Link
هل ينبغي علينا أنْ نشطب ذاكرتنا لنبدأ في ذاكرة أخرى؟
وكيف ستكون هذه الذاكرة/ اللاذاكرة؟
ماذا ستحمل من صور، من أصوات، من وجوه، من رموز، من أنبياء، من حكم، من قيم، من أمنيات وأهداف؟
هل كنَّا على ضلالة، ونحنُ نَسمَعُ جميل بشير وناظم الغزالي ونجاة الصغيرة؟
هل ينبغي أنْ نحرق ما نقرأه من كتب للسياب وماركيز وهمنغواي ونجيب محفوظ؟
هل سنتخلى عن كل ما يقودنا إلى اكتشاف الجمال في ذواتنا وفي كل ما يحيط بنا من صور مدهشة في هذه الحياة على الرغم ممّا فيها من مشقات؟
هل ستُمحى كل الأغاني التي ذرفنا الدمع كلَّما سمعناها..هل سيموت المتنبي .. هل سَنكرهُ صوت أم كلثوم ..هل سنحرق والت ويتمان وعلي الوردي وجان بول سارتر ونصر حامد أبوزيد؟
مَن سنحتفظ به.. بمن سنهتدي ..أي صوت سيهزُّ أحاسيسنا..أي وجه سيبعث فينا الحب .. ؟
ماذا سنقول للنساء، كيف سنقول لهن ما نريده منهن ..وهل سنحتقر العيون السود؟
هل سنكون نحن .. أمْ سنكون غيرنا؟
هل سنكون بذاكرتنا، أمْ بذاكرة سلطةٍ شطَبَت ذاكرتنا، أمْ سنكون بلاذاكرة؟
كيف سننظر الى نخيل العراق، إلى جواد سليم، إلى بهنام أبو الصوف، إلى أنجلينا جولي التي لا تكف عن احتضان اللاجئين؟
ماذا سنقول عن ساسة ورجال دين سرقوا قوت الشعب؟
هل سنصافح من هجَّر أهلنا .. واستباح مُدننا؟
مع مَن سنقف..مع الذين تاجروا بنا وبعذاباتنا .. مع الذين ارتضوا أن يكونوا عبيداً لغيرهم حتى يكونوا أسياداً علينا؟
هل سنكف عن كتابة الأشعار لدجلة، للحبيبة، للمدن التي نموت من أجل شوارعها؟
هل سنكتفي بمشاعر الحزن والندم والأسى على ماض تولىّ؟
ما المطلوب منّا لكي نعود مواطنين صالحين؟
هل سنعلن التوبة من وجداننا الإنساني لنلتحق في ركب الطوائف والمذاهب والقبائل؟
يبدو أنَّ غزوة أجهزة السلطة الأمنية العراقية للنوادي والفرق الموسيقية في بغداد، يوم السبت، 18/ 7 / 2015 ترسم طريقاً جديداً آخر للعراق، لمْ يعرفه طوال تاريخه الموغل في القدم، ولم تعتد عليه ثقافة إنسانه..
فكيف سنكون، غداً، فيما لو استجبنا وخضعنا ؟
هل سنكون نحن أمْ سنكون قردة؟
No comments:
Post a Comment