وائل قنديل
2 يوليو 2014
اقرأ أيضاً:
- 2 يوليو 2014 |
في الذكرى الأولى للثورة العميقة
- 1 يوليو 2014 |
عرب ٣٠ يونيو في مصر
- 30 يونيو 2014 |
إنهم لايملكون البكاء كالنساءعلى ثورة لم يحافظوا عليها كالرجال
- 21 يونيو 2014 |
الناصرية على مذهب خادم الحرمين
اختيارات القرّاء
مشاهدةتعليقاًإرسالاً- 1 2 3 4 5 6
لا تختلف تفاصيل مأساة استشهاد الفتى الفلسطيني محمد حسين أبوخضير عن فاجعة اغتصاب المصرية ندى أشرف الطالبة بجامعة الأزهر.
أبوخضير قتله قطيع من المستوطنين الصهاينة في بلدة شعفاط التابعة للقدس المحتلة ثم أحرقوا جثته، وندى قتل روحها ضابط شرطة مصري في مدرعة أمام جامعة الأزهر وأحرق حياتها. في الحالتين القطيع المصفق واحد، فالذين رقصوا بوسائل الإعلام المصرية ابتهاجا بالعدوان على الفلسطينيين في غزة والخليل والقدس هم أنفسهم الراقصون على إيقاع "تسلم الأيادي" فوق جثث أكثر من ثلاثة آلاف شهيد قتلتهم المدرعات والجرافات المصرية.
جريمة العصر في مصر "مجزرة رابعة"وجدت احتفاءً شديدا في الكيان الصهيوني، وجريمة الصهاينة الدائرة الآن تجد احتفاءً أشد في دولة الانقلاب المصرية، وهذا أمر منطقي للغاية في ظل وحدة المنهج وتوحد الفكرة الحاكمة في القاهرة وتل أبيب، فهنا استئصال ومحو وإبادة عنصرية، كما أن هناك في فلسطيننا النازفة إبعاداً وتجريفاً وتهديم منازل وحرقاً للزرع والبشر وتطهيراً عرقياً.
العقلية واحدة هنا وهناك، والمنطلقات أيضا، كلاهما يهرف ويثغو بصيحات "الحرب على الإرهاب" ويجد من يكافئه بصفقات الأباتشي والصمت المساند لجرائم ضد الإنسانية يمارسها الجنرالات هنا وهناك في تناغم يبلغ حد التطابق وكأن كليهما يعزف من "نوتة" موسيقى جنائزية واحدة.
في الحالتين، اغتصاب ندى واغتيال أبوخضير، المجرم يشعر بالأمان، ولم يكن ليقدم على ممارسة فظاعته اللاإنسانية لولا أنه يدرك أن الضمير العام مصاب بالعطب والعطن، وسيترك الجريمة الأصلية ويتحدث عن ضرورة الاصطفاف في الحرب على الإرهاب، هو ضمير ملوث بميكروب "الأمر الواقع" بحيث صارت مقاومة العدوان إرهابا، وأصبح الحديث عن الحقوق خروجا على القانون الدولي، هذا القانون الذي تحول إلى جحيم لكل القيم والمعاني الإنسانية.
وفي عصر عربي موغل في الرداءة والانحطاط مثل الذي نعيشه يصير شيئا عاديا أن تحتفي وسائل إعلام الانقلاب المصرية بالبربرية الصهيونية وتدعوها للمزيد، وقبل ذلك تحتفل بخرائط بنيامين نتنياهوالجديدة للمنطقة والتي يعلن فيها تشييع "سايكس بيكون" ويدعو مصر للتعاون معه للقضاء على" التطرف الإسلامي".
إن نتنياهو يتحدث وهو موقن أن ابتسامة تكسو ملامح قادة مصر الجدد تعبيرا عن الرضا التام بهذه المكرمة الصهيونية، تماما كما صمتوا مبتسمين عندما عبرت الميديا الإسرائيلية عن فرحها الغامر بالانقلاب، فبعد عشرة أيام فقط من الانقلاب العسكري في مصر (الانقلاب الذي بدأ في 30 يونيو واكتمل في 3 يوليو) كتب المحلّل السياسيّ الإسرائيليّ آري شافيت يوم 11 يوليو في صحيفة "هآرتس" الإسرائيليّة، في مقالة تحت عنوان "الشوق الإسرائيليّ للسّيسي" يقول فيها "ليس هناك شكّ أو تردّد في إسرائيل، فكلّنا مع السّيسي وكلّنا مع الانقلاب العسكريّ، كلّنا مع حقّ الجنرالات الحليقي اللّحى الذين تربّوا في أميركا في القضاء على سلطة رئيس ملتحٍ منتخب"
وقبل ذلك بخمسة أيام كتب المحلّل العسكريّ والباحث في معهد "بيغين-سادات" عامير رابابورت في مقال له بموقع معاريف يوم 6 يوليو تحت عنوان "على إسرائيل أن تكون راضية بعزل مرسي"، أنّ الجيش الإسرائيليّ يعتبر السيسي بطلاً وعبقريًا".
ولذلك يصبح المدهش في الموضوع حقا هو محاولة تصنع الدهشة من ردود أفعال الجوقة الانقلابية في مصر على العدوان الصهيوني الجديد، فالثابت أن هذا الاغتصاب المجنون لثورة يناير المصرية لم يكن لينجح لولا الرعاية الكاملة له من جانب واشنطن وتل أبيب.
وعلى ذلك تصبح مقاومة الانقلاب في مصر نوعا من التصدي لمشروع صهيوني يعلنه نتنياهو صراحة ويتولى من خلاله إعادة رسم خريطة العرب، وهنا تنهض صرخة ندى المغتصبة على باب جامعة الأزهر، وارتعاشة الموت في جسد الصبي الفلسطيني محمد حسين أبوخضير تعبيرا عن بسالة عربية نقية في مواجهة لصوص الأرض والعرض.
أبوخضير قتله قطيع من المستوطنين الصهاينة في بلدة شعفاط التابعة للقدس المحتلة ثم أحرقوا جثته، وندى قتل روحها ضابط شرطة مصري في مدرعة أمام جامعة الأزهر وأحرق حياتها. في الحالتين القطيع المصفق واحد، فالذين رقصوا بوسائل الإعلام المصرية ابتهاجا بالعدوان على الفلسطينيين في غزة والخليل والقدس هم أنفسهم الراقصون على إيقاع "تسلم الأيادي" فوق جثث أكثر من ثلاثة آلاف شهيد قتلتهم المدرعات والجرافات المصرية.
جريمة العصر في مصر "مجزرة رابعة"وجدت احتفاءً شديدا في الكيان الصهيوني، وجريمة الصهاينة الدائرة الآن تجد احتفاءً أشد في دولة الانقلاب المصرية، وهذا أمر منطقي للغاية في ظل وحدة المنهج وتوحد الفكرة الحاكمة في القاهرة وتل أبيب، فهنا استئصال ومحو وإبادة عنصرية، كما أن هناك في فلسطيننا النازفة إبعاداً وتجريفاً وتهديم منازل وحرقاً للزرع والبشر وتطهيراً عرقياً.
العقلية واحدة هنا وهناك، والمنطلقات أيضا، كلاهما يهرف ويثغو بصيحات "الحرب على الإرهاب" ويجد من يكافئه بصفقات الأباتشي والصمت المساند لجرائم ضد الإنسانية يمارسها الجنرالات هنا وهناك في تناغم يبلغ حد التطابق وكأن كليهما يعزف من "نوتة" موسيقى جنائزية واحدة.
في الحالتين، اغتصاب ندى واغتيال أبوخضير، المجرم يشعر بالأمان، ولم يكن ليقدم على ممارسة فظاعته اللاإنسانية لولا أنه يدرك أن الضمير العام مصاب بالعطب والعطن، وسيترك الجريمة الأصلية ويتحدث عن ضرورة الاصطفاف في الحرب على الإرهاب، هو ضمير ملوث بميكروب "الأمر الواقع" بحيث صارت مقاومة العدوان إرهابا، وأصبح الحديث عن الحقوق خروجا على القانون الدولي، هذا القانون الذي تحول إلى جحيم لكل القيم والمعاني الإنسانية.
وفي عصر عربي موغل في الرداءة والانحطاط مثل الذي نعيشه يصير شيئا عاديا أن تحتفي وسائل إعلام الانقلاب المصرية بالبربرية الصهيونية وتدعوها للمزيد، وقبل ذلك تحتفل بخرائط بنيامين نتنياهوالجديدة للمنطقة والتي يعلن فيها تشييع "سايكس بيكون" ويدعو مصر للتعاون معه للقضاء على" التطرف الإسلامي".
إن نتنياهو يتحدث وهو موقن أن ابتسامة تكسو ملامح قادة مصر الجدد تعبيرا عن الرضا التام بهذه المكرمة الصهيونية، تماما كما صمتوا مبتسمين عندما عبرت الميديا الإسرائيلية عن فرحها الغامر بالانقلاب، فبعد عشرة أيام فقط من الانقلاب العسكري في مصر (الانقلاب الذي بدأ في 30 يونيو واكتمل في 3 يوليو) كتب المحلّل السياسيّ الإسرائيليّ آري شافيت يوم 11 يوليو في صحيفة "هآرتس" الإسرائيليّة، في مقالة تحت عنوان "الشوق الإسرائيليّ للسّيسي" يقول فيها "ليس هناك شكّ أو تردّد في إسرائيل، فكلّنا مع السّيسي وكلّنا مع الانقلاب العسكريّ، كلّنا مع حقّ الجنرالات الحليقي اللّحى الذين تربّوا في أميركا في القضاء على سلطة رئيس ملتحٍ منتخب"
وقبل ذلك بخمسة أيام كتب المحلّل العسكريّ والباحث في معهد "بيغين-سادات" عامير رابابورت في مقال له بموقع معاريف يوم 6 يوليو تحت عنوان "على إسرائيل أن تكون راضية بعزل مرسي"، أنّ الجيش الإسرائيليّ يعتبر السيسي بطلاً وعبقريًا".
ولذلك يصبح المدهش في الموضوع حقا هو محاولة تصنع الدهشة من ردود أفعال الجوقة الانقلابية في مصر على العدوان الصهيوني الجديد، فالثابت أن هذا الاغتصاب المجنون لثورة يناير المصرية لم يكن لينجح لولا الرعاية الكاملة له من جانب واشنطن وتل أبيب.
وعلى ذلك تصبح مقاومة الانقلاب في مصر نوعا من التصدي لمشروع صهيوني يعلنه نتنياهو صراحة ويتولى من خلاله إعادة رسم خريطة العرب، وهنا تنهض صرخة ندى المغتصبة على باب جامعة الأزهر، وارتعاشة الموت في جسد الصبي الفلسطيني محمد حسين أبوخضير تعبيرا عن بسالة عربية نقية في مواجهة لصوص الأرض والعرض.
No comments:
Post a Comment