عرب48 /وكالات
"انتقد عميد الصحافيين العرب الاستاذ محمد حسنين هيكل التصريحات التي ادلى بها
قياديون في جماعة 'الاخوان' مؤخرا، ودعوا فيها اليهود المصريين الى العودة الى مصر،
واتهموا فيها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بطردهم من مصر في الخمسينيات.
ووصف هيكل التصريحات بانها 'صيحة من لا يعرف في موضوع لا يعرفه، ويطلقها
اناس ضائعون في ساحة القتال'.
وقال هيكل في حديث الى قناة 'سي بي سي' المصرية الخاصة 'لا يوجد على الاطلاق
ما يسمى بتعويضات اليهود'.
وشرح ذلك بالقول: معظم أغنياء اليهود في مصر كانوا يحملون جنسيات أخرى،
(قطاوي فرنسي، وهراري ومزراحي بريطانيون، ولم يمتلكوا جوازات سفر مصرية، وبعض
اليهود رحلوا عن مصر بعد حرب فلسطين وآخرين بعد حريق القاهرة اي قبل اندلاع ثورة
يوليو 1952''.
واكد ان الدولة المصرية دفعت تعويضات لكل الشركات التي اممت عام
1960 بما في الشركات اليهودية التي كانت تحمل جنسيات غربية ضمن التعويضات التي دفعت
الى الشركات الاوروبية.
واشار الى ان تعداد اليهود المصــــريين في العام 1947 بلغ ستين الفا، وان
الجالية اليهودية في مصر لم تعان اي اضطهاد، وان التحقيــــقات في قضــــية لافون
(استخدام اليهود في شن عمليات تخريب ضد اهداف غربية في مصر عام 1954) تظهر ان
الجالية اليهودية كانت من الجاليات المستقرة، ما دفع البعض في اسرائيل الى الاعتراض
على تجنيد افراد منها في العمليات.
ونفى ان يكون عبد الناصر طرد اليهود من مصر، واكد ان من بقي منهم في مصر بعد
الثورة 'مشوا من انفسهم بعد حرب السويس'.
واضاف هيكل، 'لم يعجبني كلام مرسي عن
فلسطين، حيث لم يدنِ المستوطنات أو الحديث عن القدس في حديثه، ولا أطالب مرسي
بالحرب، ولكن القدس قضية جوهرية لدى التيار الإسلامي'.
وأضاف هيكل ، 'لا بد أن نفرق بين كاتبي الخطابات والمحترفين والكتبة، وقد كتبت
خطب عبد الناصر لأني كنت طرفاً محاوراً له باستمرار'.
وقال هيكل، 'إن الخطأ
الأساسي للرئيس محمد مرسي، في الحكم هو عدم مصارحته بالحقيقة، وأنه لا يملك مفاتيح
الحل لأزمات البلاد'، مشيراً إلى أن مرسي هو الذى طلب السلطة بالقوة. وان مصر أصبحت
ريفية السياسة، والعالم العربي أصبح منعزلا في سياسته الخارجية، وان النظم العربية
الموجودة حاليا متخلفة منذ الحرب الباردة ولا تتحمل عناء الدفاع عن نفسها، وأنه
أصبح لدينا في العالم العربي أشخاص يتحدثون في قضايا لايعرفون عنها شيئا.
وأضاف هيكل أن جزءا من الأزمة الاقتصادية في مصر سببها خطاب الرئيس مرسي،
وأن الرئيس مرسي يرى الحقيقة من قبل، ولكنه كسياسي يتخذ القرار الخطأ في الوقت
الخطأ.
وفي سياق متصل، أوضح 'أن من يصنع خطاب الرئيس عليه أن يعبر عن الواقع،
ويخاطب الداخل أولا ولو على حساب الخارج، وعليه أن يدرك حاجة مصر إلى خطاب جديد'،
مشيرًا إلى 'أن النظام لديه إعلامه، إلا أنه لا ينافس'.
وعن الإعلام الخاص، قال هيكل إن الإعلام يزعج السلطة وتأثيره مقلق، مشيرا
إلى أنه يخبر الحقيقة للاخرين، ويفتح الملفات ويبحث عن الحقائق، موضحا أن الإعلام
لا يحاسب ولا يراقب، وأنه إذا كان الإعلام حرا حماه جمهوره وأخلاق المجتمع، فيما
انتقد القنوات الدينية واصفا إياها بأنها قنوات ادعاء ديني لا علاقة لها
بالأخلاق."
No comments:
Post a Comment