لفت الأنظار أن من بين المتهمين بأنهم ضمن تيار "الصهاينة العرب" بعض رجال الدين الذين برز اثنان منهم يدعوان الله بالقضاء على حماس وجماعة الإخوان المسلمين، واستخدم أحدهم وسما أطلق عبر تويتر بعنوان "غزة بين رحى الإخواني والصهيوني".
محمد النجار-عمان
مع كل جولة حرب بين المقاومة في فلسطين المحتلة وإسرائيل تبرز مواجهة
لافتة وساخنة عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، أبطالها غالبية
مؤيدة للمقاومة وقلة معادية أو منتقدة لها، وهو أمر تستغله إسرائيل غالبا
لإظهار أن هناك "انقساما" عرييا إزاء تأييد الفلسطينيين.وفي جولة الحرب الحالية بين المقاومة في قطاع غزة وإسرائيل، ظهرت بشكل لافت المواجهة بين التيارين، لدرجة دفعت بنشطاء عبر موقعي التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و"تويتر" لإطلاق وسم "هاشتاغ" خاص بهذه الفئة يحمل اسم "#الصهاينة_العرب".
اللافت أن المتهمين بمساندة إسرائيل يتنوعون بين مشاهير الإعلاميين، ومنهم أحد رؤساء تحرير الصحف العربية الشهيرة، إضافة لعدد من أبرز الإعلاميين المصريين، وصولا لنشطاء خليجيين وعرب وحتى فلسطينيين كتب بعضهم مساندة لإسرائيل ودعوتها لإبادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
عملية تنظيف
وبرزت كتابات لمغردين عبر تويتر تصف ما تفعله إسرائيل في قطاع غزة بأنه "عملية تنظيف"، عوضا عمن اعتبر أن العرب "ملوا من صداع فلسطين" داعيا إسرائيل لإراحة العرب من الفلسطينيين.
واختلط الموقف مما يجري في غزة لدى الكثير من هؤلاء بموقفهم المعادي لجماعة الإخوان المسلمين، فذهب أحدهم للدعاء بأن ينصر الله إسرائيل على حماس وكل إخواني، وحاول البعض اعتبار الحرب التي تخوضها حماس محاولة لإحراج الرئيس المصري الجديد عبد الفتاح السيسي.
ولفت الأنظار أن من بين المتهمين بأنهم ضمن تيار "الصهاينة العرب" بعض رجال الدين الذين برز اثنان منهم يدعوان الله للقضاء على حماس وجماعة الإخوان المسلمين، واستخدم أحدهم وسما أطلق عبر تويتر "غزة بين رحى الإخواني والصهيوني".
واللافت دخول إسرائيل على الخط لدعم مواقف هؤلاء، فقد أبرز موقع تواصل التابع لوزارة الخارجية الإسرائيلية العديد من كتاباتهم وتغريداتهم عوضا عن إعادة نشر مقالات تهاجم حركة حماس والمقاومة في غزة نشرتها صحف ومواقع عربية عدة.
نماذج لتعليقات على مواقع التواصل (الجزيرة نت) |
شكر إسرائيلي
كما دخل الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي على الخط، عندما رد بالشكر على بعض هؤلاء المغردين، وأعاد نشر تغريدات البعض الآخر، واستشهد بما كتبه فريق ثالث حول أحقية إسرائيل في حربها على "الارهاب" في غزة.
في الرد على هؤلاء برزت مواقف لإعلاميين بارزين ونشطاء معروفين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، سلطوا الضوء على مواقف هؤلاء وهاجموها بضراوة، أو نشروا صورا لشهداء وضحايا القصف الإسرائيلي في قطاع غزة، واعتبروا أن "الصهاينة العرب" مشاركون بقتلهم، أو نشر صور لإسرائيليين داخل ملاجئ أو يهربون أثناء سماع صفارات الإنذار خوفا من صواريخ المقاومة الفلسطينية.
وبرز دور آخرين في نشر حسابات لمن يتهمون بأنهم من "الصهاينة العرب" والدعوة للرد عليها أو مهاجمتها، فيما قام آخرون بنشر ما عدوها "قائمة عار" للإعلاميين العرب الذين استشهدت وزارة الخارجية الإسرائيلية أو الناطق باسم وزارة الدفاع الإسرائيلي بمواقفهم المؤيدة لإسرائيل أو المناوئة لحماس.
في هذا الإطار يرى وزير الإعلام الأردني الأسبق طاهر العدوان أن مهاجمة النشطاء العرب لمن يوصفون بـ "الصهاينة العرب" مشروعة.
أقرب للتواطؤ
وقال للجزيرة نت "لا يمكن لأي عربي شريف ألا يقف مع المقاومة وصواريخها التي تدك إسرائيل، وبدلا من أن يصمت هؤلاء على الأقل يبررون لخدمة إسرائيل وعدوانها على الصامدين في قطاع غزة".
وبرأي العدوان فإن هؤلاء "قلة معزولة اختارت الأعداء حليفا"، معتبرا أن الأخطر "هو صمت الأنظمة العربية حتى عن التنديد بما يجري في قطاع غزة، حيث ظهرت هذه الأنظمة كعادتها معزولة وغير مسؤولة وأقرب لأن تكون متواطئة مع العدوان الصهيوني على غزة ومقاومتها الشريفة".
وتابع "هؤلاء يعبرون عن عجز أنظمة يعملون لديها، ويحاولون نقل الصراع للشارع العربي، وهو أمر لم ولن يفلحوا به".
وأردف "الغالبية الساحقة من الشارع العربي خاصة من الشعوب المغلوبة على أمرها تعبر عن فرح غامر لم تشهده من عقود لصور الصواريخ التي تتساقط على رؤوس الصهاينة والتي بدلت معادلة الرعب والردع التي لم تستطع الأنظمة العربية تحقيقها".
ويلفت إلى أن التاريخ سيكتب بأسوأ الحروف عن المنحازين للصهاينة ممن صمتوا ناهيك عن الذين أيدوا إسرائيل في عدوانها، "بينما سيكتب بأحرف من ذهب عن حركة حماس والمقاومة في غزة التي شرفت الأمة العربية بصواريخها، وعن أصحاب المواقف الذين انحازوا لأمتهم وشرفهم العربي".
No comments:
Post a Comment