AlAhram
إذن، فإن قطر تحلم بدور لها في المنطقة لا يتناسب
بالضرورة مع إمكاناتها كدولة، ومن هنا جاء الربيع العربي بمثابة فرصة ذهبية
أمامها لبلورة وصقل هذا الدور، مستفيدة في ذلك من غياب دور القوي
التقليدية في المنطقة المنشغلة بأوضاعها الداخلية، أو تخشي زعزعة النظام
الإقليمي الهش. وقد تمكنت الدوحة، نتيجة لصغر حجمها وهيكل اتخاذ القرار، من
التعامل بسرعة وجرأة مع الأحداث المتلاحقة، وهو ما يعطيها ميزة نسبية
وفرصة لتخطي القوي الكبري(25). إن ما تريده قطر هو أن تظل في قلب أحداث
المنطقة، وأن تقوم بدور الوسيط بين المنطقة والعالم الغربي. وهذا بدوره
يفسر حرص قطر علي الحفاظ علي علاقات مع مختلف الأطراف السياسية في المنطقة،
خاصة المعادية للغرب، أو التي يتوجس الغرب منها ويجد صعوبة في التواصل
معها، مثل القوي الإسلامية(26). كما أنه أصبح واضحا لقطر من خلال خبرتها في
التوسط في النزاعات أنها تفتقر إلي العمق والثقل التاريخيين، وكذلك الوجود
علي أرض الصراع من خلال علاقات قوية بالقوي السياسية المؤثرة في مجريات
الأمور، وهو الأمر الذي تحاول قطر بناءه من خلال الرهان علي التيارات
الإسلامية الصاعدة. كما أن مجرد تصدرها للرأي العام العربي، كمدافعة عن
الثوار الراغبين في الحرية والديمقراطية، هو في حد ذاته فرصة لا تعوض
لتسويق الدور القطري دوليا)
No comments:
Post a Comment