليوم شهادتي على واقع وقف إطلاق النار وفق خطة عنان وذلك بعد زيارتي لحمص..
باختصار صمد وقف إطلاق النار في حمص لمدة 12 ساعة ومن ثم ابتدأ القصف.. وصلنا إلى حمص قبيل الساعة الحادية عشرة أول صوت انفجار كان في الساعة 10:56 ومن ثم في الساعة 11:02 ومن ثم توالى القصف دون هوادة طيلة الساعات الخمسة التي قضيناها في الخالدية والحميدية والغوطة, سقط خلالها ما لا يقل عن 50 قذيفة على أحياء جورة الشياح والقرابيص والخالدية.
أصابت سيارتنا شظية قذيقة تركت أثرا في سقف السيارة.. أثرا يا ينسى..
في الأيام الثلاثة دخل براد المشفى ( كان في الأصل ملحمة وتبريده لم يكن كافياً لحفظ الجثث) 21 شهيدا في المناطق التي تخدمها الخالدية وهي البياضة وحمص القديمة.. لم يتمكن الأهالي من دفن الشهداء سوا اليوم صباحا بعد منعهم من الدفن لعدة أيام..
جلسنا مع عناصر الجيش الحر ولم يكونوا يحملون أسلحتهم التزاما بوقف إطلاق النار وأكدوا أنهم ملتزمون إلى أقصى حد وهم أصلا لا يستطيعون الرد لأن القصف يأتي من مسافات بعيدة ولا مواجهات بينهم.. كان بين الثوار شخصان مسيحيان من بستان الديوان أكدا رواية الثوار وقالوا بأن القصف طالهم كما طال غيرهم وبأن النظام هو المسؤول.
أرجو أن تعمموا هذه الشهادة لغايات التوثيق...
my other relative
عدت من حمص قبل ثلاث ساعات و عاد الشوق لها أكبر و أكبر!
و كما تعرفونني يا أصدقائي لا أعتمد على التلفاز في الحصول على الحقيقة(و قد أنسى وجوده أحيانا)..
فأردت أن أرى (بأم عيني) إلتزام إتفاقية وقف إطلاق النار..
دخلنا حمص.. و بعد أن رأيت الدمار (بأم عيني) من قذائف الهاون و الدبابات!! في الخالدية و البياضة و الوعر و الحميدية (حي لإخواننا المسيحيين)..
و منذ دخولنا لم يتوقف أو يهدأ صوت قذائف الهاون و صوت القناصات (وكأننا في ساحة حرب و لكن من طرف واحد !)..
و قد حصل الشرف لسيارتي (كساندرا) بأن تصاب بشظية هاون في سقف السيارة خلف السائق (دون إختراقه)..
و في إحدى هروبنا المسرع من القناص في أحد شوارع الحميدية سمعنا و أحسسنا بطلقة القناص القريبة جدا منا و لكن للأ سف لم تنل كساندرا الشرف مرة أخرى..!!
الحمد لله على سلامتنا و سلامة كساندرا التي ستبقى شظية الهاون ذكرى لنا من حمصنا الحبيبة..
و أعلمكم أن السيارة لن تباع مهما قدم طرازها و مهما هرمت.
و قد حصل لي الشرف بأن أقبل رأس أخي و صديقي أسامة البطل (الجريح) و التأكد بأنه سيعود لنا بعد 15 يوما سالما و متل الحصان :) و أكثر ثورانا..
من سياق الحديث عرفتم يا أصدقائي مالذي يحصل في حمص.؟
فأعود و أنصحكم بأن لا تنتظروا شيئا من خارج سوريا..!!و أن لا تتابعوا التلفاز و تنزلوا إلى الساحات لتروا مدى عظمة شعبنا و صموده و تلمسوا الإنتصار مع الثوار في الشارع..
فأجمل و أدق ما قيل في ثورتنا (من سمع ليس كمن رأى)!!!
عاشت سوريا حرة أبية.. و ستبقى حمصنا الجريحة عدية.
No comments:
Post a Comment